أجمل أشعار الحلاج

كتابة:
أجمل أشعار الحلاج

شعر الحلاج في العشق الإلهي

هو الحسين بن منصور بن المحمى، الملقب بالحلاج، واحد من أعمدة الشعر الصوفي، قيل إنه ولد في بلاد فارس، وقيل في العراق، نظم شعرًا خلّدتها بطون الكتب في العشق الإلهي، منها ما يأتي.


قصيدة: أشار لحظي بعين علم

أشار لحظي بعين علِم

بخالصٍ من خِفِّي وَهْم

ولائحٌ لاح في ضميري

أدقّ من فهم وهم همِّي

وخضتُ في لجّ بحر فكري

أمُرُّ فيه كمرِّ سهم

وطار قلبي بريش شوقي

مركَّب في جناح عزمي

إلى الذي عن سُئلتُ عنه

رمزت رمزًا و لم أسمِّي

حتّى إذا جُزْتُ كلَّ حدٍّ

في فلوات الدنو أَهْمِي

نظرت إذ ذاك في سجَالٍ

فما تجاوزتُ حدَّ رَسْمي

فجئتُ مستسلمًا إليه

حدَّ قيادي بكفِّ سلْمي

قد وسم الحبُّ منه قلبي

بميسم الشوق أي وسم

وغاب عنِّي شهود ذاتي

بالقرب حتّى نسيتُ اسمي[١]

قصيدة: لبيك لبيك يا سري ونجوائي

لَبَّيكَ لَبَيكَ يا سِرّي وَنَجوائي

لَبَّيكَ لَبَّيكَ يا قَصدي وَمَعنائي

أَدعوكَ بَل أَنتَ تَدعوني إِلَيكَ فَهَل

نادَيتُ إِيّاكَ أَم نادَيتَ إِيّائي

يا عَينَ عَينِ وَجودي يا مدى هِمَمي

يا مَنطِقي وَعَبارَتي وَإيمائي

يا كُلَّ كُلّي وَيا سَمعي وَيا بَصَري

يا جُملَتي وَتَباعيضي وَأَجزائي

يا كُلَّ كُلّي وَكُلُّ الكُلِّ مُلتَبِسٌ

وَكُلُّ كُلِّكَ مَلبوسٌ بِمَعنائي

يا مَن بِهِ عَلِقَت روحي فَقَد تَلِفَت

وَجدًا فَصِرتُ رَهينًا تَحتَ أَهوائي

أَبكي عَلى شَجَني مِن فُرقَتي وَطَني

طَوعًا وَيُسعِدُني بِالنَوحِ أَعدائي

أَدنو فَيُبعِدُني خَوفي فَيُقلِقُني

شَوقٌ تَمَكَّنَ في مَكنونِ أَحشائي

فَكَيفَ أَصنَعُ في حُبٍّ كُلِّفتُ بِهِ

مَولايَ قَد مَلَّ مِن سُقمي أَطِبّائي

قالوا تَداوَ بِهِ فَقُلتُ لَهُم

يا قَومُ هَل يَتَداوى الداءُ بِالدائي

حُبّي لِمَولايَ أَضناني وَأَسقَمَني

فَكَيفَ أَشكو إِلى مَولايَ مَولائي

إِنِّي لَأَرمُقُهُ وَالقَلبُ يَعرِفُهُ

فَما يُتَرجِمُ عَنهُ غَيرُ إيمائي

يا وَيحَ روحي وَمِن روحي فَوا أَسفي

عَلَيَّ مِنّي فَإِنّي أَصِلُ بَلوائي

كَأَنَّني غَرِقٌ تَبدو أَنامِلَهُ

تَغَوُّثًا وَهوَ في بَحرٍ مِنَ الماءِ

وَلَيسَ يَعلَمُ ما لاقَيتُ مِن أَحَدٍ

إِلّا الَّذي حَلَّ مِنِّي في سُوَيدائي

ذاكَ العَليمُ بِما لاقَيتُ مِن دَنَفٍ

وَفي مَشيئَتِهِ مَوتي وَإِحيائي

يا غايَةَ السُؤلِ وَالمَأمولِ يا سَكَني

يا عَيشَ روحِيَ يا ديني وَدُنيائي

قُلي فَدَيتُكَ يا سَمعي وَيا بَصَري

لِم ذي اللُجاجَةُ في بُعدي وَإِقصائي

إِن كُنتَ بالغَيبِ عَن عَينَيَّ مُحتَجِبًا

فَالقَلبُ يَرعاكَ في الإِبعادِ وَالنائي[٢]


