أدوية التهاب الحلق

كتابة:
أدوية التهاب الحلق

التهاب الحلق

تكثر آلام الحلق والتهابه في فصل الشتاء، حيث الهواء أكثر جفافًا مع استخدام أنظمة التدفئة المُختلفة، ولكنْ يبدو أنَّ هناك أسباب أخرى قد تحفز حدوث هذا الالتهاب، كالإصابة بنزلات البرد والانفلونزا، والعدوى البكتيرية، والتحسُّس، والتعرّض للملوثات، إضافةً إلى التدخين وغيره من المهيّجات، وأسباب أخرى عديدة، إذْ يشكو المُصاب بالتهاب الحلق من أعراض مُزعجة، تتمثّل بخشونة الحلق، أو الشعور بجفافه، أو الألم فيه، إضافةً إلى احتماليَّة المُعاناة من صعوبة البلع أو الكلام بسبب الألم.

ناهيك عن الأعراض الأخرى التي قد يعانيها، مثل: سيلان أو احتقان الأنف، وآلام الرأس، والسعال، وارتفاع درجة الحرارة، وعلى الرغم من كوْن معظم حالات التهاب الحلق تتعافى من تلقاء نفسها خلال أيامٍ معدودة، غير أنَّ بعض الحالات تستدعي صرف الطبيب لأنواع معيّنة من الأدوية لعلاجها،[١] فما هي أدوية التهاب الحلق؟ وما محاذير استخدامها؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال.


ما هي أدوية التهاب الحلق؟

هي الأدوية المستخدمة في علاج التهاب الحلق أو التخفيف من أعراضه، وتختلف هذه الأدوية اعتمادًا على سبب حدوث الالتهاب، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنَّ الطبيب هو الشخص المخوّل بتشخيص أسباب التهاب الحلق، والذي يعتمد عليه تحديد الأدوية الملائمة لعلاج المُشكلة وتخفيف أعراضها،[٢] ومن الأدوية المُستخدمة في علاج التهاب الحلق نذكر الآتي:

الأدوية التي يمكن صرفها بلا وصفة طبية

يوجد العديد من الأدوية التي يمكن صرفها دون الحاجة لوصفة من قبل الطبيب، ويمكن استخدامها لتخفيف أعراض التهاب الحلق، ولكنْ يجب الأخذ بعين الاعتبار اتباع توصيات الطبيب أو الصيدلاني حول جرعات الدواء وكيفية الاستخدام، والتفاعلات الدوائية المُحتملة مع الأدوية الأخرى، والأعراض الجانبية للأدوية، وفي الآتي بعض الأمثلة على هذه الأدوية:[٢]

  • مسكنات الألم: كالبارسيتامول (Paracetamol)، الآيبوبروفين (Ibuprofen)، التي تعبر آمنة وفعّالة في نفس الوقت.
  • أقراص المص: التي تساهم في تخفيف جفاف الحلق، وترطِّبه، كما تحتوي بعض الأنواع على مواد مخدرة موضعيًّا للألم، كالمنثول (Menthol) والبنزوكائين (Benzocaine).
  • الأدوية المضادة للهستامين (Antihistamines) التي لا يلزم وصفة طبية لصرفها: والتي تُستخدم في حال كان التهاب الحلق ناجم عن الإصابة بالحساسية أو التنقيط الأنفي الخلفي (Post-nasal drip)، فهي قد تقلِّل من إفراز المخاط خلال نوبات التحسُّس، ومن الأمثلة عليها: دواء لوراتادين (Loratadine)، ودي فين هيدرامين (Diphenhydramine).
  • بخاخات الحلق المخدرة موضعيًّا للألم: والتي تعتبر مناسبة للاستخدام للبالغين والأطفال الذين تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات، ومن الأمثلة عليها، بخاخات الحلق التي تحتوي على مادّة الديكلونين (Dyclonine)، أو الفينول (Phenol).[٣][٢]
  • مثبطات السعال: مثل الأدوية التي تحتوي على مادّة ديكستروميثورفان (Dextromethorphan)، وذلك في حالات السعال الناجم عن تهيج الحلق.[٣]

الأدوية التي تحتاج وصفة طبية لصرفها

وهي الأدوية التي يصِفها الطبيب بعد تشخيص سبب التهاب الحلق، وذلك في الحالات التي لا يمكن فيها علاج الالتهاب أو تخفيف حِدته إلا بواسطة هذه الأدوية، والتي نذكر منها:

