محتويات
مفهوم الحديث الضعيف
يُطلق الحديث الضعيف على الحديث الذي فقد واحداً أو أكثر من شروط صحة الحديث التي وضعها علماء الحديث، وقال السيوطي في تعريف الحديث الضعيف؛ بأنه ما لم يجمع شروط الحديث الصحيح أو الحسن، وقد اتبع في ذلك القول ابن الصلاح.[١]
أسباب انتشار الأحاديث الضعيفة
تُعد الأحاديث الضعيفة من أعظم الأسباب المؤدّية إلى الخلل والانحراف في عقيدة الفرد، وعليه فمن الواجب على المسلم أن يُعرِض عنها، ولا يقوم أحداً من الدعاة والمعلمين بنقلها إلّا في معرض البيان أنّها أحاديث ضعيفة، وذلك للحذر منها، كما لا يجوز الاحتجاج بها.[٢]
أسباب ذكرها في المصنفات
قام المصنفين في علوم الحديث بذكر الأحاديث الضعيفة في مصنفاتهم، وقد بحث المعاصرين في الأسباب التي دعتهم إلى ذكرها، فقاموا بجمع هذه الأسباب بأربعة أسباب على النحو الآتي:[٣]
- ذكرها من باب معرفة من قام بتخريجها، وذلك من أجل تعريف الناس بضعفها ليحذروا منها ويتجنبوا الاحتجاج بما ورد فيها.
- التعرّض لمواضع الضعف فيها، والأسباب التي أدّت إلى ردّها.
- اللجوء إلى الأحاديث الضعيفة إلى لم يكن في الموضوع حديث سوى الحديث الضعيف، ولم يرد الحديث إلّا بالرواية الضعيفة.
- قد يُذكر الحديث الضعيف في معرض ذكر جميع الروايات المتعلقة بالحديث أو الباب المعين.
أسباب انتشارها بين الناس
يعود سبب انتشار الأحاديث إلى الأسباب الآتية:[٤]
- قلّة عدد العلماء في العصر الحديث.
- انتشار دور الطباعة والتأليف التي تقوم بنشر الآلاف من الكتب غير الدقيقة بمضمونها، والتي تتضمن الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
- كثرة استشهاد الخطباء والوعّاظ والعلماء بالأحاديث الضعيفة، مما يؤدي إلى كثرة سماعها لدى العامة فيألفونها، ويظنون أنّها صحيحة ويقومون بنقلها كذلك.
خطورة انتشار الأحاديث الضعيفة
إن انتشار الأحاديث الضعيفة بين الناس يؤدّي إلى العديد من المضار والآثار السلبية، منها ما يأتي:[٥]
- عدم قبول الناس للروايات الصحيحة بعد سماعها؛ ذلك أنّ الروايات الضعيفة متضمنة للأجور المبالغ فيها والتي تُشجّع المسلم على اتباع ما ورد فيها ابتغاء تحصيل الأجر، ثمّ تأتي الأحاديث الصحيحة متضمنة أسلوب الترهيب والعقاب، فينفر منها الناس.
- تجرّ المسلم إلى الوقوع في الكفر البواح والصريح، كالأحاديث التي تدعو مثلاً إلى الانتفاع بالحجارة، فالحجر لا يضر ولا ينفع، وإن اعتقد الإنسان بنفعه وضره فقد كفر.
- ذكر أهل الحديث بما لا يليق بهم، من خلال رواية الأحاديث الموضوعة والضعيفة ونبستها إليهم، وهم في الحقيقة أشد خوفاً من الله ولا يمكن أن ينسبوا مضامين هذه الأحاديث وما ورد فيها إلى الله، تعالى الله عمّا يقولون.
- نشر العلم غير الثابت وغير المؤكد بين الناس وتعليمهم إياه، فمنها ما يتضمن مثلاً حديثاُ يُسهّل تثبيت القرآن وحفظه، وهو لا أصل له من الصحة، فإذا عرفه الناس أقبلوا عليه، وقد لا يحصل ما أراده ممّا يؤدّي على عدم ثقته بكلام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
المراجع
- ↑ يوسف الداودي (1432)، مَنْهجُ الإمَامِ الدَّارَقطنِي في نقدِ الحديث في كِتَابِ العِلَّل (الطبعة 1)، ناقص :دار المحدثين، صفحة 226. بتصرّف.
- ↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 260، جزء 46. بتصرّف.
- ↑ راوية جابر (2018)، المصطلحات الحديثية بين الاتفاق والافتراق، جدة :جامعة الملك عبد العزيز، صفحة 285-286. بتصرّف.
- ↑ شحاتة صقر ، دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ، مصر :دار الفرقان/ دار الخلفاء الراشدين ، صفحة 10-11، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ شحاتة صقر ، دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ، مصر :دار الفرقان/ دار الخلفاء الراشدين ، صفحة 11-16، جزء 2. بتصرّف.