محتويات
الثقة بالنفس
إنّ الثقة بالنفس تنطوي على الاعتراف الحقيقيّ وايمان الشخص بنفسه أنّه انسان لديه الحق في أن يحترمه الآخرون؛ لأنّه بشر بغض النظر عن الأسباب الأخرى، ويرتبط مفهوم الثقة بالنفس بمفهوم تأكيد الذات الذي يكون بأن يحصل الفرد على كامل حقوقه دون التعدّي على حقوق الآخرين بأسلوب يتناسب مع طبيعة الموقف، فإنّ الشخص الذي لديه الثقة بالنفس لديه أسلوب انفعالي لفظي وغير لفظي يتناسب مع المواقف ويحصل به على ما يريد دون الشعور بالدونيّة، وهذا عكس انعدام الثقة بالنفس التي يشعر بها الفرد بالدونية في أغلب المواقف الاجتماعية، وإن أسباب انعدام الثقة بالنفس متعددة تجعل من علاج هذه المشكلة أمرًا صعبًا في بعض الأحيان.
أعراض انعدام الثقة بالنفس
إنّ مشكلة انعدام الثقة بالنفس مشكلة عميقة جدًا، وتظهر بسهولة على تصرفات وشكل الفرد في المواقف الاجتماعية حتّى مع نفسه وأفكاره ومن الأعراض التي ترافق الشخص منعدم الثقة بالنفس ما يأتي:[١]
- السلوك الانسحابي: إنّ انعدام الثقة بالنفس تسبّب صعوبة في إقامة علاقات انسانية طبيعية ومستمرّة، ومثل هؤلاء يصعب عليهم مواجهة ضغوط الحياة اليوميّة ومتطلباتها فيميلون للانسحاب من المواقف الاجتماعية.
- القلق: يكون في الخوف والقلق والتوتر من النجاح في المهمة الموكلة إليه، فهو لا يؤمن بأنه يستطيع إتمام المهام أو أنّه حتّى لو أكمل المهمة لن تكون في المستوى المطلوب فيقضي أيامه بالقلق والتوتر والاضطراب.
- مفهوم ذات متدنٍ: ويدرك الفرد نفسه إنه غير مناسب وفاشل وغير متقّبل من الناس، ويعتقد أن الناس أفضل منه ولا يؤمن بفوزه أبدًا.
- السلبية: وتتمثّل السلبية بأن الفرد لا يتوقع حدوث أيّ شيء جيد بل يتوقع الأسوء دائمًا، وأيضًا الحديث السلبي الداخلي الدائم بينه وبين نفسه والصاق تهمة أنّه منعدم الثقة بالنفس طوال الوقت.
- الاعتمادية والاتكالية:قد يميل الفرد إلى الاعتماد على الآخرين في إنجاز المهام؛ نظرًا أنه لا يرى نفسه كفؤ للقيام بها أو الخوف من إفساد الأمر.
آثار انعدام الثقة بالنفس
الثقة بالنفس مهمة جدًا في الحياة؛ فهي العجل المحرك لسلوكاتنا الصحية وانعدامها يسبب آثار على حياة الفرد من آثار نفسية وسلوكية واجتماعية ومن الآثار المترتبة على انعدام الشخصية كالآتي:[٢]
- الاكتئاب: ويعدّ اضطراب الاكتئاب من اضطرابات المزاج التي ترافق العديد من المشكلات مثل مشكلة انعدام الثقة بالنفس، ويترتب على هذا الاكتئاب الشعور بالحزن والسوداوية والقلق من المستقبل، وإن الاكتئاب يمرّ في مراحل عديدة، وتكون المرحلة الأخيرة بالإقدام على الانتحار، وهنا لا بدّ من التدخل العلاجي مع الفرد.
- خلل في الوظائف الاجتماعية: فإنّ البيئة الاجتماعية تحاصر الفرد من كل مكان في المدرسة أو العمل أو المنزل وانعدام الثقة بالنفس يؤدي إلى خلل في كل هذه الوظائف الاجتماعية، وقد يجد الفرد نفسه يجد صعوبة في الاستمرار في عمل معين لمدة زمنية طويلة فيغير عمله من وقت لوقت أو يختار عملًا لا يتحمل به أعباء كثيرة؛ لأنّه يحمل فكرة أنّ هذا العمل البسيط هو الذي يناسبه.
