محتويات
تعريف المحسنات البديعية
هي من الوسائل التي يستعين بها الأديب لإظهار مشاعره وعواطفه؛ للتأثير في النفس، وتكمن روعتها في أنّها تأتي بعفوية، فيكون بذلك تحسينًا للكلام من جهتي: اللفظ والمعنى، والمحسنات البديعية تندرج تحت علم البديع الذي وضع أركانه ابن المعتز.
أنواع المحسنات البديعية
من أنواع المحسنات البديعية ما يأتي:
المحسنات اللفظية
هي قسم من البلاغة العربية، وهي الكلام الذي يعود فيه التجميل إلى اللفظ بذاته؛ أي يتم التعبير عن المعاني الكامنة بألفاظ جميلة تعطي تحسينًا لذلك المعنى المقصود، ويقسم إلى ما يأتي:
- الجناس: وهو أن يتشابه اللفظان، ويختلفان في المعنى.
- السجع: هو توافق الفاصلتين في النثر على حرف واحد في الآخر.
- رد العجز على الصدر: هو أن يجعل أحد اللفظين المكررين أو المتجانسين في اللفظ دون المعنى، في أول الفقرة وآخرها.
- التصريع: أن يأتي الجزء الأخير من الشطر الأول، متفقًا مع الجزء الأخير من الشطر الثاني.
- حسن الابتداء: هو أن يجعل الكاتب أول كلامه حسن اللفظ، جميل السبك وآخره، وحسن الانتقال من المعنى إلى الآخر دون أن يحدث ذلك قفزة في النص، بل أن يكون متناسقًا.
المحسنات المعنوية
أحد أنواع علم البديع، ويقسم إلى ما يأتي:[١]
- الطباق: هو الجمع بين الشيء وضده في الكلام.
- المقابلة: أن يؤتى بمعنيين غير متقابلين أو أكثر، ثم يؤتى بما يقابل ذلك بالترتيب.
- حسن التعليل: هو أن ينكر القائل صراحة أو ضمنًا علة الشيء الحقيقية، ويأتي بعلة فكاهية أدبية تناسب الغرض الذي يرمي إليه .
- المبالغة: هو وصف الشيء وصفًا مستبعدًا أو مستحيلًا.
يكون أثر المحسنات في تجميل الكلام بشقيه اللفظي والمعنوي، بحيث تؤهل النص لإقناع القارئ، فيجد الكاتب نفسه مقبول الرأي.
ومن الممكن أن يستخدم الكاتب تلك المحسنات البديعية في تسهيل الحفظ على القارئ باستخدام السجع، وذلك بأن يُنسق الكاتب الجمل باستخدام الوزن والقافية، فيجعل القارئ يرى في النص موسيقى داخلية وتناغمًا في الجمل مما يجذبه، ويؤكده في الذهن.
للمحسنات البديعية أثر كبير للكاتب أو الخطيب، فيسطيع من خلالها أن يوصل رسالته، فيقوم بتنسيق الوتر البلاغي للمعاني، ويستطيع من خلالها أن يكسب عاطفة القراء والمستمعين؛ لتحقيق الأهداف، وتحقيق التركيز والانجذاب، وتحقيق عمق المعنى المراد من النص أيضاً.
أمثلة على المحسنات البديعية
- الجناس: يقول أبو الفتح البستي:
ناظراه بما جنى ناظراه
- أو دعاني أمت بما أودعاني[٢]
- الطباق: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}.[٣]
- المقابلة: {إنَّ الأَبرارَ لَفي نَعيم (13) وإن الفُجّارَ لَفي جَحيم}.[٤]
- السجع: "الحرُّ إذا وعد وفى، وإذا أعان كفى".
- التصريع: يقول امرؤ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
- بسقط اللوى بين الدخول فحومل [٥]
- رد العجز على الصدر: يقول الأرجاني:
دعاني من ملامكما سفاهًا
- فدعاني الشوق قبلكما دعاني [٦]
- حسن التعليل: يقول أحد الشعراء:
ما زلزلت مصر من ألم ألمّ بها
- لكنها رقصت من عدلكم طربًا[٧]
- المبالغة: يقول عمرو بن كلثوم:
إذا بلغ الفطام لنا رضيع
- تخرّ له الجبابر ساجدينا[٨]
المراجع
- ↑ "المحسنات البديعية "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28\12\2021. بتصرّف.
- ↑ "العصر العباسي ابو الفتح البستني"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2\1\2022.
- ↑ سورة فاطر، آية:19
- ↑ سورة الانفطار، آية:13-14
- ↑ "العصر الجاهلي "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/1/2022.
- ↑ "العصر الأندلسي\ الأرجاني "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2\1\2022.
- ↑ "علم البديع"، محمود قحطان، اطّلع عليه بتاريخ 2\1\2022.
- ↑ "العصر الجالي\ عمرو بن كلثوم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/1/2022.