أدوية الحساسية

كتابة:
أدوية الحساسية

الحساسية

تُعدّ الإصابة بـالحساسية شائعة جدًا، وهي شائعة بشكل خاص لدى الأطفال، إذ يُمكن للحساسية عند الأطفال أن تختفي بمجرد وصولهم لمرحلة البلوغ أو قد تستمر مدى الحياة، كما يُمكن أن تظهر عند البالغين على الرغم من عدم معاناتهم منها أثناء مرحلة الطفولة، وتُعرَف الحساسية بأنّها رد فعل غير طبيعي للجهاز المناعيّ على مواد غير مؤذية في العادة لمعظم الأفراد. وتُسمّى المواد المحفّزة لردّة الفعل التحسسية المواد المثيرة للتحسس، وتظهر أعراض التحسس عقب إفراز الجسم لمواد كيميائية بغرض الدفاع عنه، ومن أهمها الهيستامين، لينتج من ذلك ظهور أعراض تؤثر في العديد من مناطق الجسم؛ كالعينين، والأنف، والحلق، والرئتين، والجلد. وتتراوح أعراض الحساسية بين المحتملة والمزمنة، ويوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الحساسية عند بعض الافراد؛ مثل: حبوب اللقاح، أو بعض الأطعمة، أو لسعات الحشرات، أو بعض الأدوية والمواد الكيميائية، ويوجد العديد من الأدوية التي تخفّف أعراض الحساسية؛ مثل: الأدوية المضادّة للهيستامين، ومضادات الاحتقان.[١][٢]


الأدوية المستخدمة في علاج الحساسية

يوجد العديد من الادوية المستخدمة في علاج أو تخفيف أعراض الحساسية؛ كسيلان الأنف والاحتقان، ومن هذه الأدوية ما يلي:[٣][٤]

  • مضادّات الهيستامين،توجد في شكل حبوب، أو سائل، أو بخاخات للأنف، أو قطرات للعيون، إذ تُستخدم قطرات العيون لتخفيف الاحمرار والحكّة الناتجين من إصابة العيون بالحساسية، كما تُستخدم بخّاخات الأنف في علاج الحساسية الموسمية، وتمنع الأدوية المضادّة للهيستامين ارتباط مادّة الهيستامين بمستقبلاها، وبالتالي تقلّل من الاحمرار والانتفاخ والحكّة، وتجدر الإشارة إلى أنّه عند تعرّض الفرد للمواد التي تُثير الحساسية - كحبوب اللقاح- فإنّ الخلايا البدينة الموجودة في جهاز المناعة تفرز مادة الهيستامين التي يؤدي ارتباطها بمستقبلاتها إلى ظهور أعراض الحساسية، ومن أمثلة الأدوية المضادّة للهيستامين ما يلي:
  • الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبيّة؛ مثل: فيكسوفينادين-Fexofenadine، وسيتريزين-Cetirizine، ولوراتادين-Loratadine .
  • الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبية؛ مثل:ديسلوراتادين-Desloratadine، وبخاخ الأنف الذي يحتوي على الأزيلاستين-Azelastine، أو قطرات العيون التي تحتوي على الأزيلاستين.
  • مضادّات الاحتقان، توصف الأدوية المضادّة للاحتقان عادةً مع الأدوية المضادّة للهيستامين للتخفيف من الاحتقان، وتوجد الأدوية المضادّة للاحتقان في شكل بخاخات للأنف، أو قطرات للعيون، وقد تأتي في شكل حبوب أو سائل. وتخفف مضادّات الاحتقان انتفاخ أنسجة الأنف أو الأوعية الدمويّة الناتج من التعرّض للموادّ التي تثير الحساسية، والتي تؤدي إلى تراكم السوائل أو المخاط، لذلك تُخفف مضادات الاحتقان من إفراز المخاط، والاحمرار، والانتفاخ. ويجدر التنبيه لأنّ مضادات الاحتقان قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، لذلك لا يُنصح باستخدامها لدى المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم أو الجلوكوما، كما أنّها قد تُسبب الأرق أيضًا، ومن أمثلة مضادّات الاحتقان: السودوافدرين-pseudoephedrine، والفينيليفرين-phenylephrine.
  • الأدوية الستيرويدية، تُقلّل الأدوية الستيرويدية من الالتهاب والانتفاخ الناتجين من الحساسية، وتمنع العطاس وسيلان الأنف الناتجين من الحساسية الموسمية أو السنوية، وتوجد الأدوية الستيرويدية في شكل حبوب أو سائل، كما توجد في شكل بخاخات موضعية لعلاج داء الربو، أو كريمات موضعية لعلاج حساسية الجلد، أو قطرات موضعية للعيون لعلاج التهاب الملتحمة الأرجيّ. وتُعدّ الأدوية الستيرويدية فعّالة في علاج الحساسية وأعراضها، إلّا أنّه يجدر التنبيه لأنّها قد تسبب زيادة في الوزن، أو ارتفاع ضغط الدم، أو احتباس السوائل، كما قد يؤدي استخدامها لمدة طويلة إلى ظهور أعراض جانبية؛ منها: ضعف العضلات، أو داء السكري، أو هشاشة العظام، أو تثبيط النموّ، أو إعتام عدسة العين، أو الماء الأبيض.
  • مثبتات الخلايا البدينة، تمنع هذه الأدوية إفراز مادة الهيستامين المسؤولة عن حدوث التفاعلات التحسسية، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية يوجد لها العديد من الآثار الجانبية؛ مثل: انزعاج في منطقة الحلق، أو السعال، أو طفح جلدي.
  • معدلات اللوكوترين، تساعد هذه الأدوية الفموية في تخفيف أعراض الحساسية التنفسية من خلال تثبيط عمل المادة الكيميائية ليكوترين.
  • العلاج المناعي، يلجأ الأطباء إلى العلاج المناعي عند عدم استجابة المريض لأدوية الحساسية، أو الحساسية الشديدة، إذ تُستخدَم أقراص توضع أسفل اللسان حتى تذوب في علاج الحساسية من غبار الطلع، أو حقن المريض بمستخلصات مثيرات الحساسية.


