أدعية قضاء الدين

كتابة:
أدعية قضاء الدين

الدعاء

مِنَ العباداتِ العظيمةِ التي تَدلُّ على صِدقِ العبدِ وإيمانِهِ بالله تعالى، هي الدُعاء، ففيهِ فضلٌ وأجرٌ عظيمٌ حيثُ دعا الإسلام على لزومِهِ في أوقاتِ الرَخاءِ، قبل أوقاتِ الشِدَّةِ، ووعدَ اللهُ -تعالى- عبادَهُ بالاستجابةِ لدعائِهم، حيثُ قالَ تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.[١][٢]

وأمرَ الله -تعالى- عبادَهُ بدعائِهِ، ودليلهُ قولُ الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}،[٣] فوجبَ على المُسلم الحرص على الدُعاءِ، واليقين بالإجابة،[٢] وقد وردَ في السُنَّةِ العديدُ من الأدعيةِ، ومنها أدعية قضاء الدين التي سيأتي الحديثُ عنها.

حكم قضاء الدين

يُعَدّ الدَّيْنُ مِنَ الأمورِ العظيمةِ؛ وذلكَ لما يتعلقُ في ذِمةِ المدينِ من حقوقٍ للغيرِ، ومصداقُ هذا ما وردَ عن رسولُ الله، حيثُ قال: "يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إلَّا الدَّيْنَ"،[٤] وفي الحديثِ زجرٌِ ونهيٌ عن الدَّيْنِ من غيرِ الحاجةِ إليهِ، وخاصةً إذا كانَ من أجلِ الكمالياتِ، أو بحثًا عن الغنى.[٥]

وقد يلجأُ المدينُ عند عدمِ قُدرتِهِ على السَداد، إلى الكذب، وإخلافِ الوعدِ، وهذا ما استعاذَ مِنهُ رسول الله، حيثُ روت عائشةُ أم المؤمنين أنَّ رَسولَ اللَّهِ كانَ يَدْعُو في الصَّلَاةِ: "اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيَا، وفِتْنَةِ المَمَاتِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ المَأْثَمِ والمَغْرَمِ فَقَالَ له قَائِلٌ: ما أكْثَرَ ما تَسْتَعِيذُ مِنَ المَغْرَمِ، فَقَالَ: إنَّ الرَّجُلَ إذَا غَرِمَ، حَدَّثَ فَكَذَبَ، ووَعَدَ فأخْلَفَ".[٦][٥]

ومع جوازِالدَّيْنِ عندَ الحاجةِ لهُ، إلّا أنَّ تأخيرَ قضاءِهِ وسدادِهِ في وقتِهِ، من غيرِ عُذرٍ هو أمرٌ غير جائز، ومماطلةُ الدائِنِ ظُلمٌ حرَّمَهُ الله تعالى، ويستحقُ المدينُ بهذا عقوبةً في الدُنيا والآخرةِ، فكما قال رسول الله: "مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ".[٧][٥]

وإذا تأكدَ الدائن من إعسار المدين، وعدم قُدرتِهِ على السدادِ، كانَ من الواجبِ عليه إمهالهُ، وفي مطالبتِهِ لهُ في الدَّيْنِ حُرمةٌ؛ لأنَّ الله -تعالى- أمرَ بإمهالِهِ، حيثُ قالَ تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}،[٨] ويستعينُ المدينُ بأدعية قضاء الدين، لقضاءِ دينِهِ.[٥]

أدعية قضاء الدين

حَثَّ اللهُ -تعالى- عبادَهُ على الدُعاءِ ووعدَهم بالإجابةِ، وإنّ اللهُ تباركَ وتعالى يدعو عبادَهُ في الثُلثِ الأخيرِ من الليلِ، ليأتوهُ في حاجاتِهم ومطالبِهم، فيُعطيهم، ويستجيبُ لَهم، وجاءَ في السُنَّةِ النبويةِ، أدعية قضاء الدين، ومنها ما يأتي:[٩]

  • "اللهمَّ اكفِنِي بحلالِكَ عن حرَامِكَ وأغْنِنِي بفَضْلِكَ عمَّن سواكَ".
  • "اللَّهمَّ ربَّ السَّماواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، فالقِ الحبِّ والنَّوَى، مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ، أعوذُ بك من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ أنت آخِذٌ بناصيتِه، أنت الأوَّلُ فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخرُ فليس بعدك شيءٌ، وأنت الظَّاهرُ فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطنُ فليس دونك شيءٌ، اقْضِ عنَّا الدَّينَ وأغِنْنا من الفقرِ".
  • "اللهمَّ مالِكَ المُلْكِ تؤتي المُلكَ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ، رحمنُ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمُهما تُعطي منهما مَن تشاءُ وتمنَعُ مَن تشاءُ ارحَمْني رحمةً تُغْنيني بها عن رحمةِ مَن سِواك".
  • "اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ وأعوذُ بك من العجزِ والكسلِ وأعوذُ بك من البخلِ والجبنِ وأعوذُ بك من غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرِّجالِ".

المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 186.
  2. ^ أ ب "كنوز الدعاء في القرآن الكريم والسنة النبوية "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2020. بتصرّف.
  3. سورة غافر، آية: 60.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1886، حديث صحيح.
  5. ^ أ ب ت ث "أحكام الدَّين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2020. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 832، حديث صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2288، حديث صحيح.
  8. سورة البقرة، آية: 280.
  9. "أدعية قضاء الدين وسعة الرزق"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2020. بتصرّف.
3946 مشاهدة
للأعلى للسفل
×