أدوية النفاس

كتابة:
أدوية النفاس

ما هي أدوية النفاس؟

خلال فترة النفاس، يلجأ الطبيب أحيانًا لوصف أنواع معيّنة من الأدوية، ويعتمد في ذلك على حالة المرأة، وشِدة الأعراض التي تشكوها، ونذكر في الآتي مجموعة منها:


مسكنات الألم

في بعض الأحيان، يلجأ الطبيب في مرحلة النفاس إلى صرف أنواع معيَّنة من مُسكِّنات الألم، إذْ يُعدّ الألم والتعب الجسدي من المشكلات الشائعة التي تظهر في فترة مبكرة بعد الولادة، ومن المُمكن أن يكون مُعيقًا لقدرة المرأة على العناية بنفسها أو بطفلها، وفي الآتي بعض مسكنات الألم التي قد يصفها الطبيب فترة النفاس:

    • مسكنات الألم غير الأفيونية (Nonopioid analgesia): وهي خطّ العلاج الأول لتخفيف ألم الولادة في فترة النفاس، ومنها الباراسيتامول (Paracetamol)، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)، مثل الآيبوبروفين (Ibuprofen)، وكيتورولاك (Ketorolac)، وغيرها، وتُعطَى هذه الأدوية عن طريق الفم أو بواسطة الحقن، كما وُجد أنَّ انتقال بعض أدوية (NSAIDs) إلى حليب الثدي يكون ضئيلًا في حالة تناولها فمويًّا، وهو ما يهمّ في حالة تقديم الرضاعة الطبيعية للطفل، غير أنَّ على المرأة استشارة الطبيب في حالة الرغبة بتقديم الرضاعة الطبيعية لطفلها.[١]
    • الأدوية الأفيونية (Opioid medication): مثل الكودين (Codeine)، وترامادول (Tramadol)، والتي قد يصِفها الطبيب كعلاج مساعد في حالات الألم الشديد الذي لا يُمكن السيطرة عليه بالمسكنات التي ذكرت سابقًا، وقد تأتي منها أنواع خفيفة وأنواع قويَّة الفعالية، وبكلّ الأحوال يحدّد الطبيب الجرعة المسموح بتناولها، والفترة التي تستمر المرأة بأخذ هذه المسكنات.[١]


أدوية نزيف بعد الولادة

يعدّ نزول كميات كبيرة من الدم بعد الولادة من المشكلات الشائعة بين النساء، وفي هذا الجانب قد يصِف الطبيب بعض أنواع الأدوية للسيطرة على النزيف، أبرزها دواء أوكسايتوسين (Oxytocin)، الذي يُعدّ الخيار الأول لحالات نزيف بعد الولادة، ولكنْ ثمّة أدوية أخرى قد يُعطيها الطبيب للمرأة بهدف السيطرة على النزيف، مثل؛ دواء كاربوبروست (Carboprost)، وميسوبروستول (Misoprostol)، وغيرها.[٢]

أدوية علاج اكتئاب بعد الولادة

تعاني العديد من النساء من أعراض ومشكلات نفسيَّة بعد الولادة، فتتنقل بين حالات تغير المزاج، والشعور برغبة في البكاء، والمُعاناة من القلق، وصعوبة النوم، والبعض منهم يعاني من حالة أكثر شِدة وتستمر لفترة أطول، تعرف باكتئاب بعد الولادة،[٣] لذا قد يصِف الطبيب مضادات الاكتئاب بجرعات محدّدة في بعض الحالات، مع الأخذ بعين الاعتبار مدى تأثيرها على الرضاعة الطبيعية، ومقارنة المخاطر بالفوائد المرجوّة من العلاج.[٤]

أدوية الإمساك والبواسير

كونها من المشكلات الشائعة بعد الحمل، فقد يوصِي الطبيب باستخدام مليات البراز (Stool softeners)، والأدوية التي تحتوي على مواد تساعد على تخفيف ألم والتهاب البواسير، مثل هيدروكورتيزون (Hydrocortisone)، وليدوكائين (Lidocaine)، سواءً على صورة مسحات، أو كريمات، أو تحاميل.[٥]



