محتويات
الصرع
يعاني الأشخاص المصابون بالصرع من نوبات متكررة تحدث فجأة بسبب ازدياد مفاجئ في النشاط الكهربائي في الدماغ، مما يُحدِث اختلالًا مؤقتًا في توازن أجهزة الجسم وخلايا الدماغ، وعليه، فإنّ مرض الصرع يُصنّف في شكل أحد الأمراض العصبية، وتتضمّن أعراضه الأولية النوبات المتكررة، وتختلف شدة النوبات من مصاب إلى آخر، ويحتاج إلى علاج بتناول أدوية مضادات الصرع. وفي هذا المقال حديث بمزيد من التفصيل عن أدوية علاج الصرع عند الكبار.[١]
أدوية الصرع عند الكبار
يُسيطر على معظم حالات الصرع عن طريق الأدوية، وإجراء بعض التعديلات الغذائية، لكن قد لا تجدي نفعًا في بعض الحالات، فيلجأ الطبيب إلى الخيارات الجراحية، وعمومًا، فإنّ اختيار العلاج يعتمد على عدّة عوامل؛ كعمر المصاب، ووضعه الصحيّ العام، وتاريخه المرضيّ، وشدّة نوبات الصرع التي يعاني منها.[٢] ومن أكثر أنواع الأدوية شيوعًا هي الأدوية المُضادّة للصرع، وتُستخدَم للسيطرة على 70% من المرضى، وتنشط هذه الأدوية لتغيير مستويات المواد الكيميائية في الدماغ، وعلى الرغم من أنّها لا تعالج الصرع بصورة نهائية، لكنّها تستطيع أن توقف الاختلاجات من الوقوع. ومن أهم الأدوية التي تندرج تحت قائمة مضادّات الصرع يُذكَر الآتي:[٣]
- فالبروات الصوديوم.
- الكاربامازيين.
- لاموتريجين.
- ليفيتيراسيتام.
- أوكساربازيبين.
- ايثوسكسيميد.
- توبيراميت.
يجدر بالذكر أنّه توجد عدّة أشكال صيدلانية لأدوية مضادّات الصرع؛ كالكبسولات، والشراب، والحبوب، وعادةً ما تؤخذ هذه الأدوية يوميًا، وقد يبدأ العلاج بجرعة قليلة ثمّ تزداد تدريجيًا، وقد يحتاج الطبيب إلى استبدال نوع آخر بالدواء في حال لم يستجب المريض للعلاج، ومن المهم الحرص على تلقي توجيهات الطبيب تتعلق بوقت وكيفية تناول الدواء بدقة، وعدم تناول أيّ أدوية تُباع دون وصفة طبية، أو مكملات غذائية أو عشبية دون استشارة الطبيب؛ فقد تتعارض بعض الأدوية مع أدوية علاج نوبات الصرع، ومن المتوقع أن يوقف الطبيب الدواء تدريجيًا في حال لم يعانِ المريض من أيّ اختلاجات لعدّة سنوات.[٣]
أنواع الصرع وأعراضه
تختلف أعراض الصرع باختلاف نوعه، ويعتمد ذلك على المنطقة في الدماغ التي يؤثر فيها الصرع، ويُصنّف الصرع عمومًا إلى قسمين رئيسَين؛ هما:[٤]
الصرع الجزئي
يحدث هذا الصرع من نشاط غير اعتيادي في منطقة واحدة في الدماغ، ويُقسّم هذا النوع قسمين فرعيين؛ هما:
- التشنجات الجزئية دون فقدان الوعي؛ هذا النوع من التشنجات تتغيّر عواطف الفرد وطريقة نظره للأشياء، وحواس الشم والتذوق والسمع، وقد تؤدي إلى حركات لا إرادية في أماكن من الجسم؛ مثل: اليد أو القدم، بالإضافة إلى أعراض في الحواس؛ مثل: التنميل أو الدوخة.
- التشنجات الجزئية المعيقة للإدراك؛ يحدث فقدان كامل أو جزئي للوعي في هذا النوع من التشنجات الجزئية، وقد يُلاحَظ أنّ المصاب قد توقف عن الحركة وأصبح يُحدّق في نقطة ما دون أي استجابة لما حوله، أو تكرار حركة ما؛ مثل: فرك اليدين، أو المضغ، أو البلع، أو المشي في شكل دائرة.
وقد يحدث خلط بين أعراض التشنج الجزئي وغيرها من أعراض الاضطرابات العصبية؛ مثل: الشقيقة، أو التوحد، أو غيرهما، لكنّ الفحص الدقيق الذي يُجريه الطبيب يكشف عن الحالة بوضوح.[٤]
الصرع العام
يصيب هذا النوع مناطق الدماغ كلها، ويقسّم ستة أنواع؛ هي:
- نوبات اختلاج غيبات الوعي أو نوبات الاختلاجات الصغيرة؛ هي نوبات صرع تحدث عادةً عند الأطفال، وتسبب التحديق وبعض الحركات الطفيفة؛ مثل: حركة العين، أو تمطّق الشفتين في شكل حركات متتالية يصاحبها فقدان للوعي لمدة قصيرة.
