محتويات
أحاديث عن سعة رحمة الله
وصف الله نفسه بأنَّه رحمٌن ورحيمٌ، وهي تدلُّ على شدَّة الرَّحمة في اسم الرَّحمن وعلى عمومها لعباده المؤمنين في اسم الرَّحيم، وفيما يأتي باقةٌ عطرة من أحاديث النَّبيِّ -صلى الله عيله وسلم- عن سعة رحمة الله:[١]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ، فَمنها رَحْمَةٌ بِهَا يَتَرَاحَمُ الخَلْقُ بيْنَهُمْ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لِيَومِ القِيَامَةِ).[٢]
- شملت رحمة الله -تعالى- شملت حتى البهائم والحيوانات، فليست الرَّحمة خاصَّةً بالبشر فقط، قال -صلى الله عليه وسلم-: (جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِئَةَ جُزْءٍ، فأمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وتِسْعِينَ جُزْءًا، وأَنْزَلَ في الأرْضِ جُزْءًا واحِدًا، فَمِنْ ذلكَ الجُزْءِ يَتَراحَمُ الخَلْقُ، حتَّى تَرْفَعَ الفَرَسُ حافِرَها عن ولَدِها، خَشْيَةَ أنْ تُصِيبَهُ).[٣]
- لو علم الكافر مقدار سعة رحمة الله لما يئس من دخول الجنَّة أبداً، لقوله -صلى الله عيله وسلم-: (فلوْ يَعْلَمُ الكافِرُ بكُلِّ الذي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، لَمْ يَيْئَسْ مِنَ الجَنَّةِ).[٤]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذلكَ، فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ، إلى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إلى أضْعافٍ كَثِيرَةٍ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له سَيِّئَةً واحِدَةً).[٥]
أحاديث عن تقديم رحمة الله على غضبه
من رحمة الله -تعالى- بعباده أنَّه لا يُعَجِل لهم بالعذاب مع استحقاقهم له، قال -تعالى-: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ)،[٦] ومن الاحاديث التي فيها تقديم للرحمة على الغضب ما يأتي:
- يقول -صلى الله عليه وسلم-: (لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ في كِتَابِهِ، فَهو عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي)،[٧] فرحمة الله تسبق غضبه منذ خلق الله السموات والأرض.
- قال -صلى الله عيله وسلم-: (إنَّ اللَّهَ لَمَّا قَضَى الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي).[٨]
أحاديث عن رحمة الله في الآخرة
إن كانت الآخرة دار حسابٍ على أعمال الدُّنيا إلَّا أنَّ الآخرة فيها مواطن كثيرةً تدلُّ على رحمة الله -تعالى- بخلقه، ومنها ما يأتي:
- إنَّ الله -تعالى- يعطي الثَّواب الكبير على العمل القليل، قال -صلى الله عليه وسلم-: (يُصَاحُ برجلٍ من أُمَّتِي يومَ القيامةِ على رُؤُوسِ الخلائقِ، فيُنْشَرُ له تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ سِجِلًّا، كلُّ سِجِلٍّ مَدُّ البصرِ، ثم يقولُ اللهُ تبارك وتعالى: هل تُنْكِرُ من هذا شيئًا؟ فيقولُ: لا يا ربِّ، فيقولُ: أَظَلَمَك كَتَبَتِي الحافِظُونَ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ، ثم يقولُ: أَلَكَ عُذْرٌ، أَلَكَ حسنةٌ؟ فيَهَابُ الرجلُ فيقولُ: لا، فيقولُ: بلى، إنَّ لك عندنا حسنةً، وإنه لا ظُلْمَ عليكَ اليومَ، فتُخْرَجُ له بطاقةٌ فيها أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه، فيقولُ: يا ربِّ ما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجِلَّاتِ؟ فيقولُ: إنك لا تُظْلَمُ، فتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ، فطاشتِ السِّجِلَّاتُ، وثَقُلَتِ البطاقةُ).[٩]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (يُدْنَى المُؤْمِنُ يَومَ القِيَامَةِ مِن رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حتَّى يَضَعَ عليه كَنَفَهُ، فيُقَرِّرُهُ بذُنُوبِهِ، فيَقولُ: هلْ تَعْرِفُ؟ فيَقولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ، قالَ: فإنِّي قدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وإنِّي أَغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ).[١٠]
أحاديث عن أن الله أرحم بعباده من الوالدين بأبنائهم
من رحمة الله -تعالى- بخلقه أن أوصى الوالدين على أولادهم، قال -تعالى-: (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ)،[١١] ومثال رحمة الله بالأبناء أكثر من رحمة الآباء:
- قَدِمَ علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، إذَا وجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْيِ أخَذَتْهُ، فألْصَقَتْهُ ببَطْنِهَا وأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أتُرَوْنَ هذِه طَارِحَةً ولَدَهَا في النَّارِ؟ قُلْنَا: لَا، وهي تَقْدِرُ علَى ألَّا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: لَلَّهُ أرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا).[١٢]
- أتى النَّبيَّ -صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ- رجلٌ ومعَهُ صبيٌّ، فجعلَ يضمُّهُ إليهِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: (أترحمُهُ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فاللَّهُ أرحَمُ بِكَ منكَ بِهِ، وَهوَ أرحمُ الرَّاحمينَ).[١٣]
المراجع
- ↑ سعد بن عبد الرحمن ندا، مفهوم الأسماء والصفات، صفحة 94.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم:2753، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6000، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6469، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6491، صحيح.
- ↑ سورة يونس، آية:11
- ↑ رواه مسمل، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2751، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7422، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:8095، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2768، صحيح.
- ↑ سورة النساء، آية:11
- ↑ رواه البخاري، في صحي البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:5999، صحيح.
- ↑ رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1428، صحيح.