ما هي الأعراض الجانبية لأدوية النفاس؟

لكل نوع من الأدوية التي قد تستخدمها المرأة في فترة النفاس مجموعة من الأعراض الجانبيَّة المُحتملة، وهنا يجب الإشارة إلى أنَّ الأعراض الجانبيَّة للأدوية لا تظهر ذاتها على جميع الأفراد، كما أنَّه من الضروري مراقبة هذه الأعراض، ومناقشتها مع الطبيب، والحرص على تجنب وقف تناول الدواء أو تغييره أو تخفيف جرعته دون الرجوع إلى الطبيب أولًا، والأخذ بتعليماته. ونوضح في الآتي مجموعة من الأعراض الجانبية التي من المُحتمل ظهورها عند استخدام بعض أدوية النفاس:

أعراض جانبية لأدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs):

تظهر هذه الأعراض غالبًا في حالة تناول جرعات عالية من هذه الأدوية لفترات طويلة، أو في حالة وجود مشكلات صحية معينة تعانيها المرأة، ونذكر من هذه الأعراض: قرحة المعدة، وعسر الهضم، والنعاس، والصداع، وتفاعلات الحساسية،[٦] ومن المُحتمل أنْ يكون استخدام الأدوية التي تنتمي لهذه المجموعة مصحوبًا بارتفاع ضغط الدم أيضًا.[١]

أعراض جانبية لدواء الباراسيتامول

عادةً لا يُصاحبه أيَّة أعراض جانبية، ولكن يجب مراجعة الطبيب فور ظهور أيَّة أعراض أو مشكلات معيَّنة أثناء تناول الدواء، أو عند المُعاناة من أعراض الحساسية الشديدة تجاه استخدامه، والتي تعدّ نادرة الحدوث.[٧]

أعراض جانبية للأدوية الأفيونية

بعض الأعراض الجانبيَّة التي قد تظهر جرَّاء استخدام هذه الأدوية قد يكون مشكلة فعليَّة خلال فترة النفاس، فالإمساك الذي قد يُصاحب استخدام الأدوية الأفيونيَّة يعمل على زيادة ألم منطقة العجان المصاحب للولادة، أمَّا النعاس الذي قد يُصاحب استخدامها فهو قد ينعكس على مقدرة الأم في تلبية حاجات الطفل ورعايته، أو القيام بالأنشطة اليومية الضرورية خلال هذه الفترة،[١] وقد تعاني المرأة أيضًا من أعراض جانبية أخرى للأدوية الأفيونيّة؛ كالغثيان، والتقيؤ، عدا عن أنَّ استخدام هذه الأدوية لفترات طويلة قد يسبِّب الاعتمادية على الدواء، الأمر الذي يستدعي ضرورة تحديد الطبيب للجرعة وفترة العلاج، ومراقبة الأعراض الجانبية والألم عن كثب.[٨]

أعراض جانبيّة لأدوية نزيف بعد الولادة

من النادر أنْ يُصاحب استخدام دواء أوكسايتوسين (Oxytocin) أيَّة أعراض جانبيَّة، بينما يُسفر عن استخدام دواء كاربوبروست (Carboprost) أحيانًا بعض الآثار الجانبية؛ كالتقيؤ، والغثيان، والإسهال، أمَّا الميسوبروستول (Misoprostol)، فقد يُصاحبه التقيؤ، والغثيان، والإسهال، والقشعريرة، والحمّى، وغيرها من الأعراض.[٢]

أعراض جانبيّة لمضادات الاكتئاب

من الأعراض الجانبية الشائعة لمضادات الاكتئاب: زيادة الشهية للطعام، واكتساب الوزن الزائد، والإصابة بالغثيان، والشعور بالإعياء، واضطراب الرؤية، والإصابة بالإمساك، وفقدان الرغبة الجنسية، والهياج، والقلق، والدوخة، وجفاف الفم، ويجدر الذكر بأنَّ الأعراض الجانبيّة لمضادات الاكتئاب متنوعة، وتختلف من فرد لآخر، ويعتمد ظهورها على عوامل عِدة، وهو ما ينبغي مناقشته مع الطبيب المختصّ قبل اتخاذ أيْ خطوة بهذا الشأن.[٩]

أعراض جانبية لملينات البراز

قد تتسبَّب هذه الأدوية بظهور بعض الأعراض، مثل مغص البطن، والغثيان، وتهيّج الحلق، وهنا يجب التأكيد على ضرورة مراجعة الطبيب في حال كانت الأعراض شديدة، أو لا تزول من تلقاء نفسها، وبالإضافة إلى ما سبق، يوجد أعراض جانبية أخرى قد تظهر عند استخدام ملينات البراز، والتي تستدعي طلب الرعاية الطبية فورًا؛ كالتقيؤ، والحمّى، والشرى، والطفح الجلدي ، وصعوبة البلع أو صعوبة التنفس، وألم البطن، وغيرها من الأعراض الشديدة.[١٠]

أعراض جانبية لكريمات الكورتيزون

يجب على الفرد اتباع تعليمات الطبيب حول كيفيَّة استخدام هذا النوع من الكريمات، ومن المفترض تجنب الاستخدام طويل الأمد لها، خاصةً وأنَّها قد تكون سببًا لحدوث انكماش أو ضمور في البشرة.[١]


نصائح لتخفيف مشاكل مرحلة النفاس

إلى جانب العلاج الطبي الذي قد يصفه الطبيب أحيانًا، يوجد مجموعة من النصائح التي من الجيَّد اتباعها خلال فترة النفاس، بهدف تخفيف المشكلات التي عادةً ما تظهر خلال هذه الفترة، والتي نذكر منها الآتي:[١١]

  • الحرص على تناول الغذاء الصحي لتعزيز التعافي والشفاء، ويتضمن ذلك الإكثار من تناول الخضروات والفواكه، والبروتينات، والحبوب الكاملة.
  • الإكثار من شرب السوائل، خاصَّةًً في حالة تقديم الرضاعة الطبيعية.
  • ممارسة أنواع معينة من التمارين التي يوافق الطبيب على القيام بها، مع التأكيد على أهمية الابتعاد عن التمارين الشديدة، ويمكن أخذ المشي مثالًا على تمارين خفيفة الشدة.
  • الحصول على القدر الكافي من الراحة والنوم، ومحاولة اغتنام الوقت الذي ينام فيه الرضيع لأخذ قسط من الراحة.
  • الاستعانة بمساعدة العائلة والأصدقاء للقيام ببعض الأمور الهامّة في المنزل، كالمساعدة على رعاية الأطفال، وتحضير وجبات الطعام، وتنظيف المنزل.
  • وضع الكمادات الباردة أو الدافئة على حلمات الثدي لتخفيف الألم، كما يُنصح بوضع كريم مرطب يساعد على تخفيف التشقّقات المُثيرة للألم.
  • تطبيق تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض بعد استشارة الطبيب، والتي قد تساعد على تعافي منطقة العجان، وتخفيف مشكلات التبول.



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Postpartum Pain Management", acog, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Postpartum Hemorrhage: Prevention and Treatment", aafp, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  3. "Postpartum depression", mayoclinic, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  4. "Postpartum depression", mayoclinic, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  5. Corinne O'Keefe Osborn (24/9/2018), "How to Deal with Hemorrhoids After Pregnancy", healthline, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  6. "NSAIDs", nhs, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  7. "Acetaminophen", webmd, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  8. "Opioid (Narcotic) Pain Medications", webmd, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  9. "Coping With Side Effects of Depression Treatment", webmd, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  10. "Stool Softeners", medlineplus, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  11. Valencia Higuera (20/12/2016), "Recovery and Care After Delivery", healthline, Retrieved 28/12/2020. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×