- نوبات الاختلاج التوتري؛ تسبب هذه النوبات تصلبًا في العضلات، وقد يقع الشخص على الأرض بسببها، وتصيب عضلات الظهر واليدين والساقين.
- الاختلاجات الارتخائية أو تُسمّى الاختلاجات المصحوبة بالوقوع؛ إذ يفقد الإنسان سيطرته على بعض العضلات، وقد تؤدي إلى السقوط، أو الانخماص المفاجئ.
- الاختلاجات الارتعاشية؛ يتميز هذا النوع بحركة معينة؛ كارتجاف متكرر أو منتظم، وعادةً يصيب هذا النوع الرقبة والوجه واليدين.
- الاختلاجات الرمعية العضلية؛ تحدث في هذا النوع تشنجات مفاجئة وقصيرة في اليدين أو القدمين.
- الاختلاجات التوترية الرمعية؛ تُعدّ النوع الأشدّ من الصرع، وتحدث في هذا النوع تشنجات حادة وفقدان مفاجئ للوعي، وتصلّب في الجسم ورجفة، وقد يفقد الإنسان سيطرته على البول، ويعضّ لسانه؛ لذا فهي تُسمّى الاختلاجات الكبرى.
أسباب الصرع
في معظم حالات الصرع لا يوجد سبب محدد لعدم انتظام الموجات الكهربائية الدماغية، لكن أحيانًا تصبح الأسباب معروفة، ومن أهمها[٥]
- العامل الوراثي.
- وجود مضاعفات في الحمل والولادة.
- الإصابة في العيوب الخلقية في المخ.
- وجود الخلل الوراثي في الإنزيمات والكيماويات.
- الإصابة بجلطة أو نزيف دماغي.
- ظهور أورام المخ.
- الإصابة في التهاب المخ وأغشية السحايا.
- إصابة الرأس.
- تقدم السنّ.
مضاعفات الصرع
قد يؤدي الصرع إلى بعض المضاعفات التي تُعرّض الشخص ومن حوله للخطر، ومن هذه المضاعفات ما يلي:[٤]
- السقوط، قد يقع الشخص على رأسه أو على جزء من جسمه، وقد يتعرض لكسر أو جرح.
- الغرق، يزداد خطر الغرق لمرضى الصرع بمقدار 15 إلى 19 ضعفًا أثناء السباحة أو الاستحمام؛ ذلك بسبب احتمالية التعرض لنوبة تشنج في الماء.
- حوادث السير، قد يتعرّض مريض الصرع لنوبة تشنج أثناء القيادة تسبب له فقدان الوعي أو فقدان السيطرة أثناء القيادة، وقد يؤدي ذلك إلى الاصطدام.
- مضاعفات الحمل، تُعرّض التشنجات التي تعاني منها الأم الحامل أثناء فترة الحمل الأم وجنينها للخطر، لذا من المهم أن تستشير المصابة طبيبها قبل أن تفكر في الحمل؛ ليرشدها ويعدّل على جرعة الدواء المتناولة، أو قد يُبدّل نوعًا آخر بالدواء المستخدَم، لذا من المهم أن تتعاون مع الطبيب قبل التخطيط للحمل؛ فقد تسبب بعض مضادات الصرع إصابة الجنين بخطر التشوهات الخلقية.
- مشاكل الصحة العاطفية، يزداد احتمال إصابة الأشخاص المصابين بالصرع بحدوث مشاكل نفسية وعاطفية؛ مثل: الاكتئاب، والقلق، أو حتى قد يصل الأمر إلى المعاناة من الأفكار الانتحارية، وتنتج هذه الاضطرابات النفسية من معاناة المصاب صعوبة في التعامل مع حالته المرضية، بالإضافة إلى بعض الآثار الجانبية للأدوية المضادة للصرع؛ إذ تسبب بعض الأدوية المضادة للصرع ظهور عدّة آثار جانبية؛ كالإرهاق، والدوار، وحدوث مشاكل في الذاكرة والتفكير، والمعاناة من الاكتئاب، والاضطرابات النفسية.
المراجع
- ↑ "Symptoms, causes, and treatment of epilepsy", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "Understanding Seizures and Epilepsy", www.webmd.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Epilepsy", www.nhs.uk, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Epilepsy", www.mayoclinic.org, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "What Causes Epilepsy and Seizures?", www.epilepsy.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.