أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد

كتابة:
أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد

ارتفاع إنزيمات الكبد

الكبد هذا العضو الذي يقع أسفل القفص الصدريّ، وفي الجهة اليُمنى أعلى التجويف البطني، وهو من أهمّ الأعضاء لكونه مسؤولًا عن الكثير من العمليات المهمّة في الجسم كإنتاج الجلوكوز، تنقية الدم، إنتاج البروتينات والألبومين بالإضافة إلى عوامل تخثّر الدم، والكبد مهم جدًا في معالجة الأدوية والعناصر الغذائية ومعالجةِ مخلّفات الهيموجلوبين والخلايا الأخرى، كما يقوم بتخزين الفيتامينات، الدهون والكوليسترول بالإضافة إلى العصارة الصفراء، أما الإنزيمات فهي بروتينات يُفرزها الكبد لأداء وظائفها المختلفة، وفي الحالة الطبيعية تبقى الإنزيمات في مكانها داخل الكبد، ولكن عند إصابة الكبد نتيجةً لبعض الأمراض وعواملَ أخرى فإنّ هذه الإنزيمات تخرج من الكبد لترتفع مستوياتها في الدم، ونظرًا لأهمية الموضوع لابدّ من التعرف على أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد.[١]

أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد

هناك العديد من العواملِ والأمراض التي تعدّ من أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد، لأنها تؤدّي إلى إصابة خلايا الكبد فتُفرز كميّات أكبر من الإنزيمات في الدم، وأهمّ إنزيمات الكبد التي يتم فحص مستوياتها في الدم هو إنزيم ALT وإنزيم AST معًا باإضافة إلى إنزيم ALP، فعند ارتفاع إنزيم ALT إلى أعلى من 25 وحدة دوليّة لكل لتر لدى الإناث وإلى أعلى من 33 وحدة دوليّة لدى الذكور فهذا مؤشر لوجود خللٍ ما، أما بالنسبة لإنزيم AST فيُعدّ مرتفعًا إذا تعدّى 40 وحدة دوليّة لكل لتر، وإنزيم ALP إذا تعدّى 120 وحدة دوليّة لكل لتر، وفيما يأتي تفصيلٌ لأسباب ارتفاع إنزيمات الكبد:[٢]

الأدوية

تتعدّد الأدوية التي تُعد من أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد، نظرًا لسميّتها العالية للكبد، وعندما تكون الأدوية هي المسبّبَ فإن الطبيب يطلب من المريض إيقاف هذه الأدوية فورًا، ومع المراقبةِ المستمرة فإن تأثير الأدوية يزولُ بعد أسابيعَ وربما أشهر لتعود الإنزيمات إلى المستوى الطبيعي، ومن أهم هذه الأدوية:[١]

  • مسكّنات الألم مثل النابروكسين، الأيبوبروفين، الأسبيرين والديكلوفيناك والباراسيتامول.
  • أدوية معالجة التشنّجات مثل الفينوباربيتال والفينيتوين وغيرها.
  • المضادات الحيوّية مثل التتراسايكلين، الفلوكونازول والسلفوناميدات وغيرها.
  • الأدوية المخفِّضة للكوليسترول.
  • أدوية أمراض القلب.
  • أدوية علاج الاكتئاب ثلاثيّة الحلقة.

فشل عضلة القلب

هو عدمُ قدرةِ القلب على ضخ كميّة الدم الكافية والمناسبة لاحتياجات الجسم، وتنقسم هذه المتلازمة إلى قسمين، الفشلُ الانقباضي ويحدث نتيجةَ انخفاض قدرة القلب على الانقباض المثاليّ، والفشل الانبساطي يُظهر ضعفًا في ارتخاء وانبساط القلب، وأكثر ما يؤثر على الكبد في هذه الحالة عندما يكون فشلُ عضلةِ القلب في النصفِ الأيمن منه، ويحدثُ ضررُ الكبد واحتقانه إما بسبب ارتفاع الضغط وزيادة تعبئة القلب أو نتيجةَ ضعفِ ونقص التروية الدمويّة الذي يؤدي إلى ضمور وموت خلايا الكبد، وفي كلتا الحالتين ترتفعُ مستويات إنزيمات الكبد في الدم، ومع مرور الوقت يُصاب الكبد بالالتهاب مما يؤثر على وظائفه كمعالجة الأدوية والتخلّص من النواتج السامّة فينتج عن هذا الخلل ارتفاع سميّة معظم أدوية القلب مما يوجب تعديل الجرعات.[٣]

