محتويات
مشروعية الطواف
الطواف هو أحد أركان الحج وهو مشروع بالكتاب والسنة، قال تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}،[١] ومعنى الطواف لغةً: السير حول الشيء، أما معنى الطواف شرعًا فهو: السير حول الكعبة المشرفة، وعدد أشواط الطواف سبعة يجب إكمالها جميعًا، ولا بدّ من الإشارة هنا أن الطواف أنواع منها ما هو ركن ومنها ما هو واجب ولكن عندما يُطلق الطواف يُراد به طواف الركن وهو طواف الإفاضة سُمّي بطواف الإفاضة لأنه يُؤدى عند إفاضة الحاج من منى إلى مكة، أي بعد وقوفه بعرفة، وذلك يوم عيد الأضحى أو بعده، وسيتم الحديث في هذا المقال عن أدعية الطواف حول الكعبة.[٢]
أدعية الطواف حول الكعبة
تقدم في الفقرة الأولى أن الطواف هو أحد أركان الحج ومعنى الركن هو ما يذهب بفواته الحج، ومن هنا يتبين أهمية الطواف وأهمية معرفة كل ما يخص الطواف من واجبات وسنن ومنها أدعية الطواف حول الكعبة، ومن أدعية الطواف حول الكعبة التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالح، ما يأتي:[٣]
التكبير
من السنة أن يبدأ الحاج أو المعتمر طوافه بالتكبير وذلك لما ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- طَافَ بالبَيْتِ وهو علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى علَى الرُّكْنِ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ في يَدِهِ، وكَبَّرَ".[٤]
الدعاء عند استلام الحجر
مما ورد في كتب الحديث "عن ابنِ عمرَ -رضِي اللهُ عنهما- أنَّه كان إذا أراد أن يستلمَ الحجرَ قال: اللَّهمَّ إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابِك، واتِّباعَ سنَّةِ نبيِّك، ويُصلِّي على النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ويستلمُه"،[٥] وقد استحب العلماء هذا الدعاء من أدعية الطواف حول الكعبة في كل مرة يحاذي فيها الحاج الحجر الأسود.
الدعاء في الرمل
الرمل هو الإسراع في المشي أثناء الطواف إظهارًا للقوة والعزيمة، وهو مشروع في الأشواط الثلاثة الأولى ومن أدعية الطواف حول الكعبة الواردة في الرمل أن يقول الحاج في رمله: "اللَّهمَّ اجعَلهُ حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا".[٦]
حكم دعاء الطواف
الدعاء بالمأثور من الأمور المستحبة شرعًا وذلك لأن فيه تحقيق أمرين أولًا القيام بعبادة الدعاء وثانيًا اتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام، كما أن الأدعية المأثورة من أبلغ الأدعية وأجمعها، فبلاغة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام لا تخفى على عاقل، ولكن لا بدّ من تحري الصحيح من الضعيف في هذا الجانب مخافة اشتمال الدعاء على ألفاظ لا تصح وبها نوع من البدعة، وفيما يأتي بعض من أقوال العلماء في أدعية الطواف حول الكعبة:[٧]
- قال ابن قدامة المقدسي -رحمه الله-: "ويستحب الدعاء في الطواف، والإكثار من ذكر الله تعالى، لأن ذلك مستحب في جميع الأحوال، ففي حال تلبسه بهذه العبادة أولى، ويستحب أن يَدَع الحديثَ إلا ذكر الله تعالى، أو قراءة القرآن أو أمرًا بمعروف أو نهيًا عن منكر، أو ما لا بدّ منه".
- قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وليس الطواف ذكر محدود عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا بأمره ولا بقوله ولا بتعليمه، بل يدعو فيه بسائر الأدعية الشرعية، وما يذكره كثير من الناس من دعاء معين تحت الميزاب، ونحو ذلك فلا أصل له، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يختم طوافه بين الركنين بقوله: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، كما كان يختم سائر دعائه بذلك، وليس في ذلك ذكر واجب باتفاق الأئمة".
المراجع
- ↑ سورة الحج ، آية: 29.
- ↑ "طواف"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "من أدعية الطواف والسعي"، www.library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1632، صحيح.
- ↑ رواه السخاوي، في القول البديع، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم: 300، رجاله رجال الصحيح.
- ↑ رواه ابن رجب، في لطائف المعارف، عن عبدالله بن مسعود و عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 125، روي ذلك عن ابن مسعود وابن عمر من قولهما وروي عنهما مرفوعاً.
- ↑ "ما يقول أثناء الطواف؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.