أحكام صلاة الجنازة على الطفل

كتابة:
أحكام صلاة الجنازة على الطفل

أحكام صلاة الجنازة على الطفل

أجمع عامة العلماء على أن الطفل المتوفى يُغسل ويُصلى عليه، وصلاة الجنازة على الطفل تأخذ نفس أحكام صلاة الجنازة على الكبير، باستثناء عدم الدعاء له بالمغفرة؛ لأن الطفل الصغير لا يكتب عليه الذنب، ولكن يستحب الدعاء لوالديه بالرحمة والمغفرة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الطفل يصلَّى عليْهِ ويدعى لوالديْهِ بالمغفرةِ والرَّحمةِ).[١][٢]

ولصلاة الجنازة على الطفل مجموعة من الأحكام التي جاءت بها السنة النبوية، ومنها ما كانت على أكثر من حالة فيجوز العمل بالحالتين، وتلك الأحكام هي على النحو الآتي:[٣]

  • يقف الإمام في الجنازة
إذا كان طفلاً ذكراً عند رأسه، وعند وسطها إذا كانت فتاة. 
  • استحباب تكثير المصلين
في صلاة الجنازة، وجواز تقبيل الميت، ووجوب الإسراع بقضاء الدين عن الميت. 
  • أن يكبر الإمام أربع تكبيرات في صلاة الجنازة

ويجوز له أن يكبر خمس أو أربع تكبيرات؛ فالنبي فعل تلك الصفتين في صلاة الجنازة، وأيهما فعل الإمام فقد أجزاءه، ولكن الأحاديث في الأربع تكبيرات هي الأكثر، ويقرأ المصلي في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الأولى سورة الفاتحة.

وبعد التكبيرة الثانية يصلي على الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- كما في الصلاة الإبراهيمية، وفي التكبيرة الثالثة يقوم المصلي بالدعاء للميت، وفي التكبيرة الرابعة يدعو لنفسه وللمسلمين ثم يسلم بعد التكبيرة الرابعة.

  • الإسراع بالجنازة

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم).[٤]

  • كما أن لدفن الميت أحكام يجب على المسلم أن يلتزم بها

ويحافظ عليها تأسياً بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، ومن تلك السنن والأحكام: عدم دفن الميت عند طلوع الشمس، ووقت غربها، ويستحب لمن يدخل الميت قبره أن يقول: بسم الله وعلى ملة رسول الله، ويجوز أن يدخل المرأة قبرها غير محارمها.

  • جواز البكاء على الميت

الحزن على فقد إنسان هو أمر فطري عند الإنسان، ومن رحمة الله -تعالى- أن جعله مباحاً لا يُأخذ عليه، ما لم يكن فيه نياحة أو اعتراض على قضاء الله وقدره، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحزن عند وفاة أبناءه ويبكي عليهم؛ فقد بكى على ابنه إبراهيم مع تسليمه المطلق بقضاء الله وقدره.

حكم صلاة الجنازة بعد دفن الميت وحكم الصلاة على الغائب

يجوز الصلاة على الميت وهو في قبره، ولكن ليس صلاة النافلة أو الفريضة، إنما صلاة الجنازة، وذلك إن لم يستطيع بعض الناس أن يصلوا على هذه الجنازة وهي على وجه الأرض، فلهم أن يذهبوا إلى قبره ويصلون خلفه صلاة الجنازة،[٥] كما ويجوز الصلاة على الغائب، فقد فعل النبي ذلك حينما نعى النجاشي وصلى عليه هو والصحابة في المصلى.[٣]

ثواب الصبر على موت الأولاد

وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- أفراد أمته إلى الصبر عند وقوع المصيبة، فصبر الإنسان واحتسابه الأجر عند فقده لولده الذي هو ثمرة فؤاده، ما هو إلا دليل على قوة إيمانه، وقد وعد الله -سبحانه وتعالى- من يصبر من عباده على فقد ولده، بالأجر والثواب العظيم رحمة من وفضلاً.[٣]

المراجع

  1. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن المغيرة بن شعبة ، الصفحة أو الرقم:3180، صحيح على شرط البخاري.
  2. محمد المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 4747. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت راشد العبد الكريم، كتاب الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية، صفحة 502-519. بتصرّف.
  4. رواه أبي داود، في سنن أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3181، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
  5. ناصر الألباني، كتاب جامع تراث العلامة الألباني في الفقه، صفحة 179.
3824 مشاهدة
للأعلى للسفل
×