الإعاقة
يتباين هذا التعريف تبعًا لاختلاف الحالات التي يشملها من أحوال طبّية، تأخرٍ في تطور القدرات واكتساب المهارات، بالإضافة للاضطرابات النفسيّة والخلل في القدرات الإدراكيّة مما يتطلب عنايةً خاصةً، وتسهم في تحسين سير حياة المصاب والوصول لأهدافه المستقبليّة، ويعزى هذا التباين للاختلافات فيما بين الحالات المشخصّة بذلك، فمنهم من يحتاج وقتًا طويلًا لتستقر حالته ومنهم من يستعيد عافيته في مدّة قصيرة، ومنهم من يعاني من درجة أخف أو أشد، كما تختلف أسباب الإعاقة من شخصٍ لآخر، وتبعًا لذلك يتمّ التعامل مع كل فردٍ على حدى، ومن المهم هنا دور العائلة ووعيّها المترافق بالاستشارة الطبّية، والذي من شأنهِ فهم احتياجات الطّفلِ والتقليل من العبء المترتب على كاهلها.[١]
أسباب الإعاقة
تشير الدراسات إلى تدني الأحوال الصحّية للمصابين، بالإضافة إلى اتباعهم أنماط حياةٍ غير سليمةٍ، وعلى صعيدٍ واحد فإن كُلًّا من المصابين وغير المصابين بحاجةٍ إلى العناية الطبّية؛ حفاظًا على استدامة سلامتهم وإبقائهم فعّالين ضمن المجتمع، ويبدأ العلاج بتحديد أسباب الإعاقة ومنها الآتي:[٢]
- التهاب المفاصل: ويعدّ المسبب الرئيس في الولايات المتحدة، بحيث إنه يُحدُّ من النشاطات اليومية لقرابة 24 مليون أمريكيّ، ويمكن للأمر أن يكون متبادلًا، إذ قد تسبب الإعاقة ذاتها التهاب المفاصل.[٢]
- مرض الربو: الذي يصيب الرئتين، وبالتحديد الشعب الهوائية، ويعدّ مزمنًا، وشائعًا أكثر بين الأطفال، ولكن يمكن أن يصاب بهِ البالغون أيضًا في سنٍ لاحق، ويصنف هذا المرض بالأكثر انتشارًا بين الأطفال وأحد أسباب الإعاقة الأوسع امتدادًا وتأثيرًا.[٢]
- السرطان: يُوصى دائمًا بإجراء الفحوصات الطبّية الدورية المتعلقةِ بالصدر، عنق الرحم والقولون عن طريق التشخيص باستخدام الصور الإشعاعيّة، مما لهذا الأجراء من دور فعّالٍ في زيادة نسبة التعافي وتخفيض مرحلة الإصابة.[٢]
- متلازمة التعب المزمن: وتؤثر هذه المتلازمة على ما يزيد عن مليون مُصابٍ، كما تتعرض لها الإناث بنسبةِ أربع مرّات أكثر من الذكورِ، وقد تصيب الناس بمختلف أعراقهم، أعمارهم وأصولهم، ولا يزول هذا الإرهاق بالراحةِ وليس لهُ مسبب طبّي مُحدد.[٢]
- السكّري: ويتطلب هذا المرض عنايةً متكاملةً وحرصًا بوصفه مزمنًا، وبهدف إبقاء حياة المصاب صحّية ومنتجةً قدر الإمكان، ولكنّ حين تتفاقم تبعات المرض جرّاء قلّة الانتظام في ممارسات الحياة اليومية فقد يُحد من قدرة المصابين على القيام بأعمالهم.[٢]
- الإنفلونزا: إذ إنّ هنالك بعضًا من الأعراق البشرية التي تتفاقم لديها الإصابة بفيروس الإنفلونزا سريعًا، وذلك يسبب صعوباتٍ وقد يتطور لديها وصولًا إلى التهاب الرئويّ، ونظرًا لوجود بعض الإعاقات الجسدية التي تؤثر على وظائف الجسد في محاربة الأمراض فلذلك يوصى باستشارة الطبيب.[٢]
- أمراض القلب: والتي تشمل أمراض الأوعية الدموية كذلك، ويعدّ هذا أحد أسباب الإعاقة المؤدية للموتِ بنسبةٍ كبيرةٍ بين المصابين، ويبلغ التعداد مقدار630,000 شخصًا ضمن حدود الولايات المتحدةِ سنويًا.[٢]
- صعوبات تعلُّم: في الكتابة أو وجود صعوبات في القراءة وانخفاض القابلة لتطوير قدرات الفهم والإدراك وحل المسائل الرياضيّة، وقد يحدث هذا بعدّ مدّة من الولادة، إذ تتراجع القدرات تدريجيًا مسببة الإعاقة الذهنية.[٢]
- فقدان أحد الأطراف: وقد يحدث ذلك جرّاء حدوث صدمة، الإصابة بعدوى، مرض السكّري، أمراض الأوعية الدموية والسرطان، ويؤدي ذلك للتقليل من قابلية الجسد الحركية، وقد يسبب أمراضًا جلديةً نتيجة الجراحة الترقيعية، وكذلك الإحساس بوهم الأطراف.[٢]
- الاكتئاب: ويعدّ كذلك مساهمًا في حدوث الأمراض الأخرى جميعها تبعًا لإنخفاض قابلية المصاب بالإلتزام بالأدوية والإرشادات الطبية، ويصيب 264 مليون شخصٍ على مستوى العالم، ومن أمثلتهِ الاضطراب ثنائي القطب، والذي من الممكن حدوث نوباته بشكل متقطّع على فترات لكن باستمرار وعلى طول حياة المصاب.[٣]
