أدوية الصرع

كتابة:
أدوية الصرع

الصرع

الصرع هو اضطراب في الدماغ يؤدي إلى حدوث نوبات تشنجية متكررة، وتحدث النوبات عندما ترسل مجموعات من الخلايا العصبية في الدماغ إشارات خاطئةً، وقد يعاني الشخص المصاب من مشاعر غريبة أو تصرفات غريبة، وقد تحدث تشنجات عضلية عنيفة أو فقدان للوعي.

يمكن أن يحدث الصرع نتيجةً للعديد من الأسباب، بما في ذلك المرض، وإصابات الدماغ، وتطور الدماغ غير الطبيعي، وفي كثير من الحالات لا يُعرف سبب حدوثه، كما لا يوجد علاج لمرض الصرع، إلا أنه تتوفر الأدوية التي يمكن أن تتحكم بالنوبات بالنسبة لمعظم الأشخاص، وفي حال لم تُفِد هذه الأدوية قد تساعد الجراحة أو الأجهزة المزروعة مثل منبهات العصب المبهم في السيطرة على النوبات.[١] ولا يُعدّ أي شخص عانى من النوبات التشنجية مصاب بمرض الصرع، فحتى يُشخص مرض الصرع يجب أن يعاني الشخص من نوبتين تشنجتين أو أكثر من غير وجود سبب واضح يفسر حدوثها.[٢]


أدوية الصرع

إن الأدوية المستخدمة لعلاج النوبات التشنجية تسمى الأدوية المضادة للصرع، ووفقًا للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتات الدماغية يوجد أكثر من 20 دواءً يحتاج إلى وصفة طبية متاحًا للاستخدام، ويعتمد اختيار الدواء على العمر، ونمط الحياة، ونوع التشنجات التي يعاني منها المصاب، وعدد مرات التشنجات، ويمكن تقسيم أدوية الصرع إلى نوعين رئيسين، وهما ما يأتي:[٣]


أدوية الصرع ضيقة الطيف

هي أدوية الصرع التي تُستخدم لعلاج أنواع محددة من النوبات، وتُستخدم إذا كانت النوبات تحدث في جزء معين من الدماغ بانتظام، وتتضمن أدوية الصرع ضيقة الطيف ما يأتي:[٣]

