محتويات
أسباب الغزوة
غزوة بني المصطلق؛ هي الغزوة التي وقعت بين المسلمين وبين قبيلة بني المصطلق، وهي غزوة تحمل إسمين إسم غزوة بني المصطلق واسم (المريسيع)؛ حيث أن اسم المريسيع نسبة للماء الذي وقعت فيه المعركة، وغزوة بني المصطلق باسم القبيلة.[١]
فيما يأتي الأسباب التي أدّت لحدوث غزوة بني المصطلق:[٢]
- عزم بني المصطلق على غزو المسلمين في المدينة المنورة
وهذا هو السبب الرئيسي، فكان ما حدث في غزوة أحد من خطأ الرماة، وانقلاب نتائج المعركة مَطمعًا لبني المصطلق على غزوة المسلمين في عقر دارهم، فأعدّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما علم بخبر بني المصطلق العدّة وتوجّه بجيشه نحوهم، وهزمهم في عقر دارهم شر هزيمة.
- وقوف قبيلة بني المصطلق مع قريش في غزوة أحد، وتحزّبها معها ضد المسلمين.
- منعها من نفوذ المسلمين إلى مكة المكرمة؛ لسيطرتهم على الطريق المؤدي من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة.
تاريخ وقوع الغزوة
تعدّدت أقوال العلماء في زمن وقوع غزوة بني المصطلق على عدّة أقوال:[٢]
- في السنة السادسة للهجرة، وقال بهذا ابن اسحاق، إذ إنّه أول من ذهب لهذا الرأي.
- في السنة الخامسة للهجرة، وقال بهذا القول موسى بن عقبة، والوادي، وأبو معشرة، وابن سعد، وابن قتيبة، والبلاذري، وابن القيّم.
- في السنة الرابعة للهجرة، وقال بهذا القول موسى بن عقبة، وابن العربي المالكي، وأبو بكر العامري.
دور المنافقين في الغزوة
لم يخلُ دور المنافقين في غزوة بني المصطلق، وفيما يأتي بيان دورهم في المراحل الآتية:
دور المنافقين قبل الغزوة
كان للمنافقين دورهم في المجتمع الإسلامي قبل حدوث معركة بني المصطلق، وبيان ذلك آتياً:[٣]
- تآمرهم مع بني النضير ضد المسلمين.
- إثارة الخوف والقلق في نفوس المسلمين في غزوة الأحزاب.
- إثارة الجدل بزواج النبي من زينب بنت جحش طليقة زيد بن حارثة.
- دور عبدالله بن أبي بن سلول، وهو رأس المنافقين بتشتيت صف المسلمين وإضعاف الإسلام.
دور المنافقين أثناء الغزوة
استغلّ المنافقون حدوث غزوة بني المصطلق للقيام بما يريدون من الضرب بالإسلام والمسلمين، فأخذوا يبثون الرعب والتخويف بين صفوف المسلمين، فقد قال المنافقون: (لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ).[٤][٣]
وهذا القول كان قد صدر من عبدالله بن أبيّ، لما ورد عن رسول الله من استنكاره على الأوس والخزرج ما حدث بينهم من نزاع، وتفاخرهم بأنسابهم وقبائلهم، ومناداتهم بها، وعلم عبدالله بن أُبيّ هذا، واستنكر ما حدث بأن المسلمين مَن أتوا على المدينة ونازعوهم في المعيشة، وخاصة أنّه بمجيء رسول الله قد سُلب منه الملك والحكم، وعرف أهل المدينة ما صدر عن عبد الله بن أبيّ فقالوا إنّه هو الذليل.[٣]
وقد نزلت الآيات الكريمة مكذّبة لعبدالله بن أبيّ، قال -تعالى-: (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ..)، إلى قوله (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا إلى لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ).[٥][٣]
دور المنافقين بعد الغزوة
كانت حادثة الإفك قد حدثت جرّاء افتراء المنافقين بعد غزوة المصطلق، فقد كانت عائشة قد خرج سهمها للخروج مع رسول الله إلى هذه الغزوة، فلما انتهى سفر رسول الله، وهَمّ بالرجوع إلى المدينة المنورة، وخرج في نصف الليل، خرجت عائشة لحاجة لها، وقد سقط عِقد كانت ترتديه، فأخذت تبحث عنه، فلما وجدته وعادت إلى الرحيل، وجدتهم قد رحلوا، فجلست في مكانها منتظرة إياهم بالرجوع ليها.[٦]
وجاء الصحابي صفوان بن المعطّل، وكان قد تأخّر عن الركب لحاجة له، فوجد عائشة فأخذها في رَكبه، وما أن وصلوا لم يلفت هذا انتباه المسلمين؛ لتعففهم عن الخوض في سفائف الأمور، ولاعتيادهم على مسير القوافل.
ولكن عبدالله بن أُبيّ قد استغلّ ما حدث، وأخذ ينشر ما رآه ويزيد عليه في مجتمع المدينة المنورة، حتى أنه أثّر على بعض المسلمين، فأخذوا يردّدون ما يسمعون، من شكّهم بعودة عائشة -رضي الله عنها- مع صفوان بن المعطل رضي الله عنه-.[٦]
أحداث الغزوة ونتائجها
فيما يأتي النتائج التي خرج بها المسلمون من غزوة بني المصطلق:
- خسارة بني المصطلق؛ لمباغتتهم من قبل جيش المسلمن في عقر دراهم، ولم يحصل بين الفريقين التحام شديد، ولم يلقَ المسلمون مقاومة شديدة من عدوّهم.[٧]
- قتل المسلمين عشر رجال من مشركي القبيلة، وسبوا باقي الرجال والنساء.[٨]
- زواج رسول الله من جويرية بنت الحارث، فكان نتيجة للمصاهرة التي حدثت أن أعتق رسول الله مئة من بني المصطلق، وببركة هذا الزواج اهتدى أكثر بني المصطلق إلى الإسلام.[٨]
المراجع
- ↑ إبراهيم قريبي، كتاب مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع، المدينة المنورة : عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، صفحة 338.
- ^ أ ب إبراهيم قريبي، كتاب مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع، صفحة 89-97. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 264-267. بتصرّف.
- ↑ سورة المنافقون، آية: 8.
- ↑ سورة المنافقون، آية:8
- ^ أ ب أبو الحسن الندوي، السيرة النبوية، صفحة 272-273. بتصرّف.
- ↑ ابراهيم قريبي، كتاب مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع، صفحة 113. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد رضا، كتاب محمد صلى الله عليه وسلم، صفحة 328. بتصرّف.