أساليب التربية

كتابة:
أساليب التربية

التواصل بين الأم وطفلها

إن الروابط النفسية والعاطفية والجسدية المشتركة بين الأم والطفل تبدأ بالتكوّن خلال فترة الحمل، بسبب التغيرات التي تطرأ على المرأة عند الحمل؛ كازدياد نشاط أجزاء الدماغ التي تتحكم في العواطف، وازدياد نزعة الحماية والقلق على الجنين؛ بحيث تصبح الأم شديدة الحساسية لاحتياجات طفلها، حتى في الأشهر الأولى من حياة الطفل تكون استجابة الأم السريعة لبكائه، وبشكل أكثر حساسية لاحتياجاته العاطفية، لا تجعل منه طفلاً مدللاً كما يعتقد بعض الناس، كما أنّ التواصل بين الطفل والأم مهم للصحة النفسية لكليهما معاً.


بعض أساليب التربية الصحيحة

تقبل الطفل

بدايةً، يجب على الأهل تقبل الطفل كما هو، وتعزيز ثقته بنفسه، من خلال الإيمان به وبقدراته، وتعزيز سلوكه الجيد، وتصحيح سلوكه السيئ، كما يجب حب الطفل حباً مطلقاً لذاته، بعيداً عن مهاراته أو تفوقه أو سلوكه؛ حيث يسهم حب الطفل اللامشروط والتعبير عنه مساهمة أساسية في تربيته تربية سليمة صحيحة؛ إذ من الخطأ الشائع جعل حب الطفل حباً مشروطاً بفعل ما؛ كأن تقول له: " افعل كذا لأحبك".


الوالدان قدوة الطفل

أن تكون قدوة حسنة ومثالاً جيداً لطفلك يضمن لك أن يتحلّى هذا الطفل بالكثير من الصفات الجيدة التي تسعى لغرسها فيه، فمن الخطأ تماماً أن تصرخ فيه أو أن تكسر أي شيء خلال غضبك، ومن ثم تطلب منه أن يكون هادئاً، وألا يتصرف تصرفات سيئة خلال غضبه.


التفاهم والتحدث مع الطفل

إنّ التحدث مع الطفل بهدوء، والتحلي بالصبر عند خطئه وتكراره لنفس الخطأ، وتوضيح نتائج الخطأ وما يترتب عليه من عقاب يُطوّر مدارك الطفل، ويدفعه للإقلاع عن الخطأ شيئاً فشيئاً، وهذا بلا شك أكثر فعالية من ضربه وتهزيئه أو شتمه والصراخ عليه.


إنّ التحدث والتفاهم مع الطفل يبني جسوراً من التواصل والثقة بينه وبين والديه؛ إذ إنّ هذا سيسمح له بالتعبير عن مشاعره دون خوف أو حرج، وسيزيد من ثقته بنفسه، وجرأته على مواجهة المخاطر، واكتشاف المجهول، وكذلك سينمي فيه الفضول الإيجابي، ويقضي على الخجل المذموم، ورهبته من التحدث أمام الناس.


المكافأة لتعزيز السلوك الجيد

إنّ المكافآت تصنع حافزاً لدى الكبار والصغار على حد سواء، لكنها تختلف بدرجة أهميتها وطبيعتها من فرد لآخر، فمن المهم جداً أن تكافئ الطفل حين يقوم بسلوك جيد، وحين يكتسب مهارةً جديدة، وذلك بعدة طرق؛ فهناك المكافآت المادية؛ كأن تشتري له علبة مفضلة بالنسبة له، أو تعطيه هدية رمزية، أو مبلغاً بسيطاً من المال. هناك المكافآت الاجتماعية والمعنوية؛ كأن تلعب معه، أو تأخده معك إلى زيارة أقاربه، أو تسمح له باللعب مع أصدقائه، أو تصحبه برحلة ممتعة بالنسبة له؛ كلّ هذه المكافآت تُعزّز فيه السلوك الجيد، وتدفعه لفعل كل ما تسعى لغرسه فيه باستمرار.


من ناحية أخرى لا ينبغي على الوالدين تعزيز السلوك السيئ لدى الطفل؛ إذ إنّ الطفل يمتلك أساليب إلحاحية للحصول على ما يريد؛ فلو كان الطفل يريد مشاهدة التلفاز لمدة أطول من المدة المتفق عليها بين الطفل ووالديه، سيحاول الحصول على ما يريده بالبكاء، أو الغضب وافتعال المشكلات حتى ييأس الوالدان، ويعطياه ما يريد وإن كان مضراً له؛ في هذه الحالة على الوالدين ألا يستسلما لطلبه حتى لا يتعزز في الطفل السلوك السيئ، ومن ثم يتعلم الطفل الحصول على حاجته بأساليب خاطئة.

4984 مشاهدة
للأعلى للسفل
×