  • المضادات الحيوية: إذْ يصِف الطبيب المضادات الحيوية لعلاج التهاب الحلق البكتيري، لتبدأ الأعراض بالتحسّن غالبًا خلال 24 ساعة الأولى من بدء العلاج، ولابدّ من الإشارة إلى أنَّ ترك التهاب الحلق الناجم عن عدوى بكتيريَّة بلا علاج، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، كأنْ يعاني المُصاب من الحمى الروماتيزمية وتلف الكلى. ونذكر في الآتي بعض الأمثلة على المضادات الحيوية التي قد يصِفها الطبيب في مثل هذه الحالة:[٤]
    • البنسلين (Penicillin)، والأموكسيسيلين (Amoxicillin).
    • الإريثروميسين (Erythromycin)، وكلاريثروميسين (Clarithromycin).
    • السيفالوسبورينات، ومنها: السيفيكسيم (Cefixime)، وسيفوروكسيم (Cefuroxime) ، وسيفاليكسين (Cephalexin).
    • كليندامايسين (Clindamycin).
  • الكورتيكوستيرويدات (corticosteroids): قد يصِفها الطبيب للبالغين كجرعة فمويّة واحدة عبر الفم، وذلك في حالات التهاب الحلق الشديد.
  • أدوية الحساسية (Allergy Medications): عندما يكون التهاب الحلق بسبب الحساسية، قد يصِف الطبيب أنواع معينة من أدوية الحساسية، أو علاج إزالة التحسُّس (Desensitization therapy)، بهدف السيطرة على نوبات الحساسية.


ما هي الأعراض الجانبية لأدوية التهاب الحلق؟

قد تظهر الأعراض الجانبيَّة لأدوية التهاب الحلق عند فئة من المُصابين ولا تظهر عند آخرين، وبالاعتماد على نوع الدواء، تختلف طبيعة هذه الأعراض من شخص لآخر، وبكلّ الأحوال، يتوجب على الفرد إخبار الطبيب في الحالات التي يعاني فيها من أعراض جانبية مزعجة، مع ضرورة تجنّب وقف الدواء أو تغيير جرعته قبل الحصول على الاستشارة الطبيّة المتخصِّصة، خاصةً فيما يتعلق بالأدوية التي يصِفها الطبيب. وفي الآتي بعض الأمثلة على الأعراض الجانبية لبعض أدوية التهاب الحلق:

  • مسكنات الألم: تعتبر هذه الأدوية آمنه نسبيًّا، حيث يمكن الحصول عليها بلا وصفة طبيَّة، إلَّا أن المُسكِّنات التي تنتمي لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) كالآيبوبروفين (Ibuprofen)، قد تكون سببًا في ظهور مشكلات المعدة أو الكلى، بينما لا نلاحظ مثل هذه الأعراض عند استخدام البارسيتامول (Paracetamol) كمسكنٍ للألم، عدا عن أنَّ استخدامه بكميات كبيرة قد يؤدي إلى فشل في الكبد.[٥]
  • بخاخات الفم الموضعية: ونأخذ على سبيل المثال دواء الفينول (Phenol) الذي قد يُصاحب استخدامه بعض الأعراض الجانبية، مثل صعوبة التنفس، والصداع، وارتفاع درجة الحرارة، والغثيان، والاستفراغ، وهي الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب على الفور.[٦]
  • أدوية علاج الكحة: قد يؤدي استخدام تركيبة ديكستروميثورفان (Dextromethorphan) بكميات كبيرة، إلى المُعاناة من أعراض جانبيّة، مثل: عدم وضوح الرؤية، وعسر التبول، والنعاس، والدوخة، والغثيان أو التقيؤ، إضافةً إلى تباطؤ النفس، وغيرها من الأعراض المُحتملة.[٧]
  • المضادات الحيوية: قد تسبّب فقدان الشهية، أو آلام في البطن، أو غير ذلك من الأعراض؛ كالغثيان، والاستفراغ، والإسهال، ولكنَّها سرعان ما تزول فوْر الإنتهاء من استخدام الدواء، ويجب الإشارة إلى أنَّ استخدام بعض أنواع المضادات الحيويَّة قد ينجم عنه حساسية لدى البعض، ويمكن تمييز ذلك من خلال ظهور بعض الأعراض عند استخدام هذه الأنواع، ومنها:[٤]
    • صعوبة في التنفس.
    • صدور صوت الصفير أثناء التنفّس.
    • تسارع نبضات القلب.
    • طفح جلدي.
    • الدوخة.
  • مضادات الهستامين: قد تسبّب بعض أنواع مضادات الهستامين النعاس، وعدم التحكم عند القيادة واستخدام الآلات، وجفاف الفم، وصعوبة التبوّل، إضافةً إلى عدم وضوح الرؤية، ومن الجدير بالذكر أنَّ احتمالية الشعور بالنعاس تكون أقل عند استخدام الجيل الجديد من مضادات الهستامين، كما أنَّها قد ترتبط بظهور أعراض جانبيَّة أخرى، مثل: الصداع، والشعور بالغثيان، وجفاف الفم.[٨]