التهاب الكبد

يعتبر أهمَّ أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد، حيث يحدثُ التهاب الكبد نتيجةِ الإصابة بفيروس التهاب الكبد، ونظرًا لوجود سلالات مختلفة من الفيروس فهناك أنواعٌ لالتهاب الكبد الفيروسي وهي A,B,C,D,E، تتشابه كل الأنواع بمعظم الأعراض، حيث يعاني مصابُ التهاب الكبد الفيروسي من التعب والوهن العام، غثيان، ألمٍ في المعدة، فقدانٍ للشهية، ارتفاعٍ في درجة الحرارة، آلام في العضلات والمفاصل، حكةٍ في الجلدو تغيّر لون البول إلى لون داكن، وأهمّ عرَض واضح هو اصفرار الجلد والعينين وهو ما يسمى باليرقان، ولابدّ من الحذر الشديدِ عند السفر إلى مناطق انتشار التهاب الكبد، وأكثر أنواع الالتهاب انتشارًا:[٤]

  • التهاب الكبد A: ويحدث بفعل الفيروس من النوع A، فيؤثر على عمل الكبد وقدرته على القيام بمهامّه، ولكنّه لا يسبّب تدميرًا دائمًا للخلايا ولا يتطور ليصبح مزمنًا كالأنواع الأخرى، وتحصلُ العدوى بفعل الماء والطعامِ الملوّث أو التعامل المباشر مع شخصٍ مصاب، كما أنّ الفيروس ينتقلُ عن طريق سوائل الجسم الحيوية كالدم والسائل المنوي، لذلك من الضروري المواظبةُ على قواعد النظافة العامّة وغسل اليدين بالإضافة إلى أخذ المطعوم اللازم، والابتعاد عن الأطعمة التي قد تكون ملوّثةً وتجنب الأشخاص المصابين.[٥]
  • التهاب الكبد B: يُسبّبه نوع الفيروس B، وأخذُ المطعوم من شأنه الوقاية من العدوى، ولكن إذا ظهرت الإصابة فلا شفاء منها، وفي هذا النوع فإن الالتهاب يمتد لفترةٍ تفوقُ الستةَ أشهرٍ وتزيد من فرصِ حدوث فشل الكبد أو التليّف أو سرطان الكبد، ومصادرُ العدوى هي الحُقن الملوثة، العلاقات الجنسيّة كما وقد ينتقل الفيروس من الأم المصابة إلى الطفل أثناء الولادة.[٦]
  • التهاب الكبد C: وهو فيروسٌ صامت، فقد يكون الشخص حاملًا للفيروس دون علمه، فالأعراض تحتاج لسنواتٍ لتظهر بعد أن يُحدث الفيروس ضررًا كبيرًا في الكبد، وهذا النوع ينتقل عن طريق الدم الملوّث وسوائل الجسم الحيوية، وفي حال تم اكتشافهُ في بدايته فمن الممكن علاج الأعراض باستخدام الأدوية خلال أسابيع وربما 3 أشهر، وإذا استمر تأثير الفيروس لفترة طويلةٍ فسيكون سببًا في حدوث التليّف وسرطان الكبد.[٧]

سرطان الكبد

أكثر الناس المعرضون للإصابة بسرطان الكبد هم من لديهم تاريخ سابق للإصابة بالتهاب الكبد B المزمن وتليّف الكبد، ومن الصعب اكتشافُ السرطان في بداياته نظرًا لغياب الأعراض، ,لذلك فإن هؤلاء هم من يحرصُ الأطباء على إجراء الفحوصات الدوريّة لهم ومراقبة حالتهم كل 6 أشهر، بالإضافة إلى الفحص بالموجات فوق الصوتية فإن أهم ما يراقبه الطبيب هو مستوى بروتين يدعى AFP يفرزه الكبد ويرتفع مستواه في الدم في مراحل السرطان المتقدمة.[٨]

