محتويات
الآم الثدي
يُخضع نسيج الثّدي لمجموعة من التأثيرات الهرمونيّة التي تُغيّر من نسيج الثّدي، وقد تُسبب الشّعور بالألم أو عدم الارتياح، ويُعدّ ألم الثّدي الفجائي أمرًا اعتياديًا، وتُصنّف الآلام التي تصيب الثّدي إلى آلام دوريّة أو غير دوريّة؛ أي إنّه ألم ذو علاقة بالدّورة الشّهريّة، أو ألم ليست له علاقة بها، وقد ينتج من تعرّض الثّدي لإصابة رضيّة معيّنة.[١]
ما أسباب الآم الثدي؟
تتعدد الأسباب المؤدية إلى وجود الآم في الثدي، وتتراوح حدة آلام الثدي بين خفيفة إلى شديدة، كما قد يحدث الألم في أحد الثديين أو كليهما أو تحت الإبط. ومن أهم أسباب آلام الثدي ما يأتي:[٢]
- جراحة الثدي، يؤدي خضوع الثدي إلى الجراحة إلى نشوء ألم يتراوح بين خفيف إلى شديد؛ إذ تتغير حدته مع الوقت، وينتج من تكوين نسيج ندّبي، كما قد يحدث الألم على السطح الخارجي للثدي أو قد يحدث عميقًا، وغالبًا ما ينشأ الألم نتيجة التهاب الأعصاب أو تلفها، وقد يترافق مع ألم الثدي بعض الآثار والتي تستمر لستة أشهر أو أكثر، وتتضمن ما يأتي:
- زيادة حساسية الثدي.
- عجز المصابة عن ممارسة النشاطات المعتادة؛ كقيادة السيارة، أو الحرف اليدوية، أو غيرهما من الأنشطة.
- عدم القدرة على رفع اليد لفوق الرأس.
- تخدر الثدي مع انخفاض في الإحساس به.
- الشعور بالألم عند ملامسة الثدي.
- التهاب الغضروف الضلعي، قد ينجم ألم الثدي عن بعض المشكلات التي تصيب الأجزاء المحيطة به، خاصةً لدى النساء اللاتي تجاوزن 40 سنة من أعمارهن؛ كالتهاب الغضروف الضلعي؛ الذي يتعرّض فيه الغضروف الرابط بين عظام الصدر مع القفص الصدري إلى التهاب ليسبب شعورًا بالألم، إضافة إلى التعرض لإصابة أو إجهاد بدني، أو الإصابة بالتهاب المفاصل، خاصةً المفاصل الموجودة في الرقبة أو الجزء العلوي للظهر، لتتسبب في الشعور بألم وتخدر في منطقة الصدر.
- التهاب الثدي، تزداد فرصة التهاب الثدي لدى المرأة المرضع نتيجة انسداد قناة الحليب، مما يجعله عرضة للإصابة بعدوى البكتيرية وبالتالي التهاب الثدي، وعادةً ما يرافقه ظهور عدة أعراض؛ كالحمى، والشعور بالتعب والألم، بالإضافة إلى بعض التغييرات التي تطرأ على الثدي سواء ألم أو تورم أو احمرار. ويُعالَج التهاب الثدي بالمضادات الحيوية، وتشير نتائج بعض الدراسات إلى فاعلية البروبيوتك في معالجة العدوى لمساهمته في خفض البكتيريا في الجسم.
- التواء في الرقبة أو الظهر أو الكتف، قد يترافق مع حدوث التواء أو شدّ في الرقبة أو الظهر أو الكتف الشعور بألم، الذي ينتشر ليصل إلى الثدي.
- ألم في جدار الصدر، إذ يسبب تعرّض جدار الصدر لبعض المشكلات التي تؤدي إلى الشعور بالألم.
- ارتداء حمالة صدر سيئة، يؤدي ارتداء حمالة صدر غير مناسبة المقاس إلى الشعور بألم في الصدر، فحمالة الصدر الواسعة لا تدعم الثديين، مما يسبب الشعور بعدم الارتياح، أمّا حمالة الصدر الضيقة تسبب شدًّا وضغطًا على الثديين.
