أسباب تضخم القلب عند الأطفال هل فقر الدم يؤدي إليه؟

كتابة:
أسباب تضخم القلب عند الأطفال هل فقر الدم يؤدي إليه؟

ما هو تضخّم القلب؟

تضخّم القلب هو حالة مرضية متراوحة في الشدة بين خفيفة أو شديدة، تتمثّل بتوسع البطين الأيسر للقلب، أو زيادة حجم خلايا عضلة القلب، وزيادة سماكة جدران البطينين، ولا يُعدّ تضخّم القلب مرضًا بحدّ ذاته، وإنما هو عرضًا للعديد من الأمراض المرتبطة بالقلب، والمشكلات الصحية الأخرى، إذ يكون تضخّم القلب في بعض الحالات بسيطًا ومؤقتًا، ويزول بمجرد معالجة السبب الكامن وراء حدوثه، وقد يكون تضخمًا شديدًا ودائمًا، يتطلّب علاجًا طبيًا لمنع حدوث أضرار جسيمة للقلب، وتشمل العلاجات التي تعتمد على الأسباب الرئيسية لحالة تضخّم القلب الأدوية، والجراحة، وتغيير نمط الحياة.[١]


أسباب تضخم القلب عند الأطفال: هل فقر الدم يؤدي إليه؟

نعم، إذ تُعدّ أمراض القلب والشرايين أحد أكثر المظاهر السريرية شيوعًا لدى المصابين بفقر الدم بأنواعه المختلفة، كفقر الدم المنجلي، فقد أظهرت العديد من الدراسات أنّ تضخّم البطين الأيسر هو حالة شائعة لدى مرضى فقر الدم المنجلي، والذي يُصبح أكثر وضوحًا بعد العقد الثاني من العمر، وبالرغم من هذه النتائج، إلّا أنّ بعض الدراسات وجدت أنّ بعض الأنواع من الأدوية المستخدمة لعلاج حالة فقر الدم، مثل الهيدروكسي يوريا (Hydroxyurea) يمكن أن تُساعد في تقليل الإصابة بتضخّم القلب، وقد يكون عاملاً وقائيًا لدى مرضى فقر الدم من تطوير تضخّم القلب.

كما وجدت دراسة أخرى ارتباط حالات فقر الدم الناجمة عن سوء التغذية أو نقص الحديد مع اعتلال عضلة القلب الثانوي، الذي يتسبّب بتضخّم القلب، وعليه فإنّ الأطفال الذين يُعانون من فقر الدم، أو الأطفال المعرّضين للإصابة بفقر الدم يحتاجون إلى رعاية خاصة، وزيارات دورية للطبيب؛ لتشخيص الحالة، وتحديد الأسباب الكامنة وراء حدوث فقر الدم، ومعالجتها أو السيطرة عليها منعًا لتطوّر الحالة، والتسبّب بمضاعفات صحية أخرى، كتضخّم القلب، وغيرها.[٢][٣]


لم قد يصاب الأطفال بتضخم القلب؟

بالرغم من وجود العديد من حالات تضخّم القلب لدى الأطفال التي تكون مجهولة السبب، كالحالات التي تكون خلقية، تأتي مع الطفل منذ الولادة، إلّا أنّ هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي تلعب دورًا فعّالاً في تطوّر حالة تضخّم القلب عند الطفل، ومن أهم هذه الأسباب والعوامل ما يلي:[٤][٥]


العوامل الوراثية

تُعّدّ العوامل الوراثية أحد أكثر العوامل المرتبطة بحالات تضخّم القلب لدى الأطفال، كما صُنّفت العديد من أنواع تضخّم الكلى كأمراض وراثية، تنتقل من الآباء إلى الأطفال، كحالات اعتلال عضلة القلب الضخامي، الذي يُعدّ من الاضطرابات الوراثية الشائعة، إذ يمكن أن تُصيب طفل واحد من بين كل 500 طفل تقريبًا، فقد تمّ تحديد ما يُقارب 100 طفرة جينية في 10 جينات تقريبًا، وعليه فإن وجود حالة سابقة من تضخّم القلب بين أفراد العائلة، تزيد من خطر الإصابة به لدى الأطفال.

ارتفاع ضغط الدم

لا سيّما حالات ارتفاع ضغط الدم التي تُترك دون علاج، أو التي لا يُسيطر عليها لفترة طويلة من الوقت، كما أنّ الأطفال الذين يمارسون رياضيات التحمُّل والتي تستدعي إجهاد القلب معرضين أيضًا لتضخمه.