قصيدة: سر السرائر مطوي بإثبات

سرّ السرائر مَطْــوِيٌّ بـِإثـْبَاتِ

في جانبِ الأُفْق من نور بـِطيَّاتِ

فكيفَ والكيف معروف بظاهــره

فالغيبُ باطنه للذاتِ بالذاتِ

تاهَ الخلائقُ في عمياءَ مظلمةٍ

قصدًا ولم يعرفوا غير الإشاراتِ

بالظنِّ والوهم نحو الحقِّ مطلبهم

نحوَ الهواء يناجون السماواتِ

والربُّ بينهم في كل منقلب

مُحِلَّ حالاتهم في كلِّ ساعات

وما خلوا منه طرف عينٍ لو علموا

وما خلا منهم في كل أوقاتِ[٣]

قصيدة: يا موضع الناظر من ناظري

يا موضعَ الناظرِ من ناظرِي

ويا مكانَ السرِّ من خاطري

يا جملةَ الكلِّ التي كلُّها

أحبُّ من بعضي ومن سائري

تراكَ ترثي للذي قلبه

معلَّق في مخلبي طائرِ

مدلَّه حيرانُ مستوحشٌ

يهربُ من قفر إلى آخرِ

يسري و ما يدري و أسراره

تسرى كلمحِ البارق النائرِ

كسرعة الوهم لِمَنْ وهمُه

على دقيق الغامض الغابرِ

في لجٍّ بحر تجري به

لطائف من قدرة القادرِ[٤]

قصيدة: عجبت منك ومني

عجبتُ منك ومنِّي

يا مُنـْيـَةَ المُتـَمَنِّي

أدنيتني منك حتَّى

ظننتُ أنَّك أنِّي

وغبتُ في الوجد حتَّى

أفنيتَني بك عنِّي

يا نعمتي في حياتي

وراحتي بعد دفني

ما لي بغيرك أُنسٌ

من حيث خوفي وأمني

يا من رياض معانيهِ

قد حوَتْ كلَّ فنِّ

وإن تمنَّيْت شيئًا

فأنتَ كلُّ التمنِّي[٥]

قصيدة: إذا هجرت فمن لي

إذا هجرتَ فمـن لي

ومـن يجمِّل كلِّي

ومـن لروحي وراحي

يا أكثـري وأقلِّي

أَحَبَّـكَ البعضُ منِّي

فقد ذهبتَ بكلِّي

يا كـلَّ كلِّي فكـنْ لي

إنْ لم تكُن لي فمَن لِي

يا كـلَّ كلِّي وأهـلي

عنـد انقطاعي وذلِّي

ما لي سوى الروح خذها

والـروح جهدُ المقلِّ[٦]

قصيدة: فما لي بعد بعدك بعدما

فَما لِيَ بَعدَ بُعدِكَ بَعدَما

تَيَقَّنتُ أَنَّ القُربَ وَالبُعدَ واحدُ

وَإِنّي وَإِن أُهجِرتُ فَالهَجرُ صاحِبي

وَكَيفَ يَصِحُّ الهَجرُ وَالحُبُّ واحِدُ

لَكَ الحَمدُ في التَوفيقِ في بَعضِ خالِصٍ

لِعَبدٍ زَكِيٍّ ما لِغَيرِكَ ساجِدُ[٧]

قصيدة: قد تصبرت وهل يصبر

قَد تَصَبَّرتُ وَهَل يَص

بِرُ قَلبي عَن فُؤادي

مازجَت روحُكَ روحي

في دُنُوّي وَبِعادي

فَأَنا أَنتَ كَما أَنَّك

أُنسي وَمُرادي[٨]

