محتويات
الإيمان باليوم الآخر
ما هو مفهوم الإيمان باليوم الآخر؟
إنَّ من أركان العقيدة الإسلامية ومن مقتضيات صحة إيمان المسلم، تصديقه الجازم بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أعدَّ وقتًا ينهي فيه الحياة الدنيا، وهذا التصديق الجازم يعرف بمصطلح الإيمان باليوم الآخر،[١] وقد قرن الله -عزَّ وجلَّ- الإيمان بهذا اليوم بالإيمان به في كثيرٍ من آيات القرآن الكريم،[٢] ومنها قول الله تعالى: {وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}،[٣] ولا بدَّ من التنويه إلى أنَّ الإيمان باليوم الآخر له ثمرات عائدة على حياة الفرد؛ إذ إنَّ المسلم الذي يؤمن بهذا الركن ينقل جلَّ اهتمامه إلى الدار الآخرة فيعود ذلك عليه بطمأنينة يبثها الله -عزَّ وجلَّ- في قلبه،[٤] ومن هذا المنطلق ولأهمية الإيمان باليوم الآخر سيتم تخصيص هذا المقال لذكر أدلة الإيمان باليوم الآخر ثمَّ سيتم بعد ذلك الانتقال للحديث عن مراحل اليوم الآخر بشيءٍ من التفصيل.
أدلة الإيمان باليوم الآخر
هل وردت براهين في القرآن الكريم على مسألة الإيمان باليوم الآخر؟
إنَّ الشكَّ في اليوم الآخر يعدُّ أمرًا عظيمًا وخطيرًا إذ أنَّه يوصل صاحبه إلى الكفر إن استقرَّ في الصدر واطمأنَّ له القلب، لذلك فإنَّه من الضروري أن يتمَّ تخصيص مساحةٍ للحديث عن الإيمان باليوم الآخر وذكر الأدلة عليه، وقد استدلَّ أهل العلم على إثبات اليوم الآخر بعدة أدلة منها ما هو عقلي ومنها ما هو نقلي،[٥] وفيما يأتي أدلة الإيمان باليوم الآخر:
أدلة الإيمان باليوم الآخر العقلية
هل يمكن أن نستدل على اليوم الآخر بالعقل؟
قبل الحديث عن أدلة الإيمان باليوم الآخر العقلية، فإنَّه لا بدَّ من ذكر فئات منكروا اليوم الآخر، إذ أنَّهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: فمنهم من يؤمنون بوجود الله -عزَّ وجلَّ- وينكرون البعث مطلقًا، ومنهم يؤمنون بوجود الله وينكرون البعث الجسدي، والفئة الثالثة ينكرون وجود الله -عزَّ وجلَّ- وينكرون البعث، وهذه الفئة لا بدَّ أولًا من مناقشتهم بالدليل العقلي على وجود الله -عزَّ وجلَّ- ثمَّ بعد ذلك يتم إثبات البعث وضرورة الإيمان باليوم الآخر لهم بالأدلية العقلية؛[٦] إذ أنَّ الإيمان بهذا اليوم مرتبطٌ ارتباطٌ وثيق بوجود الله -عزَّ وجلَّ-،[٧]كما أنَّه مرتبطٌ بالإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى فمن آمن بالله سيؤمن بكلِّ ما جاء في كتابه، وقد أخبر الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه أنَّه لا بدَّ من يومٍ يُبعث في النَّاس ليُحاسبهم على أعمالههم، ويمكن إجمال أدلة الإيمان باليوم الآخر العقلية بالنقاط الآتية:[٦]
- أنَّ الإله القادر على بدء الخلق، لن يعجزه إعادة الخلق، إذ أنَّ الإعادة أهون من البدء.
- أنَّ السماوات والأرض من أعظم المخلوقات، ومن قدر على خلق الأعظم فهو على غيره أقدر.
- أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو أعدل العادلين، وأنَّ عدله يقتضي أن يأخذ كلَّ ذي حقٍ حقه، وبما أنَّ بعض البشر قد يدركهم الموت قبل أن يستوفوا حقوقهم كاملة، وكون أنَّ هذه الدنيا دار ابتلاء، كان لا بدَّ من وجود حياةٍ أخرى توزع فيها الحقوق توزيع جزاءٍ لا توزيع بلاء.
أدلة الإيمان باليوم الآخر النقلية
هل وردت أحاديث وآيات يستدل بها على الإيمان باليوم الآخر؟
إنَّ الإيمان باليوم الآخر من الأركان الأساسية التي لا بدَّ للمسلم أن يؤمن بها إيمانًا جازمًا لا يقبل الشك ولا الريب،[٨] لذلك اهتم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بهذا الركن العظيم،فامتلأت سور كتاب الله بالآيات الكريمة التي تثبته، كما ذكرت عدة أحاديثٍ صحيحة تخبر عن ضرورة الإيمان به، وسيتم في هذه الفقرة ذكر أدلة الإيمان باليوم الآخر النقلية من الكتاب والسنة،[١] وفيما يأتي ذلك:
- الأدلة النقلية من الكتاب:
- قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.[٩]
- قول الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}،[١٠] وفي هذه الآية يخبر الله -عزَّ وجلَّ- بأنَّ من صفات الخاشعين تيقنهم بأنَّهم يوم القيامة يرجعون إلى الله.[١١]
- قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.[١٢]
- قول الله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}.[١٣]
- قول الله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}، في هذه الآية دلالة على أنَّ الإيمان باليوم الآخر يعد وجهًا من وجوه البر.[١٤]
- قول الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}،[١٥] وفي هذه الآية إخبار من الله -عزَّ وجلّ- بأنَّه سيجمع الخلق يوم القيامة.[١٦]
- قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}،[١٧] في هذه الآية يخبر الله -عزَّ وجلَّ- أنَّ الكفر باليوم الآخر يعني كفرٌ بالله ورسوله.[١٨]
- قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.[١٩]
- قول الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.[٢٠]
- قول الله تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}.[٢١]
- قول الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.[٢٢]
- قول الله تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.[٢٣]
- قول الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.[٢٤]
- قول الله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}.[٢٥]
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الكَيِّسُ مَن دان نفسَه وعمِل لما بعدَ الموتِ والعاجِزُ مَن أتبَع نفسَه هَواها وتمنَّى على اللهِ الأمانِيَّ".[٢٦]
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يُجاءُ بالكافِرِ يَومَ القِيامَةِ، فيُقالُ له: أرَأَيْتَ لو كانَ لكَ مِلْءُ الأرْضِ ذَهَبًا، أكُنْتَ تَفْتَدِي بهِ؟ فيَقولُ: نَعَمْ، فيُقالُ له: قدْ كُنْتَ سُئِلْتَ ما هو أيْسَرُ مِن ذلكَ".[٢٧]
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ".[٢٨]
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنازلِ الآخرةِ ، فإن نجا منهُ ، فما بعدَهُ أيسرُ منهُ ، وإن لم يَنجُ منهُ ، فما بعدَهُ أشدُّ منهُ".[٢٩]
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يُحْشَرُ النَّاسُ يَومَ القِيامَةِ حُفاةً عُراةً غُرْلًا قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، النِّساءُ والرِّجالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ، قالَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا عائِشَةُ الأمْرُ أشَدُّ مِن أنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ".[٣٠]
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ أحَدَكُمْ إذَا مَاتَ عُرِضَ عليه مَقْعَدُهُ بالغَدَاةِ والعَشِيِّ، إنْ كانَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ فَمِنْ أهْلِ الجَنَّةِ، وإنْ كانَ مِن أهْلِ النَّارِ فَمِنْ أهْلِ النَّارِ، فيُقَالُ: هذا مَقْعَدُكَ حتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ".[٣١]
