أحداث معركة بلاط الشهداء

كتابة:
أحداث معركة بلاط الشهداء


أحداث معركة بلاط الشهداء

حدثت معركة بلاط الشهداء في منطقة تدعى بواتيه، تقع عند نهر اللوار جنوب فرنسا، حيث قام الوالي عبد الرحمن الغافقي -الذي استلم ولاية الأندلس عام 112 للهجرة بأمرٍ من الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك- بالنّداء إلى فتح بلاد الغال والتي تُسمّى حاليًا فرنسا، فاستجاب لندائه الكثير من العرب من اليمن والشام، والكثير من البربر، وتحركوا باتجاهه وتجمعوا عنده.[١]


بدأ الجيش الإسلامي بالسّير إلى عدّة مناطق حققوا فيها العديد من الانتصارات، ومنها: منطقة إكتانيا وبوردو وبرغونيه، كما أنهم اجتازوا جبال البرانس، وعند دخول عبدالرحمن الغافقي إلى منطقة بواتيه، قابله الأمير شارل مارتل مع جيشه الكبير، وبدأت الحرب بينه وبين المسلمين، ممّا أدّى إلى استشهاد عبدالرحمن الغافقي والعديد من المسلمين، وتجدر الإشارة إلى أنّ معركة بلاط الشّهداء من أهمّ وأعظم المعارك التي حدثت في فرنسا.[١]


تُسمّى معركة بلاط الشّهداء بمعركة البلاط أو بواتييه، لحصولها بالمنطقة التي سُمّيت بذلك، كما تسمى بمعركة تور، ويعود لفظ البلاط إلى الحصن أو القصر، حيث إنّ المعركة حدثت بالقرب من القصر، لذلك سمّيت ببلاط الشهداء.[٢]


استمرّت مدّة المعركة ثمانية أيّام، وكانت من أخطر المعارك التي خاضها المسلمون، فالتزموا حينها الصّبر، ولكن جاءت السّيطرة من قِبَل النّصارى والألمان والفرنج، حيث اعتدوا على غنائم المسلمين، ممّا زعزع أمن المسلمين وقوتهم، وفي هذه اللحظة استشهد عبدالرحمن الغافقي، عندما حاول استرجاع أمن المسلمين، ولكن كانت النّتيجة انسحاب جيش المسلمين تاركين غنائمهم خلفهم.[٣]


أسباب هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء

فيما يأتي بيان أهم أسباب هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء:[٤][٥]

  • الخلاف الكبير والصراع الحاصل بين المسلمين والبربر، ممّا جعل الاختلاط فيما بينهم شائكًا ومؤديًا إلى الهزيمة الكبيرة.
  • الغنائم التي كانت مع المسلمين من المعارك السابقة والتي خاف المسلمون من فقدانها، حيث استغرقوا الكثير من الوقت لجمعها، ممّا جعل الأعداء يستغلون هذه النقطة لصالحهم بالالتفاف على مؤخرة الجيش الإسلامي وضربه.
  • تجمّع جيش النصارى وتكتله في فرنسا آتياً من كل الإمارات واستماتته في القتال، عدا عن دراستهم ومعرفتهم للموقع والتّضاريس بشكل كبير.
  • ابتعاد جيش المسلمين عن أراضيه ومواقع إمداده مسافةً طويلةً جداً امتدت لأكثر من 400 كيلو متراً، ممّا جعل عملية الإمداد صعبةً جداً، وبالمقابل كانت خطوط إمداد الأعداء قريبة منهم.
  • عدم قدرة خيول المسلمين على الاحتمال بسبب المناخ القاسي.


أهمية معركة بلاط الشّهداء

على الرغم من هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء إلا أنّ هذه المعركة كانت سببًا رئيسًا لانتشار الإسلام في بلاد الغرب ولا سيّما في فرنسا، واستمرت العديد من الفتوحات الإسلاميّة بعد الانتهاء من معركة بلاط الشهداء ولم تتوقف، حيث زادت في منطقة فرنسا، ولا سيّما في الناحية الجنوبية وذلك في ولاية القائد عقبة بن الحجاج السّلولي، ومن قبله الوالي عبد الملك بن قطن الفهري، وقد كانت معركة بلاط الشهداء من أقوى وأهم المعارك التي شهدها التاريخ الإسلامي.[٦]







المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة التاريخية، صفحة 382. بتصرّف.
  2. شوقي أبو خليل، بلاط الشهداء بقيادة عبدالرحمن الغافقي، صفحة 32. بتصرّف.
  3. طه عبد المقصود عبد الحميد أبو عُبيَّة، موجز عن الفتوحات الإسلامية، صفحة 107-108. بتصرّف.
  4. "معركة بلاط الشهداء"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.
  5. طه عبد المقصود عبد الحميد أبو عُبيَّة، موجز عن الفتوحات الإسلامية، صفحة 108. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس، صفحة 61. بتصرّف.
3189 مشاهدة
للأعلى للسفل
×