محتويات
أحاديث نبوية عن مراعاة مشاعر الأم
ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعض الأحاديث التي تراعي مشاعر الأمِّ، منها ما يأتي:[١]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللَّهَ بِهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ، قَالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ بَنِيَّ، وَإِنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُمَا نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ، فَرَأَوُا السَّمَاءَ...).[٢]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ).[٣]
- جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم- يبايعه، قال: (جئت لأبايعَكَ على الهجرة، وتركتُ أبَوَي يَبكيان، قال: فارجع إليهما فأَضْحكْهما كما أبكيتَهما).[٤]
- عن أبي الدرداء، قال: (أَوْصَانِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتِسْعٍ: لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُطِّعْتَ أَوْ حُرِّقْتَ، وَلَا تَتْرُكَنَّ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ مُتَعَمِّدًا؛ وَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدًا بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَلَا تَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ؛ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دنياك؛ فاخرج لهما، ولاتُنَازِعَنَّ وُلَاةَ الْأَمْرِ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّكَ أَنْتَ، وَلَا تفرِر مِنَ الزَّحْفِ؛ وَإِنْ هَلَكْتَ وَفَرَّ أَصْحَابُكَ، وَأَنْفِقْ مِنْ طَولك عَلَى أَهْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ، وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).[٥]
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (كنا مع رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلم- في سَفَرٍ، فانطَلق لحاجتِه، فرأينا حُمَّرةً معها فَرْخَانِ، فأخذْنا فرخَيها، فجاءتِ الحُمَّرة فجعلتْ تفرُشُ، فجاء النبي -صلَّى الله عليه وسلم- فقال: من فَجَعَ هذهِ بولَدها؟ رُدُّوا ولدَها إليها. ورأى قريةَ نملٍ قد حَرَقْناها، فقال: "من حَرَق هذه؟ " قلنا: نحنُ، قال: إنه لا ينبغي أن يعذِّب بالنار إلا رَبُّ النار).[٦]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ).[٧]
أحاديث نبوية عن فضل بر الأم
- وردت أحاديث كثيرة تتحدَّث عن فضل برِّ الوالدين والأمِّ، منها ما يأتي:[٨]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ، قِيلَ: مَنْ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ).[٩]
- عن ابن مسعود، قال: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا» قَالَ: قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «بِرُّ الْوَالِدَيْنِ» قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ» فَمَا تَرَكْتُ أَسْتَزِيدُهُ إِلَّا إِرْعَاءً عَلَيْهِ).[١٠]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ ثَلَاثًا، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ).[١١]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانَ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَذَلِكَ الْبِرُّ» وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ).[١٢]
أحاديث نبوية توصي بالأم
أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثيراً بالوالدين، ومن هذه الوصايا ما يأتي:[١٣]
- عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: (قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: «نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ»)[١٤]
- عن أبي هريرة، قال: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ»). [١٥]
- عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: (أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا، فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَكَ وَالِدَانِ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَلَكَ خَالَةٌ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَبِرَّهَا إِذًا).[١٦]
أحاديث نبوية عن تكريم الأم
لقد كرَّم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأمِّ، ومن ذلك:[٨]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدًا إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ).[١٧]
- عن معاوية بن جاهمة السلمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَ: «وَيْحَكَ، أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «ارْجِعْ فَبَرَّهَا» ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَ: «وَيْحَكَ، أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا» ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ أَمَامِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَ: «وَيْحَكَ، أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «وَيْحَكَ، الْزَمْ رِجْلَهَا، فَثَمَّ الْجَنَّةُ).[١٨]
أحاديث النهي عن عقوق الأمهات
الكثير من وصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرَّمت العقوق، وحذَّرت منه، ومن هذه الوصايا ما يأتي:[١٩]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ البَنَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ).[٢٠]
- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ملعونٌ من سبَّ أَباه، ملعون من سبَّ أمَّه، ملعون من ذبَح لغير الله، ملعون من غيَّرتخوم الأرض، ملعون من كمه أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة، ملعون من عمل بعمل قوم لوط).[٢١]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ).[٢٢]
المراجع
- ↑ البزار (1988)، مسند البزار البحر الزخار (الطبعة 1)، المدينة المنورة :مكتبة العلوم والحكم ، صفحة 390، جزء 13.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2333، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:709 ، صحيح.
- ↑ رواه أحمد، في المسند، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:6490 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في الأدب المفرد، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:18، حسن.
- ↑ رواه ابو داود، في السنن، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2675 ، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي ، في السنن، عن أبي أيوب، الصفحة أو الرقم:1566 ، حسن غريب.
- ^ أ ب جامعة المدينة، الحديث الموضوعي، صفحة 370، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في الصحيح، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم:2551، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في الصحيح، عن ابن مسعود، الصفحة أو الرقم:137 ، صحيح.
- ↑ رواه ابن ماجه، في السنن، عن المقدام بن معديكرب، الصفحة أو الرقم:3661 ، صحيح.
- ↑ رواه المستدرك، في الحاكم، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:7247 ، على شرط البخاري ومسلم.
- ↑ صهيب عبد الجبار، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 327، جزء 7.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن أسماء، الصفحة أو الرقم:2620 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5971 ، صحيح.
- ↑ رواه أحمد، في المسند، عن ابن عمر، الصفحة أو الرقم:4624 ، على شرط الشيخين.
- ↑ رواه الترمذي، في السنن، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1906، حسن صحيح.
- ↑ رواه ابن ماجه، في السنن، عن معاوية بن جاهمة، الصفحة أو الرقم:2781 ، صحيح.
- ↑ ابن القيسراني (1416)، ذخيرة الحفاظ (الطبعة 1)، الرياض :دار السلف، صفحة 1941، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:2408 ، صحيح.
- ↑ رواه أحمد، في المسند، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم:1875 ، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في السنن، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1899.