أحكام الزواج الخمسة

كتابة:
أحكام الزواج الخمسة

أحكام الزواج الخمسة

بيّن علماء الأمّة الإسلاميّة أنّ حكم الزواج في حق الرجل تعتريه الأحكام التكليفية الخمسة، فقد يكون الزواج واجبًا، أو مندوبًا، أو محرمًا، أو مكروهًا، أو مباحًا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (النكاحُ من سُنَّتِي، فمن لم يعمَلْ بسنَّتِي فليس منِّي، وتَزَوَّجوا فإِنَّي مكاثِرٌ بكمُ الأمَمَ يومَ القيامَةِ، ومَنْ كان ذا طَوْلٍ فلْيَنكِحْ، ومَنْ لم يَجِدْ فعلَيْهِ بالصيامِ، فإِنَّ الصومَ لَهُ وِجاءٌ)،[١] فالأحكام هي:

حالات ندب الزواج

يكون حكم الزواج مندوباً في حال قدرة الشاب على الزواج من الناحية المادية، فيكون قادرًا على الإنفاق وتحمل تكاليف الزواج، ولكنّه لا يخشى على نفسه الوقوع في الزنا إذا لم يتزوج، فيكون الزواج في هذه الحالة مندوبًا،[٢] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشرَ الشَّبابِ، من استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج، فإنَّه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ).[٣]

حالات وجوب الزواج

يكون حكم الزواج واجباً في حال كان المسلم قادراً على المال والنفقة وكل الواجبات الزوجية، وكان متيقناً أنّه إذا لم يتزوج فقد يقع في الزنا، فبهذه الحال يصبح زواجه فرضاً عليه.[٢]

حالات إباحة الزواج

يكون حكم الزواج مباحاً، إذا كان الشاب غنيّ لا شهوة له؛ أي لا يتيقن وقوعه بالزنا إذا لم يتزوج ولا يخشاه، فيكون مباحاً من أجل مصلحة الزوجة.[٤]

حالات كراهة الزواج

يكون حكم الزواج مكروهاً إذا خاف الشخص الوقوع في الجور والظلم خوفًا من غير تيقن، فيخشى أن يعجز عن الإنفاق أو أن يسيء العشرة أو تفتر رغبته بالنساء، فيكون زواجه في هذه الحالات مكروهاً.[٥]

حالات تحريم الزواج

يكون حكم الزواج حراماً في حال تيقّن الشخص من أنّه سيقوم بظلم زوجته والإضرار بها، وعدم قدرته على الإنفاق، أو عدم قدرته على تكاليف الزواج، أو عدم قدرته على الوطء، أو عدم العدل إذا تزوج بامرأة أخرى.[٥]

الحكمة من تشريع الزواج

شرع الله -سبحانه وتعالى- الزواج لحكمٍ عديدة، وقد بيّن الحكمة من مشروعيته في القرآن والسنة، وتتلخص هذه الحكم فيما يأتي:[٦]

  • يعد سبب من أسباب العفة

بالزواج يحفظ الفرج عن الوقوع في الزنا، ويحفظ البصر عن النظر إلى الحرام.

  • حصول السكينة والاطمئنان لكل من الزوجين

قال الله -سبحانه-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).[٧]

  • التكاثر والتناسل

بالزواج يكثر عدد المسلمين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الودودَ الولودَ فإني مكاثرٌ بكم الأممَ يومَ القيامةِ).[٨]

  • خدمة كل من الزوجين للآخر

بالزواج يقوم كلٌّ من الزوجين بالوظيفةِ التي تلائم طبيعته التي خلقه الله عليها، فالرجل مسؤول عن العمل والكسب والإنفاق على الزوجة والأبناء، والمرأة مسؤولة عن أعمال البيت والاعتناء بالأبناء، فعند عودة الزوج متعبًا من العمل يستأنس بزوجته وأبنائه، وهم يستأنسون بعودته، فيحصل الاستقرار.

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6807، صحيح.
  2. ^ أ ب عبد الوهاب خلاف، كتاب أحكام الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية، صفحة 38. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2241، صحيح.
  4. التويجري، محمد بن إبراهيم، كتاب مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 798. بتصرّف.
  5. ^ أ ب إبراهيم زكي خورشيد، أحمد الشنتناوي، عبد الحميد يونس وآخرون، كتاب موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 337. بتصرّف.
  6. عبد الرحمن بن حماد آل عمر (2009)، كتاب دين الحق (الطبعة 6)، صفحة 99. بتصرّف.
  7. سورة الروم، آية:21
  8. رواه ابن حبان، في المقاصد الحسنة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:198، صحيح.
5230 مشاهدة
للأعلى للسفل
×