ما هي أهم أسباب انعدام الأمن الغذائي؟
يُشير مفهوم الأمن الغذائي (بالإنجليزية: Food security) إلى القدرة المادية والاجتماعية على تأمين الغذاء الكافي والآمن اللازم لتلبية الاحتياجات الغذائية للأفراد في العالم؛ وبالتالي تحقيق حياة نشيطة وصحية،[١] ويُمكن أن يؤدي انعدام الأمن الغذائي إلى مشكلات صحية خطيرة.[٢]
ومن أبرز أسباب انعدام الأمن الغذائي في البلدان المختلفة، ما يأتي:
عدم امتلاك الأراضي الزراعية
ينتج الغذاء بواسطة الأرض، وبالتالي تُشكّل الأراضي الزراعية مصدرًا أساسيًا لإنتاج المحاصيل الغذائية، وبما أنّ معظم الناس لا يمتلكون الأراضي الزراعية، ويصعب عليهم استئجار الأراضي الصالحة للزراعة لما يترتّب عليها من تكاليف، فإنّ عدم امتلاك الأراضي الزراعية سببًا لانعدام الأمن الغذائي.[٣]
الاستيلاء على الأراضي الزراعية
يُمكن أن ينتج انعدام الأمن الغذائي عن استيلاء المستثمرين أو الحكومات على الأراضي الزراعية التي تعود ملكيتها إلى بعض العائلات ، والجماعات، والأفراد من المجتمع المحلي.[٣]
ويكون الاستيلاء غالبًا لاستخراج الموارد الطبيعية منها أو زراعة المحاصيل من أجل التصدير؛ ممّا يؤدي إلى حرمان المجتمع المحلي من زراعة الأراضي وتأمين الغذاء، وبالتالي انتشار الفقر، والجوع، وعدم الاستقرار الاجتماعي.[٣]
الحروب والصراع
تؤثر الحروب، والصراعات السياسية، وأعمال العنف في الأمن الغذائي؛ ففي معظم المناطق المتنازع عليها يرتفع معدل انعدام الأمن الغذائي، مثل: الصومال، وجنوب السودان في قارة إفريقيا، وسوريا في منطقة الشرق الأوسط.[٢]
وقد تأثر الإنتاج الزراعي فيها بشكل كبير منذ بدء النزاع المسلح، حيث تعرّض ما يصل إلى 5.5 مليون فرد سوري لانعدام الأمن الغذائي في عام 2018 م وِفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة،[٣] إلى جانب ذلك، يؤثّر التمييز العنصري في بعض الدول على الأمن الغذائي للأفراد.[٢]
قوانين التجارة غير العادلة
تتسبب قوانين التجارة غير العادلة التي تتعامل بها الشركات الكبيرة مع المزارعين إلى انعدام الأمن الغذائي؛ فهي لا تُعطيهم المال الذي يستحقونه مقابل إنتاجاتهم، ويؤثّر الأمر بالتحديد في فئة المزارعين الذين ليس لديهم دخل ثابت، حيث يتقاضون أجورًا قليلةً ومردودًا ماليًا ضعيفًا مقابل عملهم في المزارع.[٣]
النمو السكاني المتزايد
يتزايد النمو السكاني في العالم كل يوم نتيجة زيادة معدل المواليد مقارنة بمعدل الوفيات، وهناك علاقة بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي، إذ إنّ الأولى تعتبر سببًا لانعدام الأمن الغذائي نتيجة قلّة الموارد الغذائية مقارنة بعدد السكّان.[٣]
الوقود الحيوي
ينتج الوقود الحيوي من النباتات مثل الذرة وقصب السكر، وهو يستخدم لمواجهة مشكلة تغير المناخ؛ حيث تُزرع الأراضي لتوفير تلك النباتات، وبالتالي ستُحوَّل المزارع لإنتاج هذه النباتات بغرض الحصول على الوقود الحيوي مما يُقلل من مجموع الحبوب المزروعة لغرض الغذاء، إلى جانب ذلك، فإنّ قلة وجود هذه الحبوب يؤدي إلى رفع سعرها في السوق المحلي.[٣]
كما أنّ زيادة الطلب على الوقود الحيوي تقضي على الغطاء النباتي (الغابات) في بعض البلدان، مثل: ماليزيا وإندونيسيا، والذي بدوره يؤدي إلى تغير المناخ، وحدوث الفيضانات وتدمير المحاصيل؛ مما يؤثر في الأمن الغذائي.[٣]
الكوارث الطبيعية
