أسباب ألم أسفل الظهر في الشهر الثامن

كتابة:
أسباب ألم أسفل الظهر في الشهر الثامن

أسباب ألم أسفل الظهر في الشهر الثامن

تتعدد أسباب ألم أسفل الظهر في الشهر الثامن وتتنوّع، فخلال الثلث الثاني والثالث من الحمل، يستمر الرحم بالتوسع مع نمو الجنين بشكلٍ سريع، تغيرات الوضعية وزيادة الوزن وتوسّع العضلات كلها تساهم في ألم الظهر في الشهور الأخيرة من الحمل،[١] وسيتم تفصيل أسباب ألم أسفل الظهر في الشهر الثامن على الشكل الآتي:

الاستلقاء على الظهر

هل يمكن أن يخفف التقليل من الاتكاء على الظهر من ألم الظهر في الشهر الثامن من الحمل؟ في الواقع وقبل الإجابة على هذا السؤال يجب معرفة العلاقة بين تكرار الاتكاء على الظهر وألم الظهر في الشهر الثامن، حيث إنَّه وحسب مقولة الطبيبة سالينا زانوتي -أخصائية علم النسائية والتوليد في عيادات كليفلاند- "إن معظم النساء اللواتي يقضين الليل بأكمله في الاستلقاء والنوم على الظهر لا يقمن بالذهاب إلى قضاء حاجتهم أثناء النوم"،[٢] حيث إنَّ عملية حصر البول وتكرار ذلك يتسبب في حدوث أعراضٍ منها الألم في أسفل الظهر،[٣] الذي قد تعاني منه النساء الحوامل بشكلٍ خاص بسبب زيادة حجم الرحم والضغط على الأعضاء الداخلية.[٢]


قد تتسبب المبالغة في الاستلقاء أو الاتكاء على الظهر في حدوث ألمٍ في الظهر في فترات الحمل الأخيرة بما فيها الشهر الثامن من الحمل.

زيادة الوزن

هل من علاقةٍ تناسبية بين وزن المرأة أثناء الحمل وشعورها بالألم؟ وما هي الزيادة الطبعيية لوزن المرأة بالحمل؟ يعتمد معدل الزيادة للوزن أثناء الحمل على وزن المرأة في مرحلة ما قبل الحمل إلا أنَّ المعدل العام للزيادة يتراوح ما بين 11 إلى 15 كيلوغرامًا في أثناء فترة الحمل كاملةً، ونتيجةً لما لدور العمود الفقري في دعم الجسم وحمل وزنه فإنَّ الزيادة في الوزن ستؤدي إلى زيادة الضغط الحاصل على كلٍ من العضلات والأعصاب المتواجدة في أسفل العمود الفقري ومنطقة الحوض، وبالتالي يزداد شعور المرأة بألم أسفل الظهر مع تقدم مراحل الحمل نتيجةً للوزن المكتسب وتمدد حجم الجنين والرحم، وهذا الأمر يظهر جليًا في الشهر الثامن من الحمل.[٤]


ترتبط زيادة الوزن في الحمل مع ازدياد الألم في أسفل الظهر نتيجةً للضغط على أعصاب الحوض وأسفل العمود الفقري.

تغير وضعية الجسم

ما المقصود بتغير وضعية الجسم أثناء الحمل؟ وهل يحدث ذلك حقًا؟ في الواقع فإنَّه ولنتيجةً ازدياد حجم الرحم نتيجة نموّ الجنين داخله النمو، فإنَّه ومع مرور الوقت سيتسبب هذا النمو في تغُّير مركز الجاذبية في الجسم، كما أنَّه سيعمل على التأثير سلبًا على عضلات البطن وارتخائها، لهذا السبب فإنَّه ومع التقدم في مراحل الحمل تستمر وضعية الجسم بالتغير تلقائيًا دون ملاحظة ذلك من قبل المرأة الحامل، وهذا الأمر يتسبب في إحداث ضغطٍ على كلٍ من الأعصاب والمفاصل المتواجدة في منطقة أسفل الظهر وبالتالي الشعور بالألم.[٥]


يؤدي ازدياد الوزن وازدياد حجم الرحم مع تقدم مراحل الحمل إلى حدوث تغيرٍ في مركز الجاذبية للجسم وبالتالي التغير التلقائي في وضعية الجسم مما يؤدي إلى الشعور بالألم في أسفل الظهر.

