محتويات
الوسواس القهري هو من الأمراض النفسية المزمنة التي تؤثر على حياة الفرد اليومية، ولكن هل تعلم ما أثر الوسواس القهري على الدماغ؟
الوسواس القهري (OCD) هو مرض عقلي أو نفسي يتمثل بتصرفات قهرية لا يمكن التحكم بها، وهناك عدة آثار لهذا المرض على الدماغ، لهذا سنتعرف في المقال الآتي على أثر الوسواس القهري على الدماغ:
أثر الوسواس القهري على الدماغ
بالرغم من أن سبب الإصابة بالوسواس القهري لا يزال غير معلومًا بشكل واضح، إلّا أنه يوجد بعض النظريات التي توضح أثر الوسواس القهري على الدماغ، ومن أهم نقاط أثر الوسواس القهري على الدماغ نذكر الآتي:
1. اختلاف في كمية المادة الرمادية
يتمثل أثر الوسواس القهري على الدماغ في تباين كمية المادة الرمادية في مناطق مختلفة من الدماغ مقارنة مع الدماغ غير المصاب، حيث أن كمية المادة الرمادية عند المصابين بالوسواس القهري تكون أقل في بعض المناطق، مثل: منطقة الساحة الجبهية البصرية.
كما أن هناك أيضًا نقص في كمية المادة الرمادية في المناطق المسؤولة عن قمع القيام بردات الفعل والأمور الاعتيادية، مثل: منطقتي القشرة الحزامية الأمامية، والتلفيف الجبهي الوسطي.
إن انخفاض كمية المادة الرمادية في هذه المناطق المسؤولة عن قمع الأفعال قد تكون السبب وراء انخفاض نشاطها، مما يفسر اضطرار المصابين باتباع الأفعال غير الضرورية، مثل: التأكد من إغلاق الباب مرات عديدة.
وهناك مناطق أخرى تتمثل بزيادة كمية المادة الرمادية فيها، مثل: منطقة المهاد، والقشرة الجبهية اليسارية، والنواة العدسية، والنواة الذنبية، والفصيص الجداري العلوي اليميني.
2. نشاط القشرة الحزامية الوصادية الزائد
يتمثل أثر الوسواس القهري على الدماغ في ازدياد نشاط القشرة الحزامية الوصادية (Cingulo-opercular Network)، وهو الجزء المسؤول في الدماغ عن التنبه والشعور باليقظة تجاه الأمور المحيطة.
وفي حال الإصابة بالوسواس القهري فإن النشاط الزائد لهذا الجزء من الدماغ يسبب التنبه واليقظة الزائدة.
3. الالتهاب في مناطق محددة من الدماغ
يتمثل أثر الوسواس القهري على الدماغ بوجود التهاب في مناطق محددة، وعلى عكس المعروف عن الالتهاب أنه يساعد الجسم على الشفاء، إلّا أنه في حالة الوسواس القهري قد يزيد الالتهاب من سوء المرض.
إذ إن الالتهاب الذي يرافق الوسواس القهري عادة ما يزداد عندما يحاول المرضى مقاومة الأعراض الإلزامية والقهرية.
نصائح لتجنب تفاقم أثر الوسواس القهري على الدماغ
يوجد العديد من النصائح التي يمكن اتباعها للتقليل من أثر الوسواس القهري على الدماغ، ومنها:
- عدم تحليل أو مجادلة أو التفكير بالأفكار الوسواسية، إذ إن هذا الأمر لن يؤدي إلى الحصول على نتيجة إيجابية، وإنما سيزيد من التفكير بها.
- مواجهة التوتر الناتج عن الوسواس القهري، وتجنب الهروب منه.
- عدم الاعتماد على الآخرين لتخطي أعراض الوسواس القهري، وضرورة مواجهة الأفكار بشكل فردي.
- الاعتراف بأن مشكلة الوسواس القهري ليست الشعور بالتوتر، وإنما الشعور الإلزامي للقيام بالأعمال الإجبارية.
- التحلي بالصبر، وعدم مقارنة حالتك مع الحالات الأخرى لمرضى الوسواس القهري.
- الاعتراف بأن الوسواس القهري هو مرض متناقض، ولا يوجد ضرورة للبحث عن المنطقية في أعراضه.
- الاعتراف بالإنجازات الذاتية وتقدير النفس؛ للحفاظ على مستوى عالٍ من التحفيز.
مضاعفات الوسواس القهري
يوجد بعض المضاعفات التي قد نتنج من الوسواس القهري، نذكر منها:
- تضييع الوقت في الانخراط ببعض التصرفات النمطية.
- انخفاض القيمة المعنوية للحياة بسبب صعوبة القيام بالمهام اليومية، مثل: القيادة والذهاب إلى العمل.
- وجود مشكلات في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
- ظهور مشكلات صحية، مثل: المعاناة من التهاب الجلد التماسي بسبب غسل اليدين بشكل متكرر.
- التفكير بالموت والانتحار.