محتويات
- ١ حديث: يتقارب الزمان وينقص العمل
- ٢ حديث: لا يأتي عليكم يومٌ أو زمان إلّا والذي بعده شر منه
- ٣ حديث: من سمع بالدّجال فلينأَ عنه
- ٤ حديث: بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم
- ٥ حديث: وَتجيء فتنة فيرقِّق بعضها بعضًا
- ٦ حديث: ومنهن فتن كرياح الصيف
- ٧ حديث: يفرُّ بدينه من الفتن
- ٨ حديث: ثم تقع الفتن كأنها الظلل
- ٩ حديث: إنَّ من أشراط السَّاعة أن يفيض المال
- ١٠ حديث: إذا وُضع السيف في أمتي لم يُرْفَع عنها إلى يوم القيامة
- ١١ حديث: إنها ستكون فتنة وفرقة واختلاف
- ١٢ حديث: اقعد في بيتكَ وأغلق عليك بابك
حديث: يتقارب الزمان وينقص العمل
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يَتَقارَبُ الزَّمانُ، ويَنْقُصُ العَمَلُ، ويُلْقَى الشُّحُّ، وتَظْهَرُ الفِتَنُ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّمَ هُوَ؟ قالَ: القَتْلُ القَتْلُ."[١]
صحة الحديث
حديث صحيح؛ أخرجه البخاري في كتاب الفتن وباب ظهور الفتن،[٢] كما أخرجه مُسلم فِي الْقدر وَابْن مَاجَه فِي الْفِتَن.[٣]
شرح الحديث
يبين الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعضًا من الفتن التي سيعيشها الناس؛ ومنها تقارب الزمان والمقصود بهذا ذهاب البركة من الأوقات فتصبح السنة كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم وقد يكون المقصود بها تقارب أحوال الناس في الشرّ والجهل،[٤] أو دنو قيام الساعة، أو قصر الأيّام والليالي،[٥] وينقص العمل كالعبادات بسبب نقص الدِّين وينقص العمل أيضًا بسبب سوء الأحوال كقلة الطعام وميل النفوس إلى الراحة، ومعنى يلقى الشح أي يزيد البخل والحرص في قلوب الناس وتصبح هذه الصفة غالبة عند معظمهم، وتظهر الفتن أي تنتشر وتزيد بكثرة كما يزداد القتل.[٣]
حديث: لا يأتي عليكم يومٌ أو زمان إلّا والذي بعده شر منه
متن الحديث
عن الزّبير بن عديّ. قال: أتينا أنساً، فشكوْنا إليه ما نلقى من الحجاج. فقال: "اصْبِرُوا؛ فَإِنَّهُ لا يَأْتِي عَلَيْكُم زَمَانٌ إَلاّ والّذي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ" سَمِعْتُهِ من نبيِّكم صلّى الله عليه وسلّم.[٦]
صحة الحديث
حديث صحيح؛ أخرجه البخاري في كتاب الفتن.[٧]
شرح الحديث
يبين هذا الحديث أن الزمان كلما بعد عن عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- سيكثر فيه الشرور ويقل الخير والمقصود من الناحية الدينية ولكن هذا لا ينفي أن الله سبحانه وتعالى يأذن لبعض عباده أن يجددوا الدين في نفوس العباد ويدعونهم إلى الحق.[٨]
حديث: من سمع بالدّجال فلينأَ عنه
متن الحديث
عن عِمران بن حُصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمِع بالدَّجَّالِ فلينْأَ عنه، فواللهِ إنَّ الرَّجلَ ليأتيه وهو يحسَبُ أنَّه مؤمنٌ فيتبعُه ممَّا يبعثُ به من الشُّبهاتِ، أو لما يُبعَثُ به من الشُّبهاتِ."[٩]
صحة الحديث
حديث صحيح، رواه أبو داوود في سننه وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داوود.[١٠]
شرح الحديث
يحذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الدّجال فيقول من سمع بوجوده فلينأ عنه أي يبتعد ويهرب منه ولا يمتنع من الهرب بسبب إيمانه فالدّجال معه من الفتن والخوارق ما يجعل الناس في شك وريبة وقد يؤثر بهما على يقين الناس، ولذلك كانت وصية الرسول بالبعد عنه لإن ذلك أسلم للمؤمن، وفي الحديث إشارة للابتعاد عن أهل البدع وتجنب مخالطتهم فالإنسان الذي ليس لديه قدر كافٍ من العلم والفصاحة قد يتأثر بأقوالهم وأفعالهم ويفتتن بها.[١١]
