محتويات
الإغماء
في الوقت الحاضر، يُشاع حدوث نوبات الإغماء مع دخول الطفل مرحلة المُراهقة، لما فيها من تغيّراتٍ فسيولوجيّة عديدة تودي بتكرار هذه النوبات، فأفادت العديد من الدراسات والأبحاث على أنّ نسبة الشباب المُصابين بهذه النوبات تُعادل ال20 بالمئة، وعلى الرغم من شيوعها، إلّا أنّ القلق المُتسبب من نوبات الإغماء يتزايد يومًا بعد يوم، المُرتكز على الخوف من الخطر الأكبر وهو الموت المُفاجىء، ويُمكن تفسير حدوث هذه النوبات كنتاجٍ للانخفاض السريع لضغط الدم، والذي يتسبب بدوره إلى عدم احتواء الدم الواصل إلى الدماغ على الكميّة المطلوبة من الأكسجين، ليحدث الغشيان بشكلٍ سريع ومُفاجئ، أمّا بالنسبة للأسباب الأقل شيوعًا، فبالإمكان معرفتها عن طريق اتباع بعض الإجراءات القائمة على دراسة التاريخ المرضي المُفصل، بالإضافة إلى الفحص السريري الدقيق، وترتبط هذه الأمراض بمشاكل القلب والأمُراض المُرتبطة بالجهاز العصبي، وفي الآتي من معلوماتٍ في هذا المقال، أهم أسباب الإغماء عند المراهقين.[١]
أسباب الإغماء عند المراهقين
هل توجد أسباب تؤدي إلى الإغماء عند المراهقين؟
من المهم أن يعرف الوالدان المُسببات الشائعة التي تؤدي إلى حالات الإغماء عند المُراهقين، وذلك لغَرَض الحصول على العلاج بشكلٍ فوريّ، بالإضافة إلى تشخيص أسباب الإغماء عند المراهقين النادرة والدالّة إلى الأمراض الخطيرة، ومن أهم المُسببات الوارد حدوثها الآتي:[٢]
- الجفاف: إنّ عدم شرب كمياتٍ كافيةٍ من السوائل بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة يُشكّل السبب الأكثر شيوعًا لحدوث حالات الإغماء عند المُراهقين، إذ ينجم عن القلّة في حجم الماء المُستهلك انخفاض ضغط الدم في الأوعية الدمويّة.
- الوقوف: حيث إنّ الوقوف بمكانٍ ثابت ولفترةٍ طويلة يؤثر بشكلٍ سلبيّ، وذلك بسبب تجمّع الدم في منطقة الساقين، ويُعنى ذلك إلى الجاذبيّة الأرضيّة.
- درجات الحرارة المُرتفعة: ويُمكن الشعور بتأثير درجات الحرارة على وعي المُراهق العام في البيئات المُكتظة والمُزدحمة.
- العواطف القويّة: والتي تنتج استجابةً للإصابة بألمٍ أو صدمةٍ ما، والتي تؤدي إلى حدوث بعض التغييرات في الجزء المسؤول في الدماغ عن التحكّم في ضغط الدم ومُعدّل التنفس، بالإضافة إلى معدل ضربات القلب، وبهذا يشهد المُراهق كنتاجٍ لهذه التغيّرات الإصابة بحالة الإغماء.
- الإفراط في التنفس: أثبتت العديد من الأبحاث تأثير بعض الحالات مثل القلق أو التوتر والخوف على سرعة التنفّس، لينتج عن ذلك تدفّق الدم إلى الدماغ بشكلٍ سريع والإصابة بالإغماء.
- نوبات حبس الأنفاس: وهي حالةٌ شائعة الحدوث بين الأطفال والمُراهقين أثناء نوبة الغضب أو عند الشعور بالألم.
- الحركات شائعة الحدوث: مثال على ذلك السعال ورفع بعض الأثقال أو حتى الذهاب إلى الحمام، فقد تضغط هذه الحركات على بعض النهايات العصبيّة الحساسة، لتؤثر هذه الحركات على وعي المُراهقين سلبًا.
- نقص الحديد: يؤدي فقر الدم إلى النقص في نسب الأكسجين في الدماغ، ليتسبب بالإغماء عند المُراهقين.
- النزيف الداخلي: والذي يحدث عادةً عند الإصابة بصدماتٍ في الدماغ أو مناطق أُخرى في الجسم.
- داء السكّري: حيث إنّ التغيّر في نسب السكر في الدم بشكلٍ مُفاجىء يؤدي إلى الإغماء، بالإضافة إلى تأثيره في نسب التبوّل اليومي، والذي يتطور إلى الجفاف.