- العوامل الوراثية: كوجود شخصٍ آخر مصابٍ بأحد أسباب الإعاقة ضمن الأقرباء، أو كون المصاب قد وُلد قبل أوانه وترافق ذلك مع انخفاض وزنه عند الولادة، وقد يعزى ذلك لتناول الأم لأدوية أو احتسائها للكحوليات أثناء فترة الحمل.[٤]
أنواع الإعاقة
تبعًا لتعريف الإعاقة الذي يتمحور حول قصور قابلية المصاب للقيام بالأفعال اليومية كتناول الطعام بمفرده، فإن هذا المصطلح يشتمل على أنواع عدّة، ويختلف النوع الواحد بدرجته وخصائصه من فردٍ لآخر، ويستوجب ذلك اتبّاع إجراءات مختلفةٍ بحسب تشخيص المصاب، ومن هذه الأنواع:[١]
- الإعاقات المتعلقة بالمشاكل الصحّية وأعضاء الحِس: فعادة ما تسبب الإصابة بمرض مزمنٍ، عرضٍ خطير كالحساسية والسمنة انخفاض الكفاءة الوظيفية لأعضاء الجسد.
- الإعاقات المتعلقة بالسلوكيات التكيفية: وعادة ما يشخص المصابون بها متلازمة الجنين الكحولي وفرط النشاط مع تشتت الانتباه، وينتج ذلك نتيجة اضطراب نمائي عصبي غالبًا.
- الإعاقات المتعلقة بالتطور على صعيد المهارات أو اكتمال أعضاء الجسد: ومن أمثلتها متلازمة داون والتوحد، ويضع هذا النوع المصابين به في خانة هامشيةٍ ضمن نظرة المجتمع.
- الإعاقات المتعلقة بالقدرات التعلميّة والذهنية: كعسر القراءة والكتابة، والذين يعانون من مشاكل في التعلّم وحل المسائل الرياضية، مما يتطلب تعليمًا خاصًا مناسبًا لتنمية مهاراتهم وقدراتهم.
- الإعاقات المتعلقة بالعقل: والتي يندرج من صنفها الاكتئاب والقلق، وتعزى عادةً لخلل في كيمياء الدماغ، وقد تتطلب استعمال الأدوية كمضادات الاكتئاب على مدى طويلٍ وأحيانًا البقاء في المشفى أو المصحّ.
الوقاية من الإعاقة
ترتكز الوقاية في المقام الأول على المجهود الطبّي الذي يُعني به المختص من خلال تقديم المشورة الهادفة لتقليل فرص حدوث مضاعفات مرضٍ ما، الحد من أسباب الإعاقة، الاختيار الصحيح للأدوية التي تحقق الكفاءة القصوى والنصح بالممارسات اليومية الصحّية مثل التمارين الرياضية الدورية والعودة للعمل عند الإحساس بقدرة القيام بهِ، كما يُعدّ المجتمع مرتكزًا مهمًا إذ يساعد في حفظ توازن الشخص وتأخير حدوث الإعاقة، وكذلك البيئة التي يجدر بها أن تكون صحيّة ونقيّة بمختلف أركانها، وعلى صعيد الشخص فيجب له بناء علاقاتٍ سليمة حفاظًا على دواخله النفسيّة وصحته الذهنية.[٥]
كيفية التعامل مع الإعاقة
برغم الاختلافات الموجودة ضمن المصابين واختلاف أسباب الإعاقة للأفراد إلّا أنّ دور المجتمع المحيط بهم يعد مرتكزًا وقاعدةً أساسية في تحسنهم وبثّ طاقاتهم نحو التطلع للأفضل والوصول لأهدافهم، وبالأخص الوالدين الذين عليهما أن يضمنا توفر الرعاية الصحيّة والتعليم الأساسي للمصاب، وكذلك التخطيط المستمر لمستقبلهِ وعاداته اليومية، كما يجب الاتصاف بالمرونة والصبر والحكمة ليعلم الطفل أن مُصابهُ مشترك وكي لا يشعر بالتهميش والانعزال، وهذا يوفر دعماً له وراحةً تُسهم في تطورهِ وسعيه للأفضل، وللمُصاب أيضًا أن يلتزم بالإجراءات الطبّية وأن يؤمن بقدراته قدر الإمكان.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت "Challenges and Issues for Special Needs Children", www.verywellfamily.com, Retrieved 11-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Disability and Health Related Conditions", www.cdc.gov, Retrieved 11-12-2019. Edited.
- ↑ "Depression", www.who.int, Retrieved 11-12-2019. Edited.
- ↑ "Dyslexia", www.mayoclinic.org, Retrieved 11-12-2019. Edited.
- ↑ "Disability Prevention Principles in the Primary Care Office", www.aafp.org, Retrieved 11-12-2019. Edited.