هل توجد محاذير لاستخدام أدوية التهاب الحلق؟

نعم، يوجد بعض المحاذير التي تتعلّق باستخدام أدوية التهاب الحلق، لذا يجب استشارة الطبيب قبل تناول أيْ دواء لمعرفة كافّة المعلومات حول الدواء المُستخدَم، ومن الأمثلة على هذه المحاذير:

  • محاذير استخدام الأدوية المسكنة للألم: يجب إخبار الطبيب قبل أخذ هذه المسكنات، إذا كان المريض يتناول مُمعيات الدّم، أو يعاني من أمراض في الكبد أو الكلى، أو في حالة وجود قرحة في المعدة،[٢] وفي ما يلي المحاذير المتعلقة ببعض هذه الأدوية: [٩]
    • الباراسيتامول: من الضروري عدم تجاوز الجرعة اليومية المسموحة، فالكميات الكبيرة قد تسبب تلفًا في الكبد، إضافةً إلى ضرورة إخبار الطبيب حول تناول أي مسكنات أخرى في الوقت الراهن قبل تناول البارسيتامول.
    • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: قبل استخدام هذه الأدوية، يجب إخبار الطبيب أو الصيدلاني في حال كان المريض يعاني من أمراض القلب أو الكلى، أو أي نزيف في الجهاز الهضمي، كما يجب الإبلاغ أيضًا عن أيَّة أدوية يستخدمها في الوقت الراهن، مثل: مميعات الدم المختلفة، ومضادات الالتهاب اللّا ستيرويدية (NSAIDs)، التي تحتاج إلى وصفة طبية لصرفها.
  • محاذير استخدام المضادات الحيوية: يجب التأكيد على أهمية إكمال كمية المضادات الحيوية الموصوفة من قِبل الطبيب، حتى إنْ شعر المريض بتحسن أعراض الالتهاب قبل إكمال الدواء، وذلك لضمان التخلص من العدوى بشكلٍ كامل، وتقليل فرصة تكرار حدوث العدوى، أو تكوّن المقاومة البكتيريَّة (Bacterial resistance) ضدّ المضادات الحيوية، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه المضادات الحيوية لا تُستخدم عادةً لعلاج الالتهابات الفيروسية، ولكنْ قد يصِفها الطبيب في حالات معيّنة.[٢]
  • محاذير استخدام مثبطات السعال: يجب استشارة الطبيب في الحالات التي لا يتحسّن فيها السعال بعد مضي 7 أيام، أو في حالة المعاناة من الحمّى، أو الطفح الجلدي، أو السعال المستمر مع الصداع، أو في حالات الربو، أو ارتفاع ضغط الدم، فقد يكون المريض مصابًا بمشكلات صحيّة أخرى.[١٠]
  • محاذير استخدام مضادات الهستامين: يجب الحرص على إخبار الطبيب قبل استخدام الدواء عند وجود حمل، أو تقديم الرضاعة الطبيعية، أو الإصابة بأمراض القلب، أو الكلى، أو الكبد، أو في حالة استخدام أدوية أخرى، فقد لا تكون هذه الأدوية ملائمة للاستخدام في مثل هذه الحالات، إلى جانب ذلك، يجب على الفرد الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية، فإنَّ استخدامها مع مضادات الهستامين قد يعزّز الشعور بالنعاس، عدا عن مضارها الصحيّة المختلفة.[٨]


المراجع

  1. "Sore Throat 101: Symptoms, Causes, and Treatment", healthline, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "How a Sore Throat Is Treated", verywellhealth, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Over-the-counter medicines", medlineplus, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Strep Throat Treatment", webmd, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  5. "What Are the Side Effects of Pain Medication?", webmd, Retrieved 2/1/2021. Edited.
  6. "Phenol (Oromucosal Route)", mayoclinic, Retrieved 2/1/2021. Edited.
  7. "Dextromethorphan Side Effects", drugs, Retrieved 2/1/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Antihistamines", nhs, Retrieved 2/1/2021. Edited.
  9. "Over-the-counter pain relievers", medlineplus, Retrieved 2/1/2021. Edited.
  10. "Dextromethorphan (Oral Route)", mayoclinic, Retrieved 2/1/2021. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×