أسباب انعدام الثقة بالنفس
إنّ بالحديث عن انعدام الثقة بالنفس لا بدّ من التطرق للحديث عن أسباب انعدام الثقة بالنفس وأصول هذه المشكلة التي تسبب كل تلك الآثار والأعراض على الفرد وحياته ومن أسباب انعدام الثقة بالنفس:[٣]
- خبرات الماضي: إن من أسباب انعدام الثقة بالنفس تجارب الماضي المؤلمة؛ فالفشل بأمر مهم في الحياة الأكاديمية كالرسوب أو الزواجية كالطلاق أو في العمل كالطرد يؤدي للشعور بعد الكفاية، ويبدأ الشخص بالشك في نفسه، وكلما امتد هذا الفشل يستمر الشك ويمتدّ للشك في القيام بعمل أي شيء آخر، فتترك هذه التجربة الفاشلة أثرًا لا يمحى ويسمح الفرد لها بالتأثير على حاضره ومستقبله.
- أساليب التنشئة الخاطئة: إنّ مِن أهمّ أسباب انعدام الثقة بالنفس هي ميل بعض الآباء للحرص على قيام أبنائهم بأعمالهم بمثاليّة تامّة، وهذا الأمر الذي لا يستطيع فعله الطفل، ويميل الآباء في هذه الحالة للصراخ على الطفل ونعته بمسميات تجعل الشك في ذاته يتعمق ويلتصق، فيصبح الشخص مليء بالشكوك الداخلية حول نفسه ومقدرته على القيام بالأمور الموكلة إليه وأيضًا من أساليب التنشئة الخاطئة الحماية الزائدة والقيام بأعمال طفل بدلًا عنه وهذا يولد لدى الطفل الشك في إمكانيته من القيام بتلك الأعمال وهذا يؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس.
- وجود إعاقة: إن من أسباب انعدام الثقة بالنفس هي وجود إعاقة عند الفرد تجعله يشعر أنه أقل من الآخرين وأن الآخرين أفضل منه ويرجع هذا أيضًا إلى كيفية تربية الطفل ذو الاحتياجات الخاصة منذ الطفولة، فالقيام بأعماله خوفًا عليه يولد ويؤكد لديه شكوكه بنفسه وإيمانه بأنه لا يشبه الآخرين.
كيفية استعادة الثقة بالنفس
إنّ إيمان الفرد بحقيقة أنّه أقلّ من الآخرين هي السبب الرئيس من أسباب انعدام الثقة بالنفس، وإنّ تغيير هذه الفكرة هو الحلّ الأمثل فإن الفرد يمسك هذه الفكرة، ويجعل منها حقيقة مطلقة تقيده، وإنّ تغيير الأفكار يكمن بالتجريب وإعطاء فرصة لنفسك بالفشل والنجاح وعدم إصدار الأحكام المطلقة من الفرد على نفس أو على طفله، ويمكن دحض هذه الأفكار من خلال الحوار المنطقي مع الذات والتجربة المنطقية لقدرات الفرد وتقبل الاختلاف، ويجب على الفرد فَهم وتحطيم عادة الاتكال فيجب على الفرد القيام بأعماله بنفسه، وعلى الأمّ أن تجعل طفلها يقوم بأعماله والسماح له بالخطأ مرّات عديدة حتّى يصل للنجاح من دون إلصاق، أي نعت يجعله يشك في قدرته على النجاح.[٤]
المراجع
- ↑ مصطفى القمش، خليل المعايطة (2013)، الاضطرابات الانفعالية والسلوكية، عمان-الأردن: دار المسيرة، صفحة 53،57،59،60،61. بتصرّف.
- ↑ مصطفى القمش، خليل المعايطة (2013)، الاضطرابات الانفعالية والسلوكية ، عمان-الأردن: دار المسيرة، صفحة 272. بتصرّف.
- ↑ د.ابراهيم الفقهي (2007)، الثقة والاعتزاز بالنفس، مصر: الحياة للدعاية والإعلان، صفحة 3،4،5. بتصرّف.
- ↑ روبرت أنتوني (2010)، الأسارار الكاملة للثقة التامة بالنفس (الطبعة الثالثة)، المملكة العربية السعودية: مكتبة جرير، صفحة 9،10،20. بتصرّف.