أسباب الوهن العضلي

كتابة:
أسباب الوهن العضلي

يعد الوهن العضلي من الاضطرابات العصبية العضلية التي تصيب العضلات الإرادية في الجسم، فما هي أسباب الوهن العضلي؟

الوهن العضلي والمسمى بالوهن العضلي الوبيل (Myasthenia gravis) أو الشديد هو أحد الاضطرابات التي تسبب ضعفًا شديدًا في عضلات الجسم الهيكلية، والذي بدوره يسبب مجموعة من الأعراض المرهقة، وفي هذا المقال سنوضح أهم أسباب الوهن العضلي، وأبرز المعلومات عنه:

أسباب الوهن العضلي

يعد الوهن العضلي من اضطرابات المناعة الذاتية التي تحدث نتيجة قيام الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة تقوم عن طريق الخطأ بمهاجمة بعضًا من أجزاء الجسم السليمة.

وبذلك يعد إنتاج الأجسام المضادة الناتجة عن خلل في الجهاز المناعي من أهم أسباب الوهن العضلي، حيث تقوم هذه الأجسام بإعاقة أو منع إرسال الإشارات العصبية إلى العضلات الإرادية، مثل: عضلات الأطراف، والعيون، والوجه محدثًا بذلك قلة وصول الإشارات العصبية للعضلات والذي يتسبب بضعفها وإرهاقها.

وعلى الرغم من عدم وضوح أسباب الخلل أو الاضطراب في الجهاز المناعي، إلا أنه تم ربطه باضطرابات الغدة الزعترية (Thymus gland) وهي إحدى أنواع الغدد التي تقع في أعلى الصدر والتي تشكل جزءًا من الجهاز المناعي.

حيث يعتقد أن هذه الغدة تقوم بزيادة تصنيع تلك الأجسام المضادة التي تتسبب في إحداث خلل في آلية وصول الإشارات العصبية إلى العضلات، إضافة إلى ذلك وجد أن معظم المرضى المصابين بالوهن العضلي يعانون من تضخم الغدة الزعترية، وفي بعض الآخر قد يتطور الأمر إلى الإصابة بالورم التوتي (Thymoma).

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالوهن العضلي

يمكن أن ينشأ مرض الوهن العضلي لدى الكبار والصغار من كلا الجنسين، ولكنه قد يحدث بشكل شائع بين النساء الأقل من 40 عامًا، والرجال الأكبر من 60 عامًا.

وعلى الرغم من أنه ليس معديًا، إلا أنه في حالات نادرة قد تنتقل الأجسام المضادة من الأم الحامل المصابة بالوهن العضلي إلى وليدها، وتسمى هذه الحالة وهن عضلات الوليد، وعادة تكون حالة مؤقتة يمكن علاجها وشفائها في غضون ثلاثة أشهر بعد الولادة.

بصورة عامة لا تعد العوامل الوراثية من المسببات الأساسية للوهن العضلي، ومع ذلك قد ينشأ المرض في أكثر من فرد من نفس العائلة.

إضافة قد يكون أحد أسباب الوهن العضلي مشكلات جينية نادرة، والتي تتسبب بحالة تدعى متلازمة الوهن العضلي الخلقية (Congenital myasthenic syndrome).

مضاعفات الوهن العضلي

قد يسبب الوهن العضلي العديد من المضاعفات الخطيرة أو المهددة للحياة، وتشمل هذه المضاعفات ما يأتي:

1. نوبة الوهن العضلي (Myasthenic crisis)

نوبة الوهن العضلي وهي حالة خطيرة ومهددة للحياة والتي تحدث نتيجة ضعف شديد في العضلات المسؤولة عن التنفس، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة عملية التنفس والحاجة إلى العناية الطبية الطارئة.

2. مضاعفات أخرى

تشمل المضاعفات الأخرى التي يمكن أن تحدث للأشخاص المصابين بالوهن العضلي:

  • أورام الغدة الزعترية غير الخبيثة.
  • أمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل: مرض الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • اضطرابات الغدة الدرقية، والتي قد تشمل قصورالغدة الدرقية أو فرط نشاطها.

تشخيص الوهن العضلي

بعد معرفة أسباب الوهن العضلي الوبيل، من الضروري معرفة كيفية تشخيص هذه المشكلة، وذلك لأن ضعف العضلات يعد عرض شائع للعديد من الاضطرابات الأخرى.

وبصورة عامة يمكن تشخيص مرض الوهن العضلي من خلال إجراء ما يأتي:

  • أخذ المعلومات المتعلقة بالتاريخ الطبي للمريض ونوعية الأعراض التي يعاني منها.
  • فحص بدني للعضلات والأعصاب، لتقييم مدى شدة ضعف العضلات.
  • فحص الإيدروفونيوم (Edrophonium) ويسمى أيضًا فحص التنسيلون هو فحص دوائي يتم إجراؤه من خلال حقن المريض بمادة كلوريد الإيدروفونيوم وذلك لتقييم مدى تحسن الأعراض لديه (إذا تحسنت الأعراض قليلًا بعد حقن الدواء، ذلك يعني أن الشخص مصاب بالوهن العضلي).
  • تخطيط كهربائية العضلات (Electromyography)، يقيم هذا الفحص مدى الفعالية الكهربائية بين الأعصاب والعضلات.
  • التحفيز المتكرر للأعصاب، ويتم من خلال تطبيق نبضات كهربائية على العضلات المصابة لتقييم قدرة الأعصاب على إرسال الإشارات للعضلات.
  • فحص الدم للتحقق عما إذا كان يوجد أجسام مضادة غير طبيعية.
  • فحوصات أخرى، مثل: التصوير الطبقي المحوسب للكشف عن وجود أورام الغدة الزعترية، واختبارات وظائف الرئة في حال وجود مشكلات تنفسية، واختبار كمادات الثلج في حال وجود مشكلة تدلي الجفون.

علاج الوهن العضلي

على الرغم من عدم وجود سبل علاجية شافية لمشكلة الوهن العضلي الوبيل، إلا أنه يمكن السيطرة عليه، حيث توجد بعض العلاجات التي من شأنها قد تخفف أو تحسن من أعراض وعلامات المرض.

وبشكل عام يعتمد علاج الوهن العضلي على عمر المريض ومدى شدة المرض وسرعة تفاقمه، وتتلخص طرق العلاج المتاحة للوهن العضلي بالآتي:

  1. العلاج بالأدوية الفموية أو الوريدية لتحسين أعراض ضعف العضلات.
  2. استئصال الغدة الزعترية جراحيًا.
  3. تغير نمط الحياة، عن طريق الابتعاد عن المحفزات التي قد تثير الأعراض، مثل: الابتعاد عن الإجهاد، والإرهاق، والتوعك الصحي، وتفادي استعمال بعض الأدوية مثل أدوية الاكتئاب التي قد تزيد من المشكلة سوءًا.
3569 مشاهدة
للأعلى للسفل
×