العيوب الخلقية

وهي عيوب فلبية يولد الطفل بها، والتي تشمل ما يلي:[٦]

  • عيب الحاجز الأذيني الفاصل بين الغرفتين العلويتين للقلب.
  • عيب الحاجز البطيني الفاصل بين غرفتي القلب السفليتين.
  • تضيق الشريان الأبهر.
  • ثقب في الشريان الأبهر.
  • شذوذ إبشتاين (Ebstein’s anomaly)

اعتلال عضلة القلب

هو أحد أنواع أمراض القلب المتقدمة، والذي يتضمّن عدة أنواع، وغالبًا ما تتسبّب أنواع مرض اعتلال عضلة القلب تضخّم عضلة القلب أو تلفها، وكلما زاد الضرر الذي يحدث، يصبح القلب أضعف، وأقل قدرة على ضخ القلب، ويوجد العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة باعتلال عضلة القلب عند الأطفال، بما في ذلك بعض الأسباب غير المفهومة تمامًا، وتشمل الأسباب الشائعة ما يلي:[٦][٧]

  • اضطرابات التمثيل الغذائي، أو أمراض الميتوكوندريا، أو الاضطرابات الجهازية التي تؤثر على أجزاء أخرى من الجسم غير القلب.
  • العوامل الوراثية.
  • العدوى الفيروسية.
  • تلف أعضاء الجسم الأخرى.
  • استخدام أدوية العلاج الكيميائي



هل يؤثر تضخم القلب عند الأطفال على صحتهم العامة وتحصيلهم الدراسي؟

على الرغم من أنّ مشكلةتضخّم القلب قد تكون خطيرة في بعض الحالات، إلّا أنّ الآثار الصحية تختلف اختلافًا كبيرًا بين الأطفال المصابين، إذ يختلف مسار المرض، ووقت حدوثه، وشدّته وآثاره الصحية بشكل كبير بين المصابين، حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، وغالبًا ما تكون أعراض تضخم القلب خفيفة، أو معدومة حتى أواخر مرحلة الطفولة أو سنوات المراهقة، فيعيش الطفل حياة طبيعية، دون أي تأثير على صحته العامة، أو تحصيله الدراسي، لتبدأ بعض الأعراض التي تختلف بشدّتها بالظهور، مثل ضعف القدرة على التحمّل، مع ضيق في التنفس، وألم في الصدر أثناء ممارسة الأنشطة اليومية، فبشكلٍ عام، غالبًا ما يكون خطر حدوث مشاكل أو مضاعفات خطيرة منخفضًا جدًا طالما ظل التضخم خفيفًا، كما قد ساهمت العلاجات الطبية المتوفرة في تحسين الأعراض، وتحقيق نتائج علاج ممتازة.[٤]



هل يشفى الطفل المصاب بتضخم القلب؟

تتوفّر العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن استخدامها لمعالجة بعض حالات تضخّم القلب لدى الأطفال، والتي تعتمد على المسببات والحالات الكامنة وراء حدوثه، إذ يوجد العديد من الحالات التي يمكن فيها معالجة الحالة، وشفاء الطفل تمامًا، كالحالات الناجمة عن أمراض الرئة، أو اضطرابات الغدة الدرقية، وغيرها، إلّا أنّ هناك بعض الحالات التي تفتقد للإرشادات العلاجية الواضحة، كحالات تضخم القلب الناجمة عن مرض السكري (اعتلال عضلة القلب السكري)، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ البدء بعلاج حالات تضخم القلب في مراحلها المبكرة تُساعد في معالجة الحالة القابلة للعلاج، وقد يمنع أو يؤخر ضعف القلب الحاد.[٨]



المراجع

  1. "What to know about cardiomegaly", medicalnewstoday, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  2. "Left ventricular hypertrophy in children, adolescents and young adults with sickle cell anemia", ncbi, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  3. "Profound Iron Deficiency Anemia and Irreversible Dilated Cardiomyopathy in a Child", hindawi, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Hypertrophic Cardiomyopathy in Children", mottchildren, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  5. "What is Hypertrophic Cardiomyopathy (HCM)?", cincinnatichildrens, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "What Causes an Enlarged Heart (Cardiomegaly) and How’s It Treated?"، healthline، اطّلع عليه بتاريخ 24/5/2021. Edited.
  7. "Cardiomyopathy in Children & Teens", healthychildren, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  8. "Pediatric cardiomyopathies: causes, epidemiology, clinical course, preventive strategies and therapies", ncbi, Retrieved 24/5/2021. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×