أسباب النصر
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى النّصر، بيانها فيما يأتي:[١][٢]
- الإيمان وقوّة العقيدة: فهو المُقوِّم والسّبب الأوّل للنّصر، فقد ذكره الله -تعالى- قبل الاستخلاف، وهو مُقدّمٌ عليه، لقولهِ -تعالى-: (وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ)،[٣] ولذلك ربط الله -تعالى- بين الإيمان والنّصر؛ فهو الذي يولِّد عند الإنسان الثِّقة بخالقه، والاعتزاز به، وهو الذي يُعزِّز الجانب المعنويّ في تحقيق النَّصر، ويُحفّز الطاقات.
- العبادة: تُعدُّ العبادة أحد أسباب النّصر؛ لأنَّها تُقوِّي الصِّلة بين العبد وخالقه، وتُعينهُ على التذلُلِ له، والعبادةُ تشمل جوانب الحياة كُلها، وكُلّ عملٍ يقوم به الإنسان مخلصاً فيه لله.
- القيادةُ الحكيمة وحسن التّدبير: لذلك اهتم الإسلام بالقيادة، وجعلها من ضروريات الحياة، كما قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)،[٤] ويجبُ على القائد التحلّي بصفاتٍ مُعيّنة تؤهلهُ للقيادة؛ كالإرادة القويّة، والقُدرة على تحمّل المسؤولية.
- الإعداد: سواءً من حيث الجانب الماديّ أو المعنويّ، لِقولهِ -تعالى-: (وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّـهُ يَعلَمُهُم وَما تُنفِقوا مِن شَيءٍ في سَبيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لا تُظلَمونَ)،[٥] وهذا الإعداد قيّدهُ الله -تعالى- بالاستطاعة، وأن يكون عامّاً يشمل كُلّ ما يُتقوّى به على العدو، وأن يكون هذا الإعداد لردع الأعداء وإخافتهم، فيخاف العدو مواجهة المُسلمين ويحذر منهم.
- الشورى: وهو مبدأ قرّره النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في مُشاورتهِ لأصحابه في مُختلف المعارك والغزوات.
- الصّبر: لِقولهِ -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)،[٦] وقد ربط الله -تعالى- في كثيرٍ من الآيات بين الصبر والنصر.
- الثبات: لِقولهِ -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا لَقيتُمُ الَّذينَ كَفَروا زَحفًا فَلا تُوَلّوهُمُ الأَدبارَ* وَمَن يُوَلِّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أَو مُتَحَيِّزًا إِلى فِئَةٍ فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّـهِ وَمَأواهُ جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصيرُ)،[٧] وهو أحد العوامل المعنويّة المهمّة في النصر.
- التأييد الألهي: وهذا التأييد لا يكون إلّا للمؤمنين الذين يأخُذون بأسباب النّصر؛ كالتخطيط، والإعداد، فقد أيّد الله -تعالى- الصّحابة الكرام في غزوة بدر بإنزال المطر، وإنامتهم -أي جعلهم ينامون-؛ حتى تطمئن نفوسهم، وكذلك أيّدهم بالملائكة، والسَّكينة.
- الثِّقة بالله -تعالى-: والتوكُّل عليه، واللجوء إليه بالدعاء، مع الأخذ بأسباب النّصر، إضافةً إلى الإيمان التّام بأنّ النّصر من عند الله -تعالى- وحده، لِقولهِ -تعالى-: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)،[٨] بالإضافة إلى ما ورد في سورة الأحزاب من صدق المؤمنين في توكُّلهم وإيمانهم بربهم في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا* إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا).[٩]
- تقوى الله -تعالى- والابتعاد عن المعاصي: بالإضافة إلى الاستعانة بالله دائماً.[١٠] والاستقامة على دين الله -تعالى-، وخاصةً المُجاهدين والدُّعاة، لِقولهِ -تعالى-: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)،[١١] فينصُر الله -تعالى- من ينصُر دينه ونبيّه، ويستقيم على أمرهِما.[١٢]
السنن الإلهية للنصر
إنّ للنَّصر العديد من السُّنن الإلهيّة التي وضعها الله في الكوْن، فيما يأتي ذكرها:[١٣]
- النّصر من الله -تعالى- وحده، وهذه القاعدة الأُولى من قواعد النّصر، وقد أضاف الله -تعالى- النَّصر إليه في الكثير من الآيات، كقولهِ -تعالى-: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ)،[١٤] وبِالمُقابل نفى الله -تعالى- النّصر عن غيره مما يُعبد من دونه، أو من أيِّ أحدٍ سواه؛ كتأييد الله -تعالى- لعباده المؤمنين في غزوة بدر، إشارةً منه إلى أنَّ النّصر منه ومن عنده وحده -عزّ وجل-.[١٥]
- النّصر وعدٌ إلهيّ لا يتحقّق إلّا بمشيئة الله -تعالى- وإراداته، وينبغي الإيمان بذلك واعتقاده، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)،[١٦] وهذه المشيئة مُرتبطةٌ بِشروطٍ والتزاماتٍ من المُسلمين؛ حتى يتحقّق النّصر لهم، فيجبُ عليهم الوفاء بها؛ كالإيمان والتقوى، وكذلك نصرهم لدينه وشرعه، وغير ذلك من أسباب النّصر، وجاءت العديد من هذه الالتزمات صراحةً في قولهِ -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).[١٧][١٨]
- النّصر له تضحياتٌ وثمنٌ، فالنصر لا يتحقّق من غير مُقابل؛ كالصبر، لِقولهِ -تعالى-: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ).[١٩]
- الإيمان بأنّ الأسباب الماديّة وحدها لا تكفي لتحقيق النّصر، مع عدم التقليل من أهمية ذلك أيضاً.