- اضطرابات الأكل: وهي من الحالات الشائعة بين المُراهقين، وتتمثّل بفقدان الشهيّة أو الشره المرضي وانخفاضٌ في نسب السكر في الدم، ليتبعه التغيّرات الحادّة في ضغط الدم بسبب الجوع أو القيء.
- مشاكل القلب: والبارزة في بعض العلامات، كعدم انتظام نبضات القلب أو بعض المشاكل الهيكليّة، ويحدث الإغماء عادةً أثناء التمارين الرياضيّة.
- الصداع النصفي: يتبع نوبات الصداع النصفي التي يُمكن أن تُصيب المُراهق إلى حدوث حالة الإغماء.
- تعاطي الأدوية: وتؤثّر الأدوية على ضغط الدم عند اتساع الأوعية الدمويّة، ليترتّب على ذلك انخفاض ضغط الدم فيها بشكلٍ كبير والإصابة بالإغماء، ومن أهم الأمثلة على هذه الأدوية الميثامفيتامين.
- أمراضٌ أخرى: من الأمثلة على ذلك المشاكل في الغدّة الكظريّة، وهي الحالة التي لا يتم بها إنتاج كميات كافية من الهرمونات مثل الكورتيزول.
أعراض الإغماء عند المراهقين
هل توجد مؤشرات تدل على الإغماء؟
هُناك بعض العلامات التي قد تدل على أنّ المُراهق على وشك الدخول بنوبةٍ من الإغماء، ومن أهم الأعراض الآتي ذِكره:[٣]
- الشعور بالدوار الشديد قبل النوبة.
- الشحوب الشديد في لون البشرة.
- عدم القدرة على الثبات والتوازن.
- التغيّرات في ضربات القلب بشكلٍ سريع وغير مُنتظم.
- التعرّق الشديد.
- الشعور بالغثيان أو الرغبة بالتقيؤ.
تشخيص الإغماء عند المراهقين
هل يجب الذهاب إلى الطبيب في حالة حدوث الإغماء عند المراهقين؟
يتركّز التشخيص الذي يتم القيام به على بعض الإجراءات التي تهدف لاستبعاد الأمراض المُتوقّعة كمُسبب لهذه النوبات ومن أهم أساليب التشخيص الآتي:[١]
- التاريخ المرضي للمُراهق، والذي يوثّق عدد مرات الإصابة بنوبات الإغماء، بالإضافة إلى العوامل التي تؤدي إلى تطورها.
- القيام بالفحوصات اللازمة لاستبعاد الأمراض القلبيّة كمُسببٍ للمرض، وذلك عن طريق المُخطط الكهربي للقلب ECG، لغَرَض فحص إيقاعات القلب غير المُنتظمة.
- يتم إجراء بعض التحاليل الأخرى التي تُسهم بتكوين المُسبب لهذا المرض مثل مخطط صدى القلب واختبار تمارين المتدرج او حتى المُخطط الكهربائي.
- الفحص البدني الدقيق لاستبعاد الأمراض العصبيّة والقلبيّة.
علاج الإغماء عند المراهقين
هل يمكن علاج الإغماء عند المراهقين؟
عند التواجد مع مُراهقٍ أُغمي عليه، فمن الواجب مُساعدة الشخص أولًا على الاستلقاء بشكلٍ صحيح مع عدم تحريكه خاصةً عند حصول حالة الإغماء كنتاجٍ للسقوط، فيؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة، بدلًا من ذلك يجب فك أيٍ من الملابس الضيقة، كالأحزمة أو الياقات أو حتى الأربطة، وبالإمكان رفع قدمي الشخص المُصاب مُستوى أعلى من ظهره المُستلقي، لغَرَض تدفق الدم إلى الدماغ.[٣]
وعادةً ما يتعافى المُصاب الذي أُغمي عليه بسرعة، ويتبعه الشعور بالضعف قليلًا، لذلك من الواجب تركه مُستلقٍ، لتفادي حدوث نوبةٍ أخرى، ومن الواجب اللجوء إلى مُقدمي الرعاية الصحيّة عند عدم استعادة الوعي بعد بضع دقائق، بالإضافة إلى حدوث النوبة أثناء ممارسة الرياضة وعند الشعور بألمٍ في منطقة الصدر أو الصعوبة في التنفّس أو حتى المرور بنوبة الصرع.[٣]
المراجع
- ^ أ ب "Fainting (Syncope) in Children & Teenagers", www.cincinnatichildrens.org, Retrieved 2020-05-04. Edited.
- ↑ "Dizziness and Fainting in Teens", www.healthychildren.org, Retrieved 2020-05-04. Edited.
- ^ أ ب ت "Fainting", kidshealth.org, Retrieved 2020-05-04. Edited.