قصيدة: للعلم أهل وللإيمان ترتيب

لِلعِلمِ أَهلٌ وَلِلإيمانِ تَرتيبُ

وَلِلعُلومِ وَأَهليها تَجاريبُ

وَالعِلمُ عِلمانِ مَطبوعٌ وَمُكتَسَبُ

وَالبَحرُ بِحرانِ مَركوبٌ وَمَرهوبُ

وَالدَهرُ يَومانِ مَذمومٌ وَمُمتَدَحٌ

وَالناسُ اِثنانِ مَمنوحٌ وَمَسلوبُ

فَاِسمَع بِقَلبِكَ ما يَأتيكَ عَن ثقَةٍ

وَاِنظُر بِفَهمِكَ فَالتَمييزُ مَوهوبُ

إِنّي اِرتَقَيتُ إِلى طَودٍ بِلا قَدَمٍ

لَهُ مراقٍ عَلى غَيري مَصاعيبُ

وَخُضتُ بَحرًا وَلَم يَرسُب بِهِ قَدَمي

خاضَتهُ روحي وَقَلبي مِنهُ مَرعوبُ

حَصباؤُهُ جَوهَرٌ لَم تَدنُ مِنهُ يَدٌ

لَكَنَّهُ بِيَدِ الأَفهامِ مَنهوبُ

شَرِبتُ مِن مائِهِ رِيًّا بِغَيرِ فَمٍ

وَالماءُ قَد كانَ بِالأَفواهِ مَشروبُ

لِأَنَّ روحي قَديمًا فيه قَد عَطِشَت

وَالجِسمُ ما مَسَّهُ مِن قَبلُ تَركيبُ

إِنّي يَتيمٌ وَلي آب أَلوذُ بِهِ

قَلبي لِغَيبَتِهِ ما عِشتُ مَكروبُ

أَعمى بَصيرٌ وَإِنِّي أَبلَهٌ فَطِنٌ

وَلي كَلامٌ إِذا ما شِئتُ مَقلوبُ

وَفِتيَةٍ عَرَفوا ما قَد عَرَفتُ فَهُم

صَحب وَمَن يَحظَ بِالخَيراتِ مَصحوبُ

تَعارَفَت في قَديمِ الذَرِّ أَنفُسُهُم

فَأَشرَقَت شَمسُهُم وَالدَهرُ غَريبُ[٩]

قصيدة: سكوت ثم صمت ثم خرس

سُكوتٌ ثُمَّ صَمتٌ ثُمَّ خَرسٌ

وَعِلمٌ ثُمَّ وَجدٌ ثُمَّ رَمسُ

وَطينٌ ثُمَّ نارٌ ثُمَّ نورٌ

وَبَردٌ ثُمَّ ظِلٌّ ثُمَّ شَمسُ

وَحَزنٌ ثُمَّ سَهلٌ ثُمَّ قَفرٌ

وَنَهرٌ ثُمَّ بَحرٌ ثُمَّ يَبسُ

وَسُكرٌ ثُمَّ بَسطٌ ثُمَّ شَوقٌ

وَقُربٌ ثُمَّ وَصلٌ ثُمَّ أُنسُ

وَقَبضٌ ثُمَّ بَسطٌ ثُمَّ مَحوٌ

وَفَرقٌ ثُمَّ جَمعٌ ثُمَّ طَمسُ

عِباراتٌ لِأَقوامٍ تَساوَت

لَدَيهِم هَذِهِ الدُنيا وَفِلسُ

وَأَصواتٌ وَراءَ البابِ لَكِن

عِباراتُ الوَرى في القُربِ هَمسُ

وَآخِرُ ما يَؤولُ إِلَيهِ عَبدٌ

إِذا بَلَغَ المَدى حَظٌّ وَنَفسُ

لِأَنَّ الخَلقَ خُدّامُ الأَماني

وَحقُ الحَقِّ في التَقديسِ قُدسُ[١٠]

قصيدة: دنيا تخادعني كأني

دُنيا تُخادُعُني كَأَن

ني لَستُ أَعرِفُ حالَها

حَظَرَ الإِلَهُ حَرامَها

وَأَنا اِجتَنَبتُ حَلالَها

مَدَّت إِلَيَّ يَمينَها

فَرَدَدتُها وَشِمالَها

وَرَأَيتُها مُحتاجَةً

فَوَهَبتُ جُملَتَها لَها

وَمَتى عَرَفتُ وِصالَها

حَتّى أَخافَ مَلالَها[١١]

شعر الحلاج في مدح الرسول

ممّا حفِظه التاريخ لنا من شعر الحلاج في مدح خير البريّة ما يأتي.


قصيدة: والله ما طلعت شمس ولا غربت

والله ما طلعتٌْ شمس ولا غربتْ

إلَّا وحبُّك مقرونٌ بأنفاسِي

ولا جلستُ إلى قوم أحدِّثُهم

إلَّا وأنتَ حديثي بينَ جلَّاسي

ولا ذكرتكَ محزونًا ولا فرحًا

إلَّا وأنت بقلبي بينَ وسواسي

ولا هممتُ بشربِ الماءِ من عطشٍ

إلا رأيتُ خيالًا منكِ في الكاسِ

ولو قدرتُ على الإتيانِ جئتكمُ

سعيًا على الوجهِ أو مشيًا على الراسِ

ويا فتى الحيِّ إن غنيَّت لي طربًا

فغنِّني واسفًا من قلبك القاسي

ما لي وللناس كم يلحونَني سفهًا

ديني لنفسي ودينُ الناسِ للناسِ[٦]