الوقاية من الحساسية

يوقى من الإصابة بظهور أعراض الحساسية، إلّا أنّه لا توجد طريقة لمنع الحساسية، وتُعدّ أفضل طريقة لتجنّب أعراض الحساسية هي تجنّب المثيرات التي تُسبب الحساسية، فيتجنّب الشخص ظهور أعراض الحساسية الناتجة من التحسّس من بعض أنواع الطعام بتجنّب تناول الأطعمة التي تثير الحساسية، كما يتجنّب الشخص الحساسية الناتجة من الغبار باستخدام منقيّات للهواء داخل المنزل، ونفض الغبار باستمرار وتنظيف المنزل من الغبار بشكل منتظم، وتجدر الإشارة إلى أنّ إجراء فحص الحساسية يُعدّ مفيدًا لمعرفة الموادّ التي تُثير الحساسية؛ ذلك من أجل تجنّب التحسّس الشديد.[٥]


أنواع الحساسية وأعراضها

يوجد عدد كبير جدًا من أنواع الحساسية يرتبط بعضها بالنباتات وبعضها بالحشرات، فضلًا عن حساسيات المواد الكيماوية وغيرها. وفي ما يلي مجموعة من أنواع الحساسية مع بعض أعراضها:[٤]

  • حمى القش: تُسبب حمى القش العطس، أو الحكة في الأنف أو العيون أو سقف الفم، أو سيلان الأنف، أو احتقانه، أو انتفاخ العيون واحمرارها.
  • حساسية الطعام: تتسبب حساسية الطعام في الشعور بوخز في الفم، أو انتفاخ الشفاه واللسان والوجه، أو الحلق، أو الشرى، أو التأق.
  • حساسية لدغات الحشرات: تسبب حساسية قرص الحشرات الحكّة والشرى في أنحاء الجسم كافة، أو الكحة، أو ضيق الصدر وانقطاع النفس، أو الصفير، أو التأق، أو حدوث تورّم كبير في مكان اللدغة.
  • التأق-Anaphylaxis: يُعدّ التأق حالة طارئة تهدد حياة الفرد، وهو ناتج من التحسّس الشديد تجاه الأطعمة أو لسعات الحشرات؛ إذ قد يؤدي إلى فقدان الوعي، أو ضيق النقس الشديد، أو الطفح الجلدي، أو الدوار، أو انخفاض ضغط الدم، أو ضعف النبض أو سرعته، أو الغثيان. وتجدر الإشارة إلى ضرورة الذهاب إلى قسم الطوارئ في المستشفى وأخذ حقنة الإيبينيفرين عند ظهور أعراض التأق.
  • حساسية الأدوية، تُسبب حساسية الأدوية الشرى، أو حكة الجلد، أو الطفح الجلدي، أو انتفاخ الوجه، أو التأق، أو الصفير.
  • أكزيما الجلد التأتبيّة، تُؤدي أكزيما الجلد التأتبيّة إلى الإصابة بكلّ من الحكة، أو تقشّر الجلد، أو الاحمرار.