حديث: بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم
متن الحديث
عن أبى هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلمَ- قالَ: "بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا، أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرضٍ مِنَ الدُّنْيَا."[١٢]
صحة الحديث
رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان.[١٣] وراه الترمذي في شرح التحفة وصححه، كما رواه أحمد وابن حبّان.[١٤]
شرح الحديث
يحث الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بالمسارعة إلى القيام بالأعمال الصالحة والإكثار منها قبل أن ينشغل الإنسان بكثرة الفتن التي ستحدث والتي من كثرتها سيصعب عليه التمييز بينها كأنه في ظلام دامس،[١٥] وفيه تحذير من الإقبال على الدنيا والطمع بما فيها، ومما يؤكد هذا الحديث قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر: "اغتنمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: حياتَك قبلَ موتِك، وصحتَك قبلَ سقمِك، وفراغَك قبلَ شغلِك، وشبابَك قبلَ هرمِك، وغنَاك قبلَ فقرِك."[١٦][١٧]
حديث: وَتجيء فتنة فيرقِّق بعضها بعضًا
متن الحديث
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وتجيءُ فِتَنٌ، فيُرَقِّقُ بعضُها بعضًا، وتجيءُ الفتنةُ، فيقولُ المؤمنُ: هذه مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تنكشِفُ، وتِجيءُ الفتنةُ، فيقولُ المؤمِنُ: هذهِِ هذِهِ. فمَنْ أحبَّ منكم أنْ يُزَحْزَحَ عنِ النارِ، ويَدْخُلَ الجنةَ، فلْتَأْتِهِ منيتُهُ وهوَ يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، وليأْتِ إلى الناسِ، الذي يُحِبُّ أنْ يُؤْتَى إليه."[١٨]
صحة الحديث
شرح الحديث
ينذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيقول أن في آخر الزمان ستكثر الفتن فيرقق بعضها بعضًا أي أن الفتنة السابقة ستبدو خفيفة بجانب التي ستلحقها، ثم تأتي فتنتة فيقول المؤمن هذه التي ستهلكني ثم تنفرج عنه وتأتي بعدها فيقول ويأكد أنها هي مهلكته وفي الحديث تشبيه للإنسان الذي يكون في البحر وتأتيه الأمواج واحدة تلو الأخرى، ثم يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه من يريد أن يُبعَد عن النار ويدخل الجنة فلا بد أن يحضره الموت وهو مؤمن بالله واليوم الآخر بالإضافة إلى ذلك لا بدّ أن يبذل للناس من كل أنواع الخير والنصيحة كما يحب هو أن يلقى ذلك منهم.[٢٠]
حديث: ومنهن فتن كرياح الصيف
متن الحديث
عنالحذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وَهو يَعُدُّ الفِتَنَ: "منهنَّ ثَلَاثٌ لا يَكَدْنَ يَذَرْنَ شيئًا، وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ منها صِغَارٌ وَمنها كِبَارٌ."[٢١]
صحة الحديث
أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما واللفظ لمسلم كما أخرجه ابن داوود.[٢٢]
شرح الحديث
يشرح الرسول -صلى الله عليه وسلم- الفتن التي ستحلّ فيبين أن تلاثة من هذه الفتن تعم كل شيء في الأرض ولا يكاد يسلم منها أحد وقال العلماء أنها قد تكون فتنة الدجال ويأجوج ومأجوج والدابة، ومن الفتن الأخرى ما يشبه رياح الصيف وشببها بها لشدة ضررها على من تصيبه، إضافة إلى ذلك هناك فتن أخرى صغيرة وكبيرة وقد يكون المقصود أن ضررها قد يكون كبيرًا أو صغيرًا أو أنها ستصيب عددًا صغيرًا أو كبيرًا من الناس.[٢٣]
حديث: يفرُّ بدينه من الفتن
متن الحديث
