محتويات
أحكام الطهارة في شهر رمضان
الطهارة بمعناها اللغوي هي التنظّف والخلوص من الأوساخ والأدناس، أما المعنى الاصطلاحي لها؛ فهو الفعل الذي يستباح به الصّلاة؛ مثل الوضوء للتطهّر من الحدث الأصغر كالبول والغائط، والغسل للتطهّر من الحدث الأكبر مثل الحيض والنفاس والجنابة.[١]
وبشكل عام، لا تختلف أحكام الطهارة في شهر رمضان عنها في غيره من الأشهر، لا سيّما إن كانت الطهارة من الحدث الأصغر؛ وذلك لأنّها ليست من شروط صحة الصيام، أما الطهارة من الحدث الأكبر فهو شرط للصوم، وينبغي على المسلم التعرّف إلى الأحكام التي تندرج منه.[٢]
الطهارة من الحيض والنفاس في رمضان
لا يجوز للحائض ولا النّفساء أن تصوم؛ سواءً كان صيامها فريضةً كالصيام في شهر رمضان أو نافلةً، ويجب عليها أن تقضي ما فاتها بعد أن تطهر،[٣] ويجب على من كانت حائضا أو نفساء عند طهارتها أن تصوم في حال طهرت قبل الفجر، أما إذا طهرت خلال النّهار؛ سواءً في أوله أو في آخره فإنها تفطر ولا تُكمل صيامها، حتى لو كان طهرها بعد الفجر بمدّة وجيزةٍ.[٤]
وعلى من طهرت قبل الفجر ولو للحظة أن تغتسل، ولا يضرّ لو اغتسلت بعد طلوع الفجر؛ فذلك يجزئها باعتبار الاغتسال ليس شرطا من شروط صحّة الصيام، فمتى طهرت الحائض أو النفساء صار حكمها حكم الجنب ووجب عليها الصيام.[٤]
الطهارة من الجنابة في رمضان
إذا جامع الرجل زوجته في ليلٍ أحد أيام شهر رمضان المبارك، ولم يغتسل منه وأخّر ذلك إلى بعد طلوع الفجر فإنّ ذلك لا يضرّه ويكون صيامه صحيحا، لكن يفسد الصيام على من جامع زوجته خلال نهار شهر رمضان، أما الاغتسال لمن جامع ليلا فيجوز تأخيره.[٥]
ويجدر التنبيه إلى وجوب الاغتسال من أجل أداء الصلوات وأوّلها صلاة الفجر، بحيث يغتسل المسلم قبل فوات وقت صلاة الفجر أي قبل طلوع الشمس حتى يتمكّن من أدائها في وقتها، لأنّ تارك الصلاة أو من يؤخرها حتى ينتهي وقتها آثم وعليه القضاء.[٥]
الطهارة من الاحتلام في رمضان
الاحتلام هو رؤية الشخص للمباشرة في منامه، ويحدث مع الاحتلام غالبا إنزالٌ لشيءٍ من المني،[٦] وإن احتلم المسلم في شهر رمضان لا يفسد صيامه، سواءً كان هذا الاحتلام ليلا أو نهارا خلال الصيام؛ وذلك أن هذا الأمر ليس في يد الصائم ولا باختياره والتحرّز منه صعب.[٧]
وبما أنّ صيام المحتلم لا يفسد فلا يكون عليه قضاء،[٧] لكن يجب على من احتلم من ذكر أو أنثى أن يغتسل،[٨] ولا حرج في تأخير الغسل إلى أن يطلع الفجر مع مراعاة الاغتسال لأداء صلاة الفجر قبل طلوع الشمس.[٥]
تناول ما يقطع الحيض في رمضان
يجوز للمرأة أن تتناول ما يقطع الحيض في شهر رمضان إذا رغبت في الصوم؛ لأنّ الطهارة من الحيض شرط في صحّة الصيام، شريطة ألّا يكون في ذلك ضرر عليها، وعندها يكون لها أحكام الطاهرات في الصيام والطواف ومجامعة الزوج وغير ذلك.[٩]
صيام من شكّت بوقت طهرها من الحيض
إذا شكّت المرأة هل طهرت من الحيض قبل طلوع الفجر أو بعده فإنّها تصوم ذلك اليوم وتقضيه؛ فالصيام للشكّ بأنّ الطهر كان قبل طلوع الفجر، والقضاء لكون الشكّ بعد طلوع الفجر، لكن إن هي أفطرت ذلك اليوم ولم تقضِ فقد ورد في المجموع أنّ الظاهر عدم وجوب الكفارة عليها.[١٠]
وقد أجيب على مسألة وجوب الصوم وعدم وجوب صلاة العشاء على المرأة التي شكّت بالطهر قبل الفجر أم بعده، أنّ وقت صلاة العشاء قد انتهي، أما الصوم فيستغرق النّهار كاملا فتصوم لحرمة الوقت، كمن شكّ هل أكل قبل الفجر أو بعده.[١٠]
كيفية الاغتسال للطهارة من الحدث الأكبر
يكون الاغتسال بصورته المجزئة من خلال النيّة القلبيّة أولاً ثم عموم البدن بالماء مرةً واحدةً، أمّا الصورة المستحبّة للغسل فتكون من خلال اتّباع الخطوات التالية:[١١]
- نيّة الاغتسال.
- غسل اليدين ثلاث مرات.
- غسل الفرج مما يلوّثه وما قد يعلق به، ويكون إفراغ الماء باليد اليمنى والغسل باليسرى.
- القيام بالوضوء كاملاً.
- إفاضة الماء على الرأس ثلاث مرات.
- تخليل منابت شعر الرأس بالأصابع.
- إفاضة الماء على الجسد بدءً من الجهة اليمنى من غير إسراف.
- التحوّل من المكان وغسل القدمين إذا لم يكن المكان نظيفا.
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي/ الجزء 1، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ درية العيطة، كتاب فقه العبادات على المذهب الشافعي/ الجزء 2، صفحة 28. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي/ الجزء 1، صفحة 81. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد بن يوسف المواق، كتاب التاج والإكليل لمختصر خليل/ الجزء 3، صفحة 342. بتصرّف.
- ^ أ ب ت [محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب/ الجزء 5، صفحة 313. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية/ الجزء 2، صفحة 95. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن يونس الصقلي، كتاب الجامع لمسائل المدونة/ الجزء 3، صفحة 1137. بتصرّف.
- ↑ "ماذا يجب على من كان يكتفي بالوضوء للصلاة بعد الاحتلام؟"، إسلام ويب ، 8/4/2019، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
- ↑ التويجري، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي/ الجزء 3، صفحة 135. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين ، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية/ الجزء 10، صفحة 150. بتصرّف.
- ↑ التويجري، محمد بن إبراهيم، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي/ الجزء 2، صفحة 359. بتصرّف.