محتويات
تعرف على أسباب التعرق عند الأطفال خاصة أثناء النوم أو الرضاعة وطرق الوقاية منها في المقال الآتي:
تلاحظ بعض الأمهات تعرق أطفالهن الشديد أثناء الرضاعة أو النوم لدرجة تبلل الوسادة تحت رؤوسهم وعند تلك اللحظة يبدأن بطرح الأسئلة وتراودهن القلق والشكوك.
هل هي ظاهرة طبيعية لدى جميع الأطفال أم أنها تحدث لطفلها فقط؟ وما هي أسباب التعرق عند الأطفال خلال النوم أو الرضاعة؟ وهل توجد حلولٌ معينة تساعد على منع حدوث ذلك؟
أسباب التعرق عند الأطفال الطبيعية خلال النوم أو الرضاعة
ينتج العرق لدى الإنسان عن طريق أوامر الدماغ التي تصل إلى الجهاز العصبي الودي الذي يعطي أوامر للأعصاب والتي توصل الإشارات الكهربائية لمنطقة الغدد العرقية.
تتسبب هذه الإشارات الكهربائية في إطلاق مادة تسمى أسيتيل كولين (Acetylcholine)، وهي المادة التي تشغل الغدد العرقية والتي تقوم بدورها بإنتاج العرق من أجل تنظيم درجة حرارة الجسم.
وبذلك يكون السبب الرئيسي وراء تعرق رأس طفلك هو وجود الغدد العرقية النشطة في منطقة الدماغ، وتكون هذه الغدد لدى الأطفال الرضع تمامًا كبقية أعضاء الجسم لديهم لم تنضج بعد بالشكل الكامل.
عدم النمو الكافي في الغدد العرقية يؤدي إلى حدوث اضطراب في تنظيم حرارة جسم طفلك الأمر الذي يعد من أسباب التعرق عند الأطفال بشدة أثناء النوم، لكن مع نمو طفلك تنضج هذه الغدد وتؤدي بدورها إلى تقليل التعرق.
هناك مجموعة من الأسباب الطبيعية والعادات الخاطئة، التي تؤدي بدورها إلى زيادة التعرق عند طفلك، أهمها:
- شعور الطفل بالحر الزائد لاتصاله بشكل مباشر ببشرتك أثناء الرضاعة وارتفاع درجة حرارة جسمه فيحاول تبريد نفسه من خلال إفراز العرق.
- ارتداء الطفل ملابس ثقيلة غير مناسبة للجو مما يرفع من درجة حرارة جسده فيبدأ في التعرق.
- ارتفاع درجة حرارة الغرفة التي يوجد بها الطفل أثناء النوم بسبب إغلاق أبوابها ونوافذها.
- وضع أغطية كثيرة فوق الطفل يمكن أن يسبب ارتفاع درجة حرارته وهذه من أسباب التعرق عند الأطفال الشائعة جدًا.
- اختيار ملابس الطفل لا تحتوي على نسبة عالية من مادة القطن والتي تعمل بدورها على تبريد الجسم وامتصاص العرق أكثر من مادة البوليستر.
هل من الطبيعي بالنسبة للرضيع أن يعرق بغزارة؟
نعم فقد يتعرّق طفلك من وقت لآخر لكن احذري عزيزتي الأم وراقبي طفلك جيدًا.
إذا كان يفعل ذلك بشكل متواصل ومستمر طوال الوقت فهذا قد يخبرك بأن هناك بعض الأمراض الكامنة التي عليك البحث عنها، والتي سنتطرق لها في أسباب التعرق عند الأطفال المرضية.
أسباب التعرق عند الأطفال المرضية خلال النوم أو الرضاعة
قد تكون أسباب التعرق عند الأطفال لها علاقة بمجموعة من الأعراض الخطيرة، والتي تشمل:
-
توقف التنفس أثناء النوم
هو سبب شائع للتعرق الليلي عند الرضع ويعني توقف طفلك عن التنفس لمدة 20 ثانية.
هذه الحالة تتطلب مجهودًا كبيرًا من الطفل لاستعادة التنفس من جديد مما يؤدي إلى زيادة التعرق.
إذا كان طفلك يعاني من انقطاع النفس أثناء النوم فقد يظهر عليه أيضًا أعراضًا أخرى، مثل: لون البشرة المزرق، والصفير، والشخير.
-
الإصابة بالعدوى
من أسباب التعرق عند الأطفال هي إصابة صغيرك بعدوى، مثل: عدوى المسالك البولية، أو عدوى الجروح، أو عدوى الجهاز التنفسي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته وعندها سيحاول صغيرك تبريد نفسه من خلال إفراز العرق.
وتنشأ الأمراض المُعْدِيَة عند دخول أجسامِ غريبةٍ ملوثة إلى جسم الإنسان، وتكون هذه الأجسام الغريبة عبارة عن جراثيم، أو فيروسات، أو فطريات، أو طفيليات.
تنتقل هذه الأجسام عن طريق العَدْوى من إنسان آخر، أو حيوانات، أو طعام ملوث، أو من التعرض لأي من العوامل البيئية التي تكون ملوثةً بأيِ من هذه الأجسام.
إن لهذه الملوثات أعراضًا كثيرة على الجسم، منها ارتفاع حرارة الجسم، والشعور بالأوجاع.
-
الإصابة بمرض الربو
الربو عبارة عن مرض مزمن يصيب الإنسان نتيجة التهاب مجاري الهواء في الرئتين وتضيقها، الأمر الذي يقلل أو يمنع من تدفق الهواء إلى هذه الشعب مسببًا نوبات متكررة من ضيق التنفس التي يرافقها صفير بمنطقة الصدر وبعض الأعراض الأخرى.
