محتويات
المرارة
المرارة عضو صغير يقع تحت الكبد على الجانب الأيمن من الجسم، ووظيفة المرارة تخزين وتوزيع العصارة الصفراوية، وهي سائل يساعد على هضم الدهون الموجود في الأطعمة، وتتصل المرارة بالجهاز الهضمي عبر القنوات، حيث تساعد هذه القنوات على حمل العصارة الصفراوية والمساعدة في هضم الطعام، وتمر هذه العصارة عبر العضلة العاصرة لتصل إلى القناة الصفراوية في الأمعاء الدقيقة حيث تقوم هناك بالاختلاط مع الطعام لهضمه، وينتقل جزء آخر من هذه العصارة من الكبد للمرارة عبر قناة تسمى القناة الكيسية ليتم تخزينها هناك، وتصاب المرارة بالعديد من الأمراض كحصى المرارة، وفي هذا المقال سيتم التعرف على أعراض وأسباب حصى المرارة بالإضافة إلى عوامل الخطر والأنواع، التشخيص، المضاغفات، العلاج والوقاية من هذا المرض.[١]
حصى المرارة وأنواعها
حصوات المرارة لا تعد حجارة كما يعتقد البعض، ولكن هي عبارة عن قطع من مواد صلبة تتكون في المرارة، وقد لا يتم اكتشاف هذه الحصوات إلا عندما يحدث انسداد للقنوات الصفراوية مسببةً للألم الذي يحتاج إلى علاج فوري، وهناك نوعان رئيسيان من حصى المرارة، وهذان النوعان هما كالآتي:[٢]
- حصى الكوليسترول: وهي الأكثر شيوعًا من حصى المرارة، حيث تمثل 80% من المصابين بحصى المرارة، وتكون عادةً ذات لون أصفر أو أخضر.
- الحصى المصبوغة: الحصى المصبوغة أو ما تسمى بالحصى الملونة وهي أصغر حجمًا وأغمق من حصى الكوليسترول، وتتكون من البيليروبين الذي يأتي من العصارة الصفراء، والعصارة الصفراء عبارة عن سائل يصنع في الكبد ويتم تخزينه في المرارة.
أسباب حصى المرارة
حصى المرارة المتكونة من الكوليسترول تشكل حوالي 80% من الإصابات في حين أن الحصة المتكونة من البيليروبين وأملاح الكالسيوم والتي تسمى بالحصى المصبوغة تشكل 20% فقط وتعد أسباب حصى المرارة غير معروفة، ولكن هناك بعض الأمور الأخرى التي يمكن أن تسبب هذا المرض، وتشمل بعض أسباب حصى المرارة على كل مما يأتي:[٣]
- احتواء العصارة الصفراوية على الكثير من الكوليسترول: يمكن أن تؤدي نسبة زيادة الكوليسترول في العصارة الصفراوية إلى تكون حصى الكوليسترول، وبالتالي تعد أحد أسباب حصى المرارة، وقد تتطور هذه الحصوات إذا كان الكبد يصنع كوليسترول بنسبة أكبر من الذي تذوبه العصارة الصفراوية.
- احتواء العصارة الصفراوية على الكثير من البيليروبين: البيليروبين عبارة عن مادة كيميائية تنتج عندما يقوم الكبد بتدمير كريات الدم الحمراء القديمة، وفي بعض الحالات يتم إنتاج البيليروبين عند تلف الكبد أو الإصابة ببعض اضطرابات الدم، والذي يؤدي إلى إنتاج البيليروبين بشكل أكثر مما يجب، وبالتالي يتعذر على المرارة تكسير البليروبين الزائد ويعد هذا من أسباب حصى المرارة الصبغية.
- امتلاء المرارة بالعصارة الصفراوية: امتلاء المرارة بالعصارة الصفراوية يعد من أسباب حصى المرارة، حيث إن زيادة تركيز العصارة الصفراوية في المرارة وعدم القدرة على إفراغها يؤدي إلى تشكل هذه الحصوات.
عوامل خطر الاصابة بحصى المرارة
هناك العديد من أسباب حصى المرارة، وبالإضافة إلى تلك الأسباب هناك العديد من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بهذه الحصى، وهناك أشخاص آخرين معرضين للإصابة بهذا المرض أكثر من غيرهم، وتشمل عوامل الخطر للإصابة بمرض حصى المرارة على كل مما يأتي:[٤]
- الأشخاص الذين فقدوا الكثير من وزنهم في الفترة الأخيرة.
