أسباب الغفلة عن ذكر الله

كتابة:
أسباب الغفلة عن ذكر الله

أسباب الغفلة عن ذكر الله

الغفلةُ داءٌ خطير إذا اعترى الإنسان وتمكّن منه لم يشتغل بطاعة الله وذكره وعبادته، بل يشتغل بالأمور المُلهية المِبعدة عن ذكر الله، وهي من أسباب الخذلان والهلاك في الدنيا والآخرة،[١] ومن الأسباب التي توصل العبد إلى الغفلة ما يأتي:[٢]

  • الجهل بالله -تعالى-، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، ودينه، قال الله -تعالى-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).[٣]
  • الإعراض واتباع الهوى يسبّبان سد أبواب الهداية وفتح أبواب الغواية، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ* مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ* لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ).[٤]
  • المعاصي والذنوب من أعظم أسباب الغفلة وهذا ظاهر في قوله -تعالى-: (كلا بَلْ ۜ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ* كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ).[٥]
  • صحبة الغافلين وجلساء السوء، فقد نهى الله عن طاعة من أغفل قلبه عن ذكر الله، فقال -سبحانه وتعالى-: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).[٦]
  • التفريط في الصلوات وتضييع صلاة الجماعة، لحديث عبدالله بن عباس، وابن عمر -رضي الله عنهم-: أنهما سمعا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ).[٧]

آيات التحذير من الغفلة في القرآن

الغفلة هي غيبة الشيء عن بال الإنسان وعدم تذكره له،[٨] وقد ورد عدد من الآيات في القرآن تحذّر من الوقوع في الغفلة، ومنها:

  • قال -تعالى-: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْينٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ)،[٩] إذ وضّحت الآية أنهم يملكون وسائل الإبصار، لكنهم لم ينتفعوا بها، فهم في غفلتهم أشد ضلالاً من الأنعام.
  • قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)،[١٠] أظهرت الآية جزاءَ من يغفل عن ذكر الله وآياته وهو النار.
  • قال -تعالى-: (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)،[١١] بينت الآية أن العلم في الدنيا لا ينفع صاحبه إذا صاحبه غفل عن الآخرة؛ فمعيار القرآن من العلم هو العلم بالله والآخرة.

علاج الغفلة عن ذكر الله

إن الغفلة والبعد عن ذكر الله يؤدي إلى مخاطر كثيرة، ويفقد الإنسان المعنى الأسمى من خلقه وهو عبوديته لله، لذا لا بد من الحرص على التقرب من الله والبعد عن الغفلة ومما يساعد في ذلك:[٢]

  • العلم: وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، فمن عرف الله أحب قربه، وكره الغفلة.
  • مجالس الذكر علاج لغفلة القلوب؛ لحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (إذا مررتُم برياضِ الجنَّةِ فارتعوا قالوا وما رياضُ الجنَّةِ قال حِلَقُ الذِّكرِ).[١٢]
  • التوبة والاستغفار.
  • كثرة تعريض القلب للقرآن من خلال قراءته وسماعه وتدبره.
  • الدعاء والتضرع إلى الله.

المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 366. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، الغفلة، صفحة 27-34. بتصرّف.
  3. سورة الزمر، آية:9
  4. سورة الأنبياء، آية:1-3
  5. سورة المطففين، آية:14-15
  6. سورة الكهف، آية:28
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:865، صحيح.
  8. أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من االكلمات الملقاة، صفحة 337. بتصرّف.
  9. سورة الأعراف، آية:179
  10. سورة يونس، آية:7
  11. سورة الروم، آية:7
  12. رواه الالباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3510، خلاصة حكم المحدث حسن.
10441 مشاهدة
للأعلى للسفل
×