- مرض الثدي الكيسي الليفي، تزداد فرصة الإصابة لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهنّ بين 20-50 سنة، مسببةً انتفاخًا وتضخمًا في الثدي مع ألم عند ملامسته، ويُعزى إلى تكوّن كيس ليفي يحتوي على سوائل في أحد الثديين أو كليهما، وقد يرافق ذلك حدوث تغيير في حلمة الثدي، ولا يرتبط نهائيًا بزيادة فرصة الإصابة بسرطان الثدي، ويعالَج الألم بتناول مسكنات الألم مع نصح المصابة باتباع نظام غذائي قليل الملح، بالإضافة إلى خفض من تناول الكافيين. وتشير بعض الدراسات إلى مساهمة فيتامين ي وفيتامين ب6 في تخفيف ألم الثدي الكيسي الليلفي.
- كيس الثدي، هو كيس يحتوي على سائل موجود في الثدي يعطي شعورًا بوجود كتلة غير سرطانية، وتحدث نتيجة تغيّرات تطرأ على غدد الحليب والقنوات الخاصة بها، وتزداد فرصة تضخم الأكياس أثناء الدورة الشهرية، بينما تبدأ بالاختفاء عند وصول المرأة إلى مرحلة سنّ اليأس.
- سرطان الثدي، من الحالات القليلة التي يظهر فيها ألم الثدي دلالةً على الإصابة بسرطان الثدي، باستنثاء سرطان الثدي الالتهابي، وأنواع معينة من الأورام. لكنّ وجود أعراض لدى المرأة يستلزم مراجعة الطبيب، ومن أهم هذه الأعراض ما يأتي:
- استمرار ألم الثدي مع عدم وجود سبب واضح لذلك.
- عدم اختفاء ألم الثدي بعد الدورة الشهرية.
- وجود كتل بالثدي.
- خروج إفرازات من حلمة الثدي أو دم.
- استمرار أعراض التهاب الثدي؛ كالحمى، والاحمرار، ووجود خراج.
- تناول بعض الأدوية، قد يسهم تناول بعض الأدوية في حدوث ألم في الثدي. ومن أهم هذه الأدوية ما يأتي:
- الأدوية التي تؤثر في الهرمونات التناسلية؛ مثل: موانع الحمل الفموية، وهرمونا الإستروجين والبروجستيرون في مرحلة سن انقطاع الطمث، وأدوية العقم.
- أدوية القلب والأوعية الدموية؛ وأهمها: ديجوكسين، وسبيرونولاكتون، ومثيلدوبا.
- الأدوية النفسية؛ مثل: مضادات الاكتئاب -كمثبطات استرداد السيروتونين الاختيارية-، ومضادات الذهان -كهالوبيريدول-.
ما أنواع الآم الثدي؟
يُقسّم ألم الثدي نوعين أساسين؛ وهما:[٣]
- ألم الثدي الدوري؛ هو الشعور المرتبط بالدورة الشهرية لدى المرأة، لذلك عادة ما يصيب النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20-40 سنة، ليسبب ألمًا وانتفاخًا في الثديين خاصةً الجزء الخارجي والعلوي منه، ويمتد الألم ليصل إلى تحت الإبط، وتبدأ هذه الأعراض قبل الدورة الشهرية بما يقارب الأسبوع، وتختفي بانتهاء الدورة الشهرية.
- ألم الثدي غير الدوري؛ هو أكثر انتشارًا لدى النساء في مرحلة سن انقطاع الدّورة الشّهرية، ويظهر الألم مستمرًا أو متقطعًا في منطقة معينة من الثدي، ويظهر الألم حادًا، ونشوء ألم الثدي غير الدوري ليست له علاقة بالدورة الشهرية، وإنّما قد ينتج من التهاب في منطقة الوصل بين الغضروف والعظم في منطقة القفص الصدري، والذي يُعالَج باستخدام الأدوية المضادة للالتهاب؛ مثل: الإيبوبروفين.
ما هي أعراض ألم الثدي؟
كما أسلفنا من قبل يُقسم ألم الثّدي إلى نوعين؛ دوري وغير دوري، وتختلف الأعراض على النّحو الآتي:[٤]
- آلام الثّدي الدّورية:
- ترتبط بوضوح بالدّورة الشّهرية.
- توصف بأنّها شديدة، أو ثقيلة، أو مؤلمة.
- تكون مصحوبةً بتورّم غالبًا.
