أسباب التثاؤب في الصلاة

كتابة:
أسباب التثاؤب في الصلاة
الصلاةُ لُغةً هي الدُّعاءُ بخير، أمَّا شَرعاً فهي أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ تُبتَدَأُ بالتكبيرِ وتُختَتَمُ بالتسليم،[١] وأمَّا التَّثَاؤُبُ فهو حركةٌ لا إراديةٌ عند الإنسان، يتمُّ فيها فتح الفم بشكل واسع، والتَّنفُّسُ بِعمقٍ، حيث تمتلئُ الرئتان بالهواء، ويَحدُث التثاؤبُ بشكلٍ طبيعيٍ عندما يكون الشخصُ مُتعباً، ويدُلُّ على النُّعاس والإرهاق، ويُصاحبه صوتٌ كالتَّنَهُّد.[٢]


أسباب التثاؤب في الصلاة

  • من أسباب التثاؤب في الصلاة امتلاءُ البطن وثقله بسبب التنويع والخلط في الأكل، وكذلك الكسل والإرهاق وقلة النوم، مما يبعث على الخمول والتراخي في أداء العبادة، بما لا يمكن أن يتحقق معه التركيز والخشوع، والواجب على الإنسان أن يتحاشى كل شيء من شأنه أن يضيع الخشوع في الصلاة، فيقلل من التنوع والتوسع في الأكل، وأيضاً أن يريح بدنه وينام بشكل معتدل، حتى لا يحصل التثاؤب بشكل دائم، وكذلك أن يقوم بالتنفس بعمق.[٣][٤]
  • وقد ورد أنه من الأدب النبوي أن يخفض الإنسان صوته حال التثاؤب،[٥] وعُرفَ طبياً أن من أسباب التثاؤب عموماً تنظيم درجة الحرارة في الدماغ، حيث أن التثاؤب يهدف إلى تبريد السوائل في الدماغ، ويُذكر أن الصداع النصفي سبب آخر قد يؤدي إلى التثاؤب، حيث يرتبط الصداع النصفي بتجلط الدم في الدماغ، فالتثاؤب يؤدي لتبريد الدماغ ويحافظ عليه من التجلطات.[٢]


حكم التثاؤب في الصلاة

  • التثاؤُبُ في الصلاة مكروه، لأنه مِن عمل الشيطان، وينشأُ منهُ لأنه يُحبه، وذلك بحسب ما ورد في السنة النبوية فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (التَّثاؤُبُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ ما اسْتَطاعَ)،[٦] وجاء في حديث آخر ورد فيه ذكر التثاؤب في الصلاة؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ في الصَّلاةِ، فَلْيَكْظِمْ ما اسْتَطاعَ، فإنَّ الشَّيْطانَ يَدْخُلُ)،[٧] والتثاؤبُ مكروهٌ في الصلاةِ وخَارجها أيضاً، لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ يحبُّ العُطاسَ ويكرهُ التَّثاؤبَ، وإذا قال أحدُكم: هاه هاه فإنَّما ذلك شيطانٌ يضحكُ من جوفِه).[٨]
  • فمن السُّنة للمسلم في الصلاة وخارجها أن يُكافحه ويدفعه ما استطاع، وألا يترك فمه مفتوحاً بطريقة غير لائقة، وأن يضع ظهر يده اليسرى على فمه، لأنها لتنحية الأذى، وأن يسعى أثناء الصلاة لحضور قلبه وخشوعه بين يدي الله واستحضاره أنه في مقام عظيم، لعله يسلم من التثاؤب،[٣][٤] وهو من طرق الشيطان لإلهاء المصلي وإشغال فكره عن الصلاة، ومما يُؤمر به المُتثائب إذا كان في الصلاة؛ أن يتوقَّف عن القراءة مدة بسيطة حتى يذهب التثاؤبُ عنه ويُرَكِّزَ في قِراءته.[٩]


حكم قول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) عند التثاؤب

لم يرد نصٌّ بمشروعية الاستعاذة بالله من الشيطان عند التثاؤب ولا بتحريمها أو النهي عنها، ولكن ورد في القرآن الكريم قولُهُ تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}،[١٠] وبما أن التثاؤبَ من الشيطان فاعتُبرت الاستعاذة من قبيل الأمور التي تُعين على دفع التثاؤب، فلا مانع من الاستعاذة لهذا السبب.[١١]





المراجع

  1. مصطفى الخن،مصطفى البغا، علي الشربجي، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 98. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مها بدر (2/8/2018)، "ما هو التثاؤب: الأسباب والعلاج "، ويب طب، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2021.
  3. ^ أ ب عطية سالم، كتاب شرح بلوغ المرام لعطية سالم، صفحة 5-6. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عبد الكريم الخضير، كتاب شرح بلوغ المرام، صفحة 10. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 923. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2994، حديث صحيح.
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2995، صحيح.
  8. رواه الترمذي، في مختصر الأحكام، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2/288، حسن.
  9. محم صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 829. بتصرّف.
  10. سورة الأعراف، آية:200
  11. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 924. بتصرّف.
5488 مشاهدة
للأعلى للسفل
×