أَبِي سَعِيدٍ الخدري -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ خَيْرُ مَالِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ الْغَنَمُ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ."[٢٤]
صحة الحديث
صحيح فقد أخرجه البخاري في صحيحه.[٢٥]
شرح الحديث
يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن اعتزال الناس عند كثرة الفتن أفضل للإنسان من مخالطتهم للحفاظ على دينه وإيمانه، وأن فرار المرء بدينه يسرح غنمه هو خير الأمور إذا كثرت الفتن،[٢٦] ومعنى شعف أي قمة الجبل ومواضع القطر هي الأودية وفي الحديث إشارة إلى ضرورة ترك الصحبة غير الصالحة وجلساء السوء.[٢٧]
حديث: ثم تقع الفتن كأنها الظلل
متن الحديث
عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: "قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، هل للإسلامِ مِن مُنتَهًى؟ قال: نعَم، أيُّ أهلِ بيتٍ منَ العربِ والعجمِ، أراد اللهُ عزَّ وجلَّ بهم خيرًا أدخَل عليهمُ الإسلامَ قال: ثم مَه؟ قال: ثم تقَعُ الفتنُ كأنهَّا الظُّلَلُ، قال: كلا واللهِ إن شاء اللهُ. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: بَلى، والذي نفسي بيدِه، ثم تعودونَ فيها أساودَ صُبًّا، يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ."[٢٨]
صحة الحديث
أخرجه احمد في المسند ورجاله رجال الصحيح، كما أخرجه الطيالسي وابن أبي شيبة والطبراني والبيهقي.[٢٩]
شرح الحديث
يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ الفتن ستحل على الناس وستكون كأنها ظلل وهي ما كل ما يظل الإنسان والمعنى أي كأنها الجبال أو السحب وسيكون الناس كالأساود وهي أخبث أنواع الحيات،[٣٠] ومعنى صبًا أي أنها إذا أرادت أن تفترس ترتفع ثم تهجم على فريستها.[٣١]
حديث: إنَّ من أشراط السَّاعة أن يفيض المال
متن الحديث
عن عمرو بن تغلب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من أشراطِ السَّاعةِ أن يفيضَ المالُ، ويكثُرَ الجهلُ، وتظهرَ الفِتَنُ، وتفشُوَ التِّجارةُ."[٣٢]
صحة الحديث
أخرجه النسائي في سننه والحاكم في مستدركه واللفظ له والطيالسي وعنه ابن منده في المعرفة.[٣٣]
شرح الحديث
يبين الرسول -صلى الله عليه وسلم- مجموعة من علامات الساعة وهي كثرة المال والتجارة والفتن،[٣٤] وأيضًا كثرة الجهل والمقصود به الجهل بالعلم الشرعي الذي يتعمله الإنسان ليتعرف على ربّه وليساعده في أداء العبادات على أحسن وجه وليس المقصود القراءة والكتابة فهي منتشرة الآن بشكل كبير.[٣٥]
حديث: إذا وُضع السيف في أمتي لم يُرْفَع عنها إلى يوم القيامة
متن الحديث
عن ثوبان مولى رسول الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وُضِعَ السيفُ في أُمَّتِي؛ لم يُرْفَعْ عنها إلى يومِ القيامةِ، ولا تقومُ الساعةُ حتى تَلْحَقَ قَبَائِلُ من أُمَّتِي بالمشركينَ، وحتى تَعْبُدَ قَبَائِلُ من أُمَّتِي الأوثانَ، وإنه سيكونُ في أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ؛ كلُّهم يَزْعُمُ أنه نبيُّ اللهِ، وأنا خاتَمُ النبيينَ، لا نَبِيَّ بَعْدِي، ولا تزالُ طائفةٌ من أُمَّتِي على الحقِّ ظاهِرِينَ؛ لا يَضُرُّهم مَن خالفهم، حتى يأتيَ أمرُ اللهِ."[٣٦]
صحة الحديث
رواه الترمذي في سننه وقال صحيح.[٣٧]
شرح الحديث
يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا بدأ القتال في أمته فأن هذا سيستمر حتي قيام الساعة، ثم قال أن هناك مجموعة من أمته ستلحق المشركين وهذا ما حصل بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم- إذ ارتد مجموعة من الملسمين عن الإسلام في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأن مجموعة منها ستعبد الأصنام وقد يكون المقصود الأصنام الحقيقة أو غيرها كالأموال فقد قال في حديث آخر: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ"[٣٨] ويقول أن هناك من سيدّعي النبوة بعده مع أنه خاتم النبيين، ثم يبشر المؤمنين في نهاية الحديث فيقول أن هناك طائفة من أمته ستثبت على الحق وتنصره وتحارب الباطل.[٣٩]
حديث: إنها ستكون فتنة وفرقة واختلاف
متن الحديث
عن محمد بن مسلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّها ستَكونُ فِتنةٌ وفُرقةٌ واختِلافٌ فإذا كانَ كذلِكَ فأتِ بسيفِكَ أُحُدًا فاضرِبْهُ حتَّى ينقطِعَ ثمَّ اجلِس في بيتِكَ حتَّى تأتيَكَ يدٌ خاطئةٌ أو مَنيَّةٌ قاضيةٌ" فقَد وقَعَتْ وفعلتُ ما قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ.[٤٠]
صحة الحديث
رواه ابن ماجه في صحيحه وقال الألباني صحيح.[٤١]
شرح الحديث
يبين الحديث أن هناك فتنة وقتال سيحدث بين المسلمين وأن الرسول يحذر من المشاركة في هذه الفتنة فيقول محمد بن مسلمة أنها حدثت وأن فعل ما وصى به الرسول فلم يشارك فيها، ومن الجدير بالذكر أن الخلاف الذي وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم ليس في أمر الدنيا ولهذا كان قتالهم آنذاك اجتهاد منهم فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر، وفي الحديث إشارة إلى البعد عن القتال وسفك الدماء لأجل ما في الدنيا من مال وملك.[٤٢]
حديث: اقعد في بيتكَ وأغلق عليك بابك
متن الحديث
عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذَرٍّ! أرأيتَ إن أصاب الناسَ جوعٌ شديدٌ لا تستطيعُ أن تقومَ من فراشِك إلى مسجدِك كيف تصنعُ؟ تَعَفَّفْ. يا أبا ذَرٍّ؟ أرأيتَ إن أصاب الناسَ موتٌ شديدٌ يكونُ البيتُ فيه بالعبدِ -يعني القبرَ- كيف تصنعُ؟ اصْبِرْ. يا أبا ذَرٍّ: أرأيتَ إن قَتَل الناسُ بعضُهم بعضًا حتى تَغْرَقَ حِجارةُ الزيتِ من الدماءِ كيف تصنعُ؟ اقْعُدْ في بيتِك، واغْلِقْ عليك بابَك. قال : فإن لم أُتْرَكْ؟
قال: فائْتِ مَن كنتَ معه فكن فيهِم. قال: فآخُذُ سلاحي؟ قال : إذًا تشاركُهم فيما هم فيه، ولكن إن خَشِيتَ أن يَرْدَعَكَ شعاعُ السيفِ فأَلْقِ مِن طَرَفِ ردائِك على وجهِك، كي يبوءَ بإثمِه وإثمِك، ويكونَ من أصحابِ النارِ."[٤٣]
صحة الحديث
رواه الإِمام أحمد بهذا اللفظ، وهو بنحو لفظ أبي داود وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع.[٤٤]
شرح الحديث
يسأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبا ذر عما سيفعله إذا حلّ بهم الجوع الشديد فلم يستطع المشي من فراشه إلى المسجد من التعب، ثم أجابه الرسول على السؤال فأمره أن يتعفف أي أن يصبر على الجوع ويكف يده عن الحرام وسؤال الناس، ثم سأله عمّا سيفعله إن أصبح ثمن القبر كثمن البيت ثم أجابه بأن يصبر ولا يجزع حتى يحصل الثواب.[٤٥]
ثم سأله الرسول -صلى الله عليه وسلم- ماذا تفعل إن كثر القتل وأصبحت الدماء تسيل وتغرق البيوت ثم أجابه بأن يلزم بيته،[٤٦] فسأله أبو ذر "فآخذ سلاحي؟" فقال له الرسول أنه إن فعل سيشاركهم بالإثم، وإن أبهره شعاع السيف عليه ألّا يحارب ويسلم نفسه للقتل إن لم يستطع الهرب، والمقصود إن كان المحاربين من أهل الإسلام.[٤٥]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7061، أورده في صحيحه.
