محتويات
قصيدة: نقطة ضعفي
قال مانع سعيد العتيبة:[١]
لِأَنَّ التَسامُحَ نُقْطَة ضِعْفِي
- فَما زِلْتَ تَحْظَى بِوُدِّي وَلُطْفِي
وَما زِلْتَ تَطْعَنُنِي كُلَّ يَوْمٍ
- فَلا يَتَصَدَّى لِطَعْنِكَ سَيْفِي
أَداوِي جِراحِي بِصَبْرِي الجَمِيلِ
- فَلا القَلْبُ يُساوِ وَلا الصَبْرُ يُشْفَى
وَأَسْأَلُ ما سِرَّ هذا الثَباتِ
- عَلَى عَهْدِ حُبِّي فَيَشْرَحُ نَزَفِي
لَوْ أَكِنَ يا شَقائِي الضَيْفَ
- رَحِيمًا غَفُورًا لِأَشْقاك عُنْفِي
فَلا تَتَخَيَّلْ بِأَنَّكَ أَقْوَى
- وَأَنِّي صَبُورٌ عَلَى رَغْمِ أَنْفِي
أَنا هُوَ بَأْسُ العَواصِفِ فَأَفْهَمُ
- لِماذا أَصُونُكَ مِنْ هَوَى عُنْفِي
لِأَنَّك لا تَسْتَطِيعُ الصُمُودَ
- إِذا غابَ عَنْكَ حَنانِي وَعَطْفِي
قصيدة: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
قال امرؤ القيس:[٢]
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ
- بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يعفُ رَسْمُهَا
- لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا
- وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ
كَأَنِّيْ غداة البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا
- لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليََّ مطيهم
- يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ
وَإِنَّ شِفَائِيْ عَبْرَةٌ مهراقة
- فهَلْ عِنْدَ رسمٍ دَارِسٍ مِنْ معول
كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
- وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ
فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّيْ صَبَابَةً
- عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي
أَلا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ
- وَلا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ
وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مطيتي
- فَيَا عَجَبًا مِنْ رَحْلِهَا المُتَحَمَّلِ
يَظَلُّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَا
- وَشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ
وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
- فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي
تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الغبيط بِنَا مَعًا
- عَقَرْتَ بَعِيْرِيْ يَا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِيْ وَأَرْخِي زِمَامَهُ
- وَلا تُبْعِدِيني مِنْ جَنَاكِ المعلل
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا
- فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِيْ تَمَائِمَ مُغْيَلِ
إذا ما بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْحَرَفَتْ لَهُ
- بِشِقٍّ وَشِقٌّ عِنْدَنَا لم يُحَوَّلِ
وَيَوْمًا عَلَى ظَهْرِ الكثيب تَعَذَّرَتْ
- عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
أَفَاطِمُ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ
- وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِيْ فَأَجْمِلِي
قصيدة: نالت على يدها ما لم تنله يدي
قال الوأواء الدمشقي:[٣]
نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي
- نَقْشًا عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي
كأَنَّهُ طُرْقُ نَمْلٍ في أَنامِلِها
- أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالْبَرَدِ
كأَنَّها خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِها
- فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعًا مِنَ الزَّرَدِ
مَدَّتْ مَوَاشِطَها في كَفِّها شَرَكًا
- تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِها مِنْ كلِّ نَاحِيَةٍ
- وَنَبْلُ مُقْلَتِها تَرْمِي بِهِ كَبِدِي
وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ قَدْ بَانَتْ زُبانَتُهُ
- وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي
إِنْ كانَ في جُلَّنارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ
- فَالصَّدْرُ يَطْرَحُ رُمَّانًا لِمَنْ يَرِدِ
وَخَصْرُها ناحِلٌ مِثْلِي عَلى كَفَلٍ
- مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَدِ
إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْسِ ما طَلَعَتْ
- مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْمًا عَلى أَحَدِ
سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنا
- مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالًا مَاتَ بِالكَمَدِ
وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُبِّ مَاتَ جَوىً
- مِنَ الغَرامِ وَلَمْ يُبْدِئْ وَلَمْ يُعِدِ
فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ
- إِنَّ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِ وَالجَلَدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينا لَوَاحِظُها
- مَا إِنْ أَرى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِي طَريحاً وَهْيَ قَائِلَةٌ
- تَأَمَّلوا كَيْفَ فِعْلُ الظَّبْيِ بِالأَسَدِ
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَني وَمَضى
- بِاللَهِ صِفْهُ وَلا تَنْقُصْ وَلا تَزِدِ
فَقَالَ أَبْصَرْتُهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأ
- وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ
قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ
- يَا بَرْدَ ذاكَ الَّذي قَالَتْ عَلَى كَبِدِي
وَاسْتَرْجَعَتْ سَأَلَتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَا
- مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّتْ يَدًا بِيَدِ
وَأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤأً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ
- وَرْدًا وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ
وَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ قَائِلةً
- مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلا مَطْلٍ وَلا جَلَدِ
وَاللَهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ
- حُزْني عَلَيْهِ وَلا أُمٌّ عَلَى وَلَدِ
فَأَسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَلٍ
- فَعِنْدَ رُؤْيَتِها لَمْ أَسْتَطِعْ جَلَدِي
وَجَرَّعَتْنِي بِرِيقٍ مِنْ مَرَاشِفِها
- فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي
- حَتَّى عَلَى المَوْتِ لا أَخْلوُ مِنَ الحَسَدِ
قصيدة: الرحيل
قال مانع العتيبة:
لِماذا جِئْتَ تَطْلُبُ أَنْ أُضَحِّيَ
- وَأَنْسَى ما جَنَيْتُ وَنَزَفَ جُرْحِي؟
أَمّا كُنّا اِنْتَهَيْنا وَاِرْتَضَيْنا
- وَسِرْنا لِلنِهايَةِ دُونَ نُوحٍ
وَأَعْلَنا غُرُوبَ الوُدِّ فِينا
- بِلا إِبْداءِ أَسْبابٍ وَشَرْحٍ
لِماذا عُدْتَ تَطْرُقُ مِن جَدِيدٍ
- عَلَى بابٍ سَيَبْقَى دُونَ فَتْحٍ
أُجِئْتُ مُواسِيًا أَمْ يا صَدِيقِي
- يُهِمُّكَ أَنْ تَرَى آثارَ ذَبْحِي
نَعَمْ إِنِّي الذَبِيحُ وَأَنْتَ مِثْلِي
- تُقاسِي نارَ جُرْحٍ ذاتِ لَفْحٍ
وَإِنْ أَنْكَرْتُ ذلِكَ لَيْسَ يُجْدِي
- فَفِي عَيْنَيْكَ ما يَنْبِي وَيُوحِي
وَفِي عَيْنَيْ حُزْنٍ لَوْ تَبَدَّى
- لِحَلِّ اللَيْلِ عِنْدَ شُرُوقِ صُبْحٍ
لِماذا عُدْتَ تَنْفُخُ فِي رَمادِي
- وَجَمْرًا نائِمًا فِيهِ تُصَحِّي؟
مُحالٌ أَنْ نَعُودَ إِلَى التَصافِي
- وَلَوْ حَتَّى بَدَأْنا عَهْدَ صُلْحٍ
تَكَسَّرَتْ الصَداقَةُ فِي يَدَيْنا
- فَوَيْحَكَ ما فَعَلْتُ بِها وَوَيحِي
لِماذا عُدْتُ؟ تَسْأَلُنا دُمُوعًا
- تُحاوِلُ أَنْ تُقاوِمَ أَيَّ مَسْحٍ
لِماذا عُدْتُ بَعْدَ المَوْتِ تَسْعَى
- لِإِحْيائِي بورد دُونَ رُوحٍ؟
أَنا أَغْلَقْتُ دُونَكَ بابَ قَلْبِي
- وَسَلَّمَت النَوَى مِفْتاحٌ صَفْحِي
فَلا تُقْرَعْ عَلَى أَبْوابِ ماضِي
- بِقَبْضَةِ نادِمٍ إِنْ شِئْتَ نُصَحِّي
مَضَى عَنّا زَمانُ الوُدِّ حَتَّى
- تَحَوَّلَ حُسْنُهُ فِينا لِقُبْحٍ
وَلَيْسَ يُفِيدُنِي مِنْكَ اِعْتِذارًا
- وَلا يُجِدِي التَراجُعَ وَالتَنَحِّيَ
وَلَسْتُ مُبَدِّلاً حُبِّي بِكُرْهٍ
- وَلا عِزَّ الجِبالَ بَذَلَ سَفْحٍ
مَعارِكُنا اِنْتَهَتْ أَفْلا تَرانِي
- رَمَيْتُ مُهَنَدِي وَكَسَرْتُ رُمْحِي؟
المراجع
- ↑ "نقطة ضعفي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 21/7/2022.
- ↑ "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 21/7/2022.
- ↑ "نالت على يدها ما لم تنله يدي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 21/7/2022.