محتويات
الخوف
يُعدّ الخوف من المشاعر الطبيعية والضرورية لحياة الإنسان، فهو الذي يدفع الجسم للدخول في حالة الطوارئ في حالات الخطر الحقيقية، والتصرف بشكل سريع؛ مثل: اقتراب سيارة مسرعة. ويُصنَّف الخوف بأنّه شعور عميق من مكان أو موقف مُعين، وبالرغم من أهميته إلا أنه قد يصبح عائقًا كبيرًا في حياة الفرد في بعض الحالات، فقد تتكوّن لدى الفرد أنواع من الخوف أو الرهاب التي تؤثر سلبًا في حياة الفرد، سواء على الصعيد النفسي أو الاجتماعي أو غيرهما.[١]
أسباب الخوف
تتضمن العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالخوف ما يلي:[٢]
- الوراثة، أظهرت نتائج الأبحاث أنّ بعض أنواع الإصابة قد تُورّث في العائلة نفسها، فمثلًا، قد يُصاب التوائم الذين تربّوا بشكل منفصل وفي أماكن مختلفة بالخوف نفسه.
- العوامل الثقافية، تحدث بعض أنواع الخوف في مجموعات ثقافية معينة؛ مثل: الخوف من الإساءة، أو إيذاء الآخرين في المواقف الاجتماعية، وهذا النوع يختلف بشكل ملحوظ عن مشكلة الرهاب الاجتماعي التقليدي؛ الذي يخاف فيه المصاب من الحرج أو الإهانة له شخصيًا.
- تجارب الحياة، إذ تعتمد الإصابة على العديد من الأحداث الواقعية التي قد تُذكَر أو لا تُذكَر؛ مثل: الخوف من الكلاب قد ينبع من التعرض للهجوم عبر كلب أثناء الطفولة، فيبقى خوف من الكلاب، أو مشكلة الإحراج في سنّ المراهقة قد تتطور إلى الخوف عند البلوغ، ومن المحتمل أن يوجد مزيج من هذه العوامل في مكان للإصابة.
أنواع الخوف
يختلف نوع الخوف من شخص لآخر، وتُقسّم أنواعه تِبعًا للأعراض التي يُصاب بعا الشخص وفق الأنواع التالية:[١]
- الخوف المرضي أو ما يُعرف باسم الرهاب الميداني؛ هو خوف الأشخاص من الأماكن أو المواقف التي لا يُمكن الهروب منها؛ كالخوف من الأماكن المغلقة، كما يخشى الأشخاص المصابون بالخوف المرضي من الوجود في حشود كبيرة، وغالبًا ما يتجنبون المواقف الاجتماعية تمامًا ويبقون داخل منازلهم.
- الخوف الاجتماعي أو ما يُسمَّى الرهاب الاجتماعي؛ إذ إنّه القلق الشديد بشأن ردود فعل الآخرين على الشخص وتصرفاته، مما يؤدي إلى العزلة الذاتية، وقد يصل هذا النوع إلى الخوف من الطلب في مطعم أو الرد على الهاتف.
- الخوف من التكلم، يُعرَف هذا النوع باسم قلق الأداء، أو الخوف من التحدث أمام الجمهور.
- الخوف من المرتفعات، يتجنب الأشخاص المصابون بهذا النوع من الأماكن المرتفعة؛ مثل: الجبال، أو الجسور والطوابق العليا من المباني. وتتضمن أعراض هذا النوع الإصابة بالدوار، والتعرق، والشعور باقتراب فقدان الوعي.
- الخوف من الطيران، يخشى الأشخاص ركوب الطائرة.
- الخوف من طبيب الأسنان أو الخوف من الإجراءات المتعلقة بالأسنان، يحدث هذا النوع بعد تجربة غير سارة في مكتب الطبيب.
- الخوف من الدم أو ما يُعرف باسم الهيموفوبيا، إذ يصاب الشخص بالخوف عند رؤية دمه أو دم شخص آخر.
- أنواع أخرى؛ مثل: الخوف من العناكب، أو الكلاب، أو الثعابين، والخوف من الليل.
أعراض الإصابة بالخوف أو الهلع
يحدث تسارع في نبضات وخفقان القلب، بالإضافة إلى اهتزاز عضلة الصدر اليسرى بسبب زيادة خفقان القلب، بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض الأخرى التي قد يظهر بعضها على المريض؛ مثل:[٣]
- الشعور بالتوتر وعدم الراحة.
- الشعور بالخطر المحدق.
- حدوث تسارع في نبض القلب.
- الشعور بالارتباك.
- الإصابة بالغثيان، واضطرابات الجهاز الهضمي.
- الإصابة بفرط التعرق.
- حدوث ارتجاف في الأطراف.
- الشعور بالاختناق، وضيق التنفس.
- الإصابة بالدوار، أو عدم توازن الجسم، أو الثقل في الرأس.
