يشير بحث في جامعة كولومبيا حول تصرفات المراهقين الى أنه في أوساط الشباب الذين يشاركون بانتظام في وجبات العشاء العائلية، فإن انتشار تعاطي المخدرات, الكحول أو الحشيش، يكون أقل بكثير من الشباب الذين لا يشاركون كثيرا في مثل هذه الوجبات.
يشير بحث في جامعة كولومبيا حول تصرفات المراهقين, الى أنه بين الشباب الذين يشاركون بانتظام في وجبات العشاء العائلية، فإن انتشار تعاطي المخدرات، الكحول أو الحشيش، يكون أقل بكثير من الشباب الذين لا يشاركون كثيرا في وجبات العشاء العائلية.
المعايير التي وضعها الباحثون لتعريف المشاركة الكثيرة في وجبات العشاء العائلية هي المشاركة ب 5-7 وجبات عشاء عائلية في الأسبوع، في حين أن تعريف المشاركة القليلة في وجبات العشاء العائلية تم تحديدها في الحالات التي تكون فيها المشاركة في وجبات العشاء أقل من ثلاث مرات في الأسبوع.
وأظهرت نتائج البحث أن 72٪ من المراهقين في الولايات المتحدة يعتقدون بأن للمشاركة في وجبة العشاء العائلية بانتظام أهمية كبيرة أو بعض الأهمية.
يتضح من البحث أن نسبة المراهقين الذين يستخدمون منتجات التبغ كانت أكبر بضعفين من المراهقين الذين لا يتحدثون مع والديهم بانتظام خلال الوجبات العائلية، مقارنة مع الشباب الذين يجتمعون بانتظام مع والديهم على مائدة العشاء. وكان معدل انتشار استخدام الحشيش أعلى ب 1.5 مرة في حالة المشاركة بأقل من ثلاث وجبات عشاء عائلية في الأسبوع.
الرسالة إلى الأهل صريحة وواضحه.على ضوء الارتفاع في السنوات الأخيرة في نسبة تعاطي المخدرات في سن مبكرة، فهناك أهمية كبيرة لوجبة العشاء العائلية المشتركة بين الآباء والأبناء، والتي خلالها يتم التحدث مع الأولاد عن حياتهم، أصدقائهم، الدراسة، وهلم جرا. يجب على الأهل توجيه الأسئلة للأولاد والتعبير عن الاهتمام في حياتهم. بطبيعة الحال فإن الحفاظ على المشاركة في وجبات العشاء العائلية في كثير من الأحيان لا تضمن تماما منع مخاطر استخدام المخدرات، ولكن المعرفة هي قوة، وتزيد من احتمالات تنشئة طفل سليم.
يشير الباحثون في مقالهم حول تصرفات المراهقين الذين يجلسون مع أفراد عائلتهم على مائدة العشاء في أوقات متباعدة، أنه من السهل عليهم الحصول على الأدوية أو الحشيش. في المقابل، فان الشباب الذين يشاركون بانتظام في وجبات العشاء العائلية يجدون صعوبة في الحصول على الحشيش أو الأدوية التي تتطلب وصفة طبية وتؤدي الى الهلوسة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن النتائج تشير إلى أن عدد صغير جدا من الشباب الذين يشاركون في كثير من الأحيان في وجبة العشاء العائلية يوجد لديهم أصدقاء يستخدمون هذه المواد المحظورة.
النسبة المئوية من المراهقين الذين أفادوا بمشاركتهم بوجبات العشاء العائلية في كثير من الأحيان بقيت ثابتة على مدى السنوات العشر الماضية وتتراوح حول الـ 60٪ من الشباب.
مقارنة بالشباب الذين يشاركون في الوجبات العائلية بوتيرة 5-7 مرات في الأسبوع، بانتظام، فلدى المراهقين من الأسر التي يتم فيها المشاركة بأقل من ثلاثة وجبات عشاء عائلية تم رصد نسبة أعلى من الأصدقاء الذين يكثرون من شرب الكحول أو استخدام الحشيش بانتظام، أو الأصدقاء الذين يستخدمون الكوكايين، الهيروئين، حبوب الهلوسة والمخدرات الأخرى.
يقول الخبراء في هذا المجال أنه من المعروف أنه كلما شارك الأطفال أكثر في وجبات العشاء االعائلية مع والديهم، هكذا يقل احتمال التدخين، شرب الكحول أو استخدام المخدرات لديهم. الآن يمكن تأكيد أثر إيجابي آخر لوجبات العشاء العائلية وكلما زادت وتيرة المشاركة في وجبات العشاء االعائلية، هكذا تزيد فرصة تحدث الشباب مع والديهم حول ما يجري في حياتهم. في عالمنا الذي نعيش فيه والمثقل بالمشاغل، فان تكريس وقت للحديث أثناء وجبة العشاء، قد يؤدي إلى تغيير كبير في حياة الولد.
نقطة أخرى تظهر من هذه الدراسة وهي الأهمية الكبيرة لوجود صلة عائلية وثيقة، والتي تؤثر على تصرفات المراهقين وترافق باحتمال أقل ليصبح الشباب مدخنين، يشربون الكحول أو يتعاطون المخدرات. نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب تكون أقل لدى الشباب الذين يبلغون عن علاقات ممتازة مع والديهم.
وجد الباحثون أنه إذا بلغ الولد من العمر 21 عاما دون شرب الكحول، التدخين أو تعاطي المخدرات، فان فرصة القيام بذلك في المستقبل أو حدوث الإدمان على هذه المواد، تكون نادرة جدا. العوامل الأكثر أهمية التي تؤثر على ما إذا كان الولد سيختار استخدام هذه المواد وبأي شكل هم والدي الطفل.