أسباب التعصب

ما الذي قد يسبب التعصب؟

التعصب (Ntolerance) هو اختلال فكري يؤثر على الشخص حيث يأتي بعده اختلال وجداني ليتبعه اختلال سلوكي؛ إذ تقاس أضراره على الشخص نفسه والمجتمع^[١] ويوجد العديد من أنواع التعصب منها؛ التعصب الفكري، والتعصب الطائفي وغيرها.^[١]

تعود أسباب التعصب إلى تربية الإنسان فهو يتأثر بالبيئة التي وُلد فيها والعادات والتقاليد التي كبر عليها، فالطفل الصغير يتأثر بالمجريات التي تحدث حوله فبالتأكيد إذا رأى أهله يمارسون العصبية سينعكس ذلك على شخصيته ويصنع شخصًا يحمل صفات سيئة كالحقد والكراهية والحسد والعديد من الصفات الذميمة الأخرى، وبذلك تنشأ أمة متخلفة وعديمة الكفاءة،^[١] وهنالك العديد من الأسباب الرئيسة التي قد تؤدي إلى التعصب منها:

غياب العدل والمساواة

في كل مكان يجب أن يكون هنالك عدل ومساواة لأن وجودهما يؤدي إلى منع حدوث مشاكل كثيرة فإذا لم تتواجد هذه العدالة والمساواة وعدم التمييز فإن هذا يؤدي إلى وجود مشاكل بين الناس ووجود حقد وحسد بينهم وأيضًا سيتسبب بوجود التعصب وتراجع الأمة للخلف.[٢]

غياب الدور التربوي

للأهل دور كبير في بناء شخصية أبنائهم فإذا غاب الدور التربوي ولم تترسخ الأخلاق الحميدة عند هؤلاء الأبناء سيؤدي ذلك إلى تنشئة أبناء متعصبين ومشوهين فكريًا تجاه الحياة والمجتمع.[٢]

تضخم الذات

الذات هي التي يعود إليها الفرد وينتمي لها ومن الممكن أن تكون هذه الذات ذات الشخص أو ذات القبيلة أو ذات الدولة؛ حيث تؤثر هذه الأنا على طبيعة الشخص وفكره؛ إذ إن الاعتزاز بالذات بصورة مفرطة وتضخمها في عين الفرد قد يؤدي إلا التعصب المفرط.^[٢]

الشعور بالنقص الذاتي

إن الشعور بالنقص هو من أكثر الأفكار والمشاعر السلبية التي تؤثر على طبيعة الفرد والتي قد تجعل منه متحيزًا لرأيه يرفض الآخر ولا يقبل إلا رأيه ومعتقداته ظنًا منه أن هذا وحده ما يحقق الكمال بالنسبة إليه.^[٢]

الجهل وشح المعرفة

إن شحّ المعرفة على اختلاف أنواعها وانغماس الشخص في الجهل قد يجعل منه شخصًا متعصبًا لا يرى إلا تلك القوقعة التي نشأ فيها وترعرع عليها، فإنه لا يتقبل الآخر ولا آرائه ولا يعطيه أ] احترام أو أهمية.^[٢]

التنشئة الاجتماعية الخاطئة

من أسباب التعصب التنشئة الاجتماعية الخاطئة؛ فالعيش بين أفراد أسرة يميزون ضد اللون والعرق والقبيلة تنشأ في النفس التعصب وعدم تقبل الآخر وتصنع أشخاص متعصبين فالأسرة تعد نواة المجتمع وبالتالي ستظهر على الشخص المبادئ التي تربى وكبر عليها.^[٢]

الفهم الخاطئ للنصوص الدينية

من أسباب التعصب الديني الفهم الخاطئ للنصوص الدينية؛ فهناك العديد من الناس الذين يفهمون النصوص الدينية بشكل آخر فغياب المعرفة بأمورهذا الدين الذي يدعو إلى الوحدة والعدل والإنصاف يجعل الأشخاص يقعون في التعصب انتقالًا إلى العنف.^[٣]

فقدان الهدف

عدم وجود أهداف للأشخاص وعدم تواجد ما يملؤون به فراغهم يؤدي إلى عدم شعورهم بالمسؤولية اتجاه وطنهم وأنفسهم والآخرين من حولهم، وهذا يجعلهم يميلون إلى مساوئ الأخلاق ومنها التعصب.^[٣]

علو المصالح الشخصية على المصالح العامة

كثير من الأشخاص يفضلون مصالحهم الخاصة على المصالح العامة وهذا بدوره يؤدي إلى تواجد الكره بين الأشخاص مما يسهل كره الآخر ورفضه وعدم احترامه وهذا وحده أحد صور التعصب^[٣]

فقدان مهارات التواصل

إن عدم وجود طريقة أو أسلوب يتمكن بها المتحدث من التواصل مع الآخرين ستصعب عليه فهم آراء الآخرين وتقبلها أو إبداء رأيه والدخول في حورات ناجحة مما يجعله شخصًا متعصبا لرأيه في نظر من حوله.^[٤]

هناك أسباب عديدة للتعصّب منها: التنشئة الاجتماعية الخاطئة والفهم الخاطئ للنصوص الدينية وفقدان الهدف والبطالة.

كيف نتحرر من التعصب؟

يوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها التخلص من التعصب والتحرر منه وفي ما يلي أبرزها:^[٥]

• يجب توجيه المؤسسات التربوية جميعها إلى ترسيخ الأخلاق الحميدة والتسامح وثقافة الديمقراطية عن طريق الممارسات الديمقراطية بداية في المدارس والروضات التي تعد هي الأساس في تكوين الأطفال والسماح لهم بالتعبير عن مشاعرهم.
• لا بد من إعادة تكوين المدارس بحيث تتلاءم الأهداف المطلوبة ومنح الحرية للمعلمين والطلاب.
• وجود توافق وتكامل بين المدرسة والمجتمع والتعاون الفعال للأطفال في عدة مشروعات وهذا يجعل المنهج يتصل بموضوعات بعيدة عن التعصب مما يساعد الطفل على فهم وإدراك الموضوعات المختلفة.

يوجد العديد من الطرق التي تساعدنا على التخلص من التعصب، ويفضل التوافق بين المدرسة والمجتمع حتى يتم ترسيخ الأخلاق والقيم وثقافة التسامح والديمقراطية.

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} " التعصب مدمر الحضارات"، جامعة البترا، اطّلع عليه بتاريخ 6/4/2021. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب ت ث ج ح} "مشكلة التعصب"، جامعة الملك سعود ، اطّلع عليه بتاريخ 4/3/2021. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب ت} "اسباب التعصب الجماهيري الرياضي وعلاجه"، المجلات العربية للدراسة الامنية والتدريب، اطّلع عليه بتاريخ 4/3/2021. بتصرّف.
4. ↑ "مشكلة التعصب"، جامعة الملك سعود ، اطّلع عليه بتاريخ 4/3/2021. بتصرّف.
5. ↑ "مشكلة التعصب"، جامعة الملك سعود ، اطّلع عليه بتاريخ 4/3/2021. بتصرّف.