أحكام النون الساكنة في سورة يس

كتابة:
أحكام النون الساكنة في سورة يس

النون الساكنة في سورة يس

النون الساكنة هي نون خالية عن الحركة، أصلية من بنية الكلمة، وتكون في الأسماء والأفعال والحروف، متوسطة ومتطرفة، وهي ثابتة خطاً ولفظاً، وصلاً ووقفاً.[١] ومن خلال التأمل في التعريف السابق تتبين الضوابط الآتية التي تحدد النون الساكنة:[١]

  • نون خالية من الحركة: أي تخلو من إحدى الحركات الثلاث؛ الفتحة أو الضمة أو الكسرة، ويخرج بهذا الضابط:
    • النون المتحركة المخففة، نحو: (فَأَغْشَيْنَاهُمْ).
    • النون المشددة، نحو: (لَنَرْجُمَنَّكُمْ).
    • النون الساكنة التي تُحرك وصلا لالتقاء الساكنين، نحو: (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ).
    • النون المتطرفة التي تسكن عند الوقف عليها، نحو: (الْمُرْسَلِينَ).
  • نون أصلية من بنية الكلمة

أي هي حرف أصلي من حروف هجاء الكلمة، ويخرج منه: التنوين؛ لأنه نون ساكنة لفظا زائد عن بنية الكلمة.

  • تأتي في الأسماء والأفعال والحروف

وفي الأسماء مثل: (جُندٍ)، والأفعال مثل: (لِتُنذِرَ)، والحروف مثل: (مِن شَيْءٍ)، ويخرج بهذا الضابط: التنوين الذي يلحق أواخر الأسماء فقط.

  • متوسطة ومتطرفة

أي تأتي في وسط الكلمة، وكذلك في آخرها، ويخرج به: التنوين الذي لا يأتي إلا متطرفا في آخر الكلمة.

  • ثابتة خطا ولفظا وصلا ووقفا

ويخرج بهذا الضابط التنوين أيضا لأنه يثبت في اللفظ دون الخط، وفي الوصل دون الوقف.

أحكام النون الساكنة بالتفصيل في سورة يس

النون الساكنة لها أربعة أحكام عند التقائها بحروف الهجاء، وهي: الإظهار، الإدغام، الإقلاب، الإخفاء، أشار إليها ابن الجزري في مقدمته بقوله:[٢]

وَحُكْمُ تَنْوِينٍ وَنُونٍ يُلْفَى

ظْهَارٌ، إدْغَامٌ، وَقَلْبٌ، إِخْفَا

وتفصيل هذه الأحكام فيما يأتي:

الإظهار الحلقي

فيما يأتي توضيح معنى الإظهار الحلقي وبيان أحكامه في سورة يس:[٣]

  • تعريفه

هو إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة ظاهرة في الحرف المظهر،[٤] وقوله: من غير غنة ظاهرة؛ أي واضحة لأن الغنة صفة لازمة في النون، ولا يمكن تجريدها من الغنة مطلقا، وقوله الحرف المظهر؛ أي النون الساكنة أو التنوين.

  • حروفه

وأحرف الإظهار ستة، وهي: (الهمزة، الهاء، العين، الحاء، الغين، الخاء)، وتسمّى أحرف الحلق لأن مخرجها منه، ولذلك يسمى الإظهار حلقيا، وقد جمعها الجمزوي بقوله:

هَمْـزٌ فَهَـاءٌ ثُـمَّ عَـيْـنٌ حَــاءُ

مُهْمَلَـتَـانِ ثُــمَّ غَـيْـنٌ خَــاءُ
  • ضابط الإظهار

أن يأتي بعد النون الساكنة حرف من أحرف الإظهار، فحينها يجب إظهار النون الساكنة سواء كان ذلك في كلمة أو كلمتين.

  • مصطلح الضبط

ضُبط الإظهار في مصحف المدينة المنورة بوضع رأس خاء صغير بدون نقطة فوق النون الساكنة.

تطبيقات الإظهار في سورة يس

فيما يأتي ذكر أمثلة على أحكام الإظهار من سورة يس:

  • قال -تعالى-: (يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ)، وحفص أظهر نون (السين) وذلك اتباعا للرواية، خلافا للقاعدة وهو أن بعدها حرف من حروف الإدغام.[٥]
  • حرف الهمزة

(مِنْ أَقْصَى)، (وَمِنْ أَنفُسِهِمْ)، (مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ)، (إِنْ أَنتُمْ إِلَّا).

  • حرف الهاء.

(مِنْهَا)، (فَمِنْهُ)، (مِنْهُ)، (عَنْهَا)، (إِنْ هُوَ)، (فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا).

  • حرف الخاء.

(وَمِنْ خَلْفِهِمْ).

الإدغام

فيما يأتي توضيح معنى الإدغام وبيان أحكامه في سورة يس:[٣]

  • تعريفه

هو التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصير الحرفان حرفاً واحداً مشدداً.

  • حروفه

أحرف الإدغام ستة مجموعة في قولهم: (يرملون).

  • أقسام الإدغام: يقسم الإدغام إلى قسمين، هما:
    • الإدغام بغنة: ويختص بأربعة حروف من حروف (يرملون) مجموعة في قولهم (ينمو)؛ أي: الياء والنون والميم والواو.
    • الإدغام بغير غنة: وحروفه اللام والراء، وهي الباقية من حروف (يرملون).
  • ضابط الإدغام

إذا وقع أحد أحرف الإدغام بعد النون الساكنة والتنوين أُدغمت النون الساكنة في حرف الإدغام مع غنة مقدارها حركتين، وهناك ضابط ثاني وهو أن الإدغام لا يقع إلا في كلمتين، وإذا ما جاء في كلمة واحدة فحكمه يسمى الإظهار المطلق، ولم يقع أي من هذه الكلمات في سورة يس.