التداخلات الدوائية مع الأدوية المضادة للحساسية

إنّ بعض مضادات الهيستامين تسبّب النّعاس، لذلك فإن تناولها مع العلاجات الأخرى المنوّمة يؤدّي إلى تضاعف المفعول، ومن الأمثلة عليها:[٦]:

  • الأقراص المنوّمة.
  • الكحول.
  • الأدوية المعالجة للتشنّجات.
  • بعض مضادّات الاكتئاب، خاصّةً مضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقة.
  • مضادّات الذهان.
  • المرخّيات العضليّة.
  • الأدوية المخدّرة المسكنة للألم، والتي لا تصرف إلّا بوصفةٍ طبّيةٍ.
  • مضادّات الهيستامين الأخرى.
  • مثبّطات الأنزيم أحادي أمينو أوكسيداز-MAOIs، هي مجموعةٌ دوائيةٌ تستخدم لعلاج اضطرابات المزاج، وقد تساعد على زيادة الأعراض الجانبية المضادّة للكولين، وبصورة عامّة يجب عدم استخدام الجيل الأول من مضادات الهيستامين خلال أسبوعين من تناول مثبّطات أنزيم الأحادي أمينو أوكسيداز.


استخدام الأدوية المضادة للحساسية أثناء الحمل والرضاعة

عادةً ما يجري اللجوء أولًا إلى العلاج غير الدّوائي لدى الحوامل اللواتي يعانين من المشكلات التّحسّسية أو التهاب الأنف التحّسسي، ومن العلاجات غير الدوائية والتي يمكن استخدامها بخّاخ المحلول الملحي، أو شرائط الأنف، وفي حال عدم الاستجابة يمكن اللجوء إلى استخدام مضادّات الهيستامين، ويفضّل اختيار الجيل الثاني من مضادّات الهيستامين؛ نظرًا لأعراضها الجانبيّة الأقلّ وتأثيرها الأقلّ ضدّ الكولين، ولا تسبّب النّعاس.

يعدّ اللوراتيدين-Loratadine والسيتريزين- cetirizine من أفضل مضادات الهيستامين من الجيل الثاني لاستخدامها خلال فترة الحمل؛ بسبب درجة الأمان العالية لاستخدامها وفعاليتها، وتصنّف ضمن المجموعة الثانية لدى منظمة الغذاء والدّواء العالمية؛ أيّ أنّها تعدّ آمنةً ضمن جرعاتٍ محددةٍ لاستخدامها لعلاج التهاب الأنف التحسّسي لدى الحوامل، أمّا الفيكسوفينادين- Fexofenadine فيصنّف ضمن المجموعة الثّالثة لدى منظّمة الغذاء والدّواء، أمّا مضادّات الهيستامين من النّوع الأول فتستخدم قبل النّوم وعند الحاجة فقط للمساعدة على النّوم، ويعدّ الكلورفينيرامين-Chlorpheniramine الأكثر آمانًا لاستخدامه من هذه المجموعة؛ نظرًا للدّراسات الكافية التي جرت عليه[٦].


المراجع

  1. "All About Allergies", kidshealth.org, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  2. "Overview - Allergies ", www.nhs.uk, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  3. "Allergy Medications", www.webmd.com, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Allergies", www.mayoclinic.org, Retrieved 10-13-2019. Edited.
  5. "Subscribe Everything You Need to Know About Allergies", www.healthline.com, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  6. ^ أ ب Omudhome Ogbru (2019-2-27), "Oral Antihistamines"، medicinenet, Retrieved 2019-4-14. Edited.
6350 مشاهدة
للأعلى للسفل
×