تسهم الكوارث الطبيعية مثل الجفاف، والفيضانات، والأعاصير، والعواصف في تدمير المحاصيل، مما يؤثر في الأمن الغذائي خصوصًا بالنسبة لسكان الريف الذين يعتمدون بشكلٍ أساسي على عملية زراعة المحاصيل.[٣]
تغير المناخ
يُشير مفهوم تغيّر المناخ إلى ظاهرة عالمية تتلخص بتحوّل المناخ على كوكب الأرض من حيث درجة الحرارة، وتساقط الأمطار والرياح، والتي تنتج جميعها عن الأنشطة البشرية.[٤]
وهذا التغير المناخي يؤثّر بشكلٍ أساسي في عملية الزراعة، بسبب اختلاف مواعيد هطول الأمطار، والجفاف الناتج عن ندرة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، وقلة المياه العذبة؛ بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، وحدوث العواصف والأعاصير، مما يؤدي في النهاية إلى انعدام الأمن الغذائي.[٣]
هدر الطعام
تهدر كميات كبيرة من الطعام الصالح للأكل في عديد من دول العالم المتقدمة في كل عام بما يقارب 1300 مليار كغم، كما أنّ مستوى الاستهلاك في بعض تلك الدول أقل من مستوى الإنتاج؛ بالتالي يتم التخلص من الأطعمة الزائدة، حيث يجب الانتباه لذلك واتباع طرق للاستفادة من بقايا الطعام.[٣]
بالمقابل فإنّ بعض الدول النامية تعاني من نقص الغذاء والجوع، ومؤخرًا في ظل جائحة فيروس كورونا استُنزفت أعدادًا هائلة من الأغذية بعد إغلاق المنشآت، مثل: المطاعم والمحلات التجارية.[٣]
يوجد نوعان من الطعام المهدر وفقًا لخدمة البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهما كالآتي:[٥]
- الطعام الصالح للأكل
وهو الذي لم يتم تناوله في المنازل أو المحلات التجارية، والمحاصيل الزراعية في الحقول، والأطعمة الفاسدة التي لم تُستهلك.
- بقايا الطعام المستهلك
وهي الأطعمة التي يتم التخلص منها؛ بسبب اللون أو المظهر، وبقايا الأطعمة في الأطباق الغذائية المستهلكة.
سيطرة الحيتان على السوق
تسيطر الشركات الزراعية الكبيرة المُصدِّرة للمواد الغذائية على السوق، وبالتالي يُعاني صغار المزارعين من تسويق منتجاتهم الغذائية، وبيع تلك المنتجات بأسعار لا تحقق الربح الجيد، حيث تتحكم تلك الشركات في الأسعار عبر استهداف العملاء الانتقائيين جدًا.[٣]
أمْوَلة الطعام
يُشكّل الغذاء سلعة ثمينة ومتداولة في الأسواق العالمية، ويتسبّب ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية الناتج عن الطمع في تحقيق ربح أعلى إلى أزمة كبيرة وطويلة، وبالتالي استمرار الجوع، ونقص التغذية وانعدام الأمن الغذائي.[٣]
الفقر والبطالة
يتسبّب تراجع الاقتصاد في بعض الدول إلى البطالة، وفقدان الوظائف في كثير من الأحيان، وبالتالي انعدام الدخل، وانتشار الفقر؛ مما يؤدي إلى عدم القدرة على تأمين الغذاء،[٣] ويسهم عدم توفر مساكن قليلة التكلفة إلى انعدام الأمن الغذائي؛ للاضطرار إلى دفع تكاليفها بدلًا من الحصول على الغذاء.[٢]
المراجع
- ↑ "Food security and why it matters", Australian Centre for International Agricultural Research, Retrieved 17/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Hunger and Food Insecurity", feedingamerica, Retrieved 17/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض "What is Food Insecurity?", conserve-energy-future, Retrieved 17/11/2021. Edited.
- ↑ "Climate Change: Meaning, Definition, Causes, Examples And Consequences", youmatter, 27/4/2020, Retrieved 17/11/2021. Edited.
- ↑ "The Problem of Food Waste", foodprint, Retrieved 17/11/2021. Edited.