- يعد فقدان الوزن بشكل سريع ثم استعادة هذا الوزن من عوامل تكون حصى المرارة عند الرجال.
- النساء اللاتي يستخدمن موانع الحمل الفموية أكثر عرضة للإصابة بحصى المرارة من غيرهم.
- النساء اللاتي يخضعن لأخذ جرعات عالية من هرمون الإستروجين.
- قد تكون العوامل الجينية أحد أسباب حصى المرارة، وتزيد أيضًا من تطور هذه الحصوات.
- النساء أكثر عرضة للإصابة بحصى المرارة من الرجال.
- الأشخاص الذين تكون كمية الدهون الغذائية عالية لديهم.
- كبار السن الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 60 عام.
- العِرق، حيث يعد الهنود الحمر الأمريكيين أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذا المرض.
- الأشخاص الذين يتناولون أدوية لخفض الكوليسترول.
- الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.
- أحد الوالدين مصاب بحصى المرارة.
- قلة النشاط البدني أو انعدامه.
- النساء بعد الحمل والولادة.
- التاريخ الطبي العائلي.
أعراض وجود حصى المرارة
معظم الأشخاص الذين يعانون من مرض حصى المرارة لا تظهر عليهم أي علامات أو أعراض، وتسمى هذه الحالة بحصى المرارة الصامتة التي لا تتطلب أي علاج، ولكن في أحيان أخرى تظهر بعض العلامات والأعراض عند تطور المرض، وتشمل هذه الأعراض على كل مما يأتي:[٥]
- تحدث الآلام كل بضعة أيام أو أسابيع أو أشهر.
- يبدأ الألم بعد 30 دقيقة من تناول وجبة غذائية دهنية.
- يكون الألم شديد ويمكن أن يستمر من ساعة إلى خمس ساعات.
- يكون الألم على الكتف الأيمن أو على الظهر.
- ألم يحدث في الليل وقد يوقظ المصاب من النوم.
- الإصابة بالغثيان والقيء.
- ألم يجعل المريض يرغب في الحركة بحثًا عن الراحة كالاستلقاء على الظهر.
- عسر الهضم والتشجؤ والإحساس بنفخة في البطن.
- الإصابة بمرض اليرقان وهو اصفرار الجلد و ابيضاض العينين.
- عدم القدرة على تحمل تناول الأغذية الدهنية.
- الإصابة بالحمى.
تشخيص حصى المرارة
يقوم الطبيب بعمل فحص بدني يتضمن فحص العينين والبشرة لتحديد التغيرات في اللون، ويعد الجلد الأصفر وابيضاض العينين من علامات اليرقان الذي يكون سببه وجود البيليروبين في الجسم، بالإضافة إلى قيام الطبيب بعمل اختبارات أخرى للبحث عن أسباب حصى المرارة، وتشمل هذه الاختبارات على كل مما يأتي:[٣]
- اختبار التصوير باستخدام الموجات الفوق صوتية: يعد التصوير باستخدام الموجات الفوق صوتية أفضل طريقة لتأكيد الإصابة بحصى المرارة، وذلك عن طريق أخذ عدة صور للبطن، ويمكن أيضًا أن تظهر هذه التقنية وجود أي تشوهات مرتبطة بالتهاب المرارة الحاد.
- اختبار التصوير باستخدام الأشعة المقطعية: يتم فحص البطن عن طريق التصوير باستخدام الأشعة المقطعية والتي تعطي صور للكبد ومنطقة البطن.
- اختبار التصوير باستخدام النويدات المشعة: التصوير باستخدام النويدات المشعة يستغرق ساعة كاملة، حيث يقوم الأخصائي بحقن مادة مشعة في وريد المصاب، حيث تنتقل هذه المادة عبر الدم إلى الكبد والمرارة، ويكشف هذا الفحص عن ما إذا كانت أسباب حصى المرارة هي الإصابة أو انسداد القنوات الصفراوية.
- اختبارات الدم: يقوم الطبيب بطلب اختبارات الدم التي تقيس كمية البيليروبين في الدم، وتساعد هذه الاختبارات أيضًا على تحديد مستوى وظائف الكبد.
- التصوير باستخدام المنظار: عند استخدام تقنية التصوير بالمنظار يتم استخدام كاميرا صغيرة بالإضافة إلى الأشعة السينية لفحص المشاكل الموجودة في القنوات الصفراوية أو البنكرياس، ويساعد هذا الإجراء في البحث عن حصى المرارة العالقة في القناة الصفراوية.
