محتويات
تعريف أدوات الاستفهام
أدوات الاستفهام؛ هو أسلوب في الكلام، يأتي للسؤال عن ما هو مجهول، وذلك لطلب معرفته والعلم به، وقد يخرج إلى معاني بلاغية تُفهم من سياق الجملة، وتُقسم أدواته إلى: حروف وأسماء، ويكون لها حق الصدارة في الكلام، فلا يتقدمها شيء، وعلاقتها مقتصرة على ما بعدها إلا إذا تقدمها حرف جر أو مضاف.[١]
أقسام أدوات الاستفهام
تُقسم أدوات الاستفهام إلى قسمين؛ حروف وأسماء، أما الحروف فهي: الهمزة وهل، والأسماء هي: ما، من، ماذا، أين وغيرها،[٢] وتوضيح لكل قسم من الأقسام فيما يأتي:
حروف الاستفهام
حروف الاستفهام هما الآتي:
الهمزة
يأتي الاستفهام بالهمزة لُيبين معنيين، هما الآتي:[٣]
- التصور
حيث يُجاب عنه بالتعيين، مثل: أمحمد خرج أم أسامة؟ وتكون الإجابة إما محمد أو خالد.
- التصديق
حيث يُجاب عنه بـ نعم أو لا، مثل: أحضر المدعو؟ وتكون الإجابة إما بـ نعم أو لا.
أما بالنسبة لإعراب حرف الاستفهام الهمزة، فلا محل له من الإعراب، إذ يُعرب: حرف استفهام لا محل له من الإعراب.[٤]
هل
حرف استفهام يأتي لطلب التعيين، أيّ أنّ السائل يُريد بيان الإجابة بـ نعم أو لا، مثل قوله تعالى: {هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ}،[٥] وتُعرب هل: حرف استفهام لا محل له من الإعراب.[٤]
أسماء الاستفهام
إنّ أسماء الاستفهام جميعها مبنية، ما عدا "أيّ" فهي معربة؛ لأنّها تُضاف إلى مفرد، وبيان أسماء الاستفهام فيما يأتي:[٤]
من ومن ذا وما وماذا
يُسأل بـ من ومن ذا عن العاقل، مثل: من أنت؟ أما ما وماذا فيُسال بهما عن غير العاقل، مثل: ما شأنك؟ وهذه الأسماء تُعرب كما يأتي:[١]
- مبتدأ
وذلك إذا لحق بالاسم اسم نكرة، أو شبه جملة فعل لازم أو فعل متعدي استوفى مفعوله، أو لم يستوفِ مفعوله ولم يقع على اسم الاستفهام، نحو: من مجتهدٌ؟ ماذا بك؟ من يُسافر صباحًا؟ ما دهاك؟ من يعمل اليوم؟
- خبر للمبتدأ
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام إحدى المعارف، مثل: من أنتم؟
- خبر للفعل الناقص
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام اسم ناقص لم يستوفِ خبره، مثل: ماذا كان هدفك؟
- مفعول به
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام فعل متعدي لم يستوفِ مفعوله وواقعًا على اسم الاستفهام، مثل: ماذا يحصد المنافق؟
- مفعول به ثاني
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام فعل متعدي لمفعولين لم يستوفِ مفعوله الثاني، مثل: ماذا حسبتني؟
متى وأيّان وأين وأنى
متى وأيّان يُستفهم من خلالهما عن الزمان، أما أين وأنى فيُستفهم من خلالهما عن المكان، وتُعرب هذه الأسماء الأربعة ظرف مكان أو زمان يتعلق بما بعده من خبر أو فعل محذوف، مثل: متى ترحل؟ أين البيت؟[١]
كيف
يُستفهم من خلالها عن الحال، وتُعرب كما يأتي:[١]
- حال
وذلك إذا لحق بالاسم فعل تام غير متعد إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، وغير مستوفي المفعول الثاني، مثل: كيف يُعامل الكبار الصغار؟
- في محل رفع خبر متقدم
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام اسم، مثل: كيف حالك؟
- في محل نصب خبر
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام فعل ناقص لم يستوفِ خبره، مثل: كيف أصبحتَ؟
- مفعول به ثاني
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام فعل متعدي لمفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ولم يستوفِ المفعول الثاني، مثل: كيف تظن الإصرار؟
كم
يُستفهم من خلالها عن عدد مبهم، وتُعرب حسب علاقتها بما بعدها، وتُعرب كما يأتي:[١]
- مبتدأ
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام نكرة أو شبه جملة، مثل: كم أستاذًا مجتهدٌ؟
- خبر
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام معرفة، مثل: كم صفحةً كتابُك؟
- في محل نصب مفعول به
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام فعل متعدي لم يستوف مفعوله وكان واقعًا عليه، مثل: كم دعوةً أرسلتَ؟
- نائب مفعول مطلق
وذلك كان تمييز اسم الاستفهام مصدرًا من جنس الفعل، مثل: كم دورةً درت في الساحة؟
- نائب مفعول فيه
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام
- في محل جر
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام
أيّ
اسم استفهام معرب، يُستفهم من خلال عن ما هو عاقل أو غير عاقل، ويُعرب على النحو الآتي:[١]
- نائب عن المفعول به
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام ظرف، مثل: أيّ يوم تعود؟
- نائب مفعول مطلق
وذلك إذا لحق باسم الاستفهام مصدر من جنس الفعل، مثل: أيّ قول قلت؟
- إعراب "من وماذا"
وذلك إذا أُضيف اسم الاستفهام إلى غير الحالات السابقة، مثل: أيّ طالب نجح؟
المعاني المجازية لأدوات الاستفهام
تأتي أدوات الاستفهام في بعض الأحيان تحمل دلالات مجازية أو بلاغية غير واضحة تُفهم من المعنى، ومن المعاني المجازية لأدوات الاستفهام ما يأتي:[٦]
- النفي
مثل قوله تعالى: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّه}.[٧]
- التقرير
مثل: أأنت الذي ركل الكرة؟
- الإنكار
مثل: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا}.[٨]
- الاستهزاء
مثل قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}.[٩]
- التوبيخ
مثل قوله تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}.[١٠]
- التعظيم والتهويل
مثل قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}.[١١]
- التعجب
مثل قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.[١٢]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح جوزيف إلياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، صفحة 44-51. بتصرّف.
- ↑ محمد احمد خضير، الادوات النحوية ودلالاتها فى القرأن الكريم، صفحة 45. بتصرّف.
- ↑ فاضل صالح السامرائي، كتاب معاني النحو، صفحة 232. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ابراهيم مصطفى محمد الدهون، المرجع الميسر في القواعد والاعراب، صفحة 226. بتصرّف.
- ↑ سورة الإنسان، آية:1
- ↑ عدنان جاسم محمد الجميلي، الخطاب القرآني في شخصية الرسول الكريم محمد، صفحة 105-111. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:50
- ↑ سورة الأنعام ، آية:14
- ↑ سورة التوبة، آية:65
- ↑ سورة الأنعام، آية:71
- ↑ سورة النساء، آية:62
- ↑ سورة آل عمران، آية:101