التغيرات الهرمونية

ما هي الهرمونات التي تزداد بشكلٍ ملحوظ في الدم أثناء فترة الحمل؟ في الواقع فإنَّه وبهدف تلبية الجسم للاحتياجات الفسيولوجية التي تحدث أثناء الحمل فإنَّ مستوى العديد من الهرمونات يبدأ بالاختلاف عن مستواها في الوضع الطبيعي في الفترات من غير الحمل،[٦] ومن أهم هذه الهرمونات التي ترتفع أثناء الحمل منذ بدايته هي ما يأتي:


حيث يبدأ مستوى هرمون الريلاكسين بالازدياد التدريجي أيضًا ليتماشى مع حاجة أنسجة الجسم المختلفة بالتمدد، وبالرغم مما لهذه الهرمونات دورٌ أساسيٌ في تلبية الاحتياجات الفسيولوجية لتقدم الحمل فإنَّه من الممكن أن يتسبب ذلك في حدوث آثارٍ جانبيةٍ منها ارتخاء الأربطة، العضلات والمفاصل، ومن هذه الأربطة والمفاصل التي تتأثر بشكلٍ غيرِ مباشرٍ هي أربطة وعضلات العمود الفقري والظهر، الأمر الذي يؤدي إلى عدم ثبات عضلات الظهر وزيادة الشعور بالألم.[٤]


تلعب الهرمونات دورًا رئيسًا في ازدياد الشعور بألم الظهر نتيجةً لما لها من تأثيرٍ مرخٍ للعضلات والأربطة مما يؤدي إلى عدم ثبات عضلات الظهر وأربطته والشعور بالألم.

توسّع العضلات

يتكون البطن من شريطين متوازيين من العضلات يتصلان في منتصف البطن، حيث تساعد هذه العضلات على تثبيت العمود الفقري ودعم الظهر، وأثناء الحمل يضغط الجنين الذي ينمو باستمرار على عضلات البطن، مما يؤدّي إلى تمددها وتوسّعها، ويمكن أن يؤدي هذا الضغط إلى حالة تسمى الانبساط المستقيم، فخلال الثلث الثاني والثالث من الحمل، قد تصاب بعض النساء بتضخم أو في معدتهن، وتلك علامة على أن عضلات البطن تنفصل لإتاحة مجال للرحم المتنامي، كما تمتد عضلات البطن وتصبح أضعف، ممّا يمكن أن يزيد من خطر إصابة المرأة بآلام أسفل الظهر أو الحوض.[١]

الضغط العصبي والتوتر

ما هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى شعور المرأة الحامل بالتوتر والقلق والضغط العصبي؟ في الواقع إنَّ الإصابة بالتوتر العصبي والقلق يُعدان من الاستجابات الطبيعية لحدوث تغيرٍ هامٍ في حياة الشخص مثل الحمل، إذ قد تشعر المرأة الحامل بالتوتر والقلق نتيجةً لأسباب متعددة منها ما يأتي:[٧]

  • نتيجةً لعدم معرفتها بماهية وتفاصيل المرحلة القادمة.
  • نتيجةً لتعرضها لتجربةٍ سلبيةٍ سابقةٍ كالإجهاض على سبيل المثال
  • الشعور بالتوترٍ المتعلق بالالتزامات والمسؤوليات المادية والنفسية القادمة
  • تزداد هذه المشاعر والضغوطات بالحدوث مع اقتراب موعد الولادة والخوف من الولادة بحد ذاتها


