محتويات
قصيدة: نهج البردة
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ
- أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ
لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً
- يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي
جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي
- جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلمِ
يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ
- لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ
لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ
- وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا
- أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ
يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ
- وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ
صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ
- فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ
وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ
- وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ
إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ
- في الله يجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ
أَلقى رَجاي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى
- مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ
إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ
- عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ
وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ
- قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ
لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن
- يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ الله يَغتَنِمِ
مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ
- وَبُغيَةُ الله مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ
وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى الله قائِلُها
- لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ
هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَامتَلَأَت
- أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ
سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ
- في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ
أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِم
- إِلّا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ
أَسرى بِكَ الله لَيلًا إِذ مَلائِكُهُ
- وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ
لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِم
- كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ
صَلّى وَراءَكَ مِنهُم كُلُّ ذي خَطَرٍ
- وَمَن يَفُز بِحَبيبِ الله يَأتَمِمِ
جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِم
- عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ
مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ
- وَقُدرَةُ الله فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ
حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها
- عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ
وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ
- وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاِستَلِمِ
يا رَبِّ هَبَّت شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها
- وَاستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ
لقراءة المزيد من قصائد الشاعر، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أجمل ما قال أحمد شوقي.
قصيدة: إرادة الحياة
قال الشاعر أبو القاسم الشابّي:[٢]
إِذا الشَّعْبُ يومًا أرادَ الحياةَ
- فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
- ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ
- تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ
فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ
- من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ
كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ
- وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ
ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ
- وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ
إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ
- رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ
ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ
- ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ
ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ
- يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ
فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ
- وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ
وأطرقتُ أُصغي لقصفِ الرُّعودِ
- وعزفِ الرّياحِ وَوَقْعِ المَطَرْ
وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ
- أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ
أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ
- ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ
وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ
- ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ
هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ
- ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ
فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ
- ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ
ولولا أُمومَةُ قلبي الرَّؤومُ لمَا
- ضمَّتِ الميْتَ تِلْكَ الحُفَرْ
فويلٌ لمنْ لم تَشُقْهُ الحَيَاةُ
- منْ لعنةِ العَدَمِ المنتصر
وفي ليلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ
- متقَّلةٍ بالأَسى والضَّجَرْ
سَكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ
- وغنَّيْتُ للحُزْنِ حتَّى سَكِرْ
سألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ
- لما أذبلته ربيعَ العُمُرْ
فلم تَتَكَلَّمْ شِفاهُ الظَّلامِ ولمْ
- تترنَّمْ عَذارَى السَّحَرْ
وقال لي الغابُ في رقَّةٍ
- محبَّبَةٍ مثلَ خفْقِ الوترْ
يجيءُ الشِّتاءُ شتاءُ الضَّبابِ
- شتاءُ الثّلوجِ شتاءُ المطرْ
فينطفئُ السِّحْرُ سحرُ الغُصونِ
- وسحرُ الزُّهورِ وسحرُ الثَّمَرْ
قصيدة: عابرون في كلام عابر
قال الشاعر محمود درويش:[٣]
- أيّها المارون بين الكلمات العابرة
- احملوا أسماءكم وانصرفوا
- واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا
- وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
- وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
- أنّكم لن تعرفوا
- كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
- أيُّها المارون بين الكلمات العابرة
- منكم السيف ومنّا دمنا
- منكم الفولاذ والنار ومنّا لحمنا
- منكم دبابة أخرى ومنّا حجر
- منكم قنبلة الغاز ومنّا المطر
- وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
- فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
- وادخلوا حفل عشاء راقص و انصرفوا
- وعلينا نحن أن نحرس ورد الشهداء
- وعلينا نحن أن نحيا كما نحن نشاء
- أيها المارون بين الكلمات العابرة
- كالغبار المرّ مروا أينما شئتم ولكن
- لا تمرُّوا بيننا كالحشرات الطائرة
- فلنا في أرضنا ما نعمل
- ولنا قمح نربّيه ونسقيه ندى أجسادنا
- ولنا ما ليس يرضيكم هنا
- حجر أو خجل
- فخذوا الماضي، إذا شئتم إلى سوق التحف
- وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، إن شئتم
- على صحن خزف
- لنا ما ليس يرضيكم، لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل
- أيها المارّون بين الكلمات العابرة
- كدّسوا أوهامكم في حفرة مهجورة، وانصرفوا
- وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
- أو إلى توقيت موسيقى مسدس
- فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا
- ولنا ما ليس فيكم، وطن ينزف و شعب ينزف
- وطنًا يصلح للنسيان أو للذاكرة
- أيها المارون بين الكلمات العابرة
- آن أن تنصرفوا
- وتُقيموا أينما شئتم ولكن لا تُقيموا بيننا
- آن أن تنصرفوا
- ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا
- فلنا في أرضنا مانعمل
- ولنا الماضي هنا
- ولنا صوت الحياة الأول
- ولنا الحاضر، والحاضر، والمستقبل
- ولنا الدنيا هنا والآخرة
- فاخرجوا من أرضنا
- من برّنا .. من بحرنا
- من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
- من كل شيء، واخرجوا
- من مفردات الذاكرة
- أيها المارون بين الكلمات العابرة
لقراءة المزيد من قصائد الشاعر، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أجمل قصائد محمود درويش.
