أجمل قصائد الحب في الشعر العربي

كتابة:
أجمل قصائد الحب في الشعر العربي

الحب

الحب هو شعور مصدره القلب ينقل الشخص إلى عالم وردي مخملي مليء بالجمال والفرح، الحب موجود داخل كل شخص فلولاه لما حضنت الأم طفلها ولا بقي الصديق مع صديقه، فالحب الزهرة الجميلة التي تتغذى على الوفاء والأمانة والاهتمام والحنان، وكان الشعراء كثيراً ما يتغنون به ويصفونه بأعذب الكلمات وأندى العبارات، وفي هذه المقالة سيتمّ تقديم أجمل القصائد التي قالها الشعراء بالحب.


شعر نزار قباني عن الحب

الشاعر نزار توفيق قباني، ولد الشاعر في حي مئذنة الشحم وهو حي في دمشق القديمة عام 1923م، بدأ نزار قباني كتابة الشعر وهو في 16 من عمره، وقد أصدر أول دواوينه وهو طالب بكلية الحقوق وصدر أول دواوينه بعنوان قالت لي السمراء عام 1944م وحصل على شهادته في البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية الواقعة بدمشق، ثمّ التحق بكلية الحقوق في الجامعة السورية وتخرج منها عام 1944م، ونظم عدّة قصائد عن الحب نذكر منها:


قصيدة أسألك الرحيلا

لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا

بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشاً على فمينا

ما زالَ محفوراً على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا

لنفترق أحبابا..

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

أريدُ أن تراني

ومن خلالِ النارِ والدُخانِ


ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

يا فارسي أنتَ ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخافُ من عاطفتي

أخافُ من شعوري

أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

أخاف من وِصالنا..

أخافُ من عناقنا..

فباسْمِ حبٍّ رائعٍ

أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظلَّ حبنا جميلا..

حتى يكون عمرُهُ طويلا..

أسألكَ الرحيلا..[١]


قصيدة حب بلا حدود

يا سيِّدتي:

كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي

قبل رحيل العامْ.

أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ

بعد ولادة هذا العامْ..

أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.

أنتِ امرأةٌ..

صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..

ومن ذهب الأحلامْ..

أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي

قبل ملايين الأعوامْ..

ووردةُ كلِّ الحرياتْ.

يكفي أن أتهجى اسمَكِ..

حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..

وفرعون الكلماتْ..

يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..

حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..

وتُرفعَ من أجلي الراياتْ..

يا سيِّدتي

لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.

لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.

لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.

لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.

لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.

حين يكون الحبُ كبيراً..

والمحبوبة قمراً..

لن يتحول هذا الحُبُّ

لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...

يا سيِّدتي:

ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني

لا الأضواءُ..

ولا الزيناتُ..

ولا أجراس العيد..

ولا شَجَرُ الميلادْ.

لا يعني لي الشارعُ شيئاً.

لا تعني لي الحانةُ شيئاً.

لا يعنيني أي كلامٍ

يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.

يا سيِّدتي:

لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ

حين تدقُّ نواقيس الآحادْ.

لا أتذكرُ إلا عطرُكِ

حين أنام على ورق الأعشابْ.

لا أتذكر إلا وجهُكِ..

حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..

وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ..

ما يُفرِحُني يا سيِّدتي

أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ

بين بساتينِ الأهدابْ...

ما يَبهرني يا سيِّدتي

أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..

أعانقُهُ..

وأنام سعيداً كالأولادْ...

يا سيِّدتي:

ما أسعدني في منفاي

أقطِّرُ ماء الشعرِ..

وأشرب من خمر الرهبانْ

ما أقواني..

حين أكونُ صديقاً

للحريةِ.. والإنسانْ...

أنتِ امرأتي الأولى.

أمي الأولى

رحمي الأولُ

شَغَفي الأولُ

شَبَقي الأوَّلُ

طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...

يا سيِّدتي:

يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى

هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..

هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..

كي أستوطنَ فيها..

قولي أيَّ عبارة حُبٍّ

حتى تبتدئَ الأعيادْ[٢]


رسالة حب صغيرة

حبيبتي، لديَّ شيءٌ كثيرْ..

أقولُهُ، لديَّ شيءٌ كثيرْ..

من أينَ؟ يا غاليتي أَبتدي

و كلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ

يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي

ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ

هذي أغانيَّ و هذا أنا

يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ

غداً.. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ

و اشتاقَ مِصباحٌ وغنّى سرير..

واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ

وأوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ

فلا تقولي: يا لهذا الفتى

أخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْ

و اللّوزَ.. والتوليبَ حتى أنا

تسيرُ بِيَ الدنيا إذا ما أسيرْ

و قالَ ما قالَ فلا نجمةٌ

إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ

غداً.. يراني الناسُ في شِعْرِهِ

فَمَاً نَبيذِيّاً، وشَعْراً قَصيرْ

دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي

كَبيرَةً.. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ

ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ

لو لَمْ تكنْ عَيناكِ... ماذا تصيرْ؟[٣]


قصائد عن الحب

قصيدة أجمل حب

قصيدة أجمل حب هي للشاعر محمود درويش وهو أهم الشعراء الفلسطينين، ولد محمود درويش عام 1942م في قرية البروة ثمّ لجأ إلى لبنان وهو في السابعة من عمره، ثمّ عاد إلى فلسطين وبقي فترة قصيرة في قرية دير الأسد الواقعة في شمال بلدة مجد كروم في الجليل وأكمل تعليمه الابتدائي هناك، كان ما يميز محمود درويش هو ارتباط اسمه بشعر الوطن المسلوب والثورة، وقد نظم قصيدة أجمل حب وقال فيها:[٤]

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرهْ

وُجدنا غريبين يوما

وكانت سماء الربيع تؤلف نجماً.. ونجما

وكنت أؤلف فقرة حب..

لعينيكِ ... غنيتها!

أتعلمُ عيناكِ أني انتظرت طويلا

كما انتظرَ الصيفَ طائرْ

ونمتُ... كنوم المهاجرْ

فعينٌ تنام، لتصحوَ عين.. طويلا

وتبكي علي أختها

حبيبان نحن إلى أن ينام القمر

ونعلم أن العناق، وأن القبل

طعام ليالي الغزل

وأن الصباح ينادي خطاي لكي تستمر

على الدرب يوماً جديداً!

صديقان نحن فسيرى بقربيَ كفاً بكف

معاً, نصنع الخبز والأغنيات

لماذا نسائل هذا الطريق.. للأي مصير

يسير بنا؟

ومن أين لملم أقدامنا؟

فحسبي، وحسبك أنا نسير..

معاً للأبد

لماذا نفتش عن أُغنيات البكاء

بديوان شعر قديم؟

ونسأل : يا حبنا ! هل تدوم؟

أحبكِ حُبَّ القوافل واحةَ عشب وماء

وحب الفقير الرغيف!

كما ينبت العشب بين مفاصل صخره

وجدنا غربيين يوماً

ويبقى رقيقين دوماً.


أعاذلتي ألا لا تعذليني

قصيدة أعاذلتي ألا لا تعذليني وهي قصيدة قديمة للشاعر الجاهلي السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي، هو من سكان خيبر، ومن أشهر شعره هو لاميته، وأمّا قصيدته أعاذلتي ألا لا تعذليني فقد قال فيها:[٥]

أَعاذِلَتي أَلا لا تَعذِليني

فَكَم مِن أَمرِ عاذِلَةٍ عَصَيتُ

دَعيني وَاِرشُدي إِن كُنتُ أَغوى

وَلا تَغوَي زَعَمتِ كَما غَوَيتُ

أَعاذِلَ قَد أَطَلتِ اللَومَ حَتّى

لَوَ أَنّي مُنتَهٍ لَقَدِ اِنتَهَيتُ

وَصَفراءِ المَعاصِمِ قَد دَعَتني

إِلى وَصلٍ فَقُلتُ لَها أَبَيتُ

وَزِقٍّ قَد جَرَرتُ إِلى النَدامى

وَزِقٍّ قَد شَرِبتُ وَقَد سَقَيتُ

وَحَتّى لَو يَكونُ فَتى أُناسٍ

بَكى مِن عَذلِ عاذِلَةٍ بَكيتُ

أَلا يا بَيتُ بِالعَلياءِ بَيتُ

وَلَولا حُبُّ أَهلِكَ ما أَتَيتُ

أَلا يا بَيتُ أَهلُكَ أَوعَدوني

كَأَنّي كُلَّ ذَنبِهِمِ جَنَيتُ

إِذا ما فاتَني لَحمٌ غَريضٌ

ضَرَبتُ ذِراعَ بَكري فَاِشتَوَيتُ


المراجع

  1. نزار قباني، روائع نزار قباني ، صفحة 6-7-8-9.
  2. نزار قباني، "حب بلا حدود"، www.adab.com.
  3. نزار قباني، "رسالة حب صغيرة"، www.adab.com.
  4. محمود درويش، "أجمل حب"، www.aldiwan.net.
  5. السموأل، " أعاذلتي ألا لا تعذليني"، www.aldiwan.net.
4459 مشاهدة
للأعلى للسفل
×