- تؤثّر عادةً على كلا الثديين، خاصّةً الجزء العلوي، والأجزاء الخارجيّة، ويمكن أن تنتشر تحت الإبط.
- تؤثّر أكثر على النّساء في العشرينيات والثلاثينيات من العمر قبل انقطاع الطّمث، وكذلك النّساء في الأربعينات من العمر اللواتي ينتقلن إلى انقطاع الطّمث.
- آلام الثدي غير الدّورية:
- لا ترتبط بالدّورة الشّهرية.
- توصف بأنّها مؤلمة.
- يمكن أن تكون ثابتًا أو متقطّعةً.
- تصيب أحد الثّديين عادةً في منطقة موضعيّة، لكنّها قد تنتشر بصورة أكبر عبر الثّدي.
- تزداد حدّتها قبل الدّورة الشّهرية، وتؤثّر على النّساء بعد انقطاع الطّمث.
كيف يتم تشخيص الآم الثدي؟
توجد عدة إجراءات تساعد في معرفة سبب آلام الثدي، وتتضمن ما يأتي:[٤]
- الفحص السريري للثدي، إذ يُجري الطبيب فحص الثدي والعقد اللمفاوية الموجودة تحت الإبط؛ ذلك بهدف التأكد من احتوائها على أيّ تغيرات طرأت عليها، كما يفحص الطبيب الأعضاء الأخرى في حال نتج ألم الثدي من إصابة فيها؛ كالقلب، والرئتين، والصدر، والبطن.
- تصوير الثدي الإشعاعي، تُستخدَم الأشعة السينية في فحص الثدي في حال أنّ الفحص السريري يشير إلى وجود تورم في الثدي، أو سماكة غير طبيعة في أنسجة الثدي تسبب الألم في منطقة معينة في الثدي، مما يستدعي التصوير الإشعاعي للثدي للتحقق من ذلك.
- الموجات فوق الصوتية، يُستخدم إلى جانب التصوير الإشعاعي في عرض صورة للثدي، وتقييم منطقة الألم في الثدي حتى لو ظهر التصوير الإشعاعي للثدي سليمًا.
- خزعة الثدي، في حال اشتباه الفحوصات السابقة في وجود كتلة أو مناطق كثيفة غير طبيعية؛ فإنّه يستلزم أخذ عينة من الثدي وتحليلها في المختبر للتحقق من ذلك.
ما هي طرق علاج وجع الثدي؟
يمكن علاج ألم الثّدي بعدّة طرق، منها ما يأتي:[٥]
- تغيير نمط الحياة والنّظام الغذائي، فقد يقترح الطّبيب بعض الأشياء التي يمكن تجربتها، والتي قد تساعد على تقليل الألم، مثل:
- اتباع نظام غذائي قليل الدسم.
- زيادة كميّة الألياف.
- الحدّ من الكافيين والكحول.
- ارتداء حمّالة صدر مناسبة.
- الاسترخاء والعلاجات التّكميلية، فالاسترخاء مفيد في تقليل أعراض آلام الثّدي الدورية، مثل: الأقراص المدمجة، أو التّطبيقات الخاصّة بالاسترخاء، أو العلاجات التكميلية الأخرى، مثل: الوخز بالإبر، والعلاج العطري.
- التوقّف عن تناول حبوب منع الحمل، ففي حال كان الألم ناتجًا عن تناول حبوب منع الحمل يمكن تجربة طريقة غير هرمونيّة لمنع الحمل، مثل: الواقي الذّكري، أو لفائف غير هرمونية.
- تناول بعض الأدوية، مثل مضادّات الالتهاب اللاسترويدية كالأيبوبروفين، والتي يمكن أن تساعد على علاج ألم الثّدي، خاصّةً الألم غير الدّوري.
المراجع
- ↑ Jaime Herndon, Rachel Nall, "What Causes Breast Pain?"، www.healthline.com, Retrieved 26-10-2019. Edited.
- ↑ Lori Smith (21-11-2018), "Ten common causes of breast pain"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ "Mastalgia (Breast Pain)", www.breastcancer.org,19-10-2018، Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Breast pain", www.mayoclinic.org, Retrieved 23/4/2019. Edited.
- ↑ "Breast pain", www.breastcancercare.org.uk, Retrieved 28/4/2019. Edited.