قصيدة: أنشودة المطر
قال الشاعر بدر شاكر السياب:[٤]
- عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السَّحر
- أو شُرفتانِ راح ينأى عنهما القمر
- عيناكِ حين تبسمان تورِقُ الكُروم
- وترقصُ الأضواء كالأقمارِ في نهر
- يرجُّه المجداف وهنًا ساعة السَّحر
- كأنما تنبضُ في غوريهما النّجوم
- أنشودة المطر
- مطر .. مطر .. مطر
- تثاءبَ المساء والغُيوم ما تزال
- تسِح ما تسِح مِن دُموعِها الثقال
- كأنَ أقواسَ السَّحاب تشرب الغُيوم
- وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر
- وتغرقانِ في ضبابٍ مِن أسن شفيف
- كالبحر سرَّح اليدين
- فوقه المساء .. دفءُ الشِتاء
- وارتِعاشةُ الخريف
- ويهطُلُ المطر
- مطر .. مطر .. مطر
- أتعلمين
- أيّ حُزنٍ يبعث المطر
- وكيف يشعُرُ الوحيدُ فيه بالضَّياع
- كأنَّ طِفلًا باتَ يهذي قبل أن ينام
- بأن أُمَّه التي أفاقَ مُنذُ عام .. فلم يجدها
- ثُم حين لجَّ في السؤال
- قالوا له: بعدَ غدٍ تعود .. لا بُدَّ أن تعود
- فتستفيقُ مِلءَ روحي نشوةُ البُكاء
- ورعشةٌ وحشيةٌ تُعانِقُ السَّماء
- كرعشةِ الطّفلِ إذا خافَ مِن القمر
- مطر .. مطر .. مطر
- ومُقلتاكِ بي تطيفانِ مع المطر
- وعبرَ أمواجِ الخليج تمسح البُروق
- شواطيءَ الخليج بالنَّجومِ والمحار
- كأنها تهمُ بالشَّروق
- أصيحُ بالخليج .. ياخليج
- ويرجعُ الصَّدى كأنه النشيج
- أصيحُ بالخليج
- يا واهبَ الَّلؤلؤِ والمحارِ والرَّدى
- وأسمع الصَّدى مِن لُجَّةِ القرار
- وينثرُ الخليج مِن هِباتِه الكِثار
- في كلِ قطرةٍ مِن المطر
- هي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
- أو حلمةٌ تورَّدت على فمِ الوليد
- في كلِ قطرةٍ مِن المطر
- في عالم الغدِ الفتي .. واهبِ الحياة
- ويهطِلُ المطر
لقراءة المزيد من قصائد الشاعر، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أجمل ما كتب بدر شاكر السياب.
