محتويات
أسباب تيسير الزواج
إن الزواج رزق من الله -عز وجل- ولا بدّ للمسلم أن يعلم أن الرزق يسعى وراء صاحبه، ولن تموت نفس إلا بعد استحقاقها الرزق الذي كتبه الله لها، ففي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي ، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها ، فاتَّقوا اللهَ ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ)،[١][٢] ومن أسباب تيسير الزواج للرجل والمرأة على حد سواء ما يأتي:
تقوى الله وطاعته
إن تقوى الله تعالى والحرص على طاعته سبب لجلب الرزق ونيله، أما المعصية فهي سبب لجلب الفقر، والزواج رزق من الله تعالى، فلا بدّ للباحث عن الزواج والساعي له أن يلزم طاعة الله عزّ وجلّ وعدم عصيانه، قال -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)،[٣] وقال صلى الله عليه وسلم: (وإنَّ العبدَ ليحرمَ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ).[٤]
الإلحاح في الدعاء
يعد الإلحاح في الدعاء والإصرار في الطلب من أهم ما تجلب الحاجات، وتستجاب فيه الدعوات، ففي الدعاء معاني التوكل على الله عزّ وجلّ والخضوع إليه، وهو من أعظم العبادات التي يحبّها الله تعالى، فقال في كتابه: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)،[٥]لذلك فإن على العبد أن يدعو الله -تعالى- بما في قلبه مستحضرا قرب الخالق -سبحانه- وقدرته وذلك امتثالا لقوله -تعالى- : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).[٦]
كثرة الاستغفار
يعد الاستغفار والإكثار منه من أسباب البركة في الرزق وزيادته، وقد وعد الله تعالى عباده بذلك، فقال: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).[٧]
فإذا غفر الله له ذنبه واتقى الله -سبحانه وتعالى- كان من فوائد ذلك أن الله -تعالى- يجعل له من أمره يسراً ويرزقه من حيث لا يحتسب كما قال الله -تبارك وتعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)،[٨] وقوله -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).[٣][٩]
الاستعفاف وموجباته
إن من أهم أسباب تيسير الزواج أن يكون المسلم عفيفاً، مبتعداً عن الفواحش والمعاصي، خاصة إذا توفرت الأسباب والدواعي لها، ويسهل الوصول إليها،[١٠]وقد وعد الله -سبحانه- من يسعى للزواج قاصدا العفة لنفسه بأن يعينه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (ثلاثةٌ كلُّهم حقٌّ على اللَّهِ عزَّ وجلَّ : عونُهُ المُجاهدُ في سبيلِ اللَّهِ ، والنَّاكحُ الَّذي يريدُ العفافَ ، والمُكاتبُ الَّذي يريدُ الأداءَ).[١١]
أهمية الزواج
يعد الزواج ضرورة من ضرورات الحياة لتهدأ النفس وتنشغل بالعبادة والعمل وإعمار هذا الكون، حيث جعل الله -تعالى- الزواج عبادة، وللزواج فوائد كثيرة منها: إنجاب الولد، والتحصن من الشيطان، وترويح النفس وإيناسها.[١٢]
قال -تعالى- : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )،[١٣] فقوله -سبحانه- أزواجا لتسكنوا إليها، ولم يقل: لتسكنوا معها، فهو دليل على أن الزواج سكن واستقرار وراحة بال.[١٤]
والزواج من سنن الأنبياء والمرسلين، وهو ما حث عليه نبينا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).[١٥]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:2085، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 351. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة الطلاق، آية:2-3
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:4245، صحيح.
- ↑ سورة غافر، آية:60
- ↑ سورة البقرة، آية:186
- ↑ سورة نوح، آية:10-11
- ↑ سورة الطلاق، آية:3
- ↑ ابن عثيمين، فتاوى نور على الدرب للعثيمين، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ محمد الدويش، دروس الشيخ محمد الدويش، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3120، حسن.
- ↑ أحمد بن عبد العزيز الحمدان، دليل مكتبة المرأة المسلمة، صفحة 131. بتصرّف.
- ↑ سورة الروم، آية:21
- ↑ أمة الله بن عبد المطلب، رفقا بالقوارير نصائح للأزواج، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1400، حديث صحيح.