وفي الواقع فإنَّ التعرض للقلق أو الضغط النفسي نتيجةً لأي من الأسباب سابقة الذكر أو أي أسبابٍ أخرى سيتسبب في إحداث شد في العضلات المتواجدة في منطقة الظهر، الأمر الذي يؤدي إلى شعور المرأة بنوباتٍ شديدة من ألم الظهر في الفترات التي يزداد فيها هذا التوتر أو الضغط النفسي.[٤]


يرتبط الضغط النفسي ارتباطًا وثيقًا بألم الظهر نتيجةً لإحداث شدٍ عضليٍ في ظهر، ويزداد الأمر في معظم الأحيان مع اقتراب موعد الولادة.

نصائح للتخفيف من ألم أسفل الظهر في الشهر الثامن

هل هناك أمور يمكن فعلها للتخفيف من آلام أسفل الظهر؟ تجدر الإشارة إلى أنَّه وبالرغم ما يُشكِّله ألم أسفل الظهر من متاعب للحامل في الشهر الثامن، إلا أنَّ هناك بعض الأمور التي إن التزمت بها الحامل من شأنها أن تخفف من آلام الظهر لديها، وهذا ما سيتم توضيحه فيما يأتي:

علاج ألم أسفل الظهر في الشهر الثامن

يجب على كل امرأة حامل أن تتعرّف على أسباب ألم الظهر في الشهر الثامن من الحمل لتحدد كيفية التعامل من الحالة المرضية والألم، وفيما يأتي بعض الطرق التي تساعد في علاج وتخفيف آلام الظهر والانزعاج في الأشهر الأخيرة من الحمل:[٨]

تحسين وضعية الجسم

يعدّ الوقوف بوضعية مناسبة عند العمل أو الجلوس أو النوم خطوة جيدة أثناء الحمل، حيث أنّ النوم على الجانب مع وجود وسادة بين الركبتين يؤدي إلى تخفيف الضغط عن ظهر الحامل، كما يفضّل وضع منشفة ملفوفة خلف الظهر عند الجلوس على مكتب للحصول على الدعم، كما أنّ ارتداء حزام الدعم قد يساعد أيضًا[٤].

ممارسه الرياضة

تعدّ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من الأمور التي تقوّي العضلات وتزيد مرونتها، كما يمكن أن تخفف من الضغط على العمود الفقري، وتشمل التدريبات الآمنة لمعظم النساء الحوامل المشي والسباحة وركوب الدراجات الثابتة، ويمكن للطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي أن يوصي بتمارين لتقوية الظهر والبطن[٤].

الحرارة والبرودة

تطبيق كمادات الحرارة والبرودة على ظهر الحامل قد يساعدها في الحدّ من الألم، حيث يجب أن تبدأ الحامل بوضع كمادات باردة -مثل كيس من الثلج أو الخضروات المجمدة والملفوفة في منشفة- على المنطقة المؤلمة لمدة تصل إلى 20 دقيقة عدة مرات في اليوم، وبعد مرور يومين أو ثلاثة أيام، تنتقل إلى كمادات الحرارة -باستخدام وسادة تسخين أو زجاجة ماء ساخن على المنطقة المؤلمة-، ويجب الحرص على عدم تطبيق الحرارة على البطن أثناء الحمل[٤].

العلاج بالإبر

الوخز بالإبر هو شكل من أشكال الطب الصيني والذي يتم فيه إدخال إبر رفيعة في الجلد في أماكن معينة، وقد أظهرت الدراسات أنّ الوخز بالإبر الصينية يمكن أن يكون فعّالًا في تخفيف آلام أسفل الظهر أثناء الحمل[٤].

طلب المشورة

إذا كان ألم الظهر مرتبطًا بالتوتر أو الإجهاد النفسي والعصبي، فقد يكون التحدّث إلى صديق أو مستشار موثوق به مفيدًا جدًا[٤].