إصابة طفلك بالربو يحد من تنفسه حيث تنقبض العضلة التي تحيط بالشعب الهوائية وتتراكم كمية كبيرة من البلغم في مجاري الهواء تؤدي إلى انسدادها وتمنع التنفس بشكل جيد.
هذه الحالة تتطلب من الطفل بذل جهد إضافي عند عملية التنفس مما يسبب زيادة التعرق الشديد حيث كما ذكرنا سابقًا أن ظاهرة التعرق مرتبطة بمقدار الجهد المبذول.
-
الإصابة بأمراض القلب الخلقية
إن معظم الأمراض ومشاكل القلب عند الأطفال الرضع حديثي الولادة تنشأ من عيوب خلقية في القلب، ينتج عنها اضطرابات في دقات القلب ونقص في الأكسجين المتدفق إلى جميع أعضاء الجسم عن طريق الدم، يظهر على شكل ازرقاق في لون البشرة.
ومن الأعراض الأخرى المصاحبة لاضطرابات القلب هو التنفس بصعوبة عند قيام الطفل ببذل أي مجهود بسيط سواء أثناء الرضاعة أو اللعب، ناهيك أن القلب المصاب يحتاج إلى الكثير من الطاقة لضخ الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة.
كل هذه العوامل ترمي بظلالها السلبية على الطفل مما تجعله بحاجة إلى المزيد من الجهد والطاقة للقيام بالوظائف الحيوية التي يحتاجها، مثل: التنفس مما يسبب زيادة التعرق لديهم.
-
وجود العوامل الوراثية
في بعض الحالات إذا كان أحد الأبوين يعاني من فرط التعرق فقد تنتقل هذه الحالة للأطفال.
لكن يجب الانتباه أن التعرق بغزارة ليس وراثة لكن يمكن أن يصاب الشخص بالتعرق الشديد نتيجة مرض وراثي، مثل: أمراض الغدة الدرقية.
وتلعب الغدة الدرقية دورًا أساسيًا في أداء العديد من أجهزة الجسم، فهي مسؤولة عن إنتاج الهرمونات التي تنظم معدل التمثيل الغذائي ودرجة حرارة الجسم والنبض ويمكن أن يؤدي أي خلل فيها إلى عواقب وخيمة.
لذلك عند إصابة طفلك بأي خلل في وظيفة الغدة الدرقية فإن هذا من شأنه أن يحد من قدرة جسمه الصغير على تنظيم درجة حرارته مما يؤدي إلى التعرق الشديد الناتج عن فرط الشعور بالحرارة.
-
وجود مشكلة في الغدد المسؤولة عن إفراز العرق
فتكون نشيطة عن المعدل الطبيعي ويظهر العرق مع أقل مجهود، والرضاعة هنا تعد أكبر مجهود يبذله الرضيع لكي يحصل على الطعام وخاصة في الشهور الأولى من مولده.
لذلك يجب عليك استشارة طبيب أطفال مختص في جميع الأحوال لتحديد أسباب التعرق عند الأطفال والتعرف على نوعية فرط التعرق المُصاب به طفلك وإلى ما إذا كان مُصابًا بأي أمراض أخرى أدت إلى حدوث ذلك.
ما الذي يمكنني فعله للتخلص من أسباب التعرق عند الأطفال؟
إليك بعض النصائح للتخفيف من أسباب التعرق عند الأطفال في ما يأتي:
- احرصي على إرضاع طفلك في مكان مفتوح وأن تكون درجة حرارة الغرفة متوسطة.
- اختاري ملابس الطفل المناسبة على أن تكون قطنية خفيفة تمتص العرق وتناسب درجة حرارة الجو خاصة في فصل الصيف، وفي الشتاء يمكن الاكتفاء بالملابس الثقيلة فقط والاستغناء عن لف الطفل بالبطانيات الثقيلة.
- استخدمي فوطة ناعمة لمسح العرق خلال الرضاعة وتوخى الحذر في عدم تعريض الطفل لتيارات الهواء وهو متعرق.
- استشيري الطبيب لعلاج المشكلة التي يعاني منها طفلك سواء في ما يتعلق بأمراض الغدة أو المشكلات القلبية.
- احرصي على تغيير وضعية طفلك أثناء الرضاعة للتخفيف من الحرارة الناتجة عن احتضانه لفترة طويلة.
- احرصي على إبقاء طفلك رطبًا لأن التعرق يمكن أن يستنزف الكثير من محتوى الماء في جسمه بالإضافة إلى الملح الطبيعي والمعادن.
ما هو الفرق ما بين التعرق وفرط التعرق عند الأطفال؟
يعدّ التّعرّق حالةً فسيولوجيّةً طبيعيّةً تقوم بتنظيم درجة حرارة جسم الإنسان عند تعرّضه لجوٍ حارٍ، أو عند بذله لمجهودٍ بدنيٍّ عن طريق إفراز العرق.
وهي عملية يقوم بها الجسم من أجل التخلص من الإفرازات المكونة بشكل أساسي من الماء وبعض الأملاح والمركبات الكيميائية.
أما التعرق الزائد أو فرط التعرق فهو حالة يعرق فيها الشخص بكثرة بدون علاقة للظرف المحيط به، فإذا أُفرز العرق من غير بذل مجهودٍ أو التّعرّض لجوٍ حارٍ فلا يعدّ أمرًا طبيعيًّا.
وعلى سبيل المثال إذا كان طفلك في غرفة باردة وما زال يعاني من التعرق في منطقة الرأس واليدين والقدمين، فالأمر هنا غير طبيعي ومؤشر على وجود مشكلة أو خلل ما.