الحب
هو الشعور بالإعجاب والانجذاب والميل نحو شخص ما، فيشعر المحب بالسعادة والارتياح لرؤية الحبيب، وهو الصدق والوفاء والتضحية والإخلاص، وغريزة أساسية بنا، وللحب أسماء عديدة، منها: الهوى، والعشق، والمحبة، والشغف، والود، والغرام وغيرها.
شعر عن الحب للمتنبي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
- ولكن من يبصر جفونك يعشق
أغرك مني أن حبك قاتلي
- وأنك مهما تأمري القلب يفعل
يهواك ما عشت القلب فإن أمت
- يتبع صداي صداك في الأقبر
أنت النعيم لقلبي والعذاب له
- فما أمرّك في قلبي وأحلاك
و ما عجبي موت المحبين في الهوى
- ولكن بقاء العاشقين عجيب
لقد دبّ الهوى لك في فؤادي
- دبيب دم الحياة إلى عروقي
خليلي فيما عشتما هل رأيتما
- قتيلاً بكى من حب قاتله قبلي.
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم
- ولا رضيت سواكم في الهوى بدلاً
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة
- فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
عيناكِ نازلتا القلوب فكلهـــــا
- إما جريح أو مصاب المقتل
وإني لأهوى النوم في غير حينـه
- لـــعـل لـقـاء فـي الـمـنـام يـكون
ولولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشـق
- ولـكن عـزيـز الـعاشـقـيـن ذلـيل
نقل فؤادك حيث شئت من الهــــوى
- ما الحب إلّا للحبـيـب الأول
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـي
- وجـه مـن تـهوى جـمـيع المحاسن
لا تحارب بناظريك فؤادي
- فضعيفان يغلبان قوياً
إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً
- وحقك يا روحي سكرت بلا شرب
كتب الدمع بخدي عهده
- لهوى والشوق يملي ما كتب
أحبك حبين حب الهوى
- وحباً لأنك أهل لذاك
رأيت بها بدراً على الأرض ماشياً
- ولم أرَ بدراً قط يمشي على الأرض
قـالوا الفراق غداً لا شك قلت هم
- بـل موت نفسي من قبل الفراق غداً
قفي ودعيـنا قبل وشك التفـرق
- أحب حتى ثرى الأرض اللي تاطاها
ضممتك حتى قلت ناري قد انطفت
- فلـم تطف نيراني وزيد وقودها
لأخرجن من الدنيا وحبكم
- بين الجـوانح لم يـشعر به أحد
تتبع الهوى روحي في مسالكه حـتى
- جـرى الحب مجرى الروح في الجسد
أحبك حباً لو يفض يسيره علـى
- الخلق مات الخلق من شدة الحب
فقلت: كما شاءت وشاء لها الهوى
- قتيلـك قالـت: أيهم فهم كثر
أنـت ماضٍ وفي يديك فـؤادي
- رد قلبي وحـيـث ما شئت فامضِ
ولي فؤاد إذا طال العذاب بـه
- هام اشتياقـاً إلى لقـيا معـذبه
ما عالج الناس مثل الحب من سقم
- ولا برى مثله عظماً ولا جسداً
قامت تظللني و من عجب
- شمس تظللني متن الشمس
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى
- وزرتك حتى قيل ليس له صبراً
قالت جننت بمن تهوى فقلت لها
- العشق أعظـم مما بالمجانين
ولو خلط السم المذاب بريقها
- وأسقيت منه نهلة لبريت
وقلت شهودي في هواك كثيرة
- وأصدقها قلبي ودمعي مسفوح
أرد إليه نظرتي وهو غافل
- لـتسرق منه عيني ما ليس دارياً
لها القمر الساري شقيق وإنها
- لتطلع أحياناً له فيغيب.