  • كاربامازيبين: يُستخدم هذا الدواء لعلاج نوبات الصرع التي تحدث في الفص الصدغي من الدماغ، كما قد يساعد في علاج النوبات الثانوية والجزئية والنوبات العنيدة، ويتفاعل مع العديد من الأدوية الأخرى، لذلك يجب التأكد من إخبار الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها الفرد.
  • كلوبازام: يساعد الكلوبازام في علاج نوبات غياب الوعي الثانوية، والنوبات الجزئية، وهو ينتمي إلى فئة من الأدوية تُسمى البنزوديازيبينات، وغالبًا ما تُستخدم هذه الأدوية للتخدير وتحفيز النوم والقلق، ويمكن استخدام هذا الدواء للأطفال حتى عمر سنتين، وفي بعض الحالات النادرة قد يتسبب الكلوبازام بتفاعل جلدي خطير.
  • ديازيبام: يُستخدم لعلاج النوبات العنقودية والممتدة، كما أنه من الأدوية التي تنتمي إلى فئة البنزوديازيبين.
  • ديفالبروكس: يُستخدم لعلاج النوبات الجزئية والمعقدة الجزئية والمعقدة والمتعددة، ويزيد هذا الدواء من توفر حمض غاما أمينوبيوتريك، وهو ناقل عصبي مثبط يبطئ الدوائر العصبية، وهذا يساعد في السيطرة على النوبات.
  • أسيتاربازبين أستيت: يُستخدام هذا الدواء لعلاج النوبات الجزئية، ويعمل عن طريق تثبيط قنوات الصوديوم، مما يؤدي إلى إبطاء تسلسل تحفيز الأعصاب في النوبات.
  • إيثوسكسيميد: يُستخدم هذا الدواء لعلاج جميع أشكال نوبات غياب الوعي، مثل: النوبات الشاذة، ونوبات الطفولة، ونوبات الغياب المصحوبة بالأحداث.
  • غابابنتين: يُستخدم الغابابنتين لعلاج النوبات الجزئية، وقد تكون الآثار الجانبية التي يسببها معتدلةً مقارنةً بالآثار الجانبية للأدوية المضادة للصرع الأخرى، ومنها الدوخة والشعور بالتعب.
  • لاكوساميد: يُستخدم هذا الدواء لعلاج النوبات الجزئية، ويأتي على شكل أقراص تُعطى عن طريق الفم، ومحلول فموي، وحقن في الوريد، ويجب أن تُعطى الحقن من قِبَل مقدم الرعاية الطبية فقط.
  • ميثوكسوكسيد: يُستخدم هذا الدواء لعلاح نوبات فقدان الوعي، وعادةً ما يُستخدم عندما لا تفيد الأدوية الأخرى في السيطرة على الأعراض، كما يبطئ القشرة الحركية، مما يبطئ من الحركة، كما أنه يزيد من حدوث التشنجات، وهذا يعني أن الدواء يصعب على الدماغ البدء بنوبة صرع.
  • أوكسكاربازيبين: يُستخدم لعلاج جميع أنواع النوبات البؤرية، ويمكن استخدامه للبالغين والأطفال في عمر سنتين وما فوق.
  • بيرامبانيل: يُستخدم هذا الدواء لعلاج النوبات المعقدة والبسيطة والنوبات العنيدة، وطريقة عمل هذا الدواء غير معروفة، وقد يؤثر على مستقبلات الغلوتامات في الدماغ، ويمكن أن يسبب آثارًا جانبيةً نفسيةً أو سلوكيةً تهدد الحياة.
  • الفينوباربيتال: هو من أقدم الأدوية المضادة للصرع، ولا يزال يُستخدم حتى الآن، ويمكن استخدمه في علاج النوبات المعممة، والجزئية، والتوترية الرمعية، والفينوباربيتال هو دواء مهدئ طويل المفعول ويملك آثارًا مضادةً للنوبات، ويمكن للأدوية المهدئة أن تجعل الشخص يشعر بالنعاس.
  • الفينيتوين: هو دواء آخر قديم شائع الاستخدام، يعمل من خلال تهدئة الخلايا العصبية في الدماغ، ويستخدم لعلاج النوبات المعقدة والبسيطة والعنيدة.
  • بريجابالينن: يستخدم هذا الدواء كعلاج إضافي للنوبات الجزئية، وهذا يعني أنه يجب أن يُعطى مع أدوية أخرى.
  • روفيناميد: هو علاج إضافي للتشنجات الناتجة عن متلازمة لينوكس غاستو، إلا ان هذا الدواء قد يسبب تغيرًا في إيقاع القلب، ويمكن أن يتفاعل مع العديد من الأدوية، لهذا السبب لا يُستخدم بكثرة.
  • تياجابين: يستخدم تياجابين كعلاج إضافي للنوبات الجزئية المعقدة والبسيطة.
  • فيغاباترين: يُستخدم هذا الدواء لعلاج النوبات الجزئية المعقدة، إلا أنه قد يؤدي إلى أضرار جانبية خطيرة، منها فقدان البصر الدائم، لذلك فإن استخدامه مقيّد.


أدوية الصرع واسعة الطيف

في حال كان الشخص يعاني من أكثر من نوع من النوبات التشنجية فإن العلاج بالأدوية المضادة للصرع واسعة الطيف هو الخيار الأفضل، وهي أدوية تمنع النوبات في أكثر من جزء في الدماغ، ومنها ما يأتي:[٣]

  • كلونازيبام: وهو من البنزوديازيبينات طويلة المفعول، يُستخدم لعلاج العديد من أنواع نوبات الصرع، ومنها النوبات الرمعية ونوبات غياب الوعي.
  • كلورازيبات: هو البنزوديازيبينات، ويستخدم كعلاج إضافي للنوبات الجزئية.
  • إزوجابين: يُستخدم كعلاج إضافي في النوبات الجزئية المعممة والعنيدة والمعقدة، وطريقة عمله غير مفهومة بالكامل، فهو ينشط قنوات البوتاسيوم، وهذا التأثير يسبب استقرارًا في تنشيط الخلايا العصبية، وقد يؤثر هذا الدواء على شبكية العين، ويلحق الضرر بالنظر، لذلك لا يُستخدم إلا في حال فشل العلاجات الأخرى، وعند تناوله سيحتاج الشخص إلى فحص العين كل ستة أشهر.
  • فلبامات: هو دواء يُستخدم لعلاج جميع أنواع النوبات عند الأشخاص الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى، ويمكن أن يُستخدم وحده أو مع الأدوية الأخرى، ومن آثاره الجانبية الخطيرة فقر الدم وفشل الكبد.
  • لاموتريجين: هو دواء يعالج مجموعةً واسعةً من أنواع نوبات الصرع، ويجب على الأشخاص الذين يتناولون هذا الدواء مراقبة ظهور أعراض نادرة وخطيرة تُعرف بمتلازمة ستيفن جونسون.
  • ليفيتيراسيتام: هو خط العلاج الأول للنوبات المعممة والجزئية وغير التقليدية والغياب، وأنواع أخرى من النوبات، وقد يسبب هذا الدواء أيضًا أضرارً جانبيةً أقل من الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج الصرع.
  • لورازيبام: يُستخدم هذا الدواء لعلاج الحالة الصرعية، وهو من فئة البنزوديازيبين.
  • بريميدون: يُستخدم هذا الدواء لعلاج نوبات الرمع العضلي والنوبات البؤرية.
  • توبيراميت: يستخدم توبيراميت كعلاج منفرد أو مع الأدوية الأخرى، ويستخدم لعلاج جميع أنواع نوبات الصرع عند الأشخاص البالغين والأطفال.
  • حمض فالبرويك: تمت الموافقة عليه كعلاج معظم أنواع نوبات الصرع، ويمكن استخدامه بمفرده أو مع الأدوية الأخرى، ويزيد هذا الدواء من حمض غاما أمينوبيوتريك، مما يساعد على تهدئة الخلايا العصبية.
  • زونيساميد: يُستخدم هذا الدواء لعلاج النوبات الجزئية والأنواع الأخرى من نوبات الصرع، مع ذلك فإنه قد يسبب آثارًا جانبيةً خطيرةً، ومنها المشاكل المعرفية، وفقدان الوزن، وحصى الكلى.