- حدوث التنميل والشعور بهبات ساخنة أو باردة.
- زيادة الرغبة في استخدام الحمام.
- الإصابة بـجفاف الفم.
- الشعور بالألم، أو ضيق في الصدر.
- الإصابة بالإغماء.
- وجود طنين في الأذن.
- الشعور بالتخدر أو الوخز.
- الشعور بالخوف من فقدان السيطرة.
- زيادة مشاعر الفزع.
- الخوف من الموت.
علاج الخوف
يُقسّم علاج الخوف من الناحية الطبية قسمين: العلاج النفسي بأنواعه، والأدوية. ويُعدّ العلاج السلوكي النفسي من أفضل الوسائل لعلاج الخوف، وقد يصف الطبيب أنواعًا أخرى من العلاجات لفهم أسباب حدوث ذلك، مما يخفّف من تأثير الخوف في المريض، ويساعده في التعامل مع الأعراض بشكل أفضل، وتتضمن الخيارت العلاجية ما يأتي:[٤]
العلاج النفسي
من العلاجات الأكثر فاعلية في العلاج النفسي يُذكَر ما يأتي:[٤]
- علاج بالتعرّض، يركّز هذا العلاج على تغيير استجابة الشخص للموقف أو الكائن الذي يخاف منه؛ ذلك بتعريضه تدريجيًا لمصدر الخوف، ومساعدته في التحكم بردة فعله على مسبب الخوف.
- العلاج السلوكي المعرفي، يتضمن هذا النوع التعرض أيضًا للمخاوف، لكنه يُصحَب مع محاولة تغيير نظرة المريض وتصرفاته تجاه مصدر الخوف، وتدريبه على السيطرة على أعصابه ومشاعره في هذه الحالات، ويساعد هذا العلاج المصاب في زيادة ثقته بنفسه، وتبديل مشاعر الخوف والارتباك إلى مشاعر الثقة.
العلاج الدوائي
يُستخدم العلاج النفسي بشكل رئيس في حالات الخوف، لكن قد يحتاج المريض إلى مساعدة الأدوية، التي تخفّف القلق وأعراض الهلع أثناء نوبات الخوف، وتُستخدم الأدوية عادةً في بداية العلاج، واستخدامها يُجرى على مدة قصيرة، خاصةً في المراحل الأولى الصعبة، كما يُستخدَم في حالات معينة؛ مثل: ركوب الطائرات. ومن الأدوية التي تُساعد في تجاوز الخوف الأنواع التالية:[٤][٥]
- حاصرات بيتا، تُثبّط هذه الأدوية تأثير الأدرينالين المحفز للجسم، الذي يسبب زيادة في سرعة النبض، وارتفاع ضغط الدم، ورجفة الصوت والأطراف، إذ إنّ الجسم يفرز الأدرينالين عند الشعور بالخوف أو التوتر.
- المهدئات، هي مجموعة من الأدوية تحتوي على بنزوديازيبين، وهي مادة تساعد في الاسترخاء عن طريق تقليل القلق، لكن يجب الحذر عند استخدام هذا النوع من الأدوية؛ فقد تُسبب الإدمان، ولا يُنصَح بها لمن سبق إدمانهم على الكحول أو المخدرات.
- مضادات الاكتئاب، يصف الطبيب من مضادات الاكتئاب الأنواع التالية:[٥]
- مثبطات امتصاص السيروتونين؛ التي تزيد مستوى السيروتونين في الدماغ، وتؤدي إلى تحسين المزاج، وقد تسبب هذه الأدوية ظهور بعض الآثار الجانبية في بداية العلاج؛ مثل: الإصابة بالغثيان، واضطرابات في النوم، والشعور بالصداع.
- مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين؛ عند تناول هذا الدواء قد تظهر بعض الآثار الجانبية في بداية العلاج؛ مثل: الشعور بالدوخة، واضطراب في المعدة، والأرق ، والشعور بالصداع ، ويجب على الشخص تجنب أنواع معينة من الطعام.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات؛ مثل: كلوميبرامين. وتتضمن الآثار الجانبية الأولية الشعور بالنعاس، وعدم وضوح الرؤية، والإصابة بالإمساك، ووجود صعوبة في التبول، وعدم انتظام ضربات القلب، وحدث جفاف في الفم.
المراجع
- ^ أ ب Andrea Wodele and Matthew Solan (19-7-2017), "Phobias"، www.healthline.com, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ Lisa Fritscher (19-9-2019), "How Different Factors Cause Certain Phobias"، www.verywellmind.com, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ "Symptoms", www.nhs.uk, Retrieved 30-8-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "Specific phobias", www.mayoclinic.org, Retrieved 30-8-2018. Edited.
- ^ أ ب Yvette Brazier (20-12-2017), "Everything you need to know about phobias"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-10-2019. Edited.