عوائق النصر
إنّ للنّصر العديد من العوائق التي تقف أمام تحقيقه، منها ما يأتي:[٢٠][٢١]
- عدم تحقيق الأسباب المؤدّية إلى النّصر، وهي التي تمَّ ذكرها في فيما سبق.
- المعاصي والذّنوب، وهي من الأسباب الرئيسيّة المؤديّة للهزيمة، وقد ذكر الله -تعالى- في بعض الآيات السّبب من إهلاكه للأُمم السّابقة، كما ورد في قوله -تعالى-: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ)،[٢٢] فالمعاصي والذنوب تؤدي إلى العذاب والهلاك.
- التنازُع والتّفرقة؛ ولذلك حثَّ الإسلام على الوحدة، والتَّعاون، والتَّماسك بين أفراد المُجتمع المُسلم، لِقولهِ -تعالى-: (وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم).[٢٣]
- الاغترار بعدد الأعداء، وقد ذكر الله -تعالى- بُطلان هذه الفكرة، وعالجها عند الصَّحابة الكرام في قوله -تعالى-: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).[٢٤]
- البَطَر والرِّياء، مما يُساعد على الاعتماد على النّفس، والقِوى الماديّة، مع تناسي أنّ النَّصر من عند الله -تعالى- وحده.
- انتشار النِّفاق والمُنافقون في صفوف المسلمين، وذلك من خلال إحباطهم وتثبيطهم للمؤمنين وعزائمهم.
- حُبُّ الدُّنيا، ومُخالفة الأوامر الشرعيّة، وظهر ذلك في غزوة أُحد عند مُخالفة الرُّماة لأمر النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وكذلك يوم حُنين عندما أُعجب المؤمنين بكثرتهم، وقد ورد ذلك في قولهِ -تعالى-: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ* ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ* ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).[٢٥][٢٦]
- عدم وُضوح الهويَّة الإسلاميّة، فالنَّصر من الله -تعالى- يكون بتطبيق شرعه، ولا بُدَّ أن يكون ذلك واضحاً في الأُمّة.
- التَّرف والرُكون إلى الدُنيا، لِقولهِ -تعالى-: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)،[٢٧] وهذه النُقطة تقود إلى نقطةٍ أُخرى وهي ترك الجِهاد، نتيجةً للترف والانغماس في الدُنيا، والابتعاد عن الإعداد والأخذ بأسباب النّصر.
- عدم وجود القُدوات من المسلمين، وموالاة الأعداء، مع الشُعور بالإحباط واليأس، بالإضافة إلى تولية بعض المناصب لغير أهلها من ذوي الكفاءة والقُدرة، وغياب الشورى.
المراجع
- ↑ عبد اللطيف حسن محمد مرشود (2007)، النصر والهزيمة دراسة قرآنية، نابلس - فلسطين: جامعة النجاح الوطنية، صفحة 116-138. بتصرّف.
- ↑ صالح بن طه عبد الواحد (1428 هـ)، سُبُل السَّلام مِن صَحيح سيرة خَير الأنَامِ عَليه الصَّلاة وَالسَّلام (الطبعة الثانية)، السعودية: مكتبة الغرباء، صفحة 13-15، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية: 55.
- ↑ سورة النساء، آية: 59.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 60.
- ↑ سورة البقرة، آية: 153.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 15-16.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 9-10.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 9-10.
- ↑ محمد زينو (1418 هـ)، توجيهات إسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 131-132، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية: 40-41.
- ↑ سعيد القحطاني (1421 هـ)، فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (الطبعة الأولى)، السعودية: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 429-430، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبد اللطيف مرشود (2007)، النصر والهزيمة دراسة قرآنية، نابلس - فلسطين: جامعة النجاح الوطنية، صفحة 169-177. بتصرّف.
- ↑ سورة النصر، آية: 1.
- ↑ محمد حجازي (1413 هـ)، التفسير الواضح (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار الجيل الجديد، صفحة 811، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية: 51.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 45-46.
- ↑ أحمد غلوش (2003)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 474. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 214.
- ↑ عبد اللطيف مرشود (2007)، النصر والهزيمة دراسة قرآنية، نابلس - فلسطين: جامعة النجاح الوطنية، صفحة 139-155. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني، التتار من البداية إلى عين جالوت، صفحة 4-13، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 6.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 46.
- ↑ سورة البقرة، آية: 249.
- ↑ سورة التوبة، آية: 25-27.
- ↑ صالح بن طه(1428 هـ)، سُبُل السَّلام مِن صَحيح سيرة خَير الأنَامِ عَليه الصَّلاة وَالسَّلام (الطبعة الثانية)، السعودية: مكتبة الغرباء، صفحة 15-16، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 16.