وإن حكمت جارت علي بحكمها
- ولكن ذلك الجور أشهى من العدل
ملكت قـلبي و أنـت فـيــــــه
- كيف حويت الذي حواك
قل للأحبة كيف أنعم بعدكم
- وأنا المسافر والقلب مقـيم
عذبيني بكل شيء سوى
- الصدّ فما ذقت كالصدود عذاباً
وقد قادت فؤادي في هواها
- وطاع لها الفؤاد و ما عصاها
خضعت لها في الحب من بعد عزتي
- وكل محب للأحـبـة خاضع
ولقد عهدت النار شيمتها الهدى
- وبنار خديك كل قلب حائر
عذبي ما شئت قلبي عذبي
- فعذاب الحب أسمى مطلبي
بعضي بنار الهجر مات حريقاً
- والبعض أضحى بالدموع غريقاً
قتل الورد نفسه حسداً منك
- وألقى دماه في وجنتيك
اعتيادي على غـيابك صعـب
- واعتيادي على حضورك أصعب
قد تسربت في مـسامات جلدي
- مثلما قطرة الندى تتسـرب.
لك عندي وإن تناسيت عهد
- في صميم القلب غـيرنـك.
شعر عن الحب لأبي القاسم الشابي
عذبة أنت كالطفولة كالأحلام
- كاللحن كالصبح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء
- كالورد كابتسام الوليد
يا لها من وداعة وجمال
- وشباب منعم أملود
يالها مـن طهارة تبعث التقديس
- في مهجة الشقي العنيد
يا لها من رقة تكاد يرف الورد
- منها في الصخرة الجلمود
أي شيء تراك؟ هل أنت فينيس
- تهادت بين الورى من جديد
لتعيد الشباب والفرح المعسول
- للعالم التعيس العميد
أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرض
- ليحيي روح السلام العهيد
أنت ما أنت رسم جميل
- عبقري من فن هذا الوجود
فيه ما فيه من غموض وعمق
- وجمال مقدس معبود
أنت ما أنت، أنت فجر من السحر
- تجلى لقلبي المعمود
فأراه الحياة في مونق الحسن
- وجلى له خفايا الخلود
أنت روح الربيع تختال في الدنيا
- فتهتز رائعات الورود
تهب الحياة سكرى من العطر
- ويدوي الوجود بالتغريد
كلما أبصرتك عـيناي تمشين
- بخطو موقع كالنشيد
خفـق القلب للحياة ورف الزهـر
- في حقل عمري المجرود
وانتشت روحي الكئيبة بالحب
- وغـنت كالبلبل الغريد
أنت تحيين في فـؤادي ما قد
- مات في أمسي السعيد الفقيد
وتشيدين في خزائب روحي
- ما تلاشى في عهدي المجدود
من طموح إلى الجمال إلى الفن
- إلى ذلك الفضاء البعيد
وتبثين رقة الأشواق والأحلام
- والشدو والهوى في نشيدي
بعـد أن عانقت كآبة أيامي
- فؤادي وألجمت تغريدي
أنت أنشودة الأناشيد غناك
- إله الغناء رب القصيد
فيك شب الشباب وشحه السحر
- وشدو الهوى وعطر الوجود.
قصيدة أرق على أرق
أرقٌ عَلى أرقٍ ومثلي يأرقُ
- وجوىً يزيدُ وعبرةٌ تترقرقُ
جهدُ الصّبابة أن تكون كما أرى
- عينٌ مسهدةٌ وقَلبٌ يخفقُ
ما لاح برق أو ترنّم طائرٌ
- إلّا انثنيتُ ولي فؤادٌ شيقُ
جربتُ من نار الهوى ما تنطفي
- نارُ الغضا وتكل عما يحرقُ
وعذلتُ أهل العشقِ حتى ذُقتهُ
- فعجبتُ كيف يموتُ من لا يعشقُ
وعذرتهم وعرفتُ ذنبي أنّني
- عيّرتهم فلقيتُ فيهِ ما لقُوا.