أحكام السفر

كتابة:
أحكام السفر

ما هو السفر وأحكامه

إنّ للسفر فى الإسلام أقسام وأحكام، سيتم التعرف عليها من خلالِ النقاطِ الآتية:

  • المقصود بالسَّفر: هو خروج الإنسان من وطنه قاصدًا مكان آخر، على أن يستغرق السفر مدة مقدرة من الزمن، وترتبط نية وقصد السفر مع الخروج، فلا بد من اجتماع القصد والفعل معًا.[١]
  • أقسام السَّفر: والسَّفرُ عندَ الفقهاءِ ثلاثةُ أقسام:[٢]
    • سفرُ الطَّاعة؛ وهو السَّفر لأجل طاعة كالدعوةِ إلى الإسلام، أو السفر للحجِّ والعمرة، أو السَّفر لصلة الرَّحم، وزيارة الإخوان.
    • سفر المعصية؛ وهو السَّفرُ لأجل ارتكاب الفواحشِ، أو السَّفر لتضييع الأوقاتِ في الشهواتِ المحرَّمة، وتضييع الفرائضِ.
    • سفر مباح؛ وهو السَّفر من أجل مباحٍ، كالتجارة، أو إجمام النفس والاستمتاع في حدود المباح، أو من أجل العلاج.
  • أحكام السَّفرِ: يتعلقُ بالسَّفر عدد من الأحكام الفقهية، وهي: القصر والجمع في الصَّلاة، والصوم والفطر في الصِّيام، والمسح على الخُفين في الوضوء.[٢]


الرخص المتعلقة بالسفر

عدَّ الإسلام السفر مشقَّة، والمشقةُ سبب هام من أسباب الترّخص والتيسير، فالشارع يبيح الرُّخص في بعض العباداتِ، وفي أحوالٍ معينة كالسفر، من باب التيسير على العباد، وبيان ما يتعلق بالسَّفرِ من رخص كالآتي:[٣]


قصر الصلاة الرباعية في السفر

حكم قصر الصلاة في السَّفر سنة، سواء في حال الأمن أو الخوف، وبيان أحكام قصر الصَّلاة كالآتي:[٢]

  • إنّ العبرة في قصر الصلاة المكان لا الزمان، فإن نسي المُسافر صلاة ثمّ ذكرها في السفر، له أن يقصر، وإن نسي صلاة في السفر ثم عاد إلى موطنه فعليه أن يتمَّها، وإذا دخل وقتُ الصلاة ثمَّ سافر فله أن يقصر الصلاة، وإذا حُبس المسافرُ وهو لم ينو الإقامةَ، أو أقام لحاجةٍ بلا نية إقامة مطلقة، فإنه يقصرُ، وإن طالت المدة.
  • إنّ قصر الصلاة يُسن للمسافر مهما كانت وسيلة سفره، سواء أكانَ ماشياً، أو راكبًا، براً، أو بحرًا، أو جوًا، فإنَّه يُسنّ له قصر الصلاة.[٤]
  • إنّ الصلوات التي تقصر هي الصَّلوات الرباعيَّة، وهي صلاةُ الظُّهر والعصر والعشاء، فتُقصر لتُصبح ركعتين، ولا تقصرُ صلاة المغربِ والفجرِ.[٥]
  • إذا صلى مسافرٌ خلف إمام مقيم أتمَّ الصَّلاة اتباعًا لإمامه، وإذا صلى مقيمٌ خلف إمامٍ مسافر، فالسُّنة أن يقصر المسافرُ، وبعد أن يصلي ركعتين يقولُ: أتمُّوا صلاتكم فإنا قومٌ سفر، فيقصر المسافر، وأما المقيمُ فعليه أن يتمَّ الصَّلاة.[٤]


جمع الصلاة في السفر

جمعُ الصَّلاة يعني أن يضمَّ إحدى الصَّلاتينِ إلى الأخرى في وقت إحداهما، ويكون الجمع إما تقديمًا أو تأخيرًا، وكذلكَ الجمعُ بين المغربِ والعشاء، إما تقديمًا أو تأخيرًا، وهذه رخصةٌ من الله، وتيسيرٌ على المسلم، والسَّفر الذي يجوز فيه قصر الصلاة، يجوز فيه جمعها كذلك.[٦]


إباحة الفطر للصائم في السفر

السَّفر يبيح الفطر، ويشترط عند جمهور الفقهاء أن ينوي الفِطرة قبل طلوع الفجر، فلا يباحُ له الفطر في السَّفر بعدما أصبح صائمًا، وبعض العلماء أجاز الفطر بعد الصِّيام إن ظهر للمسافر أنَّه الأفضل لحاله، والأفضل للمسافر الصوم إن كان مقتدرًا، مع وجود رخصة الفطر له، ويحرم عليه الصَّوم ويجب عليه الفطر، إذا تسبب له السفر بالضرر والتعب الشديد.[٧]


