أسباب اعتبار أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية

كتابة:
أسباب اعتبار أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية

أسباب اعتبار أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية

يعتبر أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية للأسباب التالية:[١]

الاستقرار السياسي

تولى أبو جعفر المنصور الخلافة بعد أبي العباس السفاح عام 136هـ، وكان بهذا ثاني الخلفاء في الدولة العباسية، ويعود له الفضل في إرساء قواعد الدولة وتأمينها وبنائها وحفظ استقرارها السياسي.

الازدهار الاقتصادي

حيث أشرف أبو جعفر المنصور بنفسه على ازدهار الدولة العباسية وتطورها اقتصاديًا وتأمين سبل التجارة الداخلية والاقتصادية.

التقدم العلمي

حيث كان المنصور عالمًا ومحبًا للعلم وعلى يده نهضت الدولة العباسية علميًا بشكل كبير جدًا.

بناء مدينة بغداد

فقد بنيت مدينة بغداد حاضرة الدولة العباسية في عهد الخليفة المنصور وأشرف بنفسه على بنائها.

صفات الخليفة أبي جعفر المنصور

يعتبر الخليفة المنصور من أعظم الخلفاء المسلمين الذين ظهروا في العالم العربي، وله مكانة كبيرة في التاريخ العربي كونه المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، وقد كانت صفاته الشخصية من أهم الأسباب التي دعمت هذا، ويمكن إجمال معالم شخصيته المميزة بالنقاط التالية:[٢]

القوة والعدل

القوة والصرامة في الحكم، وهي من أهم الصفات التي تدعم الحاكم، بالإضافة إلى حرصه على العدل والمساواة بين الرعية.

الذكاء والفطنة

الفطنة الشديدة وسرعة البديهة التي تمتع بها والتي كانت سببًا مباشرًا لخروجه بالدولة من مواقف صعبة على المستوى السياسي، مثل الخطبة التي ألقاها بعد قتله لأبي مسلم الخراساني الذي كان داعمًا للثورة العباسية، إلا أن مآربه أودت بحياته حيث طمع في الوصول إلى سدة الحكم فكان المنصور إليه أسرع.[٣]

وقد كان لأبي مسلم الكثير من الأتباع، فقام إليهم المنصور ووضح لهم الأمر بمهارة السياسي المحنك فخمدت غلوائهم.[٣]

العلم

محبة العلم، فقد كان رجلًا عالمًا اهتم برفعة العلوم والآداب في الدولة، ودعم العلماء والأدباء بأجزل العطايا وقربهم منه، كما أدخل الترجمة إلى الدولة العباسية، مما رفع من شأنها وجعلها محجًا يهوي إليها العلماء والأدباء من شتى بقاع الأرض.

كما أنشأ المنصور في قصره مكتبة تعتبر من أكبر المكتبات التي عرفها العالم في ذلك الوقت، وقد ضمت ما يقارب من ال400 ألف كتاب من أمهات الكتب. 

الورع

الورع ومخافة الله، فقد كان المنصور رجلًا ورعًا تقيًا، محافظًا على حدود الله ومقيمًا لها.

كل هذه الصفات مجتمعة أدت إلى استقرار الدولة وازدهارها العلمي والاقتصادي والحضاري حتى أصبحت بغداد من أكبر وأشهر المدن في العالم، يقصدها القاصي والداني للنهل من علمها والتمتع برخائها الاقتصادي الفريد.[٢]

بناء الدولة العباسية في عهد أبي جعفر المنصور

بنيت بغداد في أربعة أعوام، حيث استمر بناؤها منذ عام 145هـ وحتى عام 149هـ، وقد كان لاتخاذها عاصمة للخلافة العباسية دور كبير في تثبيت أركان الدولة، ويظهر من اختيار مكانها نباهة وفطنة أبي جعفر المنصور، من حيث موقعها الاستراتيجي المميز سياسيًا واقتصاديًا وعلميًا، وقد اهتم المنصور فيها أيما اهتمام، وأشرف بنفسه على بنائها ومراقبة أعمال إنشائها لكي تليق بحاضرة الدولة العباسية.[٤]

على صعيد آخر أمر المنصور ببناء مدينة الرصافة على الضفة الغربية لنهر دجلة، ثم أوكل لولي عهده المهدي بالإقامة فيها والقيام على شؤونها، ومما يحسب للمنصور أنه على قدر اهتمامه ببناء الدولة إلا أنه كان على وعي تام بما يحيط به من فتن وبذور ثورات استطاع نبذها وإطفاء نارها في معقله.[٤]

المراجع

  1. شوقي ضيف، العصر العباسي الأول، صفحة 15-18. بتصرّف.
  2. ^ أ ب علي أدهم، ابو جعفر المنصور، صفحة 8-72-100. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عمر فاروق فوزي، الخلافة العباسية عصر القوة والازدهار، صفحة 76-77. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عمر فاروق فوزي، الخلافة العباسية عصر القوة والازدهار، صفحة 71-75. بتصرّف.
4727 مشاهدة
للأعلى للسفل
×