قصيدة: كتبت ولم أكتب

كَتَبتُ وَلَم أَكتُب إِلَيكَ وَإِنَّما

كَتَبتُ إِلى روحي بِغَيرِ كِتابِ

وَذَلِكَ أَنَّ الروحَ لا فَرقَ بَينَها

وَبَينَ مُحَبّيها بِفَصلِ خِطابِ

وَكُلُّ كِتابٍ صادِرٍ مِنكَ وارِدٌ

إِلَيكَ بِلا رَدِّ الجَوابِ جَوابي[١٢]

قصيدة: أريدك لا أريدك للثواب

أُريدُكَ لا أُريدُكَ لِلثَوابِ

وَلَكِن أُريدُكَ لِلعِقابِ

فَكُلُّ مَآرِبي قَد نِلتُ مِنها

سِوى مَلذوذِ وَجدي بِالعَذابِ[١٣]

قصيدة: أنا من أهوى ومن أهوى أنا

أَنا مَن أَهوى وَمَن أَهوى أَنا

نَحنُ روحانِ حَلَلنـا بَدَنا

نَحنُ مُذ كُنَّا عَلى عَهدِ الهَوى

تُضرَبُ الأَمثالُ لِلناسِ بِنا

فَإِذا أَبصَرتَني أَبصَرتَهُ

وَإِذا أَبصَرتَهُ أَبصَرتَنا

أَيُّها السائِلُ عَن قِصَّتنا

لَو تَرانا لَم تُفَرِّق بَينَنا

روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ

مَن رَأى روحَينِ حَلَّت بَدَنا[١٤]

قصيدة: لي حبيب أزور في الخلوات

لي حبيبٌ أزورُ في الخلواتِ

حاضرٌ غائبٌ عن اللحظاتِ

ما تراني أصغي إليه بسري

كي أعي ما يقولُ من كلماتِ؟

كَلِماتٍ منْ غيرِ شَكلٍ ولا

نُطقٍ ولا مثلِ نَغمةِ الأصواتِ

فكأني مُخاطَبٌ كُنْتُ إياهُ

على خاطري بذاتي لذاتي

حاضرٌ غائبٌ قريبٌ بعيدٌ

وهوَ لم تَحوِهِ رسومُ الصفاتِ

هوَ أدنى من الضميرِ إلى الوهــمِ

وأخفى من لائحِ الخطراتِ[٦]

قصيدة: من سارروه فأبدى كل ما ستروا

مَن سارَروهُ فَأَبدى كُلَّ ما سَتَروا

وَلَم يُراعِ اِتِصالاً كانَ غَشّاشا

إِذا النُفوسُ أَذاعَت سِرَّ ما عَلِمَت

فَكُلُّ ما حَمَلَت مِن عَقلِها حاشا

مَن لَم يَصُن سِرَّ مَولاهُ وَسَيِّدَهُ

لَم يَأَمَنوهُ عَلى الأَسرارِ ما عاشا

وَعاقَبوهُ عَلى ماكَن مِن زَلَلٍ

وَأَبدَلوهُ مَكانَ الأُنسِ إيحاشا

وَجانَبوهُ فَلَم يُصلِح لِقُربِهِم

لَمّا رَأَوهُ عَلى الأَسرارِ نَبّاشا

مَن أَطلَعوهُ عَلى سِرٍّ فَنَمَّ بِهِ

فَذاكَ مِثلِيَ بَينَ الناسَ قَد طاشا

هُم أَهلُ سِرٍّ وَلِلأَسرارِ قَد خُلِقوا

لا يَصبِرونَ عَلى مَن كانَ فَحّاشا

لا يَقبَلونَ مُذيعًا في مَجالِسِهِم

وَلا يُحِبّونَ سَترًا كانَ وَشواشا

لا يَصطَفونَ مُذيعًا في مَجالِسِهِم

حاشا جَلالُهُم مِن ذَلِكُم حاشا

فَكُن لَهُم وَبِهِم في كُلِّ نائِبَةٍ

إِلَيهِم ما بَقى ذا الدَهرُ هَشَّاشا[١٥]