اضطرابات الغدّة الدرقيّة

هناك علاقةٌ متبادلة بين الغدّة الدرقيّة والكبد، فأمراض الكبد تؤثر على الغدّة الدرقيّة والعكس صحيح أيضًا، ففي حالة فرطِ نشاط الغدّة الدرقيّة يرتفع إنزيم ALP أما في كسل الغدّة فيرتفعُ إنزيم ASP، كما أنّ التهاب الكبد C يؤدي إلى اضطرابات في الغدّة الدرقيّة، وبعض أدوية ِالغدّة تسبّب تسمّم الكبد، ونظرًا للعلاقة الوثيقة بينهما وتجنبًا للأخطاء في التشخيص والعلاج لا بد أن يخضعَ المصابُ بأمراض الكبد لفحص الغدة الدرقيّة وهرموناتها باستمرار، وعلى من يعاني من اضطراباتٍ في الغدّة الدرقيّة مراقبة إنزيمات الكبد كذلك.[٩]

مرض ويلسون

مرضٌ وراثيّ يحدث نتيجةَ غياب الجين المسؤول عن تكوين البروتين الضروريّ لإخراج النحاس من الكبد والتخلص منه، أو أنّ الجين لا يعمل بالشكل الصحيح، مما يؤدي إلى تراكم النحاس في الكبد والأعضاء الأخرى، ويكون تأثير المرض على الكبد بشكلٍ أكبر في الأعمار الأقل من 20 عامًا، كما أنّ الحالات متنوعةٌ فهناك أشخاصٌ ليس لديهم أيةُ أعراض أو ارتفاع في إنزيمات الكبد، والبعض يُظهر ارتفاعًا في الإنزيمات، وبعض الحالات يظهرُ فيها واحدةٌ أو أكثر من الأعراض التالية كالتهاب الكبد، تضخّم الكبد أو الطّحال، تشحّم الكبد وقد يتفاقم ليصل إلى فشل الكبد.[١٠]

أسباب أخرى

إضافةً إلى أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد السابقة فهناك المزيد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى ذلك، وفيما يأتي مجموعةٌ من أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد الأخرى[١١]:

  • شرب الكحوليات، والتهاب الكبد الناتج عنها.
  • السمنة.
  • الكبد الدهني غير الكحولي، الناتجُ عن تخزين كمياتٍ كبيرة من الدهون داخل خلايا الكبد.
  • تعفّن أو تسمّم الدم.
  • التهابات العضلات.
  • ارتفاع مخزون الجسم من الحديد.
  • حساسيّة القمح وما يسبّبه الجلوتين من تدميرٍ للأمعاء الدقيقة.

فيديو عن ما هو علاج ارتفاع إنزيمات الكبد

في هذا الفيديو يتحدث استشاري الجهاز الهضمي والكبد الدكتور حسام بركات عن ما هو علاج ارتفاع إنزيمات الكبد.[١٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "Liver Blood Tests (Normal, Low, and High Ranges & Results)", www.medicinenet.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  2. "Liver Function Tests", www.healthline.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  3. "Liver Abnormalities in Cardiac Diseases and Heart Failure", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  4. "Elevated liver enzymes: Everything you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  5. "Hepatitis A", www.mayoclinic.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  6. "Hepatitis B", www.mayoclinic.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  7. "Hepatitis C", www.mayoclinic.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  8. "Can Liver Cancer Be Found Early?", www.cancer.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  9. "Clinical associations between thyroid and liver diseases.", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  10. "A 15-Year-Old Girl With Elevated Liver Enzymes", www.medscape.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  11. "Symptoms Elevated liver enzymes", www.mayoclinic.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  12. "ما هو علاج ارتفاع إنزيمات الكبد", youtube.com, Retrieved 11-04-2020.
2552 مشاهدة
للأعلى للسفل
×