أحكام أهل الذمّة
أهل الذمّة هم الذين رضوا بالعيش والاستقرار في الدولة الإسلاميّة، ورضوا بأن يكون الإسلام وشريعته حاكماً عليهم وسيّداً لهم، ودانوا لأحكامه بالذلّة والصَّغار، ولا يتحقّق لهم ذلك إلّا إن دفعوا الجزية كاملةً ورضوا بسيادة الدولة المسلمة، وهم يُسمّون في هذا الزمان بالمواطنين، وقد بيّن الله ضوابط العلاقة بينهم وبين المسلمين في القرآن الكريم، فأجاز الإحسان إليهم ضمن حدود ما شرعه سبحانه، كما حرّم ظلمهم والتعدّي عليهم وشدّد الوعيد على من هتك حُرمة دمائهم واعتدى عليهم بغير حقٍ، أمّا إذا أظهروا العداوة والبغضاء للمسلمين وسلّوا سيوف الحرب والفتنة عليهم فلا يكون لهم برٌّ ولا صلةٌ عندهم.[١]
التزامات أهل الذمّة في الإسلام
يجب على أهل الذمّة الالتزام بأحكام الإسلام، وهذا الالتزام يتضمن ما يأتي:[٢]
- الخضوع لولاية القضاء الإسلاميّ والتحاكم إليه.
- تجنّب التعرّض للمسلمين فيما يتعلق بدينهم، أو رسولهم، أو كتابهم، أو أحكامهم بالنقد أو السخرية.
- عدم إظهار المنكرات والفواحش في الدولة الإسلاميّة، كالتعرّي، أو شرب الخمور، وأكل الخنزير، وإحداث البِيَع والكنائس ونحو ذلك.
- ترك ما فيه ضررٌ على المسلمين؛ كالتآمر والتجسّس عليهم، أو نشر الزنا وشرب الخمر في مجتمعهم، ونحو ذلك.
- تمييز أنفسهم عن المسلمين حتى لا يغترّ بهم الناس، ويمكن للإمام أن يلزمهم بذلك أو يتركهم بحسب المصلحة.
حقوق أهل الذمّة في الإسلام
إنّ واجب المسلم تجاه غير المسلم سواءً أكان ذمّياً في دولة الإسلام أو غير ذلك يتمثّل في أمورٍ متعدّدةٍ، يُذكر فيما يأتي جانباً منها:[٣]
- دعوته إلى الله، وإلى الدخول في دين الإسلام.
- تجنّب ظلمه، سواءً في نفسه أو ماله أو عِرضه.
- الإحسان إليه في الجوار، ومن ذلك أن يُعطيه من مال الصدقة إن كان فقيراً، ولا يجوز إعطاؤه من مال الزكاة.
- عدم بدء المسلم بالسلام على الذمي، لكنّه يردّ عليه بقول: "وعليكم" إذا بادر الذمي بالسلام.
- التعامل معه في البيع والشراء والتأجير ونحو ذلك، فلا مانع منه في الشريعة الإسلاميّة، وقد كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يشتري من الكفار.
المراجع
- ↑ عاطف عبد المعز الفيومي، "أهل الذمة: قراءة بين النصوص الشرعية والواقع"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-12. بتصرّف.
- ↑ "كيفية التزام أهل الذمة بأحكام الإسلام"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-12. بتصرّف.
- ↑ "الواجب على المسلم تجاه غير المسلم"، www.islamqa.info، 2009-4-10، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-12. بتصرّف.