- ↑ محمد عبدالباقي، كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، صفحة 217. بتصرّف.
- ^ أ ب بدر الدين العيني، كتاب عمدة القاري شرح صحيح البخاري، صفحة 183-182. بتصرّف.
- ↑ السيوطي، كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح، صفحة 4126-4127. بتصرّف.
- ↑ بدر الدين الدَّمَامِيني، كتاب مصابيح الجامع، صفحة 81. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5952، أخرجه في صحيحه.
- ↑ محمد بن عبد الوهاب، كتاب أحاديث في الفتن والحوادث ط القاسم، صفحة 36. بتصرّف.
- ↑ سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 4319، صحيح.
- ↑ أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 575. بتصرّف.
- ↑ عبد المحسن العباد، كتاب شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:118، صحيح.
- ↑ محمد إسماعيل المقدم، كتاب فقه أشراط الساعة، صفحة 40.
- ↑ ناصر الدين الألباني، كتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، صفحة 386. بتصرّف.
- ↑ مسلم، صحيح مسلم، صفحة 110. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1205، صحيح.
- ↑ القاضي عياض، كتاب إكمال المعلم بفوائد مسلم، صفحة 405. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:1844، صحيح.
- ↑ ابن قرقول، كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار، صفحة 47. بتصرّف.
- ↑ محمد الأمين الهرري، كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم، صفحة 77-78. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن الحذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:2891، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 5197. بتصرّف.
- ↑ محمد الأمين الهرري، كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم، صفحة 101. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح الخباري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:6495، صحيح.
- ↑ شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 361. بتصرّف.
- ↑ ابن بطال، كتاب شرح صحيح البخارى لابن بطال، صفحة 204. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين البِرْماوي، كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح، صفحة 528. بتصرّف.
- ↑ رواه البوصيري، في إتحاف الخيرة المهرة، عن كرز بن علقمة الخزاعي ، الصفحة أو الرقم:109، رجاله رجال الصحيح.
- ↑ أحمد بن حنبل، مسند أحمد ط الرسالة، صفحة 260. بتصرّف.
- ↑ التويجري، حمود بن عبد الله، كتاب إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، صفحة 65-64.
- ↑ شمس الدين القرطبي، كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، صفحة 1058. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عمرو بن تغلب، الصفحة أو الرقم:2767، ذكر له شاهدا .
- ↑ ناصر الدين الألباني، كتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، صفحة 631. بتصرّف.
- ↑ التويجري، حمود بن عبد الله، كتاب إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، صفحة 109-110. بتصرّف.
- ↑ ناصر الدين الألباني، كتاب موسوعة الألباني في العقيدة، صفحة 263. بتصرّف.
- ↑ رواه تخريج مشكاة المصابيح، في الألباني، عن ثوبان مولى رسول الله، الصفحة أو الرقم:5333، إسناده صحيح.
- ↑ محمد الترمذي، سنن الترمذي ت شاكر، صفحة 490. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2887، أورده في صحيحه.
- ↑ الملا علي القاري، كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 3402-3401. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن محمد بن مسلمة، الصفحة أو الرقم:3216، صحيح.
- ↑ سامي محمد، كتاب العمل الصالح، صفحة 486. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، كتاب الأساس في السنة وفقهها العقائد الإسلامية، صفحة 1093-1094. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:7819، صحيح.
- ↑ محمد المقدم، كتاب بصائر في الفتن، صفحة 34. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن الملك، كتاب شرح المصابيح لابن الملك، صفحة 501-500. بتصرّف.
- ↑ المخلص، المخلصيات، صفحة 190. بتصرّف.