علاج حصى المرارة
لا يحتاج معظم المصابين بحصى المرارة الذين لا تظهر عليهم أي أعراض إلى علاج، ولكن الأشخاص الذين يعانون من وجود أعراض يجب علاجهم بشكل فوري، وتعد معرفة أسباب حصى المرارة مهمة للمساعدة في الحصول على أفضل النتائج العلاجية، وتشمل العلاجات لمرض حصى المرارة على كل مما يأتي:[٦]
- استئصال المرارة بالتنظير البطني: عندما يتم علاج حصى المرارة لأكثر من مرة قد تستمر بالظهور، وقد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالة المرارة، ويجب التنويه أنه بعد إزالة المرارة تتدفق العصارة الصفراوية مباشرةً من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة بدلًا من تخزينها في المرارة، وليس هناك خوف من العيش بدون المرارة لأنها لن تؤثر على القدرة على هضم الطعام.
- أدوية تساعد في إذابة حصى المرارة: يجب تحديد أسباب حصى المرارة لتحديد الدواء المناسب، فقد تساعد بعض الأدوية التي يتم تناولها عبر الفم على إذابة حصى المرارة، ولكن هذه الأدوية تستغرق مدة طويلة لإذابة هذه الحصوات، ويمكن أن تتكون الحصى مرة أخرى عند توقف أخد هذه الأدوية.
علاج حصى المرارة بالأعشاب والعلاجات الأخرى
يجب تشخيص ومعرفة أسباب حصى المرارة ليتم علاجها بشكل دقيق ولمنع مضاعفاتها الخطيرة، حيث يمكن علاج حصى المرارة بطرق أخرى غير تقليدية عن طريق بعض الأعشاب وبعض العلاجات والتدابير الأخرى، وتجدر الإشارة إلا أنه لا يوجد دراسات تؤكد على فعالية هذه العلاجات، ويشمل علاج حصى المرارة بالأعشاب والعلاجات الأخرى على كل مما يأتي:[٧]
- استخدام عصير التفاح وخل التفاح: عصير التفاح يخفف من حصوات المرارة، ويتم أيضًا خلط عصير التفاح مع خل التفاح لتطهير المرارة.
- عشبة الهندباء: يتم استخدام الهندباء لعلاج مشاكل المرارة والكبد والقناة الصفراوية، حيث يعتقد أن جذور الهندباء المرة تعمل على تحفيز إنتاج العصاة الصفراوية في المرارة، ويجب التنويه إلى أن على الأشخاص المصابين بالعديد من الأمراض كأمراض المرارة وأمراض الكلى باستشارة الطبيب قبل تناول هذه العشبة.
- عشبة السلبين المريمي أو الخرفيش: يتم استخدام عشبة السلبين المريمي لإزالة السموم من الكبد والمرارة، ويجب على مرضى السكر والحساسية ومرضى السرطانات الحساسة للهرمونات استشارة الطبيب قبل استخدام هذه العشبة.
- عشبة الليزيماكيا النقدية: عشبة الليزيماكيا النقدية هي عشبة صينية تقليدية شعبية تساعد على التخلص من حصى المرارة، وعندما يكون أحد أسباب حصى المرارة هو تراكم الكوليسترول تفيد هذه العشبة في علاجه.
- عشبة الخرشوف: قد تساعد عشبة الخرشوف المرارة في وظيفتها، حيث تحفز على إنتاج العصارة الصفراوية وبالتالي التخفيف من حصى المرارة، وتعد مكملات مستخلص الخرشوف مفيدة جدًا.
- عشبة السيلليوم: هي عبارة عن عشبة مكونة من ألياف قابلة للذوبان مشتقة من بذور نبتة الربلة، وتفيد هذه العشبة القلب والبنكرياس ومناطق أخرى من الجسم، وتعد هذه العشبة مفيدة عندما تكون أسباب حصى المرارة هي تراكم الكوليسترول.
- تطهير المرارة: تطهير المرارة من أكثر العلاجات شيوعًا لحصى المرارة، ويمكن تطهير المرارة عن طريق تناول مزيج من عصير التفاح والأعشاب وزيت الزيتون لمدة تتراوح ما بين اليومين والخمسة أيام، ويعد هذا النظام غير آمن لمرضى السكري وللأشخاص الذين لا يستهلكون الطعام أثناء عملية التطهير.