قصيدة: اللغة العربية
قال الشاعر حافظ إبراهيم:[٥]
رَجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ حَصاتي
- وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
- عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
- رِجالًا وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ الله لفظًا وَغايَةً
- وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
- وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
- فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني
- وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
- أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزًّا وَمَنعَةً
- وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّنًا
- فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
- يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَومًا عَلِمتُمُ
- بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُمًا
- يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ
- لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ
- حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقًا
- مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً
- فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا الله عَنهُمُ
- إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كما سَرى
- لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً
- مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ
- بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى
- وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
- مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ
قصيدة: في أحضان الطبيعة
قالت الشاعرة نازك الملائكة:[٦]
- أيها الشاعرون يا عاشقي النبـ
- ـل وروح الخيال والأنغام
- ابعدوا ابعدوا عن الحبّ وانجو
- بأغانيكم من الآثام
- اهربوا لا تدّنسوا عالم الفنّ
- بهذي العواطف الآدميّة
- احفظوا للفنون معبدها السا
- مي وغنوا أنغامها القدسيّة
- قد نعمتم من الحياة بأحلى
- ما عليها وفزتم بجناها
- يعمه الآخرون في ليلها الدا
- جي وأنتم تحيون تحت سناها
- اقنعوا باكتآبكم واعشقوا الفنّ
- وعيشوا في عزلة الأنبياء
- وغدا تهتف العصور بذكرا
- كم وتحيون في رحاب السماء
- اقنعوا من حياتكم بهوى الفنّ
- وسحر الطبيعة المعبود
- واحلموا بالطيور في ظلل الأغـ
- ـصان بين التحليق والتغريد
- اعشقوا الثلج في سفوح جبال الـ
- أرض والورد في سفوح التلال
- وأصيخوا لصوت قمريّة الحقـ
- ـل تغني في داجيات الليالي
- اجلسوا في ظلال صفصافة الوا
- دي وأصغوا إلى خَرير الماء
- واستمدّوا من نغمة المطر السا
- قط أحلى الإلهام والإيحاء
- وتغّنوا مع الرعاة إذا مرّ
- وا على الكوخ بالقطيع الجميل
- وأحبّوا النخيل والقمح والزهـ
- ـر وهيموا في فاتنات الحقول
- شجرات الصفصاف أجمل ظلًاّ
- من ظلال القصور والشرفات
- وغناء الرعاة أطهر لحنًا
- من ضجيج الأبواق والعجلات
- وعبير النارنج أحلى وأندى
- من غبار المدينة المتراكم
- وصفاء الحقول أوقع في النفـ
- ـس من القتل والأذى والمآثم
- وغرام الفراش بالزهر أسمى
- من صبابات عاشق بشريّ
- ونسيم القرى المغازل أوفى
- لعهود الهوى من الآدميّ
قصيدة: موطني
قال الشاعر إبراهيم طوقان:[٧]
- موطني الجَلالُ وَالجَمالُ
- السَناءُ وَالبَهاءُ في رُباك
- وَالحَياةُ وَالنَجاةُ
- وَالهَناءُ وَالرَجاءُ في هَواك
- هَل أَراك
- سالمًا مُنعّمًا
- وَغانِمًا مكرّمًا
- هَل أَراك
- في عُلاك
- تبلغ السماك
- موطِني
- مَوطِني الشَباب لَن يَكلَّ
- همُّهُ أَن تَستقلَّ أَو يَبيد
- نَستَقي مِن الرَدى
- وَلَن نَكون لِلعِدى كَالعَبيد
- لا نُريد
- ذلّنا المُؤبدا
- وَعَيشنا المنكدا
- لا نُريد
- بَل نَعيد
- مَجدَنا التَليد
- مَوطني
- مَوطِني الحسامُ وَاليَراعُ
- لا الكَلامُ وَالنِزاع رَمزَنا
- مَجدَنا وَعَهدنا
- وَواجب إِلى الوفا يَهزُّنا
- عِزُّنا
- غايةٌ تشرّفُ
- وَرايَةٌ تُرَفرفُ
- يا هَناك
- في عُلاك
- قاهِرًا عِداك
- مَوطِني
قصيدة: ملحمة النبي
قال الشاعر عمر أبو ريشة:[٨]