مسكنات الألم قد يصفها لك الطبيب

هل تُعد جميع مسكنات الألم من العلاجات آمنة الاستخدام أثناء فترة الحمل؟ في الواقع فإنَّ العديد من المسكنات التي يتم صرفها دون الحاجة إلى وصفة طبية لا تعد خيارًا آمنًا للاستخدام في فترات الحمل، كما تختلف مأمونية استخدام الأدوية باختلاف مراحل الحمل، إذ أنَّ هناك بعض الأدوية التي يمكن استخدامها في مرحلة الحمل الأولى بينما لا تعد آمنةً للاستخدام في مراحل الحمل المتأخرة بما فيها الشهر الثامن من الحمل، ونتيجةً لذلك فإنَّه يجب الالتزام بتعليمات الطبيب قبيل استخدام أي دواءٍ بما فيه مسكنات الألم، إلا المسكن الوحيد التي قد يصفه الطبيب لعلاج ألم الظهر أثناء الشهر الثامن بشكلٍ آمنٍ إلى حدٍ كبيرٍ هو الباراسيتامول فقط.[٩]


لا تعد معظم مسكنات الألم آمنةً للاستخدام في مراحل الحمل المتأخرة، إلا أن أكثرها أمانًا هو الباراسيتامول.

كيف أجنب نفسي هذا الألم مرة أخرى؟

فضلًا عن الطرق التي تمّ ذكرها سابقًا في المقال، هناك نصائح أخرى قد تساعد في تخفيف آلام الظهر لدى الحوامل، ويجب على المرأة الحامل أن تتّبعها بشكل يومي للحصول على الفائدة القصوى، ومن هذه النصائح ما يأتي:[١٠]

  • استخدام الطرق الميكانيكية الصحية في أداء الأعمال، على سبيل المثال إذا كانت الحامل بحاجة إلى رفع شيء ما فيجب أن تأخذ وضعية القرفصاء، ثم تثني ركبتيها وتبقي ظهرها مستقيماً.
  • استخدم وضعية جيدة عند الجلوس أو الوقوف والقيام بتمارين تقوية الظهر.
  • تجنّب الأنشطة التي تجهد الظه ، مثل رفع الأجسام الثقيلة وتحريكها.
  • ارتداء الأحذية التي توفر دعمًا جيدًا.
  • القيام بتدليك المنطقة المؤلمة.
  • كما قد يحتاج تخفيف آلام الظهر إلى الراحة أو الملابس الداعمة أو أنواع أخرى من العلاج.

الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب

متى يكون ألم الظهر خطر للحامل ويستدعي الذهاب للطبيب؟ يجب على النساء اللائي يعانين من آلام الظهر أثناء الحمل الاتصال بأخصائي التوليد أو مقدمي الرعاية الصحية الآخرين، إذا عانين من ظهور الأعراض الأتية:[١]

  • ألم حاد وشديد.
  • ألم يدوم أكثر من أسبوعين.
  • تشنجات تحدث على فترات منتظمة وتزداد تدريجيًا.
  • صعوبة أو ألم عند التبول.
  • إحساس وخز وتنميل في الأطراف.
  • نزيف مهبلي.
  • إفرازات مهبلية غير منتظمة.
  • حمّى.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "What to know about back pain in pregnancy", ww.medicalnewstoday.com, Retrieved 02-07-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Exactly How Bad Is It to Sleep on Your Back When You’re Pregnant?", clevelandclinic, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  3. "Cauda Equina Syndrome", columbiaspine, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Back Pain in Pregnancy", webmd, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  5. "Back Pain During Pregnancy", acog, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "What Bodily Changes Can You Expect During Pregnancy?", healthline, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  7. "Stress and pregnancy", pregnancybirthbaby, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  8. "Back Pain During Pregnancy: Causes and Treatments", www.webmd.com, Retrieved 02-07-2019. Edited.
  9. "How Pregnant Women Can Safely Use Pain Relievers", verywellfamily, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  10. "Back Pain in Pregnancy", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 02-07-2019. Edited.
4718 مشاهدة
للأعلى للسفل
×