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ، ولَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فلا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ يَسْفِكَ بهَا دَمًا، ولَا يَعْضِدَ بهَا شَجَرَةً".[٣٢]
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ".[٣٣]
مراحل اليوم الآخر
كيف سيكون شأن اليوم الآخر؟
إنَّ يوم القيامة يومٌ عظيم شديد على الخلق، مسلمهم وكافرهم، حتى من بُشِّر بالجنة في قبره سيكون خائفًا وجلًا في هذا اليوم، كيف لا وقد وصف الله -عزَّ وجلَّ- أهوال هذا اليوم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}،[٣٤] فهذا اليوم يومٌ فظيع، يمرُّ الإنسان فيه بمراحل عديدة،[٣٥] وسيتم تخصيص هذه الفقرة للحديث عن مراحل اليوم الآخر، وفيما يأتي ذلك:
البعث
ما هو البعث؟
يعدُّ البعث أول مراحل يوم القيامة، ويكون بإخراج النَّاس أحياءً من قبورهم، وإرسالهم إلى موقف الحشر، وهذا البعث يكون بنفختان الأولى نفخة الفزع والتي يكون بها إماتة الأحياء جميعًا، والثانية تفخة البعث والتي يُبعث النَّاس بها من قبورهم، كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: "ما بيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أرْبَعُونَ. قالوا: يا أبا هُرَيْرَةَ أرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قالَ: أبَيْتُ، قالوا: أرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قالَ: أبَيْتُ، قالوا: أرْبَعُونَ سَنَةً؟ قالَ: أبَيْتُ، ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيَنْبُتُونَ، كما يَنْبُتُ البَقْلُ"، ويدل هذا الحديث على كيفية البعث إذ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- ينزِّل من السماء ماءً فينبت أهل القبور منه، فإذا تمَّ خلقهم فإنَّ الله يأمر بالنفخ في الصور فتطير أرواحهم إلى أجسادهم فتيحا.[٣٦]
الانتظار
كيف سيكون الانتظار يوم القيامة؟
ثمَّ بعد البعث تقوم الخلائق إلى أرض المحشر، فيقومون بها قيامًا طويلًا، يصحبه خوفٌ شديدٌ وظمأ، فيأذن الله -عزَّ وجلَّ- في هذه المرحلة برفع الحوض لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيشرب منه من مات على سنته، ثمَّ يُرفع لكلِّ نبيٍ حوضه فيشرب منه صالحي أمته، ثمَّ بعد ذلك يقوم الخلائق قيامًا طويلًا، فيشفع رسول الله لهم بأن يعجِّل الله حسابهم، فيكون ذلك.[٣٧]
العرض والحساب
ما هو العرض والحساب؟
بعد شفاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للخلائق بتعجيل حسابهم، تبدأ مرحلة عرض الخلائق على ربهم، فتتطاير صحفهم وتعرض أعمالهم فيبدأ الحساب اليسير وذلك بتقرير المؤمنين بمعاصيهم وسترها عليهم ومغفرتها لهم، وهذا كلَّه يعدُّ من العرض وليس الحساب، ثمَّ تتطاير الصحف فيأخذ أهل اليمين كتابهم بيمينهم وأهل اليسار كتابهم بيسارهم، فيقرؤون كتبهم، ويبدأ الحساب لقيام الحجة عليهم.[٣٨]
الميزان
ما هو دور الميزان في اليوم الآخر؟
ثمَّ بعد العرض والحساب تبدأ مرحلة وزن الأعمال، والميزان عبارة عن ميزان حقيقي له كفتان، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "... فتوضَعُ السِّجلَّاتُ في كفَّةٍ ، والبطاقةُ في كفَّةٍ فطاشتِ السِّجلَّاتُ وثقُلتِ البطاقةُ ، ولا يثقلُ معَ اسمِ اللَّهِ شيءٌ"،[٣٩] ويتصف هذا الميزان بشدة الدقة فلا يزيد فيه شيء ولا ينقص، كما لا يقدر قدره إلا الله -عزَّ وجلَّ-.[٤٠]
الصراط
ما هو الصراط؟
إنَّ من مراحل اليوم الآخر مرحلة الصراط، والصراط عبارة عن جسرٍ ممدودٍ على متن جهنم يرده الأولون والآخرن، كما أنَّه طريق أهل الإيمان والمحشر لدخول الجنة، وقد ورد ذكر الصراط في كتاب الله -عزَّ وجلَّ- حيث قال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا}،[٤١] حيث ذكر أهل العلم أنَّ المقصود بورود النار هو المرور على الصراط.[٤٢]
دخول الجنة أو النار
من أول من يدخل الجنة؟