المسح على الخفين في السفر

هذه من الرُّخص التي اقتضت الحكمة الإلهيَّة جعلها للمسافر والمقيم، لما فيها من تيسيرٍ على المسلم، خاصةً في حال البرد الشديد، وحال السفر، أما مدَّة المسحِ فتختلف بين المسافر والمقيم، ويرى بعض الفقهاء أنَّ المدة غير محددة للمسافر أو المقيم، وتنتهي فقط بنزع أحد الخفين، ويرى آخرون أنَّ مدة المسح للمسافر ثلاثةُ أيامٍ وليالها، وللمقيم يوم وليلة.[٨]


سقوط الجمعة في السفر

من الرُّخص أثناء السَّفر أيضًا، سقوط فرض الجمعة عن الرجال، واتفق الفقهاء على أنَّ الإقامة شرط وجوب الجمعة، كما أنَّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُسافر مع أصحابه في الجُمَع وغيرها، ولم يرد أنهم كانوا يصلون الجمعة أثناء السَّفر.[٩]


شروط السفر الذي تتعلق به الرخص

ينبغي التنويه إلى أنّ هذه الرّخص هي تيسير من الله على العباد، ولكن تشترطُ عدة شروطٍ في السّفر حتى يكون مبيحاً للأخذ الرُّخصِ، وهي كالآتي:[٩]

  • يبلغ السّفر المسافة المحددة شرعًا، وقد تنوعت أقوال الفقهاء في مقدار المسافة المحددة، فمنهم من قال إنها يوم وليلة أو يومان معتدلان، ومنهم من قال إنها مسيرة ثلاثة أيام، ولا يمنع الأخذ بالرُّخص لو سار المسافة في زمن قصير، كأن يسير مسافة اليوم والليلة في ساعة، خاصة بعد تطور وسائل التنقل.
  • يشترطُ القصد، وقد اتفق الفقهاء على أنَّه يشترط للسَّفر حتي يكون مبيحًا للرخص، أن يقصد المسافر عند بدء السفر موضعًا معينًا، فلو خرج هائمًا لا يدري أن يريد أن ينزل، كمن يريد أن يسافر نحو العالم، دون قصد مكان معين فإنه يتمُّ الصلاة.
  • يشترط في السفر أيضًا مفارقة العمران، فلا يصح أن يبدأ بالأخذِ بالرُّخصِ حتى يفارق العمران.
  • اشترط جمهور الفقهاء من المالكية على الراجح عندهم، والشافعية والحنابلة، أن لا يكون سفر معصية، لأن الرُّخص في معنى الإعانة، والمسافر لمعصية لا يُعان عليها، بينما لم يشترط الحنفية هذا الشرط، فيجوز الترخص مهما كان الهدفُ من السَّفر.


خلاصة المقال: يتناول المقال بيان أهم أحكام السفر، ببيان مفهوم السفر، وأنواع السفر، ثم ذكر موجز لأهم أحكام السفر، انتهاءً ببيان أهم الشروط التي يجوز معها الأخذ بالرخص أثناء السفر.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهيّة الكويتيّة (الطبعة 1)، مصر:دار الصفوة، صفحة 266، جزء 27. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت التويجري محمد بن إبراهيم (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 531-535، جزء 2. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهيّة الكويتية، مصر:دار الصفوة، صفحة 324-323، جزء 37. بتصرّف.
  4. ^ أ ب التويجري محمد بن إبراهيم (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة 11)، المملكة العربية السعودية:دار أصداء المجتمع، صفحة 512-513. بتصرّف.
  5. وزارة الأوقاف الكويتية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 1)، مصر:دار الصفوة، صفحة 280، جزء 27. بتصرّف.
  6. الطيار عبد الله بن محمد (2004)، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم (الطبعة 10)، صفحة 198. بتصرّف.
  7. حوى سعيد (1994)، الأساس في السنة وفقهها العبادات في الإسلام (الطبعة 1)، صفحة 2582، جزء 6. بتصرّف.
  8. الطيار عبد الله بن محمد ، المطلق عبد الله بن محمد، الموسى محمد بن إبراهيم (2012)، الفقه الميسر (الطبعة 2)، الرياض:مدار الوطن للنشر، صفحة 86، جزء 1. بتصرّف.
  9. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 1)، الرياض:دار الصفوة، صفحة 36-28، جزء 25. بتصرّف.
5606 مشاهدة
للأعلى للسفل
×