قصيدة: أنعى إليك نفوسا طاح شاهدها

أَنعى إِلَيكَ نُفوسًا طاحَ شاهِدُها

فيما وَرا الحَيثُ يَلقى شاهِدَ القِدَمِ

أَنعى إِلَيكَ قُلوبًا طالَما هَطَلَت

سَحائِبُ الوَحيِ فيها أَبحُرَ الحِكَمِ

أَنعى إِلَيكَ لِسانَ الحَق مُذ زَمَن

أَودى وَتَذكارُهُ في الوَهمِ كَالعَدَمِ

أنعي إليك بيانًا تستكين له

أَقوالُ كُلِّ فَصيحٍ مِقوَلٍ فَهِمِ

أَنعى إِلَيكَ إِشاراتِ القُلوبِ مَعًا

لَم يَبقَ مِنهُنَّ إِلّا دارِسُ الرِمَمِ

أَنعى وَحَقِّكَ أَخلاقًا لِطائِفَةٍ

كانَت مَطاياهُمُ مِن مَكمَدِ الكَظمِ

مَضى الجَميعُ فلا عَينٌ وَلا أَثَرٌ

مُضِيَّ عادٍ وَفُقدانَ الأُلى إِرَمِ

وَخَلَّفوا مَعشَرًا يُجرونَ لُبسَتَهُم

أَعيى مِنَ البَهمِ بَل أَعيى مِنَ النَعَمِ[١٦]

قصيدة: اقتلوني يا ثقاتي

اقتلوني يا ثِقاتي

إِنَّ في قَتلي حَياتي

وَمَماتي في حَياتي

وَحَياتي في مَماتي

أَنا عِندي مَحوُ ذاتي

مَن أَجَلَّ المَكرُماتِ

وَبَقائي في صِفاتي

مِن قَبيحِ السَيِّئاتِ

سَئِمَت روحي حَياتي

في الرُسومِ البالِياتِ

فَاِقتُلوني وَاِحرِقوني

بِعِظامي الفانِياتِ

ثُمَّ مُرّوا بِرُفاتي

في القُبورِ الدارِساتِ

تَجِدوا سِرَّ حَبيبي

في طَوايا الباقِياتِ

إِنيّ شَيخٌ كَبيرٌ

في عُلُوِّ الدارجاتِ

ثُمَّ إِنّي صِرتُ طِفلًا

في حُجورِ المُرضِعاتِ

ساكِنًا في لَحدٍ قَبرٍ

في أَراضٍ سَبِخاتِ

وَلَدَت أُمّي أَباها

إِنَّ ذا من عَجَباتي

فَبَناتي بَعدَ أَن كُن

نَ بَناتي أَخَواتي

لَيسَ مِن فِعلِ زَمانٍ

لا وَلا فِعلِ الزُناةِ

فَاجمَع الأَجزاء جَمعًا

مِن جُسومٍ نَيِّراتِ

مِن هَواءٍ ثُمَّ نارِ

ثُمَّ مِن ماءٍ فراتِ

فَازرَعِ الكُلَّ بِأَرضٍ

تُربُها تُربُ مَواتِ

وَتَعاهَدها بِسَقيٍ

مِن كُؤوسٍ دائِراتِ

مِن جَوارٍ ساقِياتٍ

وَسَواقٍ جارِياتِ

فَإِذا أَتَمَمتَ سَبعًا

أَنبَتَت كُلَّ نَباتِ[١٧]

قصيدة: لا تلمني فاللوم مني بعيد

لا تَلُمني فَاللَومُ مِنّي بَعيدُ

وَأَجِر سَيِّدي فَإِنّي وَحيدُ

إِنَّ في الوَعدِ وَعدكَ الحَقُّ حَقًّا

إِنَ في البَدءِ بَدءَ أَمرى شِديدُ

مَن أَرادَ الكِتابَ هَذا خِطابي

فَاِقرَؤوا وَاِعلَموا بِأَنّي شَهيدُ[١٨]


لقراءة المزيد من اقتباسات الشاعر، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أشهر أقوال الحلاج.

المراجع

  1. "أشار لحظي بعين علم"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-06.
  2. "لبيك لبيك يا سري ونجوائي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-06.
  3. "سر السرائر مطوي بإثبات"، بوابة الشعراء، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-06.
  4. "اقتباسات الحلاج"، غود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-06.
  5. "عجبت منك ومني"، ويكي مصدر، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-06.
  6. ^ أ ب ت "الحلاج"، غود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-06.
  7. "فما لي بعد بعدك بعدما"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-06.
  8. "قد تصبرت وهل يصبر"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-06.
  9. "للعلم أهل ولللإيمان ترتيب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
  10. "سكوت ثم صمت ثم خرس"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
  11. "دنيا تخادعني كأني"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
  12. "كتبت ولم أكتب إليك"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-06.
  13. "أريدك لا أريدك للثواب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
  14. "أنا من أهوى ومن أهوى أنا"، ديواني، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-06.
  15. "من سارروه فأبدى كل ما ستروا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
  16. "أنعى إليك نفوسا طاح شاهدها"، بوابة الشعراء، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
  17. "اقتلوني يا ثقاتي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
  18. "لا تلمني غاللوم مني بعيد"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
6996 مشاهدة
للأعلى للسفل
×