أيّ نجوى مخضلّة النّعماءِ
- رددتها حناجر الصّحراءِ
سمعتها قريش فانتفضت غضبى
- وضجّت مشبوبة الأهواءِ
ومشَتْ في حمى الضّلال إلى
- الكعبة مشي الطريدة البلهاءِ
وارتمت خشعة على اللاّت
- والعزّى وهزّت ركنيهما بالدّعاءِ
وبدت تنحر القرابين نحرًا
- في هوى كلّ دمية صمّاءِ
وانثنت تضرب الرّمال اختيالًا
- بخطى جاهلية عمياءِ
عَرْبِدي يا قريش وانغمسي ما
- شئت في حمأة المنى النّكراءِ
لن تزيلي ما خطّه الله للأرض
- وما صاغه لها من هناءِ
شاء أن ينبت النبوّة في القفر
- ويلقي بالوحي من سيناءِ
فَسَلي الرّبْعَ ما لغربة عبد الله
- تطوى جراحها في العزاءِ
ما لأقيال هاشم يخلع البشر
- عليها مطارف الخيلاءِ
انظريها حول اليتيم فراشًا
- هزجًا حول دافق لألاءِ
وأبو طالب على مذبح الأصنام
- يزجي له ضحايا الفداءِ
هو ذا أحمد فيا منكب الغبراء
- زاحم مناكب الجوزاءِ
بسم الطفل للحياة وفي جنْبَيه
- سر الوديعة العصماءِ
هبّ من مَهْده وَدَبّ غريبَ
- الدار في ظل خيمة دكناءِ
تتبارى حليمةٌ خلفه تعدو
- وفي ثغرها افترار رضاءِ
عرفت فيه طلعة اليمن والخير
- إذا أجدبت ربى البيداءِ
وتجلّى لها الفراق فأغضت
- في ذهول وأجهشت بالبكاءِ
عاد للربع أين آمنةٌ
- والحب والشوق في مجال اللقاءِ
ما ارتوت منه مقلة طالما شقت
- عليه ستائر الظلماءِ
يا اعتداد الأيتام باليتم كفكف
- بعده كل دمعة خرساءِ
أحمد شب يا قريش فتيهي
- في الغوايات واسرحي في الشقاءِ
وانفضي الكفّ من فتى ما تردّى
- برداء الأجداد والآباءِ
أنت سمّيته الأمين وضمخ
- ـت بذكراه ندوة الشعراءِ
فدعي عمّه فما كان يغريه
- بما في يديك من إغراءِ
جاءه متعب الخطى شارد الآمال
- مابين خيبة ورجاءِ
قال هوّنْ عنك الأسى يا بن عبد
- الله واحقنْ لنا كريم الدماءِ
لا تسفّه دنيا قريش تُبوّئكَ
- من الملك ذروة العلياءِ
فبكى أحمد وما كان من يبكي
- ولكنّها دموع الإباءِ
فلوى جيده وسار وئيدًا
- ثابت العزم مُثقل الأعباءِ
وأتى طوده الموشّح بالنور
- وأغفى في ظلّ غار حراء
قصيدة: قارئة الفنجان
قال الشاعر نزار قباني:[٩]
- جلست والخوف بعينيها
- تتأمل فنجاني المقلوب
- قالت:
- يا ولدي .. لا تحزن
- فالحب عليك هو المكتوب
- يا ولدي،
- قد مات شهيدًا
- من مات على دين المحبوب
- فنجانك دنيا مرعبةٌ
- وحياتك أسفارٌ وحروب
- ستحبّ كثيرًا يا ولدي
- وتموت كثيرًا يا ولدي
- وستعشق كل نساء الأرض
- وترجع كالملك المغلوب
- بحياتك يا ولدي امرأةٌ
- عيناها، سبحان المعبود
- فمها مرسومٌ كالعنقود
- ضحكتها موسيقى وورود
- لكن سماءك ممطرةٌ
- وطريقك مسدودٌ .. مسدود
- فحبيبة قلبك يا ولدي
- نائمةٌ في قصرٍ مرصود
- والقصر كبيرٌ يا ولدي
- وكلابٌ تحرسه وجنود
- وأميرة قلبك نائمةٌ
- من يدخل حجرتها .. مفقود
- من يطلب يدها
- من يدنو من سور حديقتها .. مفقود
- من حاول فك ضفائرها
- يا ولدي ..
- مفقودٌ .. مفقود
- بصرّتُ ونجّمتُ كثيرًا
- لكني لم أقرأ أبدًا
- فنجانًا يُشبه فنجانك
- لم أعرف أبدًا يا ولدي
- أحزانًا تشبه أحزانك
- مقدورك أن تمشي أبدًا
- في الحب على حد الخنجر
- وتظل وحيدًا كالأصداف
- وتظل حزينًا كالصفصاف
- مقدورك أن تمضي أبدًا
- في بحر الحب بغير قلوع
- وتُحبّ ملايين المرات
- وترجع كالملك المخلوع
لقراءة المزيد من قصائد الشاعر، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أبيات شعر نزار قباني عن الحب.
المراجع
- ↑ "نهج البردة"، ويكيبيديا، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-18.
- ↑ "إذا الشعب يومًا أراد الحياة"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-18.
- ↑ "قصيدة عابرون في كلام عابر"، أنفاس، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19.
- ↑ "أنشودة المطر"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19.
- ↑ "رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19.
- ↑ "في أحضان الطبيعة"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19.
- ↑ "موطني الجلال والجمال"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19.
- ↑ "ملحمة النبي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19.
- ↑ "قصيدة قارئة الفنجان"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19.