  • مصطلح الضبط

يضبط بتعرية النون عن الحركة وتشديد الحرف الثاني.

تطبيقات الإدغام في سورة يس

فيما يأتي ذكر أمثلة على أحكام الإدغام بغنة من سورة يس:

  • حرف الياء

(إِن يُرِدْنِ)، (مَن يُحْيِي)، (أَن يَخْلُقَ)، (أَن يَقُولَ).

  • حرف النون

(مِّن نَّخِيلٍ)، (وَإِن نَّشَأْ)، (وَمَن نُّعَمِّرْهُ)، (مِن نُّطْفَةٍ).

  • حرف الميم

(مِّن مِّثْلِهِ)، (مِن مَّرْقَدِنَا).

وفيما يأتي ذكر أمثلة على أحكام الإدغام بغير غنة من سورة يس:

  • حرف اللام

(لَئِن لَّمْ)، (مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ)، (مَن لَّوْ يَشَاءُ)، (أَن لَّا).

  • حرف الراء

(مِّن رَّبٍّ)، (مِّن رَّسُولٍ).

الإقلاب

فيما يأتي توضيح معنى الإقلاب وبيان أحكامه في سورة يس:[٣]

  • تعريفه

جَعْلُ حرفٍ مكان آخر مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف المقلوب.

  • حروفه

الإقلاب له حرف واحد هو الباء.

  • ضابط الإقلاب

أن يأتي بعد النون الساكنة حرف الباء سواء كان ذلك في كلمة أو كلمتين، فحينها نقلب النون ميما لفظا مخفاة مع إظهار الغنة بمقدار حركتين.

  • مصطلح الضبط

وضع ميما صغيرة مدلاة فوق النون الساكنة.

تطبيقات الإقلاب في سورة يس

فيما يأتي ذكر أمثلة على أحكام الإقلاب بغنة في سورة يس:

  • في كلمة

(تُنبِتُ)، (يَنبَغِي).

  • في كلمتين

(مِن بَيْنِ)، (مِن بَعْدِهِ)، (مَن بَعَثَنَا).

الإخفاء

فيما يأتي توضيح معنى الإخفاء وبيان أحكامه في سورة يس:[٣]

  • تعريفه

هو النطق بحرف ساكن عار من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول.

  • حروفه

هي بقية حروف الهجاء بعد إسقاط الحروف المتقدمة في الأحكام الثلاثة السابقة.

  • ضابط الإخفاء

أن يأتي بعد النون الساكنة أحد حروف الإخفاء، فحينها ينبغي إخفاء النون الساكنة بمقدار حركتين.

  • مصطلح الضبط

تعرية النون الساكنة عن الحركة وعدم تشديد الحرف الثاني.

تطبيقات الإخفاء في سورة يس

فيما يأتي ذكر أمثلة على أحكام الإخفاء في سورة يس:

  • حرف الصاد

(يُنصَرُونَ).

  • حرف الذال

(لِتُنذِرَ)، (أُنذِرَ)، (أَأَنذَرْتَهُمْ)، (تُنذِرْهُمْ)، (تُنذِرُ)، (أَئِن ذُكِّرْتُم)، (لِّيُنذِرَ).

  • حرف الثاء

(مِن ثَمَرِهِ).

  • حرف الكاف

(إِن كَانَتْ)، (وَإِن كُلٌّ)، (إِن كُنتُمْ)، (مِنكُمْ)، (مَن كَانَ)، (فَلَا يَحْزُنكَ).

  • حرف الجيم

(مِن جُندٍ).

  • حرف الشين

(مِن شَيْءٍ)، (أَنشَأَهَا).

  • حرف القاف

(يُنقِذُونِ).

  • حرف السين

(يَنسِلُونَ)، (الْإِنسَانُ).

  • حرف الدال

(مِن دُونِهِ)، (جُندٍ)، (مِن دُونِ).

  • حرف الزاي

(تَنزِيلَ)، (أَنزَلَ)، (أَنزَلْنَا)، (مُنزِلِينَ).

  • حرف الفاء

(أَنفُسِهِمْ)، (أَنفِقُوا)، (كُن فَيَكُونُ).

  • حرف التاء

(أَنتُمْ)، (تَنتَهُوا)، (آمَنتُ)، (أَن تُدْرِكَ)، (كُنتُمْ).

  • حرف الظاء

(يَنظُرُونَ).

المراجع

  1. ^ أ ب محمود بسّة، العميد في علم التجويد، صفحة 15-16. بتصرّف.
  2. ابن الجزري، منظومة المقدمة فيما يجب على القارئ أن يعلمه، صفحة 17.
  3. ^ أ ب ت ث عبد الفتاح المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (الطبعة 2)، المدينة المنورة:مكتبة طيبة، صفحة 159-168، جزء 1. بتصرّف.
  4. عبد القيوم السندي، صفحات في علوم القراءات، صفحة 248. بتصرّف.
  5. عبد الفتاح المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (الطبعة 2)، المدينة المنورة:مكتبة طيبة، صفحة 165، جزء 1. بتصرّف.
4969 مشاهدة
للأعلى للسفل
×