أثناء المرور على الصراط، يسقط من شاء له الله العذاب في النار في طبقة الموحدين، ثمَّ عند انتهائهم من النار يجتمعون في ساحات الجنة ليقتصَّ أهل الإيمان بعضهم من بعض، فيدخلون الجنة من غير غلِّ، فأول من يدخل الجنة هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمَّ يدخل بعده فقراء المهاجرين ثمَّ فقراء الأنصار ثم بعد ذلك يدخل فقراء أمته، ويتمُّ تأخير الأغنياء ليحاسبهم الله بما بينهم وبين الخلق.[٤٣]
المراجع
- ^ أ ب "من أركان العقيدة الإيمان باليوم الأخر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-17. بتصرّف.
- ↑ "وجوب الإيمان باليوم الآخر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-17. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:177
- ↑ "العقيدة الإسلامية - الدرس : 57 - الإيمان باليوم الآخر 13- منكري البعث والرد الإلهي"، nabulsi.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-17. بتصرّف.
- ↑ "دلائل إثبات البعث"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-17. بتصرّف.
- ^ أ ب "العقيدة الإسلامية - الدرس : 57 - الإيمان باليوم الآخر 13- منكري البعث والرد الإلهي"، nabulsi.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-17. بتصرّف.
- ↑ عبد المجيد بن محمد الوعلان، الآيات الكونية دراسة عقدية، صفحة 515.
- ↑ "حقيقة الإيمان باليوم الآخر."، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-19. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:4 5
- ↑ سورة البقرة، آية:45 46
- ↑ "سورة البقرة"، quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-18. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:62
- ↑ سورة البقرة، آية:223
- ↑ سورة آل عمران، آية:9
- ↑ سورة النساء، آية:87
- ↑ "سورة النساء"، equran.me، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-18. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:136
- ↑ "تفسير الطبري"، www.alro7.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-19. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:18
- ↑ سورة التوبة، آية:19
- ↑ سورة النمل، آية:3
- ↑ سورة القصص، آية:83
- ↑ سورة العنكبوت، آية:64
- ↑ سورة سبأ، آية:3
- ↑ سورة يس، آية:53
- ↑ رواه محمد بن عبد الوهاب، في الخطب المنبرية، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:49، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6538، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحصح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن هانئ مولى عثمان، الصفحة أو الرقم:3461، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2859، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1379، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو شريح العدوي خويلد بن عمرو، الصفحة أو الرقم:104، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5485، حديث صحيح.
- ↑ سورة الحج، آية:1 2
- ↑ "مراحل يوم القيامة وأهوالها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-17. بتصرّف.
- ↑ "كيفية البعث يوم القيامة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-17. بتصرّف.
- ↑ "ترتيب أحداث يوم القيامة"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-17. بتصرّف.
- ↑ "لقاء الله عز وجل، والعرض والحساب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-18. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2639، حديث صحيح.
- ↑ "ما هو الميزان يوم القيامة؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-18. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:71
- ↑ "الصراط يوم القيامة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-18. بتصرّف.
- ↑ "ترتيب أحداث يوم القيامة"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-18. بتصرّف.