أسباب الصرع

يمكن للصرع أن يؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، لكنه أكثر شيوعًا عند الأطفال الصغار وكبار السن، وبعض أنواعه قد تحدث بسبب عوامل وراثية، ومن الأسباب المحتملة الأخرى ما يلي:[٤]

  • التأثير الجيني، يؤثر الصرع على مناطق معينة في الدماغ، ويؤدي ذلك إلى اختلاف نوع التشنجات، وقد تكون الجينات من المؤثرات الرئيسة في هذه الحالة.
  • الإصابة في الرأس، فقد تحدث إصابة في الرأس بسبب حادث سير أو ما شابه.
  • الأمراض التي تؤثر على الدماغ، فبعض الأمراض قد تؤدي إلى أضرار في الدماغ، مثل: الأورام، أو الجلطات، وقد تنجم عن هذه الحالات الإصابة بالصرع.
  • الأمراض المُعدية، مثل: التهاب السحايا أو التهاب أغشية الدماغ، والإيدز، والتهاب الدماغ الفيروسي.
  • إصابات ما قبل الولادة، فقد يتعرض الجنين قبل الولادة لأضرار في الدماغ، وقد يحدث ذلك بسبب إصابة الأم بعدوى ما، أو سوء التغذية، أو نقص الأكسجين الواصل إلى الطفل، وقد ينجم عن ذلك الصرع.
  • اضطرابات النمو، فقد يكون الصرع نتيجةً لأحد اضطرابات النمو، مثل التوحد.


الإسعافات الأولية لنوبات الصرع

تهدف الإسعافات الأولية لنوبات الصرع إلى الحفاظ على سلامة الشخص حتى تتوقف النوبة من تلقاء نفسها، وعادةً ما تستمر معظم النوبات من 30 ثانيةً إلى دقيقتين، ومن خطوات الإسعافات الأولية لذلك ما يأتي:[٥]

  • الحفاظ على الهدوء، وتهدئة الأشخاص المحيطين.
  • فك أي شيء حول عنق الشخص، مثل الملابس أو الأربطة أو المجوهرات أو ما شابه، فقد يعيق ذلك التنفس.
  • تجنب إيقاف النوبة، فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة.
  • تجنب وضع أي شيء في فم الشخص، وتجنب محاولة تثبيت اللسان أو إجبار الفم على البقاء مفتوحًا، إذ إن هذا قد يسبب أيضًا الإصابة.
  • يجب إزالة أي شيء قد يؤدي إلى إصابة الشخص، مثل الأثاث.
  • وضع شيء مسطح وناعم تحت رأس المصاب.
  • بعد النوبة يجب وضع الشخص على جانبه لتسهيل التنفس والحفاظ على مجرى الهواء مفتوحًا.
  • يجب عدم ترك الشخص بمفرده بعد النوبة، فقد يصاب بالارتباك.

ويجب الاتصال بالطوارئ في الحالات الآتية:[٥]

  • استمرار النوبة لفترة أطول من 5 دقائق.
  • حدوث نوبة أخرى بعد وقت قصير من نهاية الأولى.
  • عدم استيقاظ الشخص بعد انتهاء النوبة.
  • في حال كان الشخص يعاني من حالة طبية أخرى، مثل أمراض القلب.


المراجع

  1. "Epilepsy", medlineplus,8-5-2019، Retrieved 20-11-2019. Edited.
  2. Yvette Brazier (13-12-2017), "Symptoms, causes, and treatment of epilepsy"، .medicalnewstoday, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Kristeen Cherney (14-7-2016), "Epilepsy and Seizure Medications List"، healthline, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  4. "Epilepsy", www.mayoclinic.org, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب John P. Cunha, DO, FACOEP , "First Aid for Seizures"، medicinenet, Retrieved 20-11-2019. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×