- زيت الخروع: لا توجد دراسات تؤكد فاعلية استخدام زيت الخروع لتفتيت الحصى ، ولكن طريقة استعمال زيت الخروع لعلاج الحصى تكون عن طريق وضع قطعة من القماش في زيت الخروع الدافئ، ومن ثم وضع هذه القطعة على البطن ووضع زجاجة ماء ساخن فوقها وتركها لمدة ساعة.
- استخدام الإبر الصينية: يخفف استخدام الإبر الصينية أعراض حصى المرارة، ولكن لا يعالج هذه الحصوات.
- اليوغا: يعتقد البعض أن بعض أشكال اليوغا تعالج حصى المرارة، على الرغم من عدم وجود دراسات تدعم هذه الإدعاء
الوقاية من حصى المرارة
معرفة أسباب حصى المرارة وأنواعها تساعد على الوقاية من تكونها، كما وتساعد معرفة أسباب حصى المرارة على علاج هذه الحصوات، وهناك بعض النصائح والإرشادات التي يجب اتباعها للوقاية من هذا المرض، وتشمل هذه النصائح والإرشادات على كل من ما يأتي:[٨]
- عدم تخطي وجبات الطعام: حيث إن الالتزام بأوقات الوجبات الغذائية يوميًا يساعد على التقليل من تكون حصى المرارة، ويمكن للصيام أن يزيد من تكون هذه الحصوات.
- محاولة فقد الوزن ببطء: إذا كان الشخص بحاجة إلى إنقاص وزنه، فيجب عليه ممارسة المشي البطيء، لأن فقدان الوزن بشكل سريع يزيد من خطر تكون حصى المرارة، لذلك ينصح بفقد ما بين النصف كيلوغرام إلى الكيلوغرام بشكل أسبوعي.
- الحفاظ على الوزن الصحي: يجب السعي دائمًا للحصول على وزن صحي ومناسب، وذلك لأن السمنة تزيد من خطر الإصابة بحصى المرارة، ويمكن أيضًا أن ثؤثر السمنة على زيادة الكوليسترول وهو أحد أسباب حصى المرارة، ويمكن تقليل الوزن أو الحفاظ عليه عن طريق تقليل عدد السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص وزيادة النشاط البدني، ويجب التنويه على أنه بمجرد الوصول للوزن الصحي يجب الحفاظ عليه عن طريق اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية.
مضاعفات حصى المرارة
هناك العديد من المخاطرالصحية والمضاعفات التي قد تصيب مرضى حصى المرارة، لذلك يجب علاج هذه الحصى بشكل دقيق وبشكل مناسب أو تجنب أسباب حصى المرارة، وتشمل المخاطر الصحية والمضاعفات التي قد تصيب مرضى حصى المرارة على كل مما يأتي:[٨]
- التهاب المرارة: عند استقرار حصى المرارة في عنق المرارة ينتج التهاب المرارة، حيث يمكن أن يسبب التهاب المرارة الألم الشديد والإصابة بالحمى
- انسداد القناة الصفراوية المشتركة: يمكن أن تعمل الحصى على سد القنوات التي تتدفق من خلالها العصارة الصفراوية من المرارة إلى الكبد إلى الأمعاء الدقيقة.
- انسداد القناة البنكرياسية: القناة البنكرياسية هي أنبوب يمتد من البنكرياس إلى القناة الصفراوية المشتركة، حيث تتدفق العصارة البنكرياسية التي تساعد في الهضم عبر هذه القناة، ويمكن أن تسبب حصوات المرارة انسداد في هذه القناة، وهذا الانسداد قد يؤدي إلى التهاب البنكرياس، حيث يسبب هذا الالتهاب ألم شديد ومستمر في البطن، وعادةً ما يتطلب الأمر دخول المستشفى لتلقي العلاج المناسب.
- سرطان المرارة: الأفراد المصابون بحصى المرارة لأكثر من مرة معرضون للإصابة بسرطان المرارة، ولكن يعد سرطان المرارة نادر وضئيل.
المراجع
- ↑ "Gallstones", www.clevelandclinic.org, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "Gallstones: What You Should Know", www.webmd.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Understanding Gallstones: Types, Pain, and More", www.healthline.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "Everything you need to know about gallstones", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "Gallstones", www.emedicinehealth.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "Gallstones", www.mayoclinic.org, Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ↑ "What are the natural ways to get rid of gallstones?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Gallstones", www.mayoclinic.org, Retrieved 23-10-2019. Edited.