أذكار طلوع الشمس وغروبها

كتابة:
أذكار طلوع الشمس وغروبها


أذكار طلوع الشمس وغروبها

ذِكر طلوع الشّمس

طلوع الشمس نعمة من الله -تعالى-؛ فطلوع الشمس كل يوم فرصةً ليُجدّد المسلم التوبة إلى الله -تعالى-، وليُكثر من الصّالحات، ويحافظ على ذكر الله -تعالى- وحمده على نِعَمه التي لا تُحصى، ومن الذِّكر الخاصّ بطلوع الشمس من السنة النبوية ما يأتي:

  • ما رواه شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود أنّه قال: (الحمدُ للهِ الذي وهبَ لنا هذا اليومَ، وأقالنا فيهِ عثراتنا).[١]
  • عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كانَ يقرأُ في الصُّبحِ بـ(يس)).[٢]
  • كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول إذا طلعت الشمس: (الحمدُ للهِ الذي جَلَّلَنا اليومَ عافيتَهُ، وجاءَ بالشمسِ مِن مَطْلِعِها، اللَّهمَّ أصبحْتُ أشهَدُ لكَ بما شَهِدْتَ به لنفْسِكَ، وشَهِدَتْ مَلائِكَتُكَ، وحَمَلةُ عرْشِكَ، وجميعُ خلْقِكَ، أنَّكَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ القائِمُ بالقِسْطِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ العزيزُ الحَكيمُ، اكتُبْ شَهادتي بعدَ شَهادةِ مَلائِكَتِكَ وأُولي العِلْمِ، اللَّهمَّ أنتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ، وإليكَ السَّلامُ، أسألُكَ يا ذا الجَلالِ والإكرامِ أنْ تستجيبَ لنا دَعْوتَنا، وأنْ تُعطيَنا رَغْبَتَنا، وأنْ تُغْنيَنا عمَّن أَغْنَيْتَهُ عنَّا مِن خَلْقِكَ، اللَّهمَّ أَصلِحْ لي دِيني الذي هو عِصمَةُ أَمْري، وأَصلِحْ لي دُنيايَ الَّتي فيها مَعيشَتي، وأَصلِحْ لي آخِرَتي الَّتي إليها مُنقَلَبي).[٣]


ذِكر ما بعد طلوع الشّمس

بعد طلوع الشمس يكون ارتفاعها، وارتفاع الشّمس يعني عُلوَّها؛ فيُقال: ارتفع الشّيء؛ أي عَلا،[٤] وما يُستحَبّ من الأذكار عند ارتفاع الشمس، التّسبيح والتّحميد؛ فقد رُوِي عن عمرو بن عبسة أنّه قال: (ما تَسْتَقِلُّ الشمسُ فَيَبْقَى شيءٌ من خَلْقِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- إلَّا سَبَّحَ اللهَ -عزَّ وجلَّ- وحَمِدَهُ، إلَّا ما كان مِنَ الشيطانِ وأَعْتَى بَنِي آدمَ، فَسَأَلْتُ عن أَعْتَى بَنِي آدمَ؟ فقال: شِرَارُ الخَلْقِ، أوْ قال: شِرَارُ خَلْقِ اللهِ).[٥]


وفي هذا الوقت المبارك يُستحبّ للمسلم أن يذكر الله -تعالى- بأذكار الصباح المأثورة، والتي منها ما يأتي:

  • (اللَّهمَّ بِكَ أصبحنا وبِكَ أمسينا وبِكَ نحيا وبِكَ نموتُ وإليْكَ المصيرُ).[٦]
  • (أَصبَحْنا على فِطرةِ الإسلامِ، وكَلِمةِ الإخلاصِ، ودِينِ نبيِّنا محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، ومِلَّةِ أبينا إبراهيمَ حَنيفًا، ولم يَكُنْ مِنَ المُشرِكين).[٧]
  • (اللَّهمَّ ما أصبَح بي مِن نعمةٍ أو بأحَدٍ مِن خَلْقِكَ فمنكَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ فلَكَ الحمدُ ولكَ الشُّكرُ).[٨]
  • (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، في الدُّنيا والآخرةِ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، في دِيني ودُنيايَ، وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتي، وآمن رَوعاتِي، اللَّهمَّ احفَظْني من بينِ يديَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فَوقِي، وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغْتَالَ مِن تحتي).[٩]
  • (اللَّهمَّ إنِّي أصبحتُ أشْهدُكَ، وأشْهدُ حملةَ عرشِكَ، وملائِكتَكَ، وجميعَ خلقِكَ؛ أنَّكَ أنتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ وحدَكَ لا شريكَ لَكَ، وأنَّ محمَّدًا عبدُكَ ورسولُكَ).[١٠]


ذِكر ما بعد زوال الشّمس

زوال الشّمس هو الوقت الذي تكون فيه الشمس في كبد السماء، وبعد الزّوال هو بعد مَيل الشّمس عن وسط السّماء؛ أي بعد الظُّهر،[٤] وفي هذا الوقت يُستحَبّ الإكثار من ذِكر الله -تعالى-، وأداء العبادات، وغيرها من الأعمال الصّالحة، فعن عبد الله بن السائب رضي الله عنه، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصلّي أربعاً بعد زوال الشّمس.[١١]


وقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّها سَاعةٌ تُفتَحُ فيها أبوابُ السَّماءِ، فأحِبُّ أن يصعَدَ لي فيها عَملٌ صالِحٌ)،[١٢] وقال الله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)؛[١٣] والعشيّ هو الوقت من زوال الشمس إلى المغرب، ويُقال: صلاتا العشيّ؛ أيْ صلاة الظهر، وصلاة العصر.[٤]


ما يُقال من العصر إلى غروب الشمس

غروب الشمس هو وقت مغيبها،[٤]وقد أمر الله -تعالى- عباده بتسبيحه، قال -تعالى-: (وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها)،[١٤] وقال -تعالى-: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ).[١٥]


والآصال هي جمع أصيل، والأصيل هو آخر النهار،[١٦] ويُستحَبّ الإكثار من ذِكر الله وقت العصر استحباباً مؤكّداً؛ فهي الصّلاة الوُسطى التي خصّها الله -تعالى- في قوله: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).[١٧]


صِيَغ تسبيح الله تعالى

من صِيَغ تسبيح الله -عزّ وجلّ- قول العبد: (سُبحانَ الله وبحمدِهِ، سُبحانَ الله العظيم)، فجاء في الحديث النبويّ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (كلِمتانِ خفيفتانِ على اللسانِ، ثقيلتانِ في الميزانِ، حبيبتانِ إلى الرّحمنِ: سُبحانَ اللهِ وبحمدِه، سبحانَ اللهِ العظيمِ)،[١٨] ومنها أيضاً: (سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ).


وعن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (لأن أقولَ: سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، أحبُّ إليَّ ممّا طلعتْ عليه الشمسُ)،[١٩] فتسبيح العبد لله -تعالى- يكون بترديد العبد ما شاء من صِيَغ التسبيح، ومنها كذلك: (سبحان الله العظيم وبحمده)، فجاء عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (من قال سبحان اللهِ وبحمدِه، في يومٍ مائةَ مرَّةٍ، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثلَ زبدِ البحرِ).[٢٠]


ومن أذكار تسبيح الله -تعالى-، قول العبد: (الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، سبحان الله رب العالمين)، وجاء ذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد أتى أعرابيّ إليه، قال له: (علّمني كلاماً أقوله)، فقال له الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (قُلْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك لهُ، الله أكبرُ كبيراً، والحمدُ لله كثيراً، سبحان اللهِ ربِّ العالَمِين، لا حولَ ولا قوّةَ إلا باللهِ العزيزِ الحكيمِ).[٢١]


فضْل ذِكر الله تعالى

لذِكر الله -تعالى- فضائل كثيرة، ينالها العبد بدوام ذِكره له، منها:[٢٢]

  • مَن يُكثر ذِكر لله -تعالى- يُعدّ من السابقين إليه

وإلى نيل رضوان الله ومغفرته، فقد جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (سبقَ المُفرِّدونَ، قالوا: وما المُفَرِّدونَ يا رسولَ اللهِ؟ قال الذَّاكرون اللهَ كثيراً، والذَّاكراتُ).[٢٣]

  • نيل المنزلة والثواب العظيمين من الله تعالى

قال -تعالى-: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).[٢٤]

  • تحقيق السعادة والطمأنينة والهناء في الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّهِ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ).[٢٥]
  • بذِكر الله تعالى تدوم النِّعم، وتحلُّ فيها البركة، قال -تعالى-: (وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ).[٢٦]



المراجع

  1. رواه ابن حجر العسقلاني، في نتائج الأفكار، عن شقيق بن سلمة ، الصفحة أو الرقم:440، صحيح السند.
  2. رواه الهيثمي ، في مجمع الزوائد ، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم:122 ، رجاله رجال الصحيح.
  3. رواه النووي ، في الأذكار الصفحة، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:117 ، إسناده ضعيف.
  4. ^ أ ب ت ث "الغروب"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 27/4/2022.
  5. رواه الطبراني، في مسند الشاميين، عن عمرو بن عبسة، الصفحة أو الرقم:960، إسناده حسن.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3391 ، حسن.
  7. رواه أحمد، في المسند، عن عبدالرحمن بن أبزى، الصفحة أو الرقم:15364، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:861 ، أخرجه في صحيحه.
  9. رواه الألباني ، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:659 ، صحيح.
  10. رواه الألباني ، في ضعيف أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5078 ، ضعيف.
  11. رواه ابن حجر، في نتائج الأفكار، عن عبد الله بن السائب، الصفحة أو الرقم:6، حسن وله شواهد.
  12. رواه المنذري، في التّرغيب والتّرهيب، عن عبد الله بن السائب، الصفحة أو الرقم: 1/273، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  13. سورة آل عمران، آية:41
  14. سورة طه، آية:130
  15. سورة النور، آية: 36.
  16. "تعريف ومعنى الآصال في قاموس المعجم الوسيط"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2017.
  17. سورة النور، آية:36
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6406، صحيح.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2695 ، صحيح.
  20. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6405، صحيح.
  21. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:2696 ، صحيح.
  22. "فضل ذكر الله تعالى"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/4/2022. بتصرّف.
  23. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2676، صحيح.
  24. سورة الأحزاب، آية:35
  25. سورة الرعد ، آية:28
  26. سورة إبراهيم، آية:7
5999 مشاهدة
للأعلى للسفل
×