أسباب اعوجاج الفم

كتابة:
أسباب اعوجاج الفم

ما هو اعوجاج الفم؟

ربّما قابلت يومًا ما أحدًا ممّن لاحظت عليه تدلّي إحدى جانبيّ وجهه بالمُقارنة بالجانب الآخر، وكان ذلك واضحًا أكثر عند تبسّمه أو تحدّثه، أو ربّما استيقظت صباحًا ووجدت أنّ مستوى فمك غير مُتماثل تمامًا، وهو ما يُشير إليه الناس باعوجاج الفم، ويُسمّى طبيًّا بشلل الوجه النصفيّ (Bell's palsy)، الذي يُعدّ من الحالات النادرة في الحقيقة، إذ أنّه لا يستهدف أكثر من شخص واحد من بين كلّ 5000 فرد في المُجتمع، ويحدث شلل الوجه النصفيّ نتيجة تورّم أو تلف العصب السابع المسؤول عن حركة العضلات في الوجه، مما يتسبّب بضعف حركة نصف الوجه في أغلب الحالات، أو كلا جانبيه في حالات قليلة للغاية، ويتضمّن هذا الضعف حركة الفم والعين وإنتاج اللعاب والدموع، وحتّى حاسة الشم، فما أسباب حدوث هذه المُشكلة المُفاجئة؟ وهل هي ناجمة عن جلطة ما؟[١][٢]


أسباب اعوجاج الفم

تكمن المُشكلة الرئيسة في إصابات اعوجاج الفم في وجود خلل ما يُصيبالعصب السابع في الوجه، رغم أنّ سبب حدوث هذا الخلل غير معروف تمامًا، ويُرجّح مُساهمة بعض أنواع العدوى الفيروسيّة أو البكتيريّة، إلا أنّ هذا لا يعني بالضرورة اعوجاج الفمّ في حال الإصابة بأيٍّ منها، كما أنّه لا ينفي ارتباط المرض بأمراض واضطرابات أُخرى، ولأجل ذلك فإنّ تحديد الأسباب بالضبط وتشخيصها مسؤولية الطبيب وحده؛ ليحدّد بعدها العلاج الأنسب لكلّ حالة. أمّا بالنسبة لأنواع العدوى أو الأمراض المُرتبطة باعوجاج الفم فهي كالآتي:[٣][٤]


  • فيروس الهربس النطاقيّ (Herpes zoster)، المسؤول عن مرض الجدريّ، والحزام الناريّ.
  • فيروس الهربس البسيط (Herpes simplex)، المسؤول عن بثور أو تقرّحات الشفاه، والهربس التناسليّ.
  • مرض لايم، الناجم عن بكتيريا تنقلها إحدى أنواع حشرة القراد.
  • عدوى فيروس نقص المناعة البشريّة المُكتسبة (HIV).
  • عدوى فيروس إبشتاين بار (EBV)، المسؤول عن مرض كثرة الوحيدات العدائيّة (Mononucleosis).


  • الإصابة بالساركويد، أو ما يُعرف بالغرناويّة (Sarcoidosis)، التي تتسبّب في التهاب أعضاء في الجسم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بالتصلّب اللويحيّ.
  • الإصابة بالوهن العضليّ الوبيل (Myasthenia gravis).
  • التعرّض لإصابة ما.
  • الإصابة بمُتلازمة غيلان باريه.
  • التعرّض لسموم مُعيّنة.


عوامل خطر الإصابة باعوجاج الفم

بالإضافة للأسباب السابقة؛ يبدو أنّ هنالك بعض الأفراد ممّن هم أكثر عُرضة للإصابة باعوجاج الفم بالمُقارنة مع غيرهم من الناس؛ وذلك لامتلاكهم إحدى عوامل الخطر التي ترفع من احتماليّة إصابتهم بالمرض، ويُذكر من أهمّ هذه العوامل ما يأتي:[١]


  • الأشخاص الذين يُعانون من مشكلات أو أمراض في الجهاز التنفسيّ.
  • المُصابين بالسكّري.
  • النساء الحوامل، وخاصّة في الأشهر الثلاث الأخيرة من الحمل.
  • النساء اللواتي أنجبن من فترة قصيرة، لا تتجاوز أسبوعًا واحدًا.
  • الأشخاص ممّن أعمارهم ما بين 15 و60 عامًا.
  • الأشخاص الذين يُعانون من الشقيقة.


تشخيص اعوجاج الفم

على الرغم من عدم وجود فحص مُحدّد للكشف عمّا إذا كان أحدهم مُصابًا باعوجاج الفم؛ إلا أنّ هنالك بعض الإجراءات التشخيصيّة التي يلجأ إليها الطبيب؛ لاستثناء أن تكون الأعراض الظاهرة على المُصاب ناتجًة عن مُشكلات صحيّة أو أمراض أُخرى، وقد تتضمّن هذه الفحوصات ما يأتي:[٣]


  • فحوصات الدم؛ لتحرّي الإصابة بمرض لايم مثلًا، ولمعرفة ما إذا كان السكّري هو سبب المُشكلة أم لا.
  • التصوير الطبقيّ المحوريّ (CT scan) أو صور الرنين المغناطيسيّ (MRI)، التي تُحدّد ما إذا كانت المُشكلة ناجمة عن خلل عضويّ في الجسم.
  • تخطيط كهربائيّة العضل (EMG)، الذي يُحدّد مدى الضرر الواقع على الأعصاب.


أسئلة شائعة

كم تدوم فترة الإصابة باعوجاج الفم؟

في الحقيقة يتطّلب علاج اعوجاج الفم الناجم عن شلل الوجه النصفيّ فترة طويلة من العلاج نوعًا ما، إذ يُرجّح أن يبدأ المُصاب بمُلاحظة تحسّن حالته الصحيّة خلال 3 أسابيع من البدء بالعلاج، والشفاء التام يكون عادًة في غضون 9 أشهر في غالبية الحالات، إلا أنّ ذلك لا ينفي حاجة البعض لفترة أطول من العلاج، كما قد يُعاني البعض الآخر من اعوجاج الفم طيلة حياتهم، ويرجع ذلك لحالة كلّ مُصاب، والخيارات العلاجيّة المُتاحة له.[٥]

ما الفرق بين اعوجاج الفم والسكتة الدماغية؟

قد يرتبط في أذهان الكثيرين أنّ اعوجاج الفمّ ربّما كان ناجمًا عن الإصابة بجلطة أو سكتة دماغيّة، إلا أنّ الفرق بينهما يكمن في تأثير اعوجاج الفم على عضلات الوجه فقط، في حين أن الضعف الحاصل في العضلات عند الإصابة بالسكتة الدماغيّة عادًة ما يكون في نصف الجسم بأكمله، فيتضمّن ذلك الوجه واليد والقدم على سبيل المثال، كما أنّ أعراض اعوجاج الفم تبدأ فجأة، وتزداد شدّتها خلال 48-72 ساعة من ظهورهم، ورغم ذلك؛ ففي حال الشكّ بالإصابة بأيٍّ من أعراض الجلطة الدماغيّة فيجب حينها طلب المُساعدة ومُراجعة الطبيب على الفور.[٢]

ما هي الأعراض المصاحبة لاعوجاج الفم؟

في غالبية الحالات يُعاني المُصاب من أعراض اعوجاج الفم في جانب واحد فقط من الوجه، إلا أنّ البعض القليل من الأفراد قد يختبر الأعراض في كلا جانبيّ وجهه، والتي تتضمّن كُلًّا ممّا يأتي:[٦]


  • الشعور بضعف مُفاجئ في عضلات إحدى جانبيّ الوجه.
  • الشعور بألم في الفكّ والأذن لنفس الجانب المُصاب من الوجه.
  • تدلّي الجانب المُصاب من الوجه، وصعوبة تحريكه للقيام بأيّ تعابير؛ كالابتسام أو إغلاق العين في الجانب المُصاب.
  • فُقدان حاسّة التذوق.
  • الصداع.
  • تغيّر في كمية الدموع واللعاب التي يُنتجها الجسم عادًة.
  • سيلان اللعاب.
  • الشعور بحساسيّة تجاه الأصوات المُرتفعة في الجانب المُصاب من الوجه.

هل يُمكن الإصابة باعوجاج الفم أكثر من مرّة؟

على الرغم من أنّ مُعظم الإصابات تحدث لمرّة واحدة في حياة المُصابين؛ إلا أنّ البعض قد يُصاب باعوجاج الفم لأكثر من مرّة بعد التعافي والشفاء منه، خصوصًا في حال وجود تاريخ عائليّ للإصابة بالمرض، ناهيك عن ارتباطه بأنواع مُختلفة من العدوى؛ لذا فلا يُمكن القول بأنّ هناك وسيلة مُعيّنة أو أيّ إجراءات لمنع الإصابة باعوجاج الفم أو تكرّر الإصابة به.[٥]

هل يوجد مُضاعفات للإصابة باعوجاج الفم؟

نعم، ولكن في بعض الحالات القليلة التي يكون فيها اعوجاج الفم شديدًا، إذ قد تتضمّن المُضاعفات المُحتملة ما يأتي:[٤]

  • جفاف شديد في العين الموجودة في الجانب المُصاب من الوجه، مما يُعرّض المُصابين للعدوى والتقرّحات أو العمى في بعض الأحيان.
  • الإصابة بالحركة التصاحبيّة (Synkinesis)، وهي حركة إحدى أعضاء الجسم لا إراديًّا بالتزامن مع تحريك عضو آخر؛ مثل إغلاق العين غير المقصود عند التبسّم.

هل توجد علاقة ما بين اعوجاج الفم وفيروس كورونا؟

ما تزال أعراض وعلامات الإصابة بفيروس كورونا تزداد وتختلف ما بين الإصابات، ولعلّ من بينها هو اعوجاج الفم الذي ظهر لدى 8 مُصابين سُجّلت إصابتهم في البرازيل، ووثّقت حالاتهم في دراسة منشورة في أكتوبر من هذا العام-2020، إذ يبدو أنّه من مُضاعفات الفيروس على الأعصاب الموجودة في الجسم، وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار في ظلّ ما نُعايشه من انتشار سريع وكبير للفيروس بين الناس؛ لأخذ الإجراءات الوقائيّة اللازمة، واتّباع البروتوكولات العلاجيّة المُناسبة للمُصابين.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب Yvette Brazier (2017-12-03), "What are the causes of Bell's palsy?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  2. ^ أ ب "Bells Palsy", webmd, 2020-07-30, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  3. ^ أ ب "Bell's Palsy", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  4. ^ أ ب April Kahn (2019-03-25), "Bells Palsy: What Causes It and How Is It Treated?", healthline, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  5. ^ أ ب "Bell's palsy", nhs, 2020-09-10, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  6. "Bell's palsy", mayoclinic, 2020-04-01, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  7. Marco A. Lima, Marcus Tulius T. Silva, Cristiane N. Soares and others. (2020-10-01), "Peripheral facial nerve palsy associated with